رشان اوشي: هل سقطت بلادنا؟ (1)
تاريخ النشر: 4th, September 2024 GMT
خلال أربعة أعوام سابقة صنف الحكم حرفة يحترفها أصحاب الحلاقيم الكبيرة ، وغلب عليها أنَّها مواقع الفاشلين والذين بلا عمل أو مستقبل، وثمة فارق جوهري بين رجال الدولة والاخرين من المهرجين .
عندما اندلعت الحرب ، كنت اول من توقع سقوط الدولة ، لأن كل الظروف المحيطة كانت قاتمة ، مقلقة ، أزمة اقتصادية مستمرة ، حصار سياسي ودبلوماسي ، انقسام داخلي بفعل العملاء ووكلاء الاستعمار ، ولكن نهضت المؤسسات من بين براثن الحريق كما ينهض “الفينيق” من بين الركام .
عندما فشلت محاولة سرقة “السودان” عبر بندقية المليشيات ، بدأت خطة الحصار الدولي ، وآخرها تسويق خطر “المجاعة” ، لممارسة المزيد من الضغط على النظام السوداني .
تندرج العاصفة حول نذر “المجاعة” في سياق النكايات السياسية الفظة في موسم ثأر الفاشلين ، ومعهم منصات إعلامية تتبع لمشروع الاستيلاء على بلادنا .
ساعتان مع عضو مجلس السيادة ، ورجل الدولة ، الفريق “ابراهيم جابر” خلال تنوير محدود برفقة زملاء صحافيين آخرين ، تبين لنا أن السودان ما زال قادراً على الصمود في وجه العاصفة .
كان يقرأ “جابر” تقارير المنظمات الدولية المهنية ، وليست واجهات “النيوليبرالية” ، حول موقف الغذاء في السودان ، أكدت الارقام والاحصائيات الواردة في التقارير الرسمية، والحقيقة التي لا تخطئها عين زارت المخزون الاستراتيجي وصوامع الغلال ، أن السودان أنتج أثناء الحرب في الموسم الصيفي الماضي (3.700000) طن من الذرة ، و (750.000) طن من الدخن ،و (769000) طن من القمح، بينما يبلغ جملة استهلاك البلاد منه (1400.000) طن ، وبالتالي وفر الإنتاج المحلي مبلغ (325) مليون دولار من استيراد القمح .
وتستعد وزارة الزراعة وشركاؤها لإنتاج (1200.000) طن خلال الموسم الشتوي القادم ، ما يعادل( 80%) من جملة الاستهلاك.
تجري محاولات التضليل على قدم وساق، حيث يسوق الوكلاء المحليين لمشروع استعمار السودان ، أن لجؤ المواطنين بمناطق العمليات العسكرية لتناول الطعام من المطابخ الجماعية “التكايا” دليل على “المجاعة”، ولكن حقيقة الأمر أن المواطنين بمناطق الحرب فقدوا أعمالهم ومصادر دخولهم ، وبالتالي لا يملكون المال لشراء الطعام ، لذلك يلجأ المتطوعون لجمع المال عبر التبرعات لشراء الغذاء المتوفر في الأسواق .
عمل الفريق “ابراهيم” ووزراء الملفات المعنية بالاقتصاد ليل نهار ، بلا مّن ولا أذى لإنقاذ البلاد من السقوط ، وبالتالي تعد الانتقادات الموجهة للدولة فيما يتعلق بالأمن الغذائي والضجة المفتعلة باباً من أبواب الغضب الانتقائي الذي يؤججه العملاء بكثير من الكيدية والنفاق، وجزءاً من حملات الاغتيال المعنوي .
بين السودان اليوم و السودان المستباح كما اراده “آل دقلو” وحلفاؤهم المحليين والدوليين ، جهد كبير من كفاح “جابر” ورفاقه ، وحقائق لا يمكن القفز عليها رغم محاولات دمغ بلادنا بالانهيار وصبغها بلون ليس لونها وطمس تاريخها، ولكن السودان استعاد سيادته وسيبقى واحداً غير منقسم، لأن عناصر التشابك والارتباط التاريخية أكبر وأقوى من عوامل التقسيم ومحاولات التدمير والتبعية .
ونواصل ..
محبتي واحترامي
رشان اوشي
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
«صمود» يرحب بدعوة وقف القتال خلال رمضان ويطالب أطراف النزاع بالاستجابة
تحالف «صمود» دعا السودانيين إلى نزع الشرعية عن هذه الحرب المدمرة والعمل من أجل وقفها بصورة عاجلة.
الخرطوم: التغيير
أعلن التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة (صمود)، ترحيبه ودعمه للدعوة الأفريقية الأممية لوقف إطلاق النار بالسودان خلال شهر رمضان، وطالب أطراف النزاع بالاستجابة له، فيما أقر بأن البلاد تواجه تحديات كبيرة تتطلب تضافر الجهود لمواجهة الكارثة الإنسانية.
وأصدر قطاع العمل الإنساني بالتحالف بياناً حول تفاقم الكارثة الإنسانية في السودان، اعتبر أن التقرير الذي صدر عن الأمم المتحدة في 14 فبراير الحالي تجسيداً لحجم الكارثة الإنسانية في السودان والتي وصفها التقرير “أكثر الأزمات النزوح والجوع تدميراً في العالم”.
وأشار إلى أن التقرير أوضح أن السودان يشهد أكبر وأسرع ظاهرة نزوح نامية عالمياً وأن ما يفوق 30.4 مليون سوداني في حاجة للمساعدات الإنسانية من أجل الغذاء والصحة والخدمات الضرورية الأخرى.
ونوه البيان إلى ما حواه التقرير بشأن زيادة وتيرة العنف واستهداف وقتل المدنيين خصوصاً وسط النساء والأطفال، وعليه أطلقت الأمم المتحدة نداءً عاجلاً يتعلق بتمويل خطتها للاستجابة الإنسانية في السودان 2025م جملتها 6 مليار دولار منها 4.8 مليار دولار مطلوبة للعمليات الإنسانية داخل السودان و1.8 مليار دولار للدول المستضيفة للاجئين السودانيبن، وهو التحدي الأكبر في ظل تعليق الولايات المتحدة الأمريكية لمساعداتها الإنسانية الخارجية.
وأكد البيان، أن البلاد تواجه تحديات كبيرة تتطلب تضافر وتنسيق الجهود الوطنية والإقليمية والدولية ووقوف أصدقاء السودان بجانبه لمواجهة الكارثة الإنسانية الكبيرة التي خلفتها حرب 15 أبريل 2023م.
وقال إنه يتوجب على السودانيين نزع الشرعية عن هذه الحرب المدمرة والعمل من أجل وقفها بصورة عاجلة لأن استمرارها يعني مزيداً من الدمار وتفاقم الأزمة الإنسانية “المنسية”.
وجدد التحالف الدعوة لأطراف الحرب للتحلي بالمسؤولية والمضي في الوصول لوقف إطلاق نار فوري والاتفاق على انسياب المساعدات وضمان وصولها للمستحقين وتدابير عاجلة لحماية المدنيين.
كما أعلن الترحيب ودعم دعوة الاتحاد الأفريقي وأمين عام الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار خلال شهر رمضان المعظم، وعبر عن أمله أن تستجيب له أطراف النزاع وتحكم صوت العقل وتضع مصلحة شعب السودان أمام كل اعتبار آخر.
الوسومالأزمة الإنسانية الأمم المتحدة الاتحاد الأفريقي التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة (صمود) الحرب السودان المجاعة