جريدة الرؤية العمانية:
2024-12-25@15:29:43 GMT

الأصالة.. واستدامة السُلطة الرابعة

تاريخ النشر: 4th, September 2024 GMT

الأصالة.. واستدامة السُلطة الرابعة

 

فاطمة الحارثية

 

عرفناها بالسُلطة الرابعة، سلطة تربط بين التنفيذية والتشريعية والقضائية، اعتمد عليها النَّاس ومازالوا في مُعظم نواحي حياتهم، إن لم يكن كلها، ولأهميتها لا بُد أن يكون لها رؤية وأهداف وإستراتيجيات ترتكز على حوكمة حيَّة، إنْ لم تستطع الدول السيطرة على المحور الأساسي في منظومة الإعلام لن تستقر الحياة ولن يطيب لهم العيش؛ والواقع أكبر برهان على ذلك، ولجوء العديد من الدول، إلى حجب بعض وسائل الإعلام وهي أداة فاعلة للسلطة الرابعة، أكبر برهان على مدى التأثير في استقرار الأمم والمجتمعات.

نمتلك الكفاءات، نمتلك الشغف ولدينا الإمكانيات، فأين التحدي؟ ربما لأنَّ الكلمة التي تصنع المحتوى لم تُعطَ حقها في الحفظ والتوجيه، وربما اندمجت أدوات الإعلام، مع مختلف البرامج دون أن يكون للإعلام بذاته هيئة واضحة، أو بيانا لسبل التحكم والتوجيه الذي يحافظ على مغزى ووقع الكلمة وأثرها، لنتفق أن لا ضرر يأتي من الأدوات ولكن المحتوى هو الأساس، والأسلوب هو الدفة وما يجذب المتلقي/ الزبون؛ يُجمع الكثير من المعنيين أن علينا أن نواكب رغبة المتلقي/ الزبون، مثلًا: ماذا يجذب الزبون/ القارئ؟ ماذا يُريد أن يقرأ؟ وكيف؟ والكثير من المغالطات، التي أرى أنها تزيد من انحدار الواقع والإضرار بالمجتمع. نحن الآن نقارب الثمانية مليارات نسمة، فكم قارئ نحتاج لنرفع الاستثمارات في هذا المجال، ليست بالحسبة الصعبة، وتحتاج فقط إلى استراتيجيات مبنية على اتساق طويل الأمد، والاستثمار الأمثل للوسائل الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي. والاختلاف هو الحل الحقيقي بعيدا عن نظريات التغيير أو المواكبة، مع النظرة الإيجابية نحو أدوات الإعلام العصرية فهي ليست العدو، فهي قائمة على حاجة أساسية وهي "استدامة جودة المحتوى" وبدونه تنتهي هذه الأدوات وتندثر، وبدون محتوى حقيقي لا تعظيم لأوجه الاستثمار، وبدون فائدة جاذبة من المحتوى يعزف الفكر قبل الزبون، إذًا الكل مرتبط بكل، فلنتعامل مع المشكلة وليس الأعراض.

كم استبيان ترصده مؤسسات وشركات الإعلام حتى تصنع قرارًا؟ كم سيناريو تصوغ من ثنايا الاستشراف حتى تصنع دراسة جدوى؟ كم مُقارنة معيارية تتدارسها هذه المؤسسات قبل أن تنشر؟ نعم إن العالم في سباق مع الزمن وتواتر بالكاد نلحق بالركب، والمرونة والتنوع من أهم الحلول لضمان تحقيق الأهداف والاستراتيجيات الإعلامية، وأيضًا الاستثمار خارج نطاقنا المحدود بحكم التعداد السكاني الضعيف، خاصة مع التباين الهائل للغة؛ حيث إنَّ أكثر من نصف عدد سكاننا من غير الناطقين بالعربية، وهل الحل وسائل أجنبية، ربما لا، وربما كاستثمار خارجي في مساحات أكبر، يغذي ويضمن استدامة الداخل حلا قد يُنظر إليه. لن تنقطع الحلول ولن نعجز على استدامة الإعلام إذا امتلكنا الإصرار وحكمة الفكر.

هل نحتاج إلى أن نُعيد بناء منظومة الإعلام القائمة ومن ثمَّ برمجته وتجزئته مرة أخرى؟ ونعطي كل ذي اختصاص اختصاصه، حتى نستطيع أن نُعزِّز العائد الفكري والاستثماري منه؟ مثلًا إعلام الطفل، الإعلام البرلماني، الإعلام الإبداعي، الإعلام الاقتصادي، الإعلام البيئي وغيره من المحاور التي تستقطب وتحقق الاستدامة على الصعيد الداخلي والخارجي، ولن أقول إن الأدوات التي يستخدمها النَّاس حاليًا تأتي بعكس ما نرغب، في الضفة المقابلة، لنُعيد شغف القراءة لدى الطفل، سواء القراءة الورقية أو الإلكترونية، ونؤسس لهم رؤية تحقق الاستراتيجيات والأهداف الإعلامية طويلة المدى.

التأثير الذي يصنع البصمة ليمتد الأثر ويتجذر، يكمن في جودة المحتوى، الاستثمارات الذكية التي تعتبر المال وسيلة لغاية نبيلة مثل حفظ سلامة فكر الكلمة، وحوكمة السلطة الرابعة "الإعلام"، برؤية ومعايير واستراتيجيات، أكثر تعظيما لعوائده ومردوده الجوهري والمادي، الاستقطاب وحلول مبتكرة تعزز بيئة المتلقي والقبول بعيدا عن محاولة الصعود على حساب الارتقاء ووجوب عدم استخدام التحفيز السلبي.

وإن طال!

كل صفقة تقوم على كلمة، كل سلطة نفاذها يقوم على الكلمة، كل قرار يُبلغ في كلمة، كل حرب قامت على كلمة، السلام كلمة، الحب كلمة، الجهد كلمة ومجموعة الكلمات محتوى يصنع المستحيل، لنستثمر الكلمة لتبقى أصيلة وتدوم لنا ولمن بعدنا.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

بالتفصيل.. كلمة «عقيلة صالح» خلال جلسة مجلس النواب

القى رئيس مجلس النواب المستشار “عقيلة صالح “، كلمة خلال الجلسة التي عُقدت اليوم في مدينة درنة.

وأكد صالح، “أن مدينة درنة انتصرت في معركة الحياة ضد الموت، ومعركة الأمل ضد اليأس، ومعركة البناء ضد الهدم ، و بهمة أبنائها وأبناء ليبيا، تخطت أحزانها ودمارها وآلامها، وهي اليوم المدينة النموذج في استعادة الحياة ونشاطها وبريقها بجهود الخيرين الذين واصلوا الليل بالنهار، وتحدوا المركزية البيروقراطية، وتجاوزوا المعوقات والخلافات، ونجحوا في إعادة الإعمار في وقت وجيز، مضيفاً أن بحضورنا اليوم لمدينة درنة كمجلس للنواب، أردنا أن نؤكد لأهلنا أننا عند وعدنا، وأن عجلة الإعمار والتنمية لن تتوقف ، مشيراً إلى أن لمدينة درنة الجميل في تذكرنا بأن هناك ما هو أهم من السياسة والصراع السياسي، وهو حماية المواطن، والتنمية، وإعادة الإعمار وتوفير سبل الحياة الكريمة”.

وقال رئيس مجلس أن النواب: “إن صندوق إعادة الإعمار في تنفيذ عدة مشروعات في مجالات البناء، والبنية التحتية، والاستثمار نتطلع إلى المزيد، خاصة المشروعات الإسكانية والصحية والتعليمية، والمشروعات الاستثمارية لتوفير فرص العمل، وتأهيل وتطوير المنشآت الرياضية والسياحية، يجري الآن بكل اقتدار العمل على إنشاء وصيانة الجامعات والمؤسسات التعليمية، وصيانة المباني السكنية، وشق وصيانة الطرق، ومد الجسور لتسهيل حركة السير داخل المدن وفيما بينها ومع نهاية هذا العام وبداية العام القادم، ستُفتتح مشروعات غاية في الأهمية، وسيُوضع حجر الأساس لمشروعات جديدة في أكثر من مدينة وقرية”.

وأكد أن “هذا ليس وجهة نظر أو انطباع شخصي، بل هو ما سيكتشفه السادة النواب خلال زيارتهم وتجولهم اليوم في مدن درنة والبيضاء وسوسة وغيرها ، وهو ما اكتشفه كل من زار هذه المدن من سياسيين وصحافيين ودبلوماسيين عرب وأجانب، وعبروا عنه لنا مباشرة ولوسائل الإعلام وعبر صفحاتهم على مواقع التواصل ،  لقد بدأت عجلة التنمية ولن تتوقف، وسيزداد زخمها وحركتها في قادم الأيام باستضافة مناشط على المستوى المحلي والعربي والدولي في مجالات الفنون والرياضة والسياحة”.

كما أكد بأنه “في هذه الأجواء الإيجابية، ووسط هذا الكم من الإنجازات، اخترنا أن يكون مشروع قانون العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية على رأس جدول أعمالنا لمناقشة مواده، وتعديل ما يستوجب التعديل، وإضافة ما يتطلب الإضافة لضمان إحقاق الحق، وتحقيق العدالة، وجبر الضرر، موضحاً أن قانون العدالة الانتقالية هو وسيلتنا الناجعة للوصول إلى مصالحة وطنية مرضية للجميع، نطوي بها ماضي الصراعات والنزاعات، ونتقدم بها نحو تحقيق الأمن والسلام والاستقرار، معبراً عن سعادته بما تحقق ونتطلع إلى المزيد من العمل والإنجاز مقدماً شكره للسادة النواب لدعمهم التنمية والإعمار في ليبيا، وحرصهم على وحدة ليبيا واستقرارها والعيش الكريم لأهلها”.

مقالات مشابهة

  • «الوقائع» تنشر قرار تطبيق العمل بالنسخة الإنجليزية للكود المصري لإدارة المدن الذكية
  • أزمة لصناع المحتوى.. يوتيوب تشن حملة على الفيديوهات التي تحمل عناوين مثيرة للانتباه
  • اتفاقية جديدة لتعزيز استدامة المهن القانونية في المملكة
  • الدردير: غور يا شناوي أنا شايف إنها كلمة غير موفقة من جمهور الأهلي
  • قمة المليار متابع تنظم 30 ورشة تدريب لإثراء خبرات صناع المحتوى
  • اعتراضات في الكنيست على كلمة نتنياهو
  • بالتفصيل.. كلمة «عقيلة صالح» خلال جلسة مجلس النواب
  • الطبعة الـ 32 لمعرض الإنتاج الجزائري.. Ooredoo تقدم عروضها وحلولها للزوار
  • هذه هي كلمة العام في تركيا
  • تامر أمين للرئيس السيسي: جينات الشعب المصري تٌعلي كلمة الوطن فوق كل شيء