موقع النيلين:
2024-09-15@19:28:30 GMT

رشان اوشي: هل سقطت بلادنا؟ (1)

تاريخ النشر: 4th, September 2024 GMT

خلال أربعة أعوام سابقة صنف الحكم حرفة يحترفها أصحاب الحلاقيم الكبيرة ، وغلب عليها أنَّها مواقع الفاشلين والذين بلا عمل أو مستقبل، وثمة فارق جوهري بين رجال الدولة والاخرين من المهرجين .

عندما اندلعت الحرب ، كنت اول من توقع سقوط الدولة ، لأن كل الظروف المحيطة كانت قاتمة ، مقلقة ، أزمة اقتصادية مستمرة ، حصار سياسي ودبلوماسي ، انقسام داخلي بفعل العملاء ووكلاء الاستعمار ، ولكن نهضت المؤسسات من بين براثن الحريق كما ينهض “الفينيق” من بين الركام .

عندما فشلت محاولة سرقة “السودان” عبر بندقية المليشيات ، بدأت خطة الحصار الدولي ، وآخرها تسويق خطر “المجاعة” ، لممارسة المزيد من الضغط على النظام السوداني .
تندرج العاصفة حول نذر “المجاعة” في سياق النكايات السياسية الفظة في موسم ثأر الفاشلين ، ومعهم منصات إعلامية تتبع لمشروع الاستيلاء على بلادنا .

ساعتان مع عضو مجلس السيادة ، ورجل الدولة ، الفريق “ابراهيم جابر” خلال تنوير محدود برفقة زملاء صحافيين آخرين ، تبين لنا أن السودان ما زال قادراً على الصمود في وجه العاصفة .
كان يقرأ “جابر” تقارير المنظمات الدولية المهنية ، وليست واجهات “النيوليبرالية” ، حول موقف الغذاء في السودان ، أكدت الارقام والاحصائيات الواردة في التقارير الرسمية، والحقيقة التي لا تخطئها عين زارت المخزون الاستراتيجي وصوامع الغلال ، أن السودان أنتج أثناء الحرب في الموسم الصيفي الماضي (3.700000) طن من الذرة ، و (750.000) طن من الدخن ،و (769000) طن من القمح، بينما يبلغ جملة استهلاك البلاد منه (1400.000) طن ، وبالتالي وفر الإنتاج المحلي مبلغ (325) مليون دولار من استيراد القمح .

وتستعد وزارة الزراعة وشركاؤها لإنتاج (1200.000) طن خلال الموسم الشتوي القادم ، ما يعادل( 80%) من جملة الاستهلاك.

تجري محاولات التضليل على قدم وساق، حيث يسوق الوكلاء المحليين لمشروع استعمار السودان ، أن لجؤ المواطنين بمناطق العمليات العسكرية لتناول الطعام من المطابخ الجماعية “التكايا” دليل على “المجاعة”، ولكن حقيقة الأمر أن المواطنين بمناطق الحرب فقدوا أعمالهم ومصادر دخولهم ، وبالتالي لا يملكون المال لشراء الطعام ، لذلك يلجأ المتطوعون لجمع المال عبر التبرعات لشراء الغذاء المتوفر في الأسواق .

عمل الفريق “ابراهيم” ووزراء الملفات المعنية بالاقتصاد ليل نهار ، بلا مّن ولا أذى لإنقاذ البلاد من السقوط ، وبالتالي تعد الانتقادات الموجهة للدولة فيما يتعلق بالأمن الغذائي والضجة المفتعلة باباً من أبواب الغضب الانتقائي الذي يؤججه العملاء بكثير من الكيدية والنفاق، وجزءاً من حملات الاغتيال المعنوي .

بين السودان اليوم و السودان المستباح كما اراده “آل دقلو” وحلفاؤهم المحليين والدوليين ، جهد كبير من كفاح “جابر” ورفاقه ، وحقائق لا يمكن القفز عليها رغم محاولات دمغ بلادنا بالانهيار وصبغها بلون ليس لونها وطمس تاريخها، ولكن السودان استعاد سيادته وسيبقى واحداً غير منقسم، لأن عناصر التشابك والارتباط التاريخية أكبر وأقوى من عوامل التقسيم ومحاولات التدمير والتبعية .
ونواصل ..
محبتي واحترامي

رشان اوشي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

من أكبر مخططات العدو من الحرب فصل دارفور عن السودان

أنا لا أشك طرفة عين انو من أكبر مخططات العدو من الحرب دي
فصل دارفور عن السودان وجدانيا ونفسيا ثم جغرافيا
لكن حكمة الله و يمكرون و يمكر الله و الله خير الماكرين
قدر الله انو الحرب دي توحد الناس توحيد مبالغ فيهو
و حتى بعض الذين في قلوبهم عنصرية
كان تجاه الشماليين أو كان تجاه الغرب
الموضوع ده شبه اختفى
وكمان الفاشر دي حكاية براها
سبحان الله يومت نشرت منشور انو دعواتكم للفاشر بعد انجلت المعركة
علق لي الليموني محمد حامد الهو من أقصى الشرق
قالي انتصرنا الحمدلله
وقفت مع العبارة دي كثيرا
شوف كيف الوجدان ده اتوحد على قلب رجل واحد لمحاربة هذا العدو الغاشم …

مصطفى ميرغني

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • رشان اوشي: بذرة الكرامة .. حصاد الحرية-(5)
  • السودان؛ الأسئلة المُحرَّمة!
  • وثائقي يروي تطلعات السودانيين.. بين أمل الثورة وألم الحرب
  • صحف عالمية: الحرب جعلت غزة أغلى مكان في العالم وبيانات إسرائيل غير حقيقية
  • أكثر من «85» كياناً يطلقون حملة لتسليط الضوء على المجاعة في السودان
  • رشان اوشي: لن تعود عقارب الساعة إلى الوراء
  • رغم توقف المفاوضات.. المجلس السيادي: الحرب في السودان ستنتهي خلال 3 أشهر
  • الانتخابات الجزئية..بعد فوزه بمقعدي الرباط والفقيه بنصالح حزب أخنوش يشيد بالتزام الأغلبية
  • من أكبر مخططات العدو من الحرب فصل دارفور عن السودان
  • حملة وقف الحرب تطلق «صرخة المجاعة في السودان»