يمانيون:
2024-09-15@19:53:12 GMT

هل مِن مُـدَّكِر؟

تاريخ النشر: 4th, September 2024 GMT

هل مِن مُـدَّكِر؟

يمانيون/ كتابات/ عبدالمنان السنبلي

.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

عندما يستحضر الخرف الجمعي الاردني مخاوفه ..تظهر جنياته..

عندما يستحضر #الخرف_الجمعي_الاردني مخاوفه ..تظهر جنياته..
ا.د #حسين_محادين*
( 1)
يؤكد علم النفس الجمعي على ان خبرات الطفولة المؤلمة والمخيفة للافراد والجموع تُمثل مخزنا كامنا في شخصياتنا قد يصل الى “الرهاب الاجتماعي” حين يتم استدعائها امام اي موقف طارىء لا يجد من يفسره بعلم مقنع ومعرفة دامغة بالوقائع والاقناع…وهذا ما حصل عندما ابتدع هذا العقل الجمعي الاردني في الكرك في غيرها ما تم اسقاطه على حادثة المرأة الغريبة في الكرك، الى حد لم يجد هذا الخرافي ما يبدد الغموض المعرفي بطريقة علمية الامر الذي دفع بالجموع الى استحضار خبراتهم المؤلمة في طفولتهم والقصص المخيفة التي تم سردها عليهم بسذاجة وعدم ادراك من قِبل الاجداد والاباء غالبا في طفولتهم ومنها قصص الجان/الجنية التي كانوا ويرتعدون خوفا منها قبل نومهم، وبعد ان كبروا بقيت جذور هذه الخرافات حاضرة في دواخلهم وبالتالي فهي عرضة الى الاستحضار كما حدث مع امرأة الكرك على سبيل المثال.
(2)
غالبا ما تُصاب الجموع/الجماهير وبغض النظر عن مستوى تعليمها بعدوى التعميم لكل ما يوازي اي حدث نادر او غير مألوف، فالخوف والغموض المعرفي بأي حدث يقود عادة الى سعي الجموع للبحث عن تبديد الغامض وصولا الى التوازن في حال وجود مفسر علمي مقنع للعوامل الفعلية التي قادت الى هذا الحدث الطارىء والغريب غالبا ، اي ضرورة تبديد الجهل الذي احاط به اصلا.
( 3)
ولعل التساؤل الواخز هنا هو ؛ اين دور العلماء ،والجامعات ووسائل الاعلام الراشدة ومؤسسات الدولة المختصة بهذا الدور التنويري السريع الذي غاب او تأخر كثيرا في التفسير العلمي لما جرى مع (امراة الكرك/الجنية) وبالتالي اهمية إبعاد هذا الحدث الغامض او غير المألوف عند تفسيرنا له عن الماورائيات، وضرورة إرجاعه الى حدود الفعل البشري والجرمي المنحرف ان كان كذلك سواء اقترف من قبل امرأة او رجل وبالتالي هو فعل بشري خالص وان كان غريبا جدا عن الواقع مقارنة بمخزون وخبرات الجموع المزروع فيها اصلا مفاهيم غامضة كالحديث عن الجنية التي تشربناها وسمعنا عنها الكثير والرهيب اثناء طفولتنا تجنبا للي عدوى تعبيرية او اعتقادية خاطئة، فالواقع يمكن تكثيفه تماما كالاشاعة المُختلقة لسبب ما، ومع ذلك نجدها تنتشر وتتقافز في وعلى عقول الجموع وتغذو مِفتاحا لأي حديث شعبي فيها وعنها وبالتالي يصعُب مقاومتها…اليس هذا ما حدث مع قصة” إمراة الكرك” بحقيقتها وممارساتها وبزيّها الاغرب على المخيال الجمعي غير العلمي والواقعي معا..؟.
*استاذ علم الاجتماع -جامعة مؤتة -الأردن.

مقالات مشابهة