فريدمان لبايدن وهاريس: نتنياهو ليس صديقكم ويريد الإطاحة بكم عبر التصعيد بغزة
تاريخ النشر: 4th, September 2024 GMT
قال الصحفي توماس فريدمان، إن على الرئيس الأمريكي جو بايدن ونائبته، كامالا هاريس، أن يعلما أن نتنياهو ليس صديقهما وليس صديقا لأمريكا، وسيفعل أشياء ستضر بلا شك خلال الشهرين المقبلين بصورة خطيرة في فرص انتخاب هاريس وتعزيز حظوظ دونالد ترامب.
وأوضح فريدمان بمقال في صحيفة نيويورك تايمز، ترجمته "عربي21"، أن الأكثر خزيا من جملة ما يقوم به نتنياهو، أنه "ليس صديقا للرهائن الإسرائيليين، ومقتل الستة بينما كان يطيل المفاوضات يجيب أن يوضح أنه ليس صديقا للأمريكيين بل لديه مصلحة واحدة وهي بقاؤه السياسي الفوري، حتى لو قوض بقاء إسرائيل على المدى الطويل".
ووجه كلامه للرئيس قائلا: "سيدي الرئيس، من فضلك، من فضلك أخبرني أن نتنياهو لم يخدعك، لقد أجريت محادثات متكررة معه، كل منها تليها تنبؤاتك المتفائلة حول وقف إطلاق النار الوشيك في غزة ثم يخبر أتباعه بشيء آخر".
وأشار إلى أن نتنياهو هو أحد الأسباب التي جعلته يضع هذه القاعدة حول تقارير الشرق الأوسط: "في واشنطن، يخبرك المسؤولون بالحقيقة في السر ويكذبون في العلن. في الشرق الأوسط، يكذب المسؤولون عليك في السر ويقولون الحقيقة في العلن. لا تثق أبدا بما يقولونه لك في السر وخاصة نتنياهو. استمع فقط إلى ما يقولونه في العلن لشعبهم بلغاتهم الخاصة".
ووأضاف أن "نتنياهوا كان يهمس لقادة أمريكا، في مكالماته الهاتفية، باللغة الإنكليزية أنه مهتم بوقف إطلاق النار واتفاقية الرهائن ويفكر في المقدمات الضرورية لما يسميه مبدأ بايدن، ولكن بمجرد إغلاق الهاتف يقول لقاعدته، باللغة العبرية، أشياء تتناقض صراحة مع مبدأ بايدن، لأنها تهدد مبدأ بيبي".
وتساءل: فما هو مبدأ بايدن، وما هو مبدأ بيبي، ولماذا هما مهمان؟
وأجاب قائلا إن إدارة بايدن بنت مجموعة رائعة من التحالفات الإقليمية مع شركاء يمتدون من اليابان وكوريا الجنوبية والفلبين في منطقة آسيا والمحيط الهادئ إلى الهند والخليج، وحتى حلف شمال الأطلسي في أوروبا. إنها تحالفات أمنية واقتصادية، مصممة لمواجهة روسيا في أوروبا، واحتواء الصين في المحيط الهادئ وعزل إيران في الشرق الأوسط.
وأكد أن حجر الزاوية لكل هذه التحالفات ــ المقصود منها ربط آسيا والشرق الأوسط وأوروبا ــ هو التحالف الدفاعي الذي اقترحه بايدن مع السعودية. والمفتاح للحصول على مثل هذه الصفقة من خلال الكونغرس هو موافقة السعودية على تطبيع العلاقات مع "إسرائيل".
وقال إن المفتاح لحمل السعوديين على القيام بذلك، هو موافقة نتنياهو على مناقشة، مجرد مناقشة إمكانية حل الدولتين مع الفلسطينيين يوما ما.
وأضاف: "منذ بدأت حرب غزة في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، كان فريق بايدن يحاول بحكمة دمج مبدأ بايدن مع وقف إطلاق النار في غزة واتفاق الرهائن، من خلال التأكيد على المزايا المهمة لكل من إسرائيل وأميركا: فقد يؤدي ذلك إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة، ويؤدي إلى عودة الرهائن، ويمنح الجيش الإسرائيلي المنهك وقوات الاحتياط استراحة ضرورية للغاية، لأن وقف إطلاق النار في غزة من شأنه أن يجبر حزب الله على وقف إطلاق النار من لبنان أيضا".
وتابع: "إذا وافقت إسرائيل على فتح محادثات مع السلطة الفلسطينية بشأن حل الدولتين، فسوف تمهد الطريق لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية وهو ما يشكل أصلا استراتيجيا ضخما لإسرائيل وتخلق الظروف للإمارات والمغرب ومصر لإرسال قوات حفظ سلام إلى غزة بالشراكة مع السلطة الفلسطينية المطورة، حتى لا تحتاج إسرائيل إلى احتلال دائم هناك، ويتم استبدال حماس بحكومة فلسطينية شرعية معتدلة".
وأشار إلى أن بايدن كان يخبر نتنياهو، أن "إسرائيل يمكن أن تجد شركاء عربا مستدامين لمسار آمن للخروج من غزة وتجد حلفاء عربا للتحالف الإقليمي الذي تحتاجه لمواجهة تحالف إيران الإقليمي المكون من حماس وحزب الله والحوثيين والمليشيات العراقية. وجهة نظر بايدن يجب النظر إلى أمن إسرائيل اليوم في سياق أوسع بكثير من مجرد من يقوم بدوريات على حدود غزة".
وقال فريدمان "لكن مبدأ بايدن اصطدم مباشرة بمبدأ بيبي، الذي يركز على بذل كل ما هو ممكن لتجنب أي عملية سياسية مع الفلسطينيين قد تتطلب تسوية إقليمية في الضفة الغربية، من شأنها أن تكسر التحالف السياسي لنتنياهو مع أقصى اليمين الإسرائيلي".
وأكد أنه ولهذه الغاية، "حرص بيبي لسنوات على بقاء الفلسطينيين منقسمين وغير قادرين على اتخاذ موقف موحد. لقد ضمن نتنياهو بقاء حماس كيانا حاكما قابلا للحياة في غزة من خلال، من بين أمور أخرى، وفي الوقت نفسه، فعل نتنياهو كل ما في وسعه لتشويه سمعة السلطة الفلسطينية وإذلالها ورئيسها محمود عباس، الذي اعترف بإسرائيل، واحتضن عملية السلام في أوسلو وتعاون مع أجهزة الأمن الإسرائيلية لمحاولة الحفاظ على السلام في الضفة الغربية لما يقرب من ثلاثة عقود".
وأشار إلى أن مبدأ بقاء نتنياهو أصبح أكثر أهمية بعد توجيه الاتهام إليه في عام 2019 بتهمة الاحتيال والرشوة وخيانة الأمانة. والآن يجب أن يبقى في السلطة ليبقى بعيدا عن السجن، إذا أدين.
وأوضح أنه لذلك، عندما فاز نتنياهو بإعادة انتخابه بهامش ضئيل للغاية في عام 2022، كان مستعدا للتحالف مع أسوأ الأسوأ في السياسة الإسرائيلية لتشكيل ائتلاف حاكم من شأنه أن يبقيه في السلطة. وقال إنه يتحدث عن مجموعة من المتطرفين اليهود الذين وصفهم رئيس سابق للموساد الإسرائيلي بأنهم "عنصريون فظيعون" و"أسوأ بكثير" من كو كلوكس كلان.
وبيّن أن هؤلاء المتطرفين اليهود وافقوا على السماح لنتنياهو بتولي منصب رئيس الوزراء طالما احتفظ بالسيطرة العسكرية الإسرائيلية الدائمة على الضفة الغربية، وبعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر، على غزة أيضا. "لقد أخبروا بيبي فعليا أنه إذا وافق على صفقة بايدن بين الولايات المتحدة والسعودية وإسرائيل والسلطة الفلسطينية أو وافق على وقف إطلاق النار الفوري لإعادة الأسرى الإسرائيليين والإفراج عن السجناء الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية فإنهم سيسقطون حكومته، لأن هذه الأشياء ستكون بمثابة مقدمة لتطبيق مبدأ بايدن وتسوية إقليمية محتملة في يوم من الأيام في الضفة الغربية".
وقال إن نتنياهو فهم الرسالة، "وأعلن أنه سينهي الحرب في غزة بعد أن تحقق إسرائيل نصرا كاملا، لكنه لم يحدد أبدا ما يعنيه ذلك بالضبط ومن سيحكم غزة في أعقابها. من خلال تحديد مثل هذا الهدف الذي لا يمكن تحقيقه في غزة حيث يحتل الجيش الإسرائيلي الضفة الغربية منذ 57 عاما، وكما تظهر الاشتباكات اليومية، لم يحقق نصرا كاملا على نشطاء حماس هناك فقد وضع نتنياهو الأمور بحيث يمكنه وحده أن يقرر متى تنتهي الحرب في غزة وهو ما سيكون عندما يناسب احتياجاته السياسية للبقاء. هذا بالتأكيد ليس اليوم.".
وأشار إلى إعلان نتنياهو، يوم الاثنين، أنه مستعد للتضحية بأي وقف لإطلاق النار مع حماس وإعادة الأسرى إذا كان ذلك يعني أنه يجب الاستسلام لمطالب حماس بإخلاء مواقعها العسكرية على ممر فيلادلفيا الذي يبلغ طوله 8.7 ميلا على طول الحدود بين غزة ومصر، ولكن الجيش الإسرائيلي لم يعتقد أنه مهم بما يكفي لاحتلاله حتى خلال الأشهر السبعة الأولى من الحرب.
كما أكد أن الجنرالات الإسرائيليين أخبروا نتنياهو باستمرار أن هناك العديد من الوسائل البديلة الفعالة للسيطرة على الممر الآن وأن "دعم القوات العالقة هناك سيكون صعبا وخطيرا، ويمكنهم استعادة الممر في أي وقت يحتاجون إليه والبقاء هناك يسبب بالفعل مشاكل ضخمة مع المصريين أيضا وأن نتنياهو وبالرغم من ذلك أعلن علنا يوم الاثنين أن الممر مركزي، فهو يحدد مستقبلنا جميعا".
وبيّن فريدمان أن "الأمر برمته احتيال، وكما أوضح مراسل هآرتس العسكري عاموس هرئيل، فإن ما يحدث حقا هو أن حلفاء نتنياهو من اليمين يحلمون بإعادة الاستيطان في غزة، في حين أن نتنياهو، تحت غطاء المصالح الأمنية، يحمي بشكل أساسي موقفه السياسي. إنه يقاتل من أجل سلامة ائتلافه الحاكم، والذي قد ينهار إذا تمت الموافقة على الصفقة".
وقال إن هذا هو السبب وراء ما ورد في التقارير التي تفيد بأن وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت أخبر رئيس الوزراء ومتملقيه من اليمين بأن تصويتهم يوم الخميس الماضي على "إعطاء الأولوية لممر فيلادلفيا على حساب أرواح الرهائن يشكل وصمة عار أخلاقية".
وشدد فريدمان على أن نتنياهو يعرف أن هاريس في مأزق. فإذا استمر في الحرب في غزة حتى النصر الكامل، مع المزيد من الضحايا المدنيين، فسوف يضطر هاريس إما إلى انتقاده علنا وخسارة الأصوات اليهودية أو عض لسانها وخسارة أصوات الأمريكيين العرب والمسلمين في ولاية ميشيغان الرئيسية. وبما أن هاريس ستجد صعوبة على الأرجح في القيام بأي من الأمرين، فإن هذا سيجعلها تبدو ضعيفة في نظر اليهود الأمريكيين والعرب الأمريكيين.
وقال فريدمان في مقاله: "بناء على تقاريري وكل سنواتي في مراقبة نتنياهو، فلن أتفاجأ إذا صعد فعليا في غزة بين الآن ويوم الانتخابات لجعل الحياة صعبة على الديمقراطيين الذين يترشحون لمنصب الرئاسة".
وأضاف أن نتنياهو قد يفعل هذا لأنه يريد فوز ترامب ويريد أن يكون قادرا على إخبار ترامب أنه ساعده على الفوز، "يعرف نتنياهو أن العديد من الجيل الصاعد من الديمقراطيين، معادون لإسرائيل أو على الأقل لإسرائيل التي يخلقها".
وقال فريدمان، إذا فاز ترامب، "لن أتفاجأ إذا أعلن بيبي أن انتصاره الكامل في غزة قد تحقق، ووافق على وقف إطلاق النار لاستعادة أي رهائن ما زالوا على قيد الحياة، وتمتم ببضع كلمات عن الدولة الفلسطينية في المستقبل البعيد للحصول على صفقة التطبيع السعودية الإسرائيلية وأخبر شركائه اليمينيين المتطرفين الأكثر جنونا أن يرحلوا بينما يترشح لإعادة انتخابه بدونهم، وقد يزعم نتنياهو أنه قد حقق النصر الكامل في غزة، ومع ترامب، صاغ انفتاحا تاريخيا بين إسرائيل والسعودية".
ويرى الصحفي الأمريكي، أنه في هذه الحالة "يفوز نتنياهو ويفوز ترامب وتخسر إسرائيل، لأن الوضع في غزة سيبقى على ما هو عليه الآن. وسوف تظل غزة في حالة غليان. وسوف تظل القوات الإسرائيلية تحتلها. وسوف تصبح إسرائيل دولة منبوذة أكثر من أي وقت مضى، مع رحيل المزيد والمزيد من الإسرائيليين الموهوبين للعمل في الخارج، ولكن بيبي سوف يحظى بفترة ولاية أخرى وهذا كل ما يهم".
وأضاف: "أما إذا فازت هاريس، فإن بيبي يعرف أنه يحتاج فقط إلى نقر أصابعه، وسوف تحميه جماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل في واشنطن لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية، والجمهوريون في الكونغرس من أي رد فعل سلبي، بحسب فريدمان".
وسخر فريدمان مما يقوم به نتنياهو تجاه بايدن وقال، "في يوم ما في المستقبل، سيقوم بيبي بتكريم صديقه العزيز لسنوات عديدة، الرئيس جو بايدن على شكل إقامة مستوطنة جديدة في غزة، تسمى بالعبرية جفعات يوسف، والتي تعني تلة جو".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية بايدن نتنياهو غزة غزة نتنياهو الاحتلال بايدن صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السلطة الفلسطینیة وقف إطلاق النار الضفة الغربیة أن نتنیاهو مبدأ بایدن وأشار إلى من خلال وقال إن فی غزة
إقرأ أيضاً:
مفاوضات وقف النار بين تفاؤل هوكشتاين وتواصل التصعيد الميداني
بيروت- وصل المبعوث الأميركي الخاص آموس هوكشتاين إلى بيروت صباح اليوم الثلاثاء، في إطار الجهود المبذولة للتوصل إلى وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، وذلك بعد أيام قليلة من وصول مسودة مقترحات أميركية للتسوية، رد عليها لبنان بإيجابية، مع إشارة إلى أن بعض النقاط الواردة فيها بحاجة إلى مزيد من النقاش.
ووفقا للتسريبات، تشمل مسودة الاتفاق المقترحة بين لبنان وإسرائيل 13 نقطة، أبرزها:
انسحاب حزب الله إلى شمال نهر الليطاني. وانتشار الجيش اللبناني في الجنوب، مع التأكيد على عدم إقامة مواقع جديدة للجيش في المنطقة. إلى جانب منع نقل السلاح عبر سوريا إلى الحزب.ومع ذلك، تتمسك إسرائيل بحقها في مهاجمة حزب الله في لبنان حتى بعد توقيع الاتفاق، وهو ما يرفضه لبنان بشكل قاطع، ويؤكد مفاوضوه أن أي تفاوض غير مباشر مع إسرائيل يجب أن يكون قائمًا على وقف العدوان وحماية السيادة اللبنانية بشكل كامل وغير منقوص.
ومن المتوقع أن يتجه هوكشتاين إلى إسرائيل غدًا الأربعاء للقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لمتابعة هذه الجهود.
تحت النارالتقى هوكشتاين في بيروت رئيس مجلس النواب نبيه بري في اجتماع دام نحو ساعتين، وهو الأطول من نوعه، كما التقى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.
وبعد لقائه مع الرئيس بري، صرح هوكشتاين بأن الاجتماع كان "بنّاء"، مؤكدًا التزام بلاده ببذل أقصى جهد للعمل مع لبنان وإسرائيل لإنهاء هذا الصراع، وأضاف "لقد قلصنا الفجوات، ونحن في لحظة اتخاذ القرار"، معربًا عن تفاؤله بإمكانية الوصول إلى حل قريب، ومؤكدًا بأن القرار النهائي يعود للأطراف المعنية.
وفي موازاة ذلك، استمر التصعيد العسكري الإسرائيلي، وأشار رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو إلى أن "المفاوضات تتم تحت النيران والقصف"، حيث استهدفت الغارات الإسرائيلية مناطق في بيروت خارج نطاق الضاحية الجنوبية، بما في ذلك مار إلياس ورأس النبع وزقاق البلاط، ونفذت عمليات اغتيال لمسؤولين في حزب الله، كما استمرت الغارات الجوية في البقاع والضاحية الجنوبية والجنوب، مع التركيز على تفخيخ الأحياء وتدمير المباني والتوغل البري.
من جانبه، وسّع حزب الله دائرة استهدافاته، حيث أطلق صواريخ نحو تل أبيب مساء الاثنين، في رسالة مزدوجة إلى هوكشتاين وإسرائيل، مؤكدًا قدرته على استهداف العمق الإسرائيلي.
وفي وقت لاحق من اليوم الثلاثاء، أطلق الحزب صواريخ أخرى نحو مواقع إسرائيلية في الجليل، وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بتعرض موقع عسكري للقصف من طائرة مسيرة أُطلقت من لبنان.
لقاء هوكشتاين (يسار) برئيس مجلس النواب نبيه بري اعتُبر الأطول من نوعه واستمر لمدة ساعتين (رويترز) رسائل موجّهةيشير الخبير العسكري والإستراتيجي العميد حسن جوني، إلى أن المقاومة أظهرت مرة أخرى -من خلال هجماتها الصاروخية الأخيرة على تل أبيب- قدرتها على إطلاق أنواع مختلفة من الصواريخ، وتنفيذ مناورات مفاجئة باستخدام الطائرات المسيّرة.
ورأى جوني في حديثه للجزيرة نت، أن هذه الهجمات استهدفت مناطق متفرقة وعلى مسافات متباينة، وصولا إلى تل أبيب ومحيطها الجنوبي، مما يعكس تطورا ملحوظا في إمكانياتها العسكرية، وأوضح أن التصعيد الأخير يحمل رسائل موجهة في 3 اتجاهات رئيسية:
أولا: الرد المباشر على استهداف العاصمة بيروت، لا سيما بعد الاعتداء على منطقة زقاق البلاط بذريعة وجود غرفة عمليات، والدخول في إطار جديد من التبريرات لتغطية الاعتداء بهذا الادعاء، لكن رد المقاومة جاء متوازنا، ويعكس تمسكها بمعادلة "عاصمة مقابل عاصمة"، في مواجهة محاولات فرض تغييرات على قواعد الاشتباك. ثانيا: يشكل الرد تفنيدا لادعاءات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن تدمير 80% من القدرات الصاروخية لحزب الله، مما يظهر زيف هذه الادعاءات أمام الجمهور الإسرائيلي. ثالثا: يعتبر هذا الرد رسالة تفاوضية تؤكد أن المرونة التي أظهرها الجانب اللبناني -بما فيه حزب الله- تجاه الوساطة الأميركية، ليست علامة ضعف، وإنما هي جزء من إستراتيجية تهدف إلى وقف الحرب مع الحفاظ على القوة.وشدد العميد جوني على أن المقاومة ما تزال تمتلك قدرات صاروخية متطورة، وأنها مستعدة للجوء إلى خيارات أكثر تقدما إذا لزم الأمر، كما أوضح جوني أن إستراتيجية المقاومة تقوم على توازن القوة والثبات، مع الحفاظ على مرونة تفاوضية لا تعني التراجع عن المواقف الأساسية.
تفاوض أو تصعيديرى الكاتب والباحث السياسي الدكتور علي أحمد، أن النقطة الجوهرية في المفاوضات تكمن في السؤال "هل يسعى نتنياهو لإنهاء الحرب؟"، مشيرا إلى أن تصريحات رئيس الوزراء الأخيرة تعكس رغبته في مواصلتها بدلا من إنهائها، بهدف تحقيق مكاسب إضافية.
وفيما يخص التصعيد الميداني، يوضح أحمد، في حديث للجزيرة نت، أنه جزء من العملية التفاوضية، حيث تعتبر المقاومة أن التصعيد امتداد للحرب التي شنّتها إسرائيل، فيما هي تدافع عن نفسها. ورغم وجود مفاوضات، ترى المقاومة أن الحرب لا تزال مستمرة وتتصاعد، وهو ما يتجلى في الضربات الأخيرة التي استهدفت بيروت وتل أبيب، والتي تعكس استمرار المواجهات.
ويشير أحمد أيضا إلى أن "إسرائيل تساهم في التصعيد"، مما يثير تساؤلات حول نيتها لوقف الحرب، معتبرا أن "ردودها على التصعيد قد تكون جزءا من العملية التفاوضية أو تعبيرا عن تصعيد متعمد".
مناورة مستمرةوفي حديثه للجزيرة نت، يعتبر المحلل السياسي جورج علم، أنه رغم الأجواء الإيجابية التي تروّجها بيروت بشأن المقترحات الأميركية لوقف إطلاق النار، فإنه لا يتوقع أن تثمر هذه المبادرات عن أي تقدم، حيث يعتقد أن هذه المقترحات سترفض في تل أبيب فور وصول الموفد الأميركي إليها من بيروت.
ويشير علم إلى أن نتنياهو الذي كان يراوغ بشأن المقترحات المتعلقة بغزة، يناور الآن بشأن المقترحات الأميركية المتعلقة بلبنان، مضيفا أنه لا يبدو أن هناك أي تقدم نحو وقف إطلاق النار، ما لم يمارس ضغط أميركي حقيقي من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن على نتنياهو لقبول هذه المقترحات، مع تهديد بفرض عقوبات مثل حجب الأسلحة أو القنابل الأميركية، وهو ما يبدو غائبا في الوقت الراهن.
ويوضح علم أنه رغم الحديث عن مقترحات قد تكون قابلة للنقاش، فإنها لن تؤدي إلى أي تقدم ملموس، ويرى أن نتنياهو واليمين الإسرائيلي المتطرف سيستمران في تحقيق أهدافهم الإستراتيجية إلى تاريخ 20 يناير/كانون الثاني المقبل، أي موعد تسلُّم الرئيس المنتخب دونالد ترامب مهامه في البيت الأبيض.