أكد الدكتور سعيد الزغبي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، أن العلاقات الثنائية بين مصر وتركيا قد عادت إلى سابق عهدها بعد فترة من العزلة دامت عشر سنوات، مشيرًا إلى أن تركيا كانت قد وضعت خطة مدروسة لعودة العلاقات مع مصر، وهو ما يتطلب تفاعلًا قويًا من القيادة المصرية.

بث مباشر| مراسم استقبال رسمية للرئيس السيسي بالقصر الرئاسي بتركيا عاجل| السيسي يعرب عن سعادته البالغة بزيارته الأولى لتركيا ولقائه مع أردوغان

وأشار "الزغبي"، خلال مداخلة هاتفية عبر القناة الأولى، اليوم الأربعاء، إلى أن الاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بين البلدين كان له دور كبير في الارتقاء بالعلاقات الثنائية في مختلف المجالات، وقد أسفر عن توقيع نحو 20 اتفاقية تعزز التعاون التجاري بين مصر وتركيا، مضيفًا أن المنطقة تشهد نزاعات متعددة، بما في ذلك الحرب الأوكرانية الروسية، التي أثرت على توريد الغاز المسال إلى تركيا، مما شكل تحديًا للصناعة التركية وساهم في تعزيز التعاون مع مصر.

وأوضح أستاذ العلوم السياسية، أن الاتفاقيات تشمل توريد الغاز من مصر إلى تركيا، فضلًا عن تبادل الرؤى حول القضايا الإقليمية والدولية، مؤكدًا أن هناك توافقًا بين البلدين بشأن قضايا مثل الصراع في غزة، حيث يتشاركان في مبادئ عدم التهجير القسري لسكان قطاع غزة وضمان وصول المساعدات الإنسانية.

وشدد، على أهمية الاستقرار في ليبيا، باعتباره عاملًا أساسيًا لاستقرار المنطقة، وكذلك الجهود المبذولة لفض النزاع في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، مشددًا على أن هذه الرؤى والاستراتيجيات المشتركة تعمل على تقليص الفجوة بين البلدين.

وأبرز، أن التبادل التجاري بين مصر وتركيا شهد نموًا ملحوظًا، مع زيادة في مشاريع الطاقة المتجددة والطاقة النووية، إضافة إلى تصدير الغاز المسال والنيتروجين الأخضر، موضحًا أن هذه التطورات تسهم في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الاستقرار في ليبيا التبادل التجارى بين مصر وتركيا التعاون التجاري بين مصر وتركيا العلاقات الثنائية ضمان وصول المساعدات عودة العلاقات مع مصر

إقرأ أيضاً:

ماذا عن العراق؟ .. الأمواج التركية تدفع الإيرانيين بعيدا عن سوريا

بغداد اليوم -  بغداد

في عالم السياسة المتقلب، حيث تتشكل التحالفات وتتغير موازين القوى بسرعة، تبرز تركيا كواحدة من أكثر الدول تأثيرًا في الشرق الأوسط، خاصة فيما يتعلق بالقرارات السياسية للبيت السني.

في ظل التطورات الأخيرة التي شهدتها المنطقة، بدءًا من التغييرات الجذرية في سوريا، مرورًا بالعلاقات الإستراتيجية مع الولايات المتحدة، ووصولًا إلى صعود نفوذ حركة الإخوان المسلمين، أصبحت أنقرة لاعبًا رئيسيًا في تشكيل التوجهات السياسية للقوى السنية.  

في حديث خاص لـ"بغداد اليوم"، أكد الباحث السياسي عبد الله الحديدي أن التأثير التركي حاليًا هو الأكبر في قرارات البيت السني. 

وأوضح الحديدي أن التغييرات الجيوسياسية الأخيرة، خاصة في سوريا، والعلاقة الوثيقة بين أنقرة وواشنطن، ساهمت بشكل كبير في تعزيز هذا النفوذ. 

قال الحديدي: "البيت السني متأثر بأوضاع المنطقة والشرق الأوسط بالكامل، وتركيا أصبحت الآن صاحبة النفوذ الأكبر، خاصة بعد التغييرات التي حصلت في سوريا، والعلاقة القوية لأنقرة مع واشنطن".  

وأضاف أن تركيا استفادت من الفراغ الناتج عن تراجع أدوار أخرى، مثل إيران ودول الخليج، لتصبح القوة الأكثر تأثيرًا في صناعة القرارات السياسية للقوى السنية. وفقًا للحديدي، كانت هناك ثلاث دول رئيسية تؤثر في البيت السني سابقًا، وهي إيران وتركيا ودول الخليج، مع تركيز خاص على الإمارات العربية المتحدة. إلا أن الدور الإيراني تراجع بشكل كبير في الفترة الأخيرة، بينما حافظت تركيا على حضورها القوي، مدعومة بصعود نفوذ حركة الإخوان المسلمين في المنطقة.  

وتشهد المنطقة تحولات كبيرة في موازين القوى، خاصة بعد التطورات في سوريا والعلاقات التركية الأمريكية. تركيا، التي تعتبر نفسها حامية للقضايا السنية، استفادت من هذه التحولات لتعزيز نفوذها، بينما تراجعت أدوار أخرى بسبب التوترات الإقليمية والخلافات السياسية. بعد سنوات من الحرب الأهلية في سوريا، استطاعت تركيا تعزيز وجودها في شمال سوريا، مما منحها نفوذًا كبيرًا في المنطقة. هذا الوجود العسكري والسياسي ساعد تركيا في التأثير على القوى السنية المحلية والإقليمية.  

العلاقات الوثيقة بين أنقرة وواشنطن لعبت دورًا كبيرًا في تعزيز النفوذ التركي. الدعم الأمريكي لتركيا في عدة ملفات إقليمية، بما في ذلك ملف سوريا، ساعد في ترسيخ مكانة تركيا كقوة إقليمية رئيسية. بالإضافة إلى ذلك، حركة الإخوان المسلمين، التي تتمتع بعلاقات قوية مع تركيا، شهدت صعودًا في نفوذها في عدة دول عربية. هذا الصعود ساهم بشكل غير مباشر في تعزيز النفوذ التركي في المنطقة.  

كانت إيران لاعبًا رئيسيًا في التأثير على البيت السني، خاصة من خلال دعمها للقوى الشيعية في المنطقة. إلا أن التوترات الإقليمية والعقوبات الدولية أدت إلى تراجع الدور الإيراني، مما فتح المجال لتركيا لتعزيز نفوذها. دول الخليج، خاصة الإمارات العربية المتحدة، كانت ذات تأثير كبير في السابق. إلا أن الانقسامات الداخلية بين دول الخليج، بالإضافة إلى التوترات مع تركيا، أدت إلى تراجع دورها في التأثير على البيت السني.  

ومع استمرار تركيا في تعزيز نفوذها في المنطقة، يبقى السؤال: كيف ستتعامل القوى الأخرى مع هذا الصعود التركي؟ من المتوقع أن تحاول إيران استعادة بعض نفوذها المفقود، خاصة في العراق وسوريا، مما قد يؤدي إلى تصاعد التوترات بين أنقرة وطهران. قد تحاول دول الخليج، خاصة الإمارات والسعودية، إعادة توازن علاقاتها مع تركيا، إما من خلال تحالفات جديدة أو من خلال دعم قوى محلية لمواجهة النفوذ التركي. ستظل الولايات المتحدة لاعبًا رئيسيًا في المنطقة، ودورها في دعم أو تقليل النفوذ التركي سيكون حاسمًا في تشكيل المستقبل السياسي للشرق الأوسط.  

يبدو أن تركيا قد نجحت في ترسيخ نفسها كقوة إقليمية رئيسية في التأثير على البيت السني، متجاوزة بذلك أدوارًا تاريخية لدول مثل إيران ودول الخليج. مع استمرار التطورات في المنطقة، يبقى السؤال: كيف ستتعامل القوى الأخرى مع هذا الصعود التركي، وما هي الآثار المترتبة على هذا التحول في موازين القوى؟


المصدر: بغداد اليوم+ وكالات

مقالات مشابهة

  • أحمد هارون: مفهوم اعتزل ما يؤذيك ليس مجرد عبارة عابرة بل هو مبدأ أساسي في الصحة النفسية
  • أستاذ علوم سياسية: حماس مستمرة في امتلاك السلاح لاعتقادها بأن الاحتلال سيخل بالاتفاقيات
  • السفير ناشر يبحث مع مسؤول كوبي سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين
  • كتاب جديد يتناول العلاقات العراقية التركية
  • ماذا عن العراق؟ .. الأمواج التركية تدفع الإيرانيين بعيدا عن سوريا
  • أستاذ علوم سياسية: إسرائيل توظف الفوضى في سوريا لتحقيق أهدافها
  • ولي العهد ووزير الخارجية الأمريكي يستعرضان أوجه العلاقات الثنائية بين البلدين
  • أستاذ علوم سياسية: مفاوضات أمريكية أوكرانية في جدة وسط توتر متزايد
  • أستاذ علوم سياسية: مفاوضات «جدة» تركز على إقناع أوكرانيا بقبول الخطة التي يطرحها ترامب
  • سفير مصر بموزمبيق يؤكد حرص القاهرة على تعزيز العلاقات بين البلدين