موقع النيلين:
2025-03-26@06:51:46 GMT

رشان اوشي: هل سقطت بلادنا؟ (1)

تاريخ النشر: 4th, September 2024 GMT

خلال أربعة أعوام سابقة صنف الحكم حرفة يحترفها أصحاب الحلاقيم الكبيرة ، وغلب عليها أنَّها مواقع الفاشلين والذين بلا عمل أو مستقبل، وثمة فارق جوهري بين رجال الدولة والاخرين من المهرجين .

عندما اندلعت الحرب ، كنت اول من توقع سقوط الدولة ، لأن كل الظروف المحيطة كانت قاتمة ، مقلقة ، أزمة اقتصادية مستمرة ، حصار سياسي ودبلوماسي ، انقسام داخلي بفعل العملاء ووكلاء الاستعمار ، ولكن نهضت المؤسسات من بين براثن الحريق كما ينهض “الفينيق” من بين الركام .

عندما فشلت محاولة سرقة “السودان” عبر بندقية المليشيات ، بدأت خطة الحصار الدولي ، وآخرها تسويق خطر “المجاعة” ، لممارسة المزيد من الضغط على النظام السوداني .
تندرج العاصفة حول نذر “المجاعة” في سياق النكايات السياسية الفظة في موسم ثأر الفاشلين ، ومعهم منصات إعلامية تتبع لمشروع الاستيلاء على بلادنا .

ساعتان مع عضو مجلس السيادة ، ورجل الدولة ، الفريق “ابراهيم جابر” خلال تنوير محدود برفقة زملاء صحافيين آخرين ، تبين لنا أن السودان ما زال قادراً على الصمود في وجه العاصفة .
كان يقرأ “جابر” تقارير المنظمات الدولية المهنية ، وليست واجهات “النيوليبرالية” ، حول موقف الغذاء في السودان ، أكدت الارقام والاحصائيات الواردة في التقارير الرسمية، والحقيقة التي لا تخطئها عين زارت المخزون الاستراتيجي وصوامع الغلال ، أن السودان أنتج أثناء الحرب في الموسم الصيفي الماضي (3.700000) طن من الذرة ، و (750.000) طن من الدخن ،و (769000) طن من القمح، بينما يبلغ جملة استهلاك البلاد منه (1400.000) طن ، وبالتالي وفر الإنتاج المحلي مبلغ (325) مليون دولار من استيراد القمح .

وتستعد وزارة الزراعة وشركاؤها لإنتاج (1200.000) طن خلال الموسم الشتوي القادم ، ما يعادل( 80%) من جملة الاستهلاك.

تجري محاولات التضليل على قدم وساق، حيث يسوق الوكلاء المحليين لمشروع استعمار السودان ، أن لجؤ المواطنين بمناطق العمليات العسكرية لتناول الطعام من المطابخ الجماعية “التكايا” دليل على “المجاعة”، ولكن حقيقة الأمر أن المواطنين بمناطق الحرب فقدوا أعمالهم ومصادر دخولهم ، وبالتالي لا يملكون المال لشراء الطعام ، لذلك يلجأ المتطوعون لجمع المال عبر التبرعات لشراء الغذاء المتوفر في الأسواق .

عمل الفريق “ابراهيم” ووزراء الملفات المعنية بالاقتصاد ليل نهار ، بلا مّن ولا أذى لإنقاذ البلاد من السقوط ، وبالتالي تعد الانتقادات الموجهة للدولة فيما يتعلق بالأمن الغذائي والضجة المفتعلة باباً من أبواب الغضب الانتقائي الذي يؤججه العملاء بكثير من الكيدية والنفاق، وجزءاً من حملات الاغتيال المعنوي .

بين السودان اليوم و السودان المستباح كما اراده “آل دقلو” وحلفاؤهم المحليين والدوليين ، جهد كبير من كفاح “جابر” ورفاقه ، وحقائق لا يمكن القفز عليها رغم محاولات دمغ بلادنا بالانهيار وصبغها بلون ليس لونها وطمس تاريخها، ولكن السودان استعاد سيادته وسيبقى واحداً غير منقسم، لأن عناصر التشابك والارتباط التاريخية أكبر وأقوى من عوامل التقسيم ومحاولات التدمير والتبعية .
ونواصل ..
محبتي واحترامي

رشان اوشي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

المجموعة السودانية لمناصرة اللاجئين..تحية مستحقة

حيدر المكاشفي

بدأت أزمة اللاجئين السودانين الاخيرة (هناك موجات لجؤ سابقة) كما معلوم منذ اندلاع حرب القذارة والنتانة منتصف أبريل 2023، وبسبب زيادة العنف وتفاقم الاوضاع الانسانية، اضطر ملايين السودانيين لمغادرة ديارهم ومساكنهم طلبا للأمن والأمان والسلامة، وتوزعوا مابين نازحين داخل البلاد ولاجئين بدول الجوار مثل مصر وتشاد ودولة جنوب السودان واثيوبيا ويوغندا وكينيا وليبيا وافريقيا الوسطى، وماتزال هذه الحرب الكارثية التي قاربت عامها الثاني وتتأهب لولوج الثالث بكل بشاعتها وشراستها، تدفع كل يوم بالمزيد من النازحين واللاجئين، وبالارقام والشواهد والادلة الميدانية التي لا تكذب بلغ الحال بالسودانيين جراء هذه الحرب مبلغا غير مسبوق في كل الحروب، حيث أنتجت أكبر أزمة إنسانية وأكثرها تدميرا في العالم. فبالإضافة إلى الموت المجاني والمجاعة وتفشي الأوبئة وتدمير البنية التحتية، وغير ذلك من الانتهاكات لحقوق الانسان الأساسية، فإن ما يعادل ثلثي السكان، بحسب تقرير لليونسكو منهم 16 مليون طفل، سيحتاجون هذا العام إلى مساعدات إنسانية، وثلاثة ملايين طفل دون سن الخامسة معرضون للموت بسبب تفشي الأمراض المميتة، وأن 16.5 مليون طفل، أي جيل كامل تقريبا، أصبحوا فاقدي التربية في المدراس، وحولي 12.1 مليون امرأة وفتاة وعددا متزايدا من الرجال والفتيان والأطفال معرضون لخطر العنف الجنسي المنتشر في السودان اليوم. ويقول التقرير إن «العنف الجنسي في السودان يُستخدم لإذلال شعب بأكمله وإرهابه والسيطرة عليه وتفريقه وإعادة توطينه قسرا» وأن الصدمة التي يعاني منها الأطفال جراء ما يصيبهم من أذى جسدي ونفسي ستخلف ندوبا عميقة لن تنتهي بتوقيع وقف إطلاق النار أو اتفاق سلام. وأن كل هذه الانتهاكات تحدث في السودان وهو يشهد انهيارا لسيادة القانون وإفلاتا تاما من العقاب. وتؤكد مجريات هذه الحرب التي يتساقط فيها يوميا عشرات المدنيين العزل وتدمر فيها الممتلكات العامة والخاصة أنها حرب على الناس والمتضرر الوحيد منها هم المواطنين، وأن العنف ضد المدنيين ليس مجرد نتيجة ثانوية للصراع، بل هو جوهر شن هذه الحرب في جميع أنحاء السودان! وأن الآثار المدمرة للحرب تتفاقم بسبب القيود المفروضة على وصول المساعدات الإنسانية إما عمدا أو نتيجة للشلل البيروقراطي أو إنعدام الأمن أو انهيار الحكم، وهكذا يظل المدنيون في السودان بلا حماية، يتعرضون للقصف والحصار والاغتصاب والتشريد، وهم محرومون من الطعام والرعاية الطبية والكرامة، ولكن بعد كل هذا الانهيار شبه التام للدولة ورغم كل الكوارث والماسي والفواجع، الا ان المجتمع السوداني لم ينهار ولم يتفكك وبقي صامدا ومتماسكا، ونهض وشمر السواعد لملأ الفراغ الذى تركته الدولة من خلال اقامة المطابخ العامة المعروفة محليا ب(التكايا) ولجان الخدمات وأطباء الطوارئ ومجموعة مناصرة اللاجئين ووقفة المغتربين..

لقد تناول الكثيرون تجربة التكايا وأطباء الطوارئ ولجان الخدمات ومساهمات المغتربين، هذه التجارب العظيمة التي نهضت بدور كبير في تغطية وسد الفراغ الذي خلفته الدولة نتيجة لعجزها أو لا مبالاتها بمعاناة الناس والاستماع لأناتهم وتوجعاتهم أو الاثنين معا، غير ان هناك تجربة في مجال الدعم والمؤازرة والمناصرة الانسانية تستحق الانتباه لها والتنويه بها ودعمها وتشجيعها، هي تجربة المجموعة السودانية لمناصرة اللاجئين، فقد تكونت هذه المجموعة فيما اذكر نهايات العام الماضي 2024 بجمهورية مصر، وبدأت التجربة بمجموعة خيرة من أبناء الوطن ممن يمتلكون حساسية عالية تجاه القضايا الانسانية وحقوق الانسان الأساسية، وبدأت التجربة بمبادرة شتاء دافئ  بتوزيع عدة ألوف من البطانيات على اللاجئين السودانيين بمصر، وكان على رأس هذه المبادرة كل من البروف صديق تاور والاستاذ صلاح جلال والمصروسودانية الاستاذة أسماء الحسيني (الشريفية)، وربما اخرون فليعذروني لعدم ذكرهم، ومن هذه المبادرة انطلقت وانداحت مبادرات ومشاريع اخرى تم تنفيذها بنجاح كبير، وقامت التجربة بالاساس على العمل الجماعي وتكامل الادوار، ونجحت فيه بشكل كبير..واسمحوا لي هنا وبمناسبة الحديث عن المجموعة السودانية لمناصرة اللاجئين السودانيين، ان انقل لكم ما كتبه باختصار مدير المكتب التنفيذي للمجموعة عنها.. (تعلمون منذ أن تنادينا لهذا الواجب الوطنى ونحن نعمل معاً بروح الفريق وقدرات الجماعة ، يد وسط الناس والأخرى فى البناء والتأسيس للمجموعة هذه التحركات البسيطة والمتعددة التى إنجرناها معاُ من مبادرة شتاء دافئ  بتوزيع عدة ألوف من البطانيات على اللاجئين السودانيين بمصر، وسلة الصائم وسط اللاجئين فى مصر وشرق تشاد إلى الإفطارات الجماعية فى شرق تشاد ويوغندا وأثيوبيا  وتأسيس المراكز الصحية فى شرق تشاد والمنصة الأليكترونية للأطباء الأختصاصيين، الغرض من كل هذا النشاط رسالة أساسية للمجتمع السودانى عامة نحن معاً مهما كانت الظروف يد واحدة إذا إنهارت الدولة ووصلت لمرحلة العجز التام تجاه مواطنيها نقوم بكل ذلك لنقول ونثبت للواقع صحيح فشلت الدولة ولكن لم يفشل المجتمع فى مواجهة تحدياته ومهمتنا الأساسية ليست إشباع الناس وحمايتهم فقط ولكن المهم إستنهاض روح التحدى والمقاومة فى المجتمع على مستوى القواعد الشعبية وتنظيمه ليمسك بأطراف مأزقه التاريخى ويبقى على قدر التحدى كلنا معا سنعبر وننتصر التحية لكم أولاد وبنات السودان فى الداخل والخارج وأنتم تقدمون النموذج والمثال للمقاومة المدنية، سنختم هذه المناشط بمناشدتكم جميعا تحصيل زكاة الفطر من مجتمعاتكم الصغيرة وإرسالها لأطفال اللاجئين فى المعسكرات وسيتم صرفها بإشراف المشايخ وفق مصارفها الشرعية لتتوافق الشعيرة مع الحاجة الإنسانية لنعطى الأمل ونهب الفرح للأطفال فى معسكرات اللجوء وأسرهم المتعففة التحويلات لنفس العناوين السابقة لأهل الخير2، التى سنقوم بإعادة نشرها عليكم ونعلن لكم بأننا نتقبل زكاة الفطر إلى يوم ٢٨ رمضان فقط لنضمن وصولها فى موعدها لمستحقيها)..ولكم انتم ايضا في المجموعة تحية مستحقة..

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الوسومحيدر المكاشفي

مقالات مشابهة

  • "الدعم السريع" تضيق الخناق على مساعدات السودان مع تفشي المجاعة
  • الزبيدي يؤكد للسفير الأمريكي استعداد الانتقالي للعمل مع واشنطن للقضاء على الحوثيين
  • وفاة إمرأة سقطت من الطابق السابع بقسنطينة!
  • لبنان المرهق بالأزمات.. إعادة الإعمار معركة جديدة
  • جنوب السودان على صفيح ساخن: هل تندلع حرب ثالثة؟
  • سيرتها الأولى!!
  • عودة الإسلاميين عبر الحرب- خطر داهم يهدد السودان
  • المجموعة السودانية لمناصرة اللاجئين..تحية مستحقة
  • البرهان فى القصر الرئاسى.. وماذا بعد؟!
  • يونسيف: أكثر من 16 مليون طفل في السودان يواجهون أوضاعا مأساوية