الثورة نت|

شهدت جامعة صنعاء، اليوم، مسيرة طلابية وأكاديمية حاشدة ” وفاءً لغزة ، ونداء انتفاضة لكل طلاب العالم “، وتنديداً واستنكاراً باستمرار مجازر الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني بغزة.

ونددت الحشود الطلابية والأكاديمية التي شارك فيها رئيس الجامعة الدكتور القاسم عباس ونوابه وعمداء الكليات والمراكز البحثية ومنتسبو الجامعة من طلبة وأكاديميين وإداريين ، بجرائم العدو الصهيوني المستمرة بحق أطفال ونساء غزة، واقتحامهم للمسجد الأقصى وتمزيق الجنود الصهاينة لنسخ من المصحف الشريف في أحد المساجد بقطاع غزة .

ورفع المشاركون، العلمين اليمني والفلسطيني ، مرددين الشعارات والهتافات المنددة بمجازر الإبادة الجماعية للشهر الحادي عشر على الشعب الفلسطيني، وتجاوز العدو الصهيوني للخطوط الحمراء واستخفافه بكل الأعراف والمواثيق والقوانين الدولية .

واستنكرت الحشود الطلابية والأكاديمية صمت المجتمع الدولي وتواطؤ الأنظمة العربية والعميلة وصمت شعوب الأمة عن تمزيق الصهاينة للمصحف والاقتحامات المتكررة و الاستفزازية للمسجد الأقصى وتدنيس باحاته، محذرين أبناء وشعوب الأمة الإسلامية من خطورة الصمت عن تحويل غزة إلى مذبح دامي يستهدف النساء والأطفال والقيم والأخلاق الإنسانية والتخاذل والتفريط بالمقدسات الإسلامية وعواقب ذلك السكوت المشين .

وطالب البيان الصادر عن المسيرة الشعوب العربية والإسلامية للغضب والتحرك الجاد والفاعل واتخاذ مواقف لنصرة الشعب الفلسطيني ومساندة أبطال المقاومة الذين يسطرون أروع الملاحم في التضحية والفداء في مواجهة العدو الصهيوني الغاصب .

وأكد البيان استمرار منتسبي جامعة صنعاء في خروجهم الأسبوعي دون كلل أو ملل لدعم وإسناد المقاومة الفلسطينية، انطلاقاً من الموقف الإيماني الراسخ والمبدأ المساند للشعب الفلسطيني في الوقت الذي تصمت فيه الجامعات العربية والإسلامية والتأكيد على الاستمرار على هذا الموقف المشرف والعظيم .

ودعا المشاركون الدول العربية ودول الطوق والتطبيع إلى الصحوة واتخاذ مواقف مشرفة وتذكر التزاماتها ومواقفها السابقة ومنها مضامين اللائات الثلاث في الخرطوم ” لا صلح، لا اعتراف، لا تفاوض” مع العدو الصهيوني والمطالبة بتكرار القرار العربي التاريخي في قمة الرباط بإيقاف تصدير النفط إلى الدول التي تؤيد إسرائيل .

كما دعا المشاركون أنظمة الطوق والتطبيع إلى تذكر مخرجات قمة بغداد التي رفضت اتفاقية كمب ديفيد التي حولت مصر من قيادة الأمة ورافعة الكرامة العربية إلى دولة مُكبلة عاجزة ذليلة كما هو واقع حال مصر العروبة اليوم، مجددين التأييد لمخرجات قمة الدار البيضاء التي أكدت رفض أي تسوية سياسية مع الكيان الإسرائيلي إلا بعد انسحابه من كل الأراضي المحتلة .

وأشاد المشاركون بمقاومة وكمائن مجاهدي مخيمات الضفة الغربية ودعوتهم إلى توحيد الصفوف ومواجهة خارطة ومخططات نتنياهو في الضفة والقدس ، مطالبين القوات المسلحة اليمنية بأن يكون ردها مؤلماً وموجعا مهما كان وآيا كانت النتيجة ومهما كان الثمن باهضاً .

وأدان المشاركون مواقف الدول والحكومات الأوروبية وتنبيههم بتبعات هذا السقوط الأخلاقي المروع ففي غزة سقطت الادعاءات وسقطت القيم الغربية وسقطت المزايدات الأخلاقية، وانكشف الغرب في فلسطين انكشافاً أخلاقياً استراتيجيا سيكون له تبعات خطيرة أحدها تغذية التطرف لعقود قادمة من الزمن و ستكتوي الدول الغربية بنار هذه المواقف وسيدفعون ثمنها من استقرارهم واقتصادهم ورخائهم .

ودعا طلاب واكاديميو جامعة صنعاء ، طلاب ومدرسي ومنتسبي الجامعات في البلدان العربية والإسلامية والجامعات العالمية الى الخروج والتظاهر للمطالبة والضغط على حكوماتهم بوقف مجازر الإبادة الجماعية بحق سكان غزة ، وأن يكونوا رافعين للضمير الإنساني في هذا الظرف التاريخي الدقيق .

وخاطب المشاركون منتسبي كافة الجامعات العربية والعالمية بالقول:” الطفل في غزة يحتاج لمساعدتكم ، والمرأة في غزة تحتاج لمساندتكم، المرضى هناك يحتاجون لمواقفكم ، انهضوا وقولوا واصرخوا، لا للظلم، لا للاستعمار، لا للبلطجة الصهيونية ، لا للنفاق العالمي، لا للسقوط الأخلاقي، الأوروبي ، لا لبجاحة السياسة الأمريكية “.

ودعا البيان المجاهدين في غزة وكل جبهات وميادين الإسناد إلى أن لا يعولوا على المفاوضات الإستهلاكية التي كشفتها مراوغات الكيان الإسرائيلي .. مؤكداً أن السلام الحقيقي تصنعه فوهات البنادق وأجنحة المسيرات ورؤوس الصواريخ البالستية .

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: جامعة صنعاء العدو الصهیونی جامعة صنعاء فی غزة

إقرأ أيضاً:

مصانع العقول: الجامعات التي تغير العالم (الحلقة 5)

فبراير 20, 2025آخر تحديث: فبراير 20, 2025

محمد الربيعي

بروفسور متمرس ومستشار علمي، جامعة دبلن

في قلب ولاية كاليفورنيا المشمسة، حيث تتراقص اضواء التكنولوجيا وتتلاقى عقول المبتكرين، تقبع جامعة ستانفورد، شامخة كمنارة للعلم والمعرفة. ليست مجرد جامعة، بل هي قصة نجاح ملهمة، بدات بحلم، وتحولت الى صرح عظيم، يضيء دروب الاجيال.

منذ سنوات خلت، تشكلت لدي قناعة راسخة بجودة جامعة ستانفورد، وذلك من خلال علاقات علمية بحثية مشتركة في مجال زراعة الخلايا. فقد لمست عن كثب تفاني علماء الجامعة وتميزهم، وشهدت انجازات علمية عظيمة تحققت بفضل هذا التعاون المثمر.

ولعل ما يزيد اعجابي بهذه الجامعة هو شعار قسم الهندسة الحيوية (الرابط المشترك بيننا) والذي يجسد رؤيتها الطموحة: “بينما نستخدم الهندسة كفرشاة، وعلم الاحياء كقماش رسم، تسعى الهندسة الحيوية في جامعة ستانفورد ليس فقط الى الفهم بل ايضا الى الابداع”. انه شعار ينم عن شغف اعضاء القسم بالابتكار وتطوير المعرفة، ويؤكد التزامهم بتجاوز حدود المالوف.

البداية: قصة حب ملهمة

تعود جذور هذه الجامعة العريقة الى قصة حب حزينة، ولكنها ملهمة. ففي عام 1885، فقد حاكم ولاية كاليفورنيا، ليلاند ستانفورد، وزوجته جين ابنهما الوحيد، ليلاند جونيور. وبدلا من الاستسلام للحزن، قررا تحويل محنتهما الى منحة، وانشا جامعة تحمل اسم ابنهما، لتكون منارة للعلم والمعرفة، ومصنعا للقادة والمبتكرين.

ستانفورد اليوم: صرح شامخ للابداع

تقف جامعة ستانفورد اليوم شامخة كواحدة من اعرق الجامعات العالمية، ومنارة ساطعة للابداع والابتكار. فهي تحتضن بين جدرانها نخبة من الاساتذة والباحثين المتميزين الذين يساهمون بشكل فعال في اثراء المعرفة الانسانية ودفع عجلة التقدم الى الامام. ولا يقتصر دور ستانفورد على تخريج العلماء والمهندسين المهرة، بل تسعى جاهدة ايضا الى تنمية مهارات ريادة الاعمال لدى طلابها، لتخريج قادة قادرين على احداث تغيير ايجابي في العالم.

ويعود الفضل في هذا التميز لعدة عوامل، لعل من ابرزها تبنيها لمفهوم الحريات الاكاديمية. وكما اجاب رئيس الجامعة على سؤال لماذا اصبحت ستانفورد جامعة من الطراز العالمي في غضون فترة قصيرة نسبيا من وجودها اجاب لان: “ستانفورد تكتنز الحرية الاكاديمية وتعتبرها روح الجامعة”. هذه الحرية الاكاديمية التي تمنح للاساتذة والباحثين والطلاب، هي التي تشجع على البحث العلمي والتفكير النقدي والتعبير عن الاراء بحرية، مما يخلق بيئة محفزة للابداع والابتكار.

من بين افذاذ ستانفورد، نذكر:

ويليام شوكلي: الفيزيائي العبقري الذي اخترع الترانزستور، تلك القطعة الصغيرة التي احدثت ثورة في عالم الالكترونيات، وجعلت الاجهزة الذكية التي نستخدمها اليوم ممكنة.

جون فون نيومان: عالم الرياضيات الفذ الذي قدم اسهامات جليلة في علوم الحاسوب، والفيزياء، والاقتصاد. لقد وضع الاسس النظرية للحوسبة الحديثة، وكان له دور كبير في تطوير القنبلة الذرية.

سالي رايد: لم تكن ستانفورد مجرد جامعة للرجال، بل كانت حاضنة للمواهب النسائية ايضا. من بين خريجاتها المتميزات، سالي رايد، اول امراة امريكية تصعد الى الفضاء، لتثبت للعالم ان المراة قادرة على تحقيق المستحيل.

سيرجي برين ولاري بيج: هذان الشابان الطموحان، التقيا في ستانفورد، ليؤسسا معا شركة كوكل، التي اصبحت محرك البحث الاكثر استخداما في العالم، وغيرت الطريقة التي نجمع بها المعلومات ونتفاعل مع العالم.

هؤلاء وغيرهم الكثير، هم نتاج عقول تفتحت في رحاب ستانفورد، وتشربت من علمها ومعرفتها، ليصبحوا قادة ومبتكرين، غيروا وجه العالم. انهم شهادة حية على ان ستانفورد ليست مجرد جامعة، بل هي منارة للعلم والمعرفة، ومصنع للاحلام.

وادي السيلكون: قصة نجاح مشتركة

تعتبر ستانفورد شريكا اساسيا في نجاح وادي السيلكون، الذي اصبح مركزا عالميا للتكنولوجيا والابتكار. فقد ساهمت الجامعة في تخريج العديد من رواد الاعمال الذين اسسوا شركات تكنولوجية عملاقة، غيرت وجه العالم. كما انشات ستانفورد حاضنات اعمال ومراكز ابحاث، لدعم الطلاب والباحثين وتحويل افكارهم الى واقع ملموس.

ولكن، كيف اصبحت ستانفورد شريكا اساسيا في هذا النجاح؟

الامر لا يتعلق فقط بتخريج رواد الاعمال، بل يتعدى ذلك الى عوامل اخرى، منها:

تشجيع الابتكار وريادة الاعمال: لم تكتف ستانفورد بتدريس العلوم والتكنولوجيا، بل عملت ايضا على غرس ثقافة الابتكار وريادة الاعمال في نفوس طلابها. وشجعتهم على تحويل افكارهم الى مشاريع واقعية، وقدمت لهم الدعم والتوجيه اللازمين لتحقيق ذلك.

توفير بيئة محفزة: لم تقتصر ستانفورد على توفير المعرفة النظرية، بل انشات ايضا بيئة محفزة للابتكار وريادة الاعمال. وشجعت على التواصل والتفاعل بين الطلاب والباحثين واعضاء هيئة التدريس، وتبادل الافكار والخبرات.

انشاء حاضنات الاعمال ومراكز الابحاث: لم تكتف ستانفورد بتخريج رواد الاعمال، بل انشات ايضا حاضنات اعمال ومراكز ابحاث، لتوفير الدعم المادي والمعنوي للطلاب والباحثين، ومساعدتهم على تحويل افكارهم الى شركات ناشئة ناجحة.

جذب الاستثمارات: لم تكتف ستانفورد بتوفير الدعم للطلاب والباحثين، بل عملت ايضا على جذب الاستثمارات الى وادي السيليكون، من خلال بناء علاقات قوية مع الشركات والمستثمرين، وعرض الافكار والمشاريع المبتكرة عليهم.

وبفضل هذه العوامل وغيرها، اصبحت ستانفورد شريكا اساسيا في نجاح وادي السيليكون، وساهمت في تحويله الى مركز عالمي للتكنولوجيا والابتكار.

ومن الامثلة على ذلك:

شركة غوغل: التي تاسست على يد اثنين من طلاب ستانفورد، وهما سيرجي برين ولاري بيج.

شركة ياهو: التي تاسست ايضا على يد اثنين من طلاب ستانفورد، وهما ديفيد فيلو وجيري يانغ.

شركة هيوليت-باكارد: التي تاسست على يد اثنين من خريجي ستانفورد، وهما ويليام هيوليت وديفيد باكارد.

هذه الشركات وغيرها الكثير، هي دليل على الدور الكبير الذي لعبته ستانفورد في نجاح وادي السيليكون، وتحويله الى مركز عالمي للتكنولوجيا والابتكار.

ستانفورد: اكثر من مجرد جامعة

ستانفورد ليست مجرد جامعة، بل هي مجتمع حيوي، يجمع بين الطلاب من جميع انحاء العالم، ليتبادلوا الافكار والخبرات، ويبنوا مستقبلا مشرقا لانفسهم ولوطنهم. كما انها مركز للبحث العلمي، حيث تجرى ابحاث رائدة في مختلف المجالات، تساهم في حل المشكلات العالمية، وتحسين حياة الناس.

الخلاصة: ستانفورد، قصة نجاح مستمرة

باختصار، جامعة ستانفورد هي قصة نجاح ملهمة، بدات بحلم، وتحولت الى واقع ملموس. انها صرح شامخ للعلم والمعرفة، ومصنع للقادة والمبتكرين، ومركز للابداع والابتكار. وستظل ستانفورد تلهم الاجيال القادمة، وتساهم في بناء مستقبل مشرق للانسانية جمعاء.

 

مقالات مشابهة

  • حماس للجامعة العربية: لا تمرروا أي مشاريع ضد الشعب الفلسطيني 
  • محافظة صنعاء تشهد وقفات نصرة للشعب الفلسطيني وتأكيدا على الجهوزية
  • محافظة صنعاء تشهد مسيرات ووقفات حاشدة نصرة للشعب الفلسطيني وتأكيدا على الجهوزية
  • صنعاء.. مسيرات ووقفات حاشدة نصرة للشعب الفلسطيني وتأكيدا على الجهوزية
  • مصانع العقول: الجامعات التي تغير العالم (الحلقة 5)
  • قاليباف: العدو الصهيوني كما فشل حتى الآن لن ينجح في المستقبل أيضا
  • قاليباف: وحدة المسلمين ستُفشل مخططات العدو الصهيوني وأمريكا
  • الماجستير للباحثة وفاء القرص في الإدارة والتخطيط التربوي
  • خطة ترامب لغزة خيار مستحيل.. الغارديان: تسخر من موقف الدول العربية بسبب ضعفها التاريخي بشأن فلسطين
  • «الجامعات العربية»: التعليم الفني بمصر يستوعب 50% من طلاب المرحلة الثانوية