◄ تكريم  مؤسسات وشخصيات عُمانية رائدة في العمل الاجتماعي والأهلي

◄ استعراض خدمات وبرامج التنمية الأسرية العُمانية في "منتدى اليوم الخليجي للأسرة"

 

الدوحة- الرؤية

 

ترأست معالي الدكتورة ليلى بنت أحمد النجار وزيرة التنمية الاجتماعية وفد سلطنة عُمان للمشاركة في أعمال الاجتماع العاشر للجنة وزراء الشؤون/ التنمية الاجتماعية بدول مجلس التعاون لعام 2024، والذي عقد في العاصمة القطرية الدوحة.

وناقش الاجتماع عددًا من الموضوعات؛ منها: استراتيجية التنمية الاجتماعية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية (2021- 2025)، وخطة العمل الخيري والإنساني المشترك بدول مجلس التعاون (2025- 2030)، واستراتيجية العمل الخليجي المشترك لشؤون المرأة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية (2024- 2030). واطلع أصحاب المعالي والسعادة وزراء الشؤون/ التنمية الاجتماعية بدول المجلس على الخطوات والإجراءات المتخذة للتحضير للمهرجان المسرحي الخليجي السابع للأشخاص ذوي الإعاقة بدول مجلس التعاون والذي سيُقام خلال الفترة من 27 نوفمبر إلى 3 ديسمبر المقبل في دولة قطر.

واستعرض أصحاب المعالي والسعادة وزراء الشؤون/ التنمية الاجتماعية بدول المجلس التقرير الثالث حول آفاق تطبيق ورصد اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة بدول مجلس التعاون، والتقرير العربي الأول حول الأشخاص ذوي الإعاقة، فضلًا عن استعراض أوجه التعاون الإقليمي والدولي في مجال التنمية الاجتماعية. وجرى خلال الاجتماع اعتماد عقد الاجتماع التنسيقي الثامن والأربعين لأصحاب المعالي والسعادة وزراء الشؤون/ التنمية الاجتماعية بدول مجلس التعاون، وذلك على هامش الدورة (44) لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب والمقرر عقدة خلال شهر ديسمبر المقبل.

واستعرضت دولة الكويت خلال الاجتماع تجربتها في مجال تعزيز دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في سوق العمل من خلال مبادرة "شركاء لتوظيفهم"، كما استعرضت دولة قطر تجربتها لإبراز مهارات الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية واضطراب طيف التوحد من خلال مبادرة اسهام (يوم مهن الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية واضطراب طيف التوحد).

وفي ختام أعمال الاجتماع رحب أصحاب المعالي والسعادة وزراء الشؤون/ التنمية الاجتماعية بدول مجلس التعاون، بدعوة وزارة الشؤون الاجتماعية بدولة الكويت لعقد الاجتماع الحادي عشر للجنة وزراء الشؤون/ التنمية الاجتماعية بدول المجلس في الرابع من سبتمبر 2025 على أن يسبقه الاجتماع التحضيري للجنة الوكلاء في الثاني من سبتمبر 2025 وحفل التكريم في الثالث من سبتمبر 2025.

وتزامنًا مع أعمال الاجتماع، شاركت وزارة التنمية الاجتماعية في أعمال منتدى اليوم الخليجي للأسرة 2024 والذي جاء بعنوان "الأسرة.. ثروة وطن". واستعرضت الدكتورة كفالة بنت حمود بن حمد العميرية مدير مساعد بدائرة التنمية الأسرية بالمديرية العامة للتنمية الاجتماعية بمحافظة الداخلية- خلال المنتدى- خدمات وبرامج التنمية الأسرية التي تقدمها الوزارة لتمكين الفئات الأكثر احتياجا للمشاركة في بناء الوطن ودورها في توفير الخدمات الاجتماعية بشكل منصف وبجودة عالية لمختلف فئات المجتمع خلال مراحل حياتهم ودورها في إيجاد شراكات فاعلة بين الحكومة والمجتمع المدني.

إلى ذلك، أُقيم احتفال لتكريم المشروعات في مجال العمل الاجتماعي والأهلي بدول مجلس التعاون؛ حيث جرى تكريم فريق عبري الخيري كمؤسسة رائدة في مجال العمل الاجتماعي الأهلي على مستوى المؤسسات الأهلية التطوعية في سلطنة عُمان، وذلك تقديرًا لمساهمتهم في دعم المبادرات الاجتماعية لدعم الأسر المعسرة. كما تم تكريم شركة تنمية نفط عُمان كمؤسسة رائدة في مجال المسؤولية الاجتماعية بسلطنة عُمان وذلك عن برنامج "الاستثمار الاجتماعي والمسؤولية المجتمعية"، والذي يهدف إلى تحقيق تأثير إيجابي ومستدام على المجتمع المحلي بتنفيذ أكثر من 800 مشروع استثماري اجتماعي موجه لدعم فئة الشباب والنساء والأطفال من خلال تقديم التعليم والتدريب والتمكين الاقتصادي. ومن فئة الشخصيات الرائدة تم تكريم الدكتور محمد رضا بن حسن اللواتي كشخصية رائدة في مجال العمل الاجتماعي بسلطنة عُمان؛ وذلك عن إسهاماته الاجتماعية والتطوعية في عدة مجالات منها مجال الأشخاص ذوي الإعاقة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

«الحماية الاجتماعية» سلطنة عمان .. فصاحة سياسية وجماليات المواطنة

فـي عام 1791م صدر «قانون لو شابيلييه» والذي يحظر عمل التجمعات المهنية النشطة من أجل توفـير الحقوق الاجتماعية للعمال، لكن رغم ذلك وبعيدا عن أعين السلطات نشأ ما يسمى بجمعيات المساعدة المتبادلة والتي كان غرضها مساندة من يفقدون وظائفهم أو يتعرضون لإصابة عمل، وهكذا ظل الأمر فـي توتر بين القوى المهنية والسلطات، ما اضطر عُمَّال فرنسا الانتظار حتى 1898م حيث صدر «ميثاق التعاونية». والجمهورية رائدة فـي مجال الحماية الاجتماعية وقد صاغت تصورا فلسفـيا فـي 1945م، تصورٌ يستجيب للخصائص الثقافـية، ما جعل مظلتها الاجتماعية مُشبعة بالكثير من الالتزامات الأخلاقية تجاه الشرائح الأضعف.

والواقع أن تعبير «حماية» يحمل دلالات واسعة تستند على مفهوم أنْسنَة أساليب الحكم والإدارة، كَوْن الحماية الاجتماعية شكلٌ من أشكال التَّضَامُن يبني قيما مشتركة فـي المجتمعات، ويكرس مفاهيم المساواة والحرية.

ويقف ضد مفهوم « السِّعْر» كمعنى اقتصادي متجذر فـي الدولة الحديثة يحدد علاقتها بمواطنيها، وهنا فالقيمة المركزية المُحَرِّكة للسلطة قيمة أخلاقية متعددة الجوانب، فـ «الخير والعدالة» بل حتى جماليات القانون، وهذه كلها سيعاد ترتيبها فـي سياق أكثر إنسانية يرتفع بفكرة الدولة من مجرد آلية تنفـيذية إلى فضاء سياسي يعتمد فـي أشغاله توفـير الحقوق وتسنيدها إلى جملة مظاهر التمثيلات الاجتماعية للفردي والجماعي فـي المجال العام. وفـي لغتنا تكتسب لفظة «حماية» معنى أكثر بلاغة، فالحماية هي «الوقاية» وحمَى الشَّيءَ من النَّاس: منعه عنهم، والحقيقة أنه جَرَتِ العادة أن تقوم الدول بصياغة قوانين لحماية مجالها الاقتصادي ما يدفعها أحيانا إلى التدخل فـي توجيهه لتحقيق أهداف ربحية من الأساس، ومن ذلك تشجيعها الصناعات المحلية وفرض رسوم جمركية على بعض الواردات، كل هذا مفهوم ومعلوم، لكن تتجلى إنسانية حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه، فـي رؤية عميقة للسياق الاجتماعي لشعبه فإصداره المرسوم السلطاني الخاص بالحماية الاجتماعية فـي عام 2023م، يكشف عن امتلاكه فلسفة اجتماعية متقدمة بمعايير وطننا العربي، فلسفة قِيَم أهمها قيِّم المواطنة والتَّضمين الإيجابي، وهو اعتراف بليغ بأن المجتمع يشكل مرجعية وأنه مرآة ترى فـيها السلطة نفسها أكثر. فالشرائح التي يخدمها هذا القانون هي: (كبار السن، الأطفال، ذوو الإعاقة، الأيتام والأرامل، الأسر المتعففة).

ويكشف هذا التقسيم استناده إلى نظرية اجتماعية مرتبطة بأبعاد أخلاقية، أما ومن هذه الشرائح كبار السِّن وهي فئة مهملة فـي منطقتنا العربية، ومن مظاهر هذا الإهمال أنهم وبعد حياة حافلة بالعطاء والنشاط يُحْتَبَسُونَ فـي فضاء محدود، ليعيشوا حالات من العزلة الشعورية بسبب تباين نشاطهم الاجتماعي وبقية الشرائح الأخرى، وما زلت أذكر جَدَّي وهو يُودّع حياته المهنية وكيف تبدلت أحواله النفسية وتغيرت طبائع سلوكه، فالرجل اختار مكانا خاصا فـي الدار كإعلان عن عزلة إجبارية مظهرها الأجلى فقدانه دوره القديم فـي رعاية الأسرة، ما انتهى إلى ابتعاده تدريجيا عن الجميع، والمُشرق فعلا فـي هذا القانون أنه يشمل النساء ممن بلغن الستين، والحق أنها التفاتة مشبعة بقيمة العدالة الاجتماعية، فهذه الشريحة من أمهاتنا وجدَّاتنَا يعيشون على الهامش الاجتماعي، ليأتي هذا القانون حماية لهن وبموجبه لن يكون من المحتمل أصلاً التفكير فـي مؤسسات لرعايتهن فـي حال تسربت مستقبلا فكرة دار للعجزة، فالتعبير السابق «عَجزة» يرتبط أكثر بعدم القدرة على الإنتاج فـي نواح عديدة، ولابد من إشارة أن هذا الفعل يضع سجال النسوية فـي مأزق، ويُغَيِّر فـي طبيعته بجعله نابعا من سياقه الخاص وليس مجرد صدى لما يبيعه لنا الوعي الغربي، وهنا تكمن صلاحية هذا الفعل بصورة لا مثيل لها، وبالتالي يعالج جملة مشكلات بطريقة استشرافـية متينة التركيب لأن إيلاء الاهتمام بهذه الفئة من المجتمع يعزز عمليات التضمين فـيها هذا خلاف أنه اعتراف وتكريم مستحق ويمدها بالقدرة على الإسهام فـي العطاء ويُحَسّن من سلامها النفسي، ومن المكاسب الخفـية أن ديمومة القدرة المالية لهذه الفئة يشكل حافزا لها للانخراط أكثر فـي المجال الأسري والعام ما يُقْوِي من عمليات التمثيل الاجتماعي المتوازن.

أما الأكثر بلاغة فـي هذا القانون اهتمامه بشريحة الأطفال، والواقع أن هذا أمر غير مسبوق، ولكن ما يلفت أكثر، ليس فقط الجانب المادي من المنفعة، بل الفصاحة السياسية المؤنسِنة لِقيم الحداثة، ويضيف هذا القانون بعدا جديدا فـي مفهوم المواطنة، ذلك أنه قد استقر مفهوم «الحقوق والواجبات» كثنائية جوهرية فـيها، لكن هذا القانون يخترق الإطار بحيث يقدم الحق على الواجب بهدف تمكين الأطفال من بناء هويتهم المالية، ولا يكفـي النظر إلى هذه المسألة كآلية من آليات تحسين دخل الأسرة فقط، بل إن الجانب الأقوى فـيها تعميره الرابطة التي ستنشأ بين أجيال من الأطفال ووطنهم الأم، فهذه المنفعة تقدم دعما ماليا شهريا لهم من الولادة وحتى سن 18 عاما، وهذه رؤية واعية بأهمية ربط السياسة بالاجتماعي قبل الإجرائي، وما تعالجه هذه المنفعة شيء آخر شديد الأهمية وهو زيادة الوعي بالسياسة المالية للطفل، فللأسف يتأخر أطفالنا فـي تقدير جهد معيليهم وتنمو حاستهم تجاه هذه الرعاية بصورة اعتمادية ما يكرس فـيهم أبوية خالدة تنتقل من الأسرة إلى الدولة، أما الآن فإنهم يزدادون وعيا بأهمية الثقافة الادخارية، وسبل كسب العيش ما يقف بقوة ضد أي تفلتات اجتماعية قد يتسبب فـيها الفقر، وفـي هذا وعي عظيم بضرورة ترابط البنى وأهمية الحفاظ على التوازن الخادم لفكرة السلام الاجتماعي، هذا من جانب، والجانب الآخر أن فكرة الوطن ستتعمق فـي وعيهم بقوة، ما يحفز فـيهم الانتماء الفَعَّال ليس فقط لحصولهم على المال بل الأمر يتعلق بتوطيد الصلة العقلية والوجدانية مع وطنٍ يَعتبر أطفاله مواطنين كاملي الأهلية حتى وإن لم ينخرطوا بَعْد فـي السياقات التقليدية لخدمة أوطانهم.

ينبغي الكشف أكثر عن الجوانب الاجتماعية فـي قانون الحماية الاجتماعية، وضرورة قياس الأثر والعمل على تأسيس «مختبر» يعمل على مراقبة هذه العلاقات التي تقوم بين عناصر التكوين الاجتماعي طمعا فـي تطويرها وتلافـي أي قصور قد يعتريها، وستظل الفائدة الأكبر هي الحفاظ على التماسك الجمعي للشعب، وحماية أفراده من أي توترات قد تتغذى على عناصر غير مراقبة فـي الظاهرة، وما يُسْتَخلص من قانون الحماية الاجتماعية فـي سلطنة عمان أنه يؤسس لمعنى جديد فـي الحكم والسلطة، معنى يستند على المواطنة الجمالية فـي أكثر تجلياتها إنسانية.

غسان علي عثمان كاتب سوداني

مقالات مشابهة

  • وزيرة التضامن تترأس اجتماع مجلس إدارة صندوق نظام تأمين الأسرة
  • وزيرة التضامن تترأس اجتماع صندوق تأمين الأسرة لبحث تحسين خدمات النفقة
  • وزيرة التضامن تترأس اجتماع "صندوق نظام تأمين الأسرة"
  • اجتماع يهودي في القدس لتقوية الجهود العالمية لإطلاق سراح الأسرى
  • وزيرة التضامن تترأس اجتماع مجلس إدارة صندوق دعم الصناعات الريفية والبيئية
  • وزير الشؤون الاجتماعية يبحث مع سفير إندونيسيا تعزيز العلاقات بين البلدين
  • وزيرة التضامن تترأس اجتماع صندوق دعم مشروعات الجمعيات والمؤسسات الأهلية
  • 31.8 مليون عامل بدول مجلس التعاون
  • لأول مرة منذ سنوات.. الكشف عن سبب صيام سلطنة عمان مع باقي دول الخليج في أول أيام رمضان
  • «الحماية الاجتماعية» سلطنة عمان .. فصاحة سياسية وجماليات المواطنة