مناقشة الأداء التراثي ومكافحة المركزية في المسرح العربي بالمهرجان التجريبي
تاريخ النشر: 4th, September 2024 GMT
انطلقت سادس جلسات المحور الفكري لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي في دورته الحادية والثلاثين (دورة د. علاء عبد العزيز) برئاسة الدكتور سامح مهران، بعنوان "المسرح وصراع المركزيات)، وجاءت الجلسة بعنوان "الأداء التراثي ومكافحة المركزية" وذلك بقاعة الندوات بالمجلس الأعلى للثقافة، وأدارها الدكتور أحمد مجاهد.
وفي البداية قدمت الكاتبة والناقدة د. عزة القصابي، ورقة بحثية بعنوان "التراث في المسرح العربي التجريبي"، حيث قالت: يتصف المسرح العربي بحركته الدائمة، وتعدد الموضوعات والأشكال الَّتي تنضوي تحت مظلته، كما أنه مر بفترات زمنية متعاقبة، وصولًا إلى فترة التأصيل الساعية إلى إيجاد هوية مستوحاة من العناصر الثقافية والتراثية التي تدخل في نسيج المجتمعات العربيَّة.
وأضافت "القصابي": أن الاستعانة بالموروث الشعبي في المسرح العربي تقوم على استغلال المنجز الحضاري الذي يعد منفذا استعاريا أيديولوجيا يزيد من فاعلية المسرح الفنية وربما نقده، ويهدف إلى تقديم رؤيته الفنية وآلية استثمار النص والمحكي والموروث، برؤية تقوم على التجريب والتجديد، وتأثر المسرح العربي عبر مسيرته بالتيارات المسرحية العالمية بأشكالها وصورها المختلفة، وظل حائرًا بين المدرستين العربية والغربية، حيث ترسخت في ذاكرة المشتغلين ضرورة ملاحقة الركب المسرحي العالمي، في ظل ما عرفه العالم من تحولات كبرى بفعل ثورة التكنولوجيا والمتغيرات السياسية والاقتصادية المتلاحقة، لذلك كان من الطبيعي أن تتأثر البلدان العربية بما يدور من حولها في العالم.
وقدمت الباحثة بدراسة خصائص المسرح العربي في ظل الصراع بين المركزيتين العربية والغربية، وتوظيف "الموروث الشَّعبي" لإنتاج مسرحيَّات ذات رؤى تجريبيَّة لا تخلو من التأثُّر بالمدرسة الغربية، موضحة أن المسرحيون العرب اشنغلوا بسؤال التأسيس لمسرح عربي قائم على فهم الواقع الذي يضج بالتناقضات، والذي ساير رؤى التجريب من خلال "خطابه التراثي" الذي يحمل كمًّا من الدَّلالات والعلامات الَّتي تسعى لتأصيل هذا المسرح، لافتة إلى المسرح العربي التجريبي تضمن كل معاني العالم الواقعي وأشكال الوعي به، ومحاولة تطويعها بما يتناسب مع المهمات والوظائف ذات الدلالات المتغيرة والمتحولة.
واختتمت "القصابي" أن استغلال التراث في المسرح العربي بوصفه مشروعا تجريبيًا لتأكيد الهوية والنسق الثقافي، وأيا كانت طبيعة المحاولات، فإنها شكلت تيارا مسرحيا يمثل انطلاقة حقيقية للتجريب؛ إذ وجد الرواد في "التراث" نصوصًا زاخرة بروح التجديد، ما فتح أبوابًا وآفاقًا أكدت الذات العربية في ظل التيارات الغربية التي رافقت ظهور المسرح في الوطن العربي.
مجدي محفوظ: المسرح الخليجي قدم أعمالاً اعتمدت على موروثه الشعبيمن جانبه قدم الكاتب والناقد المسرحي مجدي محفوظ، ورقة بحثية بعنوان"الأداءات التراثية بين المركزية العربية والغربية التجارب المسرحية عند محمد العامري نموذجاً" قال فيها، إن: المسرح نشأ تراثياً منذ بدايته على يد الإغريق، وظهرت بعد ذلك الكثير من الاعمال المسرحية التي حاكت التراث وعبرت عن ثقافة المجتمعات، وحققت قدر كبير من العلاقة الناتجة بين التراث الشعبي والمسرح من خلال نماذج وأعمال مسرحية قدمها مسرحيين بصور تراثية توافر فيها التاريخ والتراث بدلالات مختلفة وبرهنت عليها العلاقة الجذرية بين المسرح والمورثات الشعبية واستثمر الكثير من المسرحيون العرب مواقف إيجابية نحو التراث واستلهامه في بناء وعي فني لاستيعاب روح العصر.
وقد تناولت المركزيات الثقافية لدي المجتمعات أفكار ومفاهيم ارتبطت بها كونها سمه من سمات المجتمع واستطاعت العمل بها في مختلف التجارب، الا أنها حاولت ألا تغير من صفاتها وتكوينها واستقر بها الأمر في جعلها علامة مميزة لتلك المجمعات وانبثقت منها ثقافتها وتجاربها حسب تطور المجتمع وانخراطه في تجارب جديدة.
وتناولت الدراسة البحثية التى قدمها الكاتب مجدي محفوظ الحديث عن بعض العروض المسرحية للمخرج الإماراتي محمد العامري والتي كان لتوظيفها دور فعال في رسم الأداءات التراثية في المسرح منها: (مجاريح، زغنبوت وهما من تأليف / إسماعيل عبد الله) والتي حملت عوالم جمالية في محاكاتها للمجتمع وتجانسها مع المكونات التراثية وتمسكها بالقيم والتقاليد وتقديمها في نسق جمالي معبر عن تلك الدلالات التي استخدمها المخرج: محمد العامري بصورة جمالية متميزة، مشيرا إلى أن الثقافة العربية واجهت بوجه عام الأعمال التراثية التي ارتكزت على إبراز الأشكال والأداءات التراثية واعتمدت على موروثاتها في البيئة، وحملت بها سمات وثقافة المكان ورسم معالم الهوية الوطنية والحفاظ عليها، وما تحمله من دلالات فكرية وجمالية ساهمت في تعميق القيم والمثل العليا وحققت تجانس بين مكونات التراث وتأصيله في المسرح.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي الدكتور سامح مهران المسرح المجلس الأعلى للثقافة الدكتور أحمد مجاهد المسرح العربى العربیة والغربیة فی المسرح العربی
إقرأ أيضاً:
«الغرف العربية»: العالم العربي سيصبح الشريك التجاري الأول للصين
أكد الدكتور خالد حنفي، أمين عام اتحاد الغرف العربية، خلال افتتاح أعمال مؤتمر الأعمال العربي الصيني الحادي عشر الذي عقد في مقاطعة هاينان في جمهورية الصين الشعبية خلال الفترة من 27-29 أبريل 2025، بحضور عدد من الوزراء الصينيين، ونائب رئيس اللجنة الوطنية للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني جيانغ زووجون، وأكثر من 1200 شخصية الرسمية والسفراء العرب المعتمدين في جمهورية الصين الشعبية ورجال أعمال ومستثمرين عرب وصينيين، أن تنظيم هذا المؤتمر رفيع المستوى، يجسد عمق الشراكة الاستراتيجية بين الدول العربية وجمهورية الصين الشعبية. فهو منذ انطلاقته عام 2005 تحت مظلة منتدى التعاون العربي الصيني، شكل منصة محورية لتعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري، وبناء شراكات فاعلة في مجالات حيوية مثل التحول الرقمي، والطاقة الخضراء، والابتكار التكنولوجي.
وكشف أمين عام الاتحاد أن العالم العربي شريك استراتيجي هام بالنسبة إلى الصين حيث تجاوز حجم التبادل التجاري بين الجانبين ٤٠٠ مليار دولار عام 2024، وهذا رقم بارز يجعل من المنطقة العربية الشريك التجاري الرابع بعد الولايات المتحدة الأمريكية ودول الآسيان والاتحاد الأوروبي. ولفت إلى أن وصول البلدان العربية إلى هذا المركز جاء نتيجة ارتفاع حجم التبادل التجاري بنسبة ألف في المئة بالمقارنة مع ما كانت عليه قبل عقدين من الزمن.
ولفت إلى أننا في العالم العربي جاهزون ومستعدون لزيادة هذا الرقم إلى مستوى اعلى وأكبر لنصبح الشريك التجاري الأول بالنسبة إلى الصين في الفترة القادمة مثلما تعتبر الصين الشريك التجاري الاول بالنسبة الى العالم العربي. ونوه امين عام الاتحاد إلى أننا اليوم أمام لحظة تاريخية لتطوير رؤية مشتركة تتناغم مع أهداف التنمية المستدامة لعام 2030، وترتكز على مبادئ الاقتصاد الدائري والعدالة والشمول، حيث يشهد فيه العالم اليوم تحديات اقتصادية متسارعة تتطلب منّا مزيدًا من الانفتاح والتكامل والاستباقية في التفكير والعمل. واعتبر أن العلاقات العربية- الصينية أثبتت على مر السنوات أنها علاقات قادرة على التطور والاستدامة، بفضل الإرادة المشتركة والدعم المؤسسي، لاسيما من جانب اتحاد الغرف العربية، الذي يواصل لعب دور محوري في توسيع آفاق الشراكات مع شركائنا الاستراتيجيين، وفي مقدمتهم الصين.
وأوضح أن الروابط التي تجمعنا بالصين لا تقتصر على التبادل التجاري، بل تمتد لتشمل رؤية تنموية قائمة على الابتكار والاستدامة والتحول الرقمي والاقتصاد الأخضر. ومن هذا المنطلق، فإننا في اتحاد الغرف العربية نولي أهمية خاصة لإقامة مشاريع استراتيجية بين القطاع الخاص العربي والصيني، في مجالات واعدة مثل الطاقة المتجددة، الاقتصاد الدائري، البنية التحتية الذكية، الذكاء الاصطناعي، وسلاسل الإمداد المستدامة.
وقال الدكتور خالد حنفي إن الشراكة العربية الصينية تمثل نموذجًا حيًا لتعاون الحضارات، لا مجرد تقاطع مصالح اقتصادية. فالصين، من خلال قيادتها الحكيمة، أرست معادلة متوازنة بين التنمية الاقتصادية وحماية البيئة، وهي مقاربة تلتقي مع أولويات العالم العربي في مجالات الأمن الغذائي، الانتقال الطاقي، وتطوير البنى التحتية الذكية. وثمّن امين عام اتحاد الغرف العربية جهود الصين في دعم مشاريع الطاقة المتجددة، ولا سيما في مجالي الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. وكذلك الاستثمارات في البنية التحتية الرقمية، بما يعزز من قدرات الشركات الناشئة والقطاعات الإنتاجية. إلى جانب التبادل الثقافي والسياحي، كرافد أساسي لتعزيز التفاهم بين الشعوب.
وأكد أهمية التوسع في مجالات التعاون لتشمل توطين التكنولوجيا ونقل المعرفة في مجالات الذكاء الاصطناعي والصناعات المستدامة. بالإضافة إلى توفير أدوات تمويل مشترك لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة في المنطقة العربية. إلى جانب إنشاء منصات مشتركة لربط رواد الأعمال والمستثمرين من الجانبين.
مركز عربي صيني لدعم ريادة الأعمال والابتكار والاقتصاد البرتقالي
التقى امين عام اتحاد الغرف العربية، الدكتور خالد حنفي، على هامش مشاركته في أعمال المؤتمر العربي الصيني الذي يعقد في مقاطعة هاينان، جيانغ زووجون، نائب رئيس اللجنة الوطنية للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، بحضور ليو شياومنغ محافظ مقاطعة هاينان، وريو هونغبين، رئيس مجلس الصين لتعزيز التجارة الدولية CCPIT، وفو شوانتشاو الأمين العام لحكومة مقاطعة هاينان، بالإضافة إلى حشد من الشخصيات الرسمية ورجال أعمال ومستثمرين من جمهورية الصين الشعبية.
وأثنى أمين عام الاتحاد على التعاون البارز والوثيق بين اتحاد الغرف العربية والمجلس الصيني لتعزيز وتنمية التجارة الدولية CCPIT، لافتا إلى أن العالم العربي شريك استراتيجي هام بالنسبة إلى الصين حيث تجاوز حجم التبادل التجاري بين الجانبين ٤٠٠ مليار دولار وهذا رقم بارز يجعل من المنطقة العربية الشريك التجاري الرابع بعد الولايات المتحدة الأمريكية ودول الآسيان والاتحاد الأوروبي.
وكشف أن وصول البلدان العربية إلى هذا المركز جاء نتيجة ارتفاع حجم التبادل التجاري بنسبة ألف في المئة بالمقارنة مع ما كانت عليه قبل عقدين من الزمن. لافتا إلى أننا في العالم العربي جاهزون ومستعدون لزيادة هذا الرقم إلى مستوى اعلى وأكبر لنصبح الشريك التجاري الأول او الثاني بالنسبة إلى الصين في الفترة القادمة مثلما تعتبر الصين الشريك التجاري الاول بالنسبة الى العالم العربي.
وأوضح الدكتور خالد حنفي خلال اللقاء إلى ان مجالات التعاون بين الجانبين العربي والصيني يمكن ان تكون في مجالات الطاقة وخصوصا الطاقة المتجددة، وفي قطاع السياحة حيث تعتبر مقاطعة هاينان من المقاطعات السياحية الرئيسية في الصين كما وتعتبر المنطقة العربية ذات ارث ثقافي وحضاري وسياحي جاذب مما يساهم في رفع حجم السياح الصينيين الوافدين الى المنطقة العربية وكذلك السياح العرب الذين يزورون الصين.
وتابع: كما تحدثنا عن أهمية تعزيز التعاون في مجال الرقمنة، وفي قطاع التكنولوجيا الزراعية، وفي القطاع الصناعي، وقطاعات أخرى مثل القطاع المالي والمصرفي.
وكشف امين عام الاتحاد عن إطلاق مبادرة هامة عبر إنشاء مركز عربي صيني لريادة الأعمال والابتكار والاقتصاد البرتقالي بما يساهم في تعزيز التعاون بين الشباب العربي والصيني في مجالات التكنولوجيا المتقدمة والمنشآت الصغيرة والمتوسطة، وذلك بما يحقق الأهداف الاستراتيجية والتطلعات المنشودة ليس فقط في المشاريع المتصلة بالثورة الصناعية الرابعة، بل من اجل بناء جسور التواصل الثقافي والحضاري بين الجانبين العربي والصيني.
وأوضح الدكتور خالد حنفي ان البلدان العربية التي ايدت مبادرة الحزام والطريق منذ اليوم الاول لاطلاقها، جاهزة من اجل تنفيذ المشاريع التنموية الواعدة في هذه المبادرة ولا سيما في مجال النقل واللوجستيات بما يحول المشاريع الاستثمارية الطموحة الى مشاريع منفّذة على ارض الواقع، تمتد من البلدان العربية الى البلدان الأفريقية وصولا إلى أوروبا ودول امريكا الجنوبية.
وتطرق أمين عام الاتحاد إلى الواقع الجيوسياسي المستجد في ظل الحرب التجارية الدائرة اليوم نتيجة الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الاميركي دونالد ترامب على ١٢٨ دولة حول العالم، وقال ان البلدان العربية متفهمة للمتغيرات الجيوسياسة ولاجل ذلك بدأت البلدان العربية تنويع شراكاتها التجارية والاقتصادية مع دول العالم ولا سيما مع الصين التي نطمح بان تكون شريك واعد للعالم العربي حيث تمتلك الصين فرائض مالية ضخمة يمكن توظيفها في أماكن مختلفة حوّل العالم ومنها البلدان العربية وذلك من خلال ضمانات سيادية ومشاريع يشارك فيها القطاع الخاص العربي والصيني عبر استثمارات ضخمة تعود بالنفع على الجانبين العربي والصيني.
رؤية ترتكز على التحول الرقمي والمعرفي والتكامل الصناعي الذكي
شدد أمين عام اتحاد الغرف العربية الدكتور خالد حنفي خلال الجلسة الحوارية حول "منظمات تعزيز التجارة العربية الصينية" ضمن أعمال مؤتمر الأعمال العربي الصيني، على أن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الجانبين العربي والصيني خطت خطوات واسعة خلال العقود الماضية، وأصبحت اليوم نموذجًا ناجحًا للتعاون القائم على الاحترام المتبادل، والمصالح المشتركة، والرؤية المستقبلية للتنمية الشاملة والمستدامة. حيث تشير الإحصاءات الحديثة إلى أن حجم التبادل التجاري بين الصين والدول العربية بلغ في عام 2023 نحو 2.8 تريليون يوان، أي ما يعادل 393.75 مليار دولار أمريكي، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 820.9% مقارنة بعام 2004.
وفي الأشهر الأربعة الأولى من عام 2024 فقط، وصل حجم التجارة الثنائية إلى 946.17 مليار يوان، أي ما يقارب 131 مليار دولار، مشكّلاً 6.9% من إجمالي تجارة الصين الخارجية. وتجدر الإشارة إلى أن ست دول عربية فقط - وهي الإمارات، العراق، عمان، قطر، مصر، والسعودية - قد شكّلت مجتمعة 84.8% من هذا الحجم التجاري، مما يؤكد على الأهمية المتزايدة للدول العربية في الاستراتيجية الاقتصادية الصينية.
ونوه إلى أن العلاقات الاقتصادية لم تعد تقتصر على التبادل التجاري في السلع التقليدية مثل الطاقة أو المواد الخام، بل توسعت لتشمل مشاريع استراتيجية كبرى في البتروكيماويات، البنية التحتية، التكنولوجيا، والتصنيع المحلي. وتعتبر المنطقة الاقتصادية والتجارية بين الصين ومصر في منطقة السويس (TEDA) نموذجًا متميزًا للتعاون الصناعي، حيث ساهمت في توفير أكثر من 9، 000 وظيفة مباشرة و80، 000 وظيفة غير مباشرة، وأسهمت في تعزيز قدرة مصر الإنتاجية واللوجستية.
ورأى أن منظمات ترويج التجارة تلعب دورًا محوريًا في تعزيز العلاقات الاقتصادية بين الصين والدول العربية، فهي بمثابة الجسور التي تربط بين الشركات والمؤسسات، وتسهم في تسهيل حركة الأعمال والاستثمارات، من خلال: تنظيم المعارض والمؤتمرات التجارية المشتركة، وإرسال واستقبال الوفود الاقتصادية، وتوفير المعلومات والدراسات القطاعية، ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة في اختراق الأسواق الدولية، وتمكين التحوّل الرقمي والتجارة الإلكترونية.
ونوه إلى أننا في اتحاد الغرف العربية نؤمن أن المستقبل يحمل فرصًا واسعة في قطاعات واعدة، أبرزها: الاقتصاد الأخضر والطاقة المتجددة، الاقتصاد الرقمي والتكنولوجيا المالية، الأمن الغذائي والزراعة الذكية، سلاسل الإمداد المستدامة والتصنيع المحلي المشترك.
معتبرا أن مستقبل التعاون الصيني العربي يتطلب الانتقال من النماذج التقليدية إلى رؤية أكثر شمولاً ترتكز على التحول الرقمي، والاقتصاد القائم على المعرفة، والتكامل الصناعي الذكي. وفي هذا الإطار، أقترح المبادرات التالية: إطلاق "المنصة الصينية-العربية للربط الاقتصادي الذكي"، تأسيس "صندوق الابتكار والتنمية الصيني العربي"، إطلاق "برنامج تبادل العقول والخبرات"، إنشاء "مدن تكامل صناعي ذكي"، إنشاء مجلس استشاري مشترك للتخطيط الاستراتيجي.
وألقى الدكتور خالد حنفي، كلمة في مأدبة العشاء الرسمية التي أقيمت على شرف المشاركين في فعاليات مؤتمر الأعمال العربي الصيني الحادي عشر المنعقد في مقاطعة هاينان الصينية، شدد فيها على أن الصين والعالم العربي، كلٌ من موقعه الحضاري، يملكان مفاتيح مشتركة لبناء نموذج جديد من التعاون الدولي قائم على التوازن بين النمو الاقتصادي وحماية الموارد، ومحفّز لـ دور القطاع الخاص والابتكار، ومفتوح على التحول الرقمي والاقتصاد الأخضر، ومرتبط برؤية أخلاقية ترى في الإنسان محور التنمية، لا مجرد مستهلك أو رقم.
واقترح الدكتور خالد حنفي أن نعمل سويًا على إعداد "جدول تعاون إنساني- ثقافي- اقتصادي" موازٍ للمشاريع الكبرى، يضم: مبادرات شبابية وتدريبية ثنائية في ريادة الأعمال، وبرامج تبادل ثقافي وفني وسياحي، وملتقيات دورية تجمع بين المفكرين ورواد الأعمال وصنّاع القرار من العالمين العربي والصيني.
وأجرى أمين عام الاتحاد محادثات مع عدد من الشخصيات الصينية البارزة بينها نائب رئيس اللجنة الوطنية للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني جيانغ زووجون. والمسؤول الاقليمي عن وزارة التجارة في مقاطعة هينان زهانغ بن. ومحافظ مقاطعة هاينان ليو شياومينغ.