عربي21:
2025-11-21@22:31:01 GMT

بين عليّ ومعاوية رضي الله عنهما

تاريخ النشر: 4th, September 2024 GMT

بائسةٌ تلكم الصّورة التي يراد تصويرُها للعلاقة بين عليّ ومعاوية رضي الله عنهما، وأنّها علاقة قائمةٌ على الأحقاد الشخصيّة، والمنافع الذّاتيّة، والقتال لأجل القبيلة والعشيرة، والحرب انتصارا لشهوات السلطة والتمحور حول الذّات.

لا أريد الخوض في المعركة التي يتم استحضارها بين فينة وأخرى لاعتبارات كثيرة؛ ليس بينها البحث العلميّ الرصين، أو البحث عن الحقيقة الموضوعيّة، أو الاعتبار الراشد من أيام الأمة الخالية.

لكن من الضروريّ الوقوف عند طبيعة الموقف الشخصيّ لكلّ من عليّ ومعاوية رضي الله عنهما تجاه بعضهما وهما في خضمّ المعركة وقلب المواجهة؛ التي عبّر عنها أستاذنا المؤرخ الدكتور شوقي أبو خليل رحمه الله تعالى بقوله: "كان الخلاف بين عليّ ومعاوية خلافا بين مدرستين، وبين نظامين، خلافة دينيّة ودولة دنيويّة".

ووصفها العقّاد بقوله: "ليس موضع الحسم فيها أن ينتصر عليّ فيحكم في مكان معاوية، أو ينتصر معاوية فيحكم في مكان عليّ، بل موضع الحسم فيها مبادئ الحكم فيها كيف تكون إذا تغلّب واحد منهما على خصمه؟ أتكون مبادئ الخلافة الدينيّة، أو مبادئ الدولة الدنيويّة؟ الحسم حقّ، الحسم هنا هو تغليب مبادئ المُلْك أو مبادئ الخلافة، ولا حيلة لعليّ ولا لمعاوية في علاج الأمر على غير هذا الوجه لو جهد له جهاد الطّاقة".

أمّا الموقف الشخصيّ من معاوية تجاه علي رضي الله عنهما فتجلّيه مواقف عديدة منها:

الموقف الأول: وتذكرة عموم كتب التاريخ والفضائل عند أهل السنة والجماعة ومنها "حلية الأولياء وطبقات الأصفياء" للأصبهاني، و"صفوة الصفوة" لابن الجوزي، و"تاريخ دمشق" لابن عساكر، وتسوقه كذلك مصادر الشيعة ومنها "بحار الأنوار" للمجلسي، وفيه: "دخل ضرار بن ضمرة الكناني على معاوية، فقال له: صف لي عليا. فقال: أوَتعفيني يا أمير المؤمنين، قال: لا أعفيك، قال: أما إذ لا بدّ، فإنّه كان والله بعيد المدى، شديد القُوى، يقول فصلا، ويحكم عدلا، يتفجّر العلم من جوانبه، وتنطق الحكمة من نواحيه، يستوحش من الدّنيا وزهرتها، ويستأنس باللّيل وظلمته، وكان والله غزير العَبرة، طويل الفكرة، يقلّب كفّه ويخاطب نفسه، يعجبه من اللّباس ما قصر، ومن الطّعام ما جشب، كان والله كأحدنا، يدنينا إذا أتيناه، ويجيبنا إذا سألناه، وكان مع تقرّبه إلينا وقربه منا لا نكلّمه هيبة له، فإن تبسّم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم، يعظّم أهل الدّين، ويحبّ المساكين، لا يطمع القويّ في باطله، ولا ييأس الضّعيف من عدله، فأشهد بالله لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى اللّيل سدوله، وغارت نجومه، يميل في محرابه قابضا على لحيته، يتململ تململ السّليم، ويبكي بكاء الحزين، فكأنّي أسمعه الآن وهو يقول: يا ربّنا يا ربّنا، يتضرّع إليه ثم يقول للدّنيا: إليَّ تغرّرت، إليَّ تشوّفت؟! هيهاتَ هيهات، غرّي غيري قد بنتك -طلّقتُك- ثلاثا، فعمرك قصير، ومجلسك حقير، وخطرك يسير، آهٍ آهٍ من قلّة الزّاد، وبُعد السّفر، ووحشة الطّريق. فوكَفت دموع معاوية على لحيته ما يملكها، وجعل ينشّفها بكمّه، وقد اختنق القوم بالبكاء، فقال: كذا كان أبو الحسن رحمه الله، كيف وجدك -حزنك- عليه يا ضرار؟ قال: وجدُ -حزنُ- مَن ذُبح واحدها -ولدها الوحيد- في حجرها، لا ترفأ دمعتها ولا يسكن حزنها، ثم قام فخرج".

هذا المشهد كفيلٌ بتجلية حقيقة المشهد القلبيّ الشعوريّ والموقف النفسي الشخصيّ لمعاوية تجاه عليّ رضي الله عنهما، وقد يحلو للبعض أن يصف الأمر أنّه محض تمثيل لا صدق فيه، وهذا القول فضلا عن دخوله في النوايا وهو لا يستقيم مع الحكم ويجعله رغائبيا غير سويّ، فإنّه أيضا يتغافل عن أن معاوية رضي الله عنه لم يكن بحاجة إلى مثل هذا المشهد التمثيليّ من الأساس، فهو حينها ملك المسلمين الذي لا ينازعه في ملكه أحد، وعليّ رضي الله عنه قد قضى نحبه شهيدا، فأيّة حاجة إلى التمثيل أو التكلّف حينها؟!

والموقف الثّاني: يذكره ابن كثير في "البداية والنهاية" في إطار حديثه عن معاوية رضي الله عنه؛ فيقول: "لم تزل الفتوحات والجهاد قائما على ساقه في أيّامه في بلاد الرّوم والفرنج وغيرها، فلمّا كان من أمرِه وأمرِ أمير المؤمنين عليٍّ ما كان، لم يقع في تلك الأيام فتحٌ بالكلّية، لا على يديه ولا على يدي عليّ، وطمع في معاويةَ ملك الروم بعد أن كان قد أخسأه وأذلَّه، وقهر جنده ودحاهم، فلمّا رأى ملك الروم اشتغال معاوية بحرب عليّ؛ تدانى إلى بعض البلاد في جنودٍ عظيمةٍ، وطمع فيه، فكتب إليه معاوية: والله لئن لم تنته وترجع إلى بلادك يا لعين لأصطلحنّ أنا وابن عمي عليك، ولأخرجنّك من جميع بلادك، ولأضيّقن عليك الأرض بما رحبت. فعند ذلك خاف ملك الروم وانكفَّ، وبعث يطلب الهدنة".

وفي هذا المشهد لفتةٌ مهمّةٌ وموجعة، وهي أنّ الخلاف الذي حصل بين عليّ ومعاوية رضي الله عنهما كان سببا في تعطيل حركة الفتوحات ونشر الإسلام في الأمصار، وهي رسالة بالغة الأهميّة إلى العاملين في حقل الإسلام بأنّ الخلاف بينكم إن وصل حدّ المواجهة سيعطلكم جميعا عن خدمة مشروعكم المشترك، وهو خدمة الإسلام وإعلاء اسمه في الأرض.

كما أنّ فيه لفتة بالغة الأهميّة في موقف معاوية من عليّ رضي الله عنه، وهو أنّ هذا الموقف والخلاف مهما بلغت درجته فإنّه لا يمكن أن يسمح بدخول أعداء الإسلام فيه وإذكائه، فضلا عن أن يمكّنهم من استثماره لصالحهم، فمعاوية كان عنده الاستعداد التامّ للاصطلاح مع عليّ رضي الله عنهما وتناسي الخلافات لمواجهة التهديد الخارجيّ الذي كان متوقعا ولم يكن واقعا، فما بال العاملين في حقل الإسلام اليوم يسلّون سيوف المعارك على بعضهم بعضا وعدوهم الذين يرميهم عن قوس واحدة يدمّر الديار ويريق الدماء وينتهك الأعراض ويدنّس المقدّسات؛ ما لهم كيف يحكمون؟!

وأمّا عليّ رضي الله عنه فقد ثبت عنه فيما أخرجه ابن أبي شيبة بسند صحيح أنّه قال: "قتلاي وقتلى معاوية في الجنة"، وهو بهذا لا يريد الحكم بدخول أعيانهم الجنّة، إنما الحكم بإيمانهم ونفي ما قد يتوهمه البعض من كفرهم أو يتقوّله البعض من إخراجهم من الملّة.

وينقل الذهبي في "منهاج الاعتدال" موقفا نفيسا يرويه أهل البيت عن بعضهم رضوان الله تعالى عنهم أجمعين، حيث قال: "روى سفيان عن جعفر بن محمد، عن أبيه الباقر قال: سمع علي يوم الجمل، أو يوم صفين، رجلا يغلو في القول، فقال: لا تقولوا إلا خيرا، إنّما هم قومٌ زعموا أنّا بغينَا عليهم، وزعمنا أنّهم بغوا علينا، فقاتلناهم. وعن مكحول أن أصحاب عليّ رضي الله عنه سألوه عمن قُتل من أصحاب معاوية: ما هم؟ قال: هم المؤمنون".

إنّ الموقف الشخصيّ لكل من عليّ ومعاوية رضي الله عنهما تجاه الآخر ينبغي أن يكون منطلقا في الحديث عنهما أو الحديث عن الخلاف الحاصل، والتعامل معه بمنطقهما لا بمنطق الأحقاد الشخصيّة أو التعصبات الطائفيّة التي يتمّ سكبها على المشهد استحضارا وتحليلا واستنباطا وإسقاطا.

x.com/muhammadkhm

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه معاوية علي السنة الشيعة صفين السنة الشيعة علي معاوية صفين مقالات سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة صحافة مقالات سياسة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة بین علی

إقرأ أيضاً:

تحذير نبوي من محقرات الذنوب .. علي جمعة يوضحها

قال الدكتور علي جمعة ، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم حذر أُمَّتَه مِن الذُّنوبِ كلِّها صَغيرِها وكَبيرِها؛ لأنَّه إذا كانتِ الكبائرُ ظاهِرَةً، وأثَرُها يَكونُ واضِحًا، فإنَّ صَغائِرَ الذُّنوبِ قد تَكثُرُ في فِعلِ الإنْسانِ دُونَ أن يَشعُرَ، فتُصبِحُ مُهلِكةً له.

واستشهد جمعة، في منشور عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، بما أخرجه أخرجه أحمد (3818)، والطبراني (10/261) (10500)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (7263) باختلاف يسير، في صحيح الجامع، عن عبدالله بن مسعود رضي الله تعالى عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إيَّاكُم ومحقَّراتِ الذُّنوبِ فإنَّهنَّ يجتمِعنَ على الرَّجلِ حتَّى يُهلِكنَهُ كرجلٍ كانَ بأرضِ فلاةٍ فحضرَ صنيعُ القومِ فجعلَ الرَّجلُ يجيءُ بالعودِ والرَّجلُ يجيءُ بالعودِ حتَّى جمعوا من ذلِكَ سوادًا وأجَّجوا نارًا فأنضجوا ما فيها)، وفي رواية أخرى عن سهل بن سعد الساعدي، أنه -صلى الله عليه وسلم قال: (إياكم ومُحَقَّراتِ الذنوبِ ، فإِنَّما مثَلُ مُحَقَّرَاتِ الذنوبِ كَمَثَلِ قَوْمٍ نزلُوا بَطْنَ وادٍ ، فجاءَ ذَا بعودٍ ، و جاءَ ذَا بعودٍ ، حتى حمَلُوا ما أنضجُوا بِهِ خبزَهُم ، و إِنَّ مُحَقَّراتِ الذنوبِ متَى يُؤْخَذْ بِها صاحبُها تُهْلِكْهُ)، أخرجه الألباني في صحيح الجامع ، الصفحة أو الرقم : 2686 .

أفضل دعاء للميت بعد صلاة الفجر.. ينفعه في قبره ويخفّف عنهدعاء النبي بعد التشهد الأخير.. كلمات تحميك من 4 فتنمحقرات الذنوب

شرح حديث محقرات الذنوب
وأضاف أن في هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "إيَّاكُم ومُحقَّراتِ الذُّنوبِ" والمَعْنى احْذَروا مُحقَّراتِ الذُّنوبِ، وهي ما لا يُبالي المرءُ به مِن الذُّنوبِ مُستَصغِرًا لها؛ "فإنَّهن يَجْتَمِعْنَ على الرَّجُلِ حتى يُهْلِكْنَه"، فبيَّن أنَّ التَّحْذيرُ منها؛ لأنَّها أسْبابٌ تُؤَدِّي إلى ارْتِكابِ الكَبائِرِ، فصِغارُ الذُّنوبِ تَجُرُّ بعْضُها بعْضًا حتى تُزيلَ أصْلَ السَّعادةِ بهَدْمِ الإيمانِ عندَ الخاتمَةِ، فيَهلَكُ المَرْءُ إذا لم يُكفِّرْ عنها "كرَجُلٍ كان بأَرْضٍ فَلاةٍ"، أي: صَحْراءَ.

وتابع: وهذا من ضَرْبِ الأَمْثالِ طَلبًا لِمَزيدٍ مِنَ الفَهْمِ، "فحَضَرَ صَنيعُ القَوْمِ، فجَعَلَ الرَّجُلُ يَجيُء بالعودِ، والرَّجُلُ يَجيء بالعوِد"، والعودُ هو صِغارُ فُروعِ الأَشْجارِ الجافَّةِ "حتى جَمَعوا من ذلك سوادًا"، أي: كَمًّا كبيرًا "وأَجَّجوا نارًا" بإشْعالِها "فَأَنْضَجوا ما فيها" من الطَّعامِ وغيْرِه، وفي رِوايَةِ الحُمَيديِّ: "فكذلِك الذُّنوبُ"، أي: أنَّ الصَّغائِرَ إذا انْضَمَّتْ وتَراكَمَتْ اسْتَعْظَمَ أَمْرُها، وكان وَبالًا على صاحِبِها .

وقال الشيخ رمضان عبدالمعز، الداعية الإسلامي، إن الإيمان هو أساس النجاح والفلاح والصلاح في الدنيا والأخرة.

إياكم ومحقرات الذنوب

واستدل رمضان عبدالمعز خلال برنامج لعلهم يفقهون على شاشة dmc، بقوله تعالى:" قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ"، موضحاً :" المؤمنين هم الفائزين الذين كتب الله عز وجل لهم الخير والتوفيق".

وأكمل رمضان عبد المعز أن الله تبارك وتعالى يقول:"إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ"، محذراً المؤمنين من الذنوب البسيطة، واستهانة البعض بها، مشيراً إلى أنه يجب على المؤمن أن يكون لديه فراسة ويرى بنور الله عز وجل.

وروى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، إياكم ومحقرات الذنوب، فإنما مثل محقرات الذنوب كمثل قوم نزلوا بطن وادٍ فجاء ذا بعودٍ وذا بعودٍ، حتى جمعوا ما أنضجوا به خبزهم، وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه".

وأضاف أن الله عز وجل وعد المؤمنين بحياة أفضل في الآخرة، يقول تعالى:"إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ"، موضحاً أن المؤمن يتولاه الله عز وجل ولا يخذيه مطلقاً ودائماً ينصره ويؤيده، وتلى قوله تعالى :" اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ".

وشدد رمضان عبدالمعز على أن المعاصى تمحق البركة وتحرم الإنسان الرزق ولها شؤم وتطفئ نور القلب وعلى المؤمن أن يحذر من ذلك ويتبع ما أمر به الله عز وجل وينتهى عما نهى الله عنه، مؤكدا أن إرادة الله عز وجل يجمع المؤمنين على ذكره وينير قلوبهم ويمنحهم البركة والحسنات، وعلى المسلم أن يسعى ليكون من ضمن المؤمنين ويستعين بالله عز وجل ويطلب العون منه في ذلك حتى ينال رضى الله عز وجل وتوفيقه.

وأختتم قائلا :" رحمة وفضل من ربنا أنه يعين الإنسان على الطاعة ..واللى ربنا مش هينور ليه قلبه مفيش قوة في الأرض هتنور ليه قلبه".

طباعة شارك محقرات الذنوب إياكم ومحقرات الذنوب ما هي محقرات الذنوب

مقالات مشابهة

  • السنيورة: رفيق الحريري الأقرب لأفكاري.. ورجال الدولة قليلون والسياسيون يركزون على التأييد الشخصي
  • خصال الوفاء والاخلاص والإحسان
  • يمن الانتصار للمستضعفين
  • لا تظلم هذا الحيوان !!
  • رمضان عبد المعز: كل معروف يُقدَّم لوجه الله يُعد صدقة
  • تأملات قرآنية
  • تحذير نبوي من محقرات الذنوب .. علي جمعة يوضحها
  • لا تنسوا الدعاء فهو عبادة يحبها الله
  • افتتاح المعرض الشخصي الثامن للفنان نصر الزعبي بعنوان “نبضات”
  • إسرائيل تطالب قرى لبنانية بالإخلاء تمهيدا لهجوم ضد حزب الله