بعد مرور سنة على الزلزال، الحوز على طريق التعافي
تاريخ النشر: 4th, September 2024 GMT
شجاعة ورباطة جأش في مواجهة المحنة، وكرامة وصمود في الشدائد ... سمات تبرهن عليها ساكنة إقليم الحوز بعد مرور سنة تقريبا على الزلزال المدمر الذي شهدته المنطقة ليلة الثامن من شتنبر 2023.
ففي جماعة ويرغان، بجبال الأطلس الكبير (على بعد 62 كلم من مراكش)، تعود الحياة بشكل جلي إلى طبيعتها بعد الزلزال، بنشاط كبير في الأسواق، وحركة دائبة للمارة، في أجواء تصدح فيها ضحكات الأطفال المبتهجين عبر أرجاء الدواوير.
في ظل هذه الأجواء، استكملت العديد من الأسر، عملية إعادة بناء منازلها التي تضررت أو دمرت جراء الزلزال المأساوي.
وفي بوح لوكالة المغرب العربي للأنباء، يحكي عمر، الرجل الستيني الذي تم انتشاله وزوجته بأعجوبة من تحت الأنقاض عن محنته الرهيبة. "كنت محاصرا لساعات تحت السقف المنهار دون القدرة على الحركة. وكنت آمل فقط أن يأتي أحدهم لينقذني".
بعد مرور عام، يعرب عمر عن عميق امتنانه لمصالح الإنقاذ والسلطات المحلية والإدارات المعنية التي قدمت دعما قويا للساكنة المنكوبة، في زخم تضامني رائع.
ويضيف عمر، في هذا الصدد، "بفضل المساعدة المالية والدعم المقدم، تشارف أشغال بناء منزلي الجديد على الانتهاء. إنه أكثر صلابة الآن، لأنه مطابق لمعايير البناء المضاد للزلازل".
وقد عملت السلطات المحلية دون كلل خلال الأشهر الماضية على تصميم منازل أكثر مقاومة للزلازل، مع الحرص على احترام الخصوصيات الثقافية والبيئية للمنطقة.
وفي هذا الصدد، يؤكد مدير الوكالة الحضرية لمراكش، أمين الإدريسي بلقاسمي، أن "أشغال إعادة بناء المنازل التي دمرها الزلزال توجد في مرحلة متقدمة جدا".
وأبرز أنه، بعد مرور سنة على هذه المأساة، وبفضل تدخلات السلطات المعنية، بتعليمات سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، "فإن البنايات الجديدة، التي أنجزت في وقت قياسي، تستجيب لمعايير السلامة وظروف الراحة وخصائص المعمار المحلي".
وأضاف أنه تم وضع خرائط للأراضي غير القابلة للبناء لتجنب تشييد مبان في المناطق المعرضة لخطر لانهيارات الأرضية والفيضانات.
وفضلا عن ترميم المباني المتضررة، فإن عملية إعادة الإعمار تهدف إلى جعل السكان يستعيدون الشعور بالاستقرار والأمان، وهما عنصران أساسيان للإسهام في التعافي من آثار هذه الكارثة.
ومع تقدم أشغال إعادة الإعمار، يواصل سكان الحوز إظهار حنكتهم وعزمهم ليس فقط على إعادة بناء منازلهم، وأنما أيضا على إرساء أسس مستقبل أفضل وواعد لهم ولأبنائهم.
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: بعد مرور
إقرأ أيضاً:
"بيوت التعافي" تفتح أبواب الأمل أمام المُدمنين للانعتاق من شرنقة المخدرات والمؤثرات العقلية
مسقط- العُمانية
تمثّل بيوت التعافي بمستشفى المسرّة بولاية العامرات نموذجًا متكاملًا لمواجهة آفة الإدمان وتعزيز سُبل التعافي؛ إذ تجمع بين العلاج الطبي الدقيق والتأهيل النفسي والاجتماعي الشامل، مُساهمةً بذلك في إعادة الأمل لحياة طبيعية للمدمنين، وتخفيف عبء الإدمان على المجتمع.
وقالت الدكتورة أميرة بنت عبدالمحسن الرعيدان مشرفة قسم التوعية والتدريب في المكتب التنفيذي التابع للجنة الوقاية من المخدرات والمؤثرات العقلية بوزارة الصحة إنّ بيوت التعافي بمستشفى المسرّة تُقدم برنامجًا علاجيًّا متكاملًا تكون مدته 21 يومًا حدًّا أدنى، وينقسم إلى مرحلتين أساسيتين.
وأضافت الرعيدان أنّ المرحلة الأولى تتضمن مرحلة التقييم الطبي للتخلّص من السموم، باستخدام أدوية لسحب السموم من الجسم تحت إشراف فريق طب؛ إذ تستغرق هذه المرحلة 7 إلى 10 أيام بحسب الوضع الصحي للمريض، بعد مرحلة العلاج الطبي، وتتمُّ إعادة تقييم المريض لعلاج الأمراض المصاحبة النفسية والعضوية، إضافة إلى تعزيز الدافعية لاستكمال البرنامج التأهيلي في المرحلة الثانية.
وذكرت أنّ المرحلة الثانية تتضمن مرحلة التأهيل قصيرة المدى وتستمر من أسبوعين إلى شهر فأكثر- حسب رغبة المريض- وفيها يخضع المريض للتقييم النفسي وبناءً عليه، يقوم الفريق العلاجي بوضع برنامج تأهيلي خاص للمريض.
وأفادت بأنّ هذه المرحلة تشتمل على جلسات نفسية فردية وجماعية مع الأخصائي النفسي، وتوفير خدمة العلاج الطبيعي، والاهتمام بتحسين الحالة الغذائية للمريض، وعقد جلسات توجيهية مع الأخصائية الاجتماعية لمساعدته على تخطي المشاكل الأسرية، الوظيفية والاجتماعية التي يمر بها بسبب الأثر السلبي للتعاطي.
وأكّدت أنّ تعزيز الجانب الروحي لدى المريض إحدى الركائز الأساسية في رحلة التعافي، بالإضافة إلى إشراكه في القيام بالأنشطة الرياضية، والعمل على صقل المهارات الفردية مع الحرص على متابعة الحالة الطبية للمريض ومن خلال خدمات الإرشاد النفسي والاجتماعي يتمُّ تشجيع المريض وإقناعه لاستكمال البرنامج التأهيلي في مركز بيوت التعافي. وأشارت إلى أنه يمكن للمريض الانضمام إلى المرحلة المتقدمة من برنامج التأهيل العلاجي من خلال خدمات مركز بيوت التعافي، والذي يستمر 6 أشهر فأكثر ، بحسب اجتياز المستفيد للمراحل العلاجية والتأهيلية المخصّصة له، وحسب الظروف الصحية والأسرية والاجتماعية والوظيفية.
ولفتت إلى أنّ مركز بيوت التعافي بالعامرات الذي تمّ افتتاحه عام 2015 يقدم خدمات وبرامج تأهيلية لمرضى الإدمان، بسعة استيعابية تقدّر بـ40 سریرًا، وھو مركز متخصّص لتأھیل مرضى الإدمان نفسیًّا واجتماعيًّا وذھنيًّا؛ إذ يعمل على تغيير سلوكات الشخصية الإدمانية عبر برامج تأھیلیة مكثّفة يقدمها كادر وطاقم علاجي متعدد التخصُّصات من كادر التمريض وأخصائيين اجتماعيين وأخصائيين نفسيين وعلاج طبيعي ومهني بالإضافة إلى مرشدي التعافي.
وقالت إنه جرى تدریب وتأھیل عدد من المتعافین وتعیينهم مرشدي تعافٍ لمساعدة المستفيدين الجدد من خدمات المركز، مما كان له الأثر الإيجابي في تخريج دفعات من المتعافين واندماجهم في المجتمع، مشيرةً إلى أنّ مراحل العلاج الطبي وخدمات التأهيل العلاجي السلوكي ستكون متوافرة في مركز مسقط للتعافي بالعامرات بدلًا من مستشفى المسرّة.
وحول فاعلية البرامج المقدمة ومدى نجاحها في إعادة تأهيل المدمنين، بيّنت مشرفة قسم التوعية والتدريب في المكتب التنفيذي التابع للجنة الوقاية من المخدرات والمؤثرات العقلية بوزارة الصحة، أنه يوجد ملف خاص لكل مريض يشتمل على مجموعة من المعايير وأدوات القياس المهمة في التقييم، إذ يتمّ قياس المؤشرات السريرية وعمل التقارير الإكلينيكية وتدوين سجل الملحوظات السلوكية الدورية المتعلقة بتحسّن حالة المريض في كل شهر.
وذكرت أنه يتمُّ تقييم معدل الانتكاسة وتقييم التغيُّرات في الحالة الصحية العامة مثل تقليل الأعراض النفسية والبدنية والتي على أساسها يتمُّ إعداد البرامج التأهيلية المناسبة لكل حالة على حدة بتحديد المهام والواجبات ومن ثم وضع الأنشطة المناسبة التي سيقوم بها المستفيد في المرحلة التالية من برنامجه العلاجي التأهيلي.
وأضافت أنه توجد عدّة أدوات قياس يستخدمها الفريق العلاجي منها استمارة التقييم الطبي لرصد الوضع الصحي للمريض واستمارة التقييم النفسي من قبل الأخصائية النفسية للتعرف على السمة الشخصية والسلوكية للمريض ووضع آليات التدخل السلوكي المعرفي.
وأشارت إلى أنه إضافة ذلك، يتمُّ إعداد التقرير الطبي الدوري للمريض؛ حيث يقوم المُمرِّض المُشرِف على المريض بتسجيل المؤشرات الحيوية للمريض، وملاحظة الوضع الصحي العام وإخطار الفريق العلاجي، كما تقوم مختصّة العلاج الطبيعي بتقييم الوضع العام للمريض ومتابعة مشاركة المستفيد للبرامج الرياضية، والخطة الغذائية المصممة للمريض وتقديم التغذية الراجعة للفريق المعالج.