العلماء يحذرون: القطب الجنوبي يمكن أن يتحول من ثلاجة الكوكب إلى مشعاع الأرض!
تاريخ النشر: 10th, August 2023 GMT
حذر علماء أمس من أن القطب الجنوبي بات يتحول من ثلاجة للعالم - ما يحافظ على درجات الحرارة منخفضة - إلى "مبرّد" (مشعاع).
عادة ما يعكس الجليد الموجود على اليابسة والبحر في القطب الجنوبي أشعة الشمس مرة أخرى إلى الفضاء، ولكن عندما تتشكل المياه في البرك والبحيرات في القارة القطبية الجنوبية، فإن هذا يمتص الحرارة.
وقال البروفيسور مارتن سيغيرت إن قارة القطب الجنوبي "عبارة عن سطح أبيض هائل وواسع تقوم بعمل هائل للكوكب من حيث ارتداد الكثير من الإشعاع الشمسي إلى الفضاء".
وقال إن نفس العملية - حيث يذوب الجليد ويكشف عن المحيط - تحدث بالفعل في القطب الشمالي.
وقال البروفيسور سيغيرت، عالم الجليد في جامعة إكستر، إن الجليد البحري حول القارة المتجمدة هو حاليا عند أدنى مستوى له منذ أن بدأت الأقمار الصناعية في رصده في عام 1979، ويتجاوز الحد الأدنى القياسي السابق المسجل العام الماضي.
وشهدت موجة الحر الشتوية في مارس 2022 ارتفاع درجات الحرارة بحوالي 40 درجة مئوية فوق المعدل الطبيعي في شرق القارة القطبية الجنوبية، من حوالي -50 درجة مئوية إلى -10 درجات مئوية، ولو حدث ذلك في الصيف لكان قد بدأ ذوبان سطح الصفائح الجليدية وهو ما قال العلماء إنهم لم يروه من قبل.
وقال البروفيسور سيغيرت: "أعتقد أن المجتمع العلمي أصيب بصدمة بسبب افتقار هذا الموسم للجليد البحري، وهو أقل بكثير مما حدث في السنوات السابقة".
وبسبب البيئة القاسية للقارة القطبية الجنوبية وموقعها البعيد، هناك القليل من البيانات المتاحة لربط مثل هذه الأحداث بشكل لا لبس فيه بتغير المناخ الذي يسببه الإنسان، لكن العلماء يقولون إن من المتوقع حدوثها على كوكب يزداد احترارا.
وأضاف البروفيسور سيغيرت: "أعتقد أن من المعقول أن نفترض أن حدث ارتفاع الحرارة في القطب الجنوبي الذي رأيناه هو الشيء المتوقع من الاحتباس الحراري بسبب احتراق الوقود الأحفوري. قد يكون الأمر كذلك، نظرا لأننا قدمنا الكثير من الأدلة العلمية، أن هذا كان مجرد حدث واحد خلال كل 1000 عام، لكن هذا غير مرجح، وأعتقد أن من المعقول علميا أن نفترض أنه كذلك مرتبط بكوكبنا الدفيئي".
وإلى جانب علماء من جميع أنحاء المملكة المتحدة وتشيلي وجنوب إفريقيا، كان البروفيسور سيغيرت يفحص الأدلة على الأحداث المتطرفة في القارة القطبية الجنوبية وقال إنه "من المؤكد تقريبا'' أن شدتها ستزداد ما لم يتم التحكم في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
وقد نشروا عملهم في مجلة Frontiers in Environmental Science، وحددوا ما يقرب من اثنتي عشرة طريقة لتغيير التأثيرات البشرية للقطب الجنوبي، من ذوبان الجليد البحري والأرضي، وانهيار الجروف الجليدية، واحترار المحيطات والغلاف الجوي، والانقراض القريب للحيوانات البحرية والمقدمة من الأنواع الأجنبية مثل الطحالب والعشب.
ويشعر العلماء بالقلق بشكل خاص بشأن ما قد يحدث خلال السنوات القليلة المقبلة مع انتشار تأثيرات ظاهرة النينو على ارتفاع درجات الحرارة.
وقالت الدكتورة آنا هوغ من جامعة ليدز: "بصفتي شخصا يشاهد هذا يحدث على أساس يومي، أجد أن من المدهش والمذهل حقا رؤية التغييرات تحدث بالحجم الذي هي عليه بالفعل". وقالت إن الأمر سيستغرق قرونا حتى تتعافى الرفوف الجليدية المنهارة، إذا كان ذلك ممكنا.
ولا تؤدي هذه الانهيارات بشكل مباشر إلى ارتفاع مستوى سطح البحر لأن الجليد يطفو بالفعل، ولكن هذا يعني أن الجليد يصب من اليابسة في البحر بشكل أسرع عبر الأنهار الجليدية، ما يسرع من معدل ارتفاع مستوى سطح البحر.
وإذا ذاب كل الجليد في القارة القطبية الجنوبية، على الرغم من أن العلماء لا يعتقدون أن هذا سيحدث في وقت قريب، فإنه سيرفع مستوى سطح البحر العالمي بمقدار 57 مترا.
وتتحد الأحداث المتطرفة مثل انهيار الجرف الجليدي أو ارتفاع موجات الحرارة في سلسلة لمضاعفة التأثيرات التي تنتشر عبر العالم وتهدد الأنواع المحلية.
ودعا فريق العلماء إلى اتخاذ المزيد من تدابير حماية البيئة للمساعدة في الحفاظ على النظم البيئية الهشة بشكل متزايد والتي أصبحت أكثر عرضة للخطر.
عن روسيا اليومالمصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: القارة القطبیة الجنوبیة القطب الجنوبی
إقرأ أيضاً:
علماء يحذرون من ثوران بركاني وشيك لم تستعد له البشرية
حذر علماء من أن العالم قد يكون على موعد مع ثوران بركاني ضخم خلال هذا القرن، وسط تقديرات تشير إلى احتمالية حدوثه بنسبة 1 من 6.
هذا الحدث قد يتسبب في أزمات مناخية واقتصادية واجتماعية غير مسبوقة، بينما يفتقر العالم إلى أي خطط للتعامل مع تداعياته. تامبورا: كارثة الماضي ورسائلهافي هذا الصدد، استهل موقع CNN تقريره حول تلك الأزمة بإشارة إلى بركان "تامبورا" الإندونيسي في عام 1815، الذي تسبب بأقوى ثوران مسجل في التاريخ.
أدى هذا الثوران إلى "عام بلا صيف"، حيث انخفضت درجات الحرارة العالمية، وتدهورت المحاصيل الزراعية، مما تسبب في مجاعات وأوبئة أودت بحياة عشرات الآلاف.
تشير الأدلة كذلك إلى أن درجات الحرارة انخفضت بمقدار درجة مئوية واحدة على الأقل، مع تأثيرات استمرت لعدة سنوات، وأثرت بشكل كبير على المناخ العالمي.
بحسب التقرير، يؤكد العلماء أن التغير المناخي الحالي يجعل العالم أكثر هشاشة أمام كارثة بركانية مشابهة، وأنه مع ارتفاع حرارة الكوكب، قد تصبح تأثيرات التبريد الناتجة عن الثوران أكثر شدة.
في السياق ذاته، يشير الباحث توماس أوبري من جامعة إكستر الإنجليزية إلى أن الاحترار العالمي يؤدي إلى تسريع حركة الهواء في الغلاف الجوي، مما يساهم في انتشار جسيمات الكبريت الناتجة عن الثوران بسرعة وكفاءة، ويزيد من تأثيرها على عكس أشعة الشمس وتبريد الكوكب.
لكن هذه التغيرات قد تؤدي إلى اضطرابات مناخية واسعة النطاق، مثل تقليل هطول الأمطار الموسمية في آسيا وإفريقيا، مما يهدد الأمن الغذائي العالمي ويؤدي إلى أزمات اجتماعية وسياسية.
على الصعيد البشري، يعيش أكثر من 800 مليون شخص بالقرب من براكين نشطة، ما يجعلهم عرضة لخطر مباشر.
أما على الصعيد الاقتصادي، فقدّر تقرير صادر عن شركة التأمين "لويدز" أن ثوراناً بحجم تامبورا قد يؤدي إلى خسائر عالمية تصل إلى 3.6 تريليون دولار في السنة الأولى فقط.
إضافة إلى ذلك، فإن التأثير على المحاصيل الزراعية في مناطق رئيسية مثل الولايات المتحدة والصين وروسيا قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار الغذاء وزيادة خطر المجاعات والنزاعات الدولية.
ويضيف ستوفل أنه على الرغم من أن احتمال وقوع هذا الحدث يبدو منخفضاً، إلا أن تجاهل هذه المخاطر قد يكلف البشرية كثيراً، موضحاً أن البشر بحاجة إلى الاستعداد لما قد يكون أكبر تهديد طبيعي يواجه العالم في هذا القرن.