المنتدى الدولي للاتصال الحكومي.. منصة لخدمة قضايا المجتمعات
تاريخ النشر: 4th, September 2024 GMT
منذُ انطلاقِ دَورتِهِ الأولى في العام 2012.. حقَّقَ "المنتدى الدولي للاتصال الحكوميِّ "خُطواتٍ نَوعيةً في تَمتين بِنية الاتصال الحكوميِّ في المنطقة، وتَعزيز دَورِهِ كأداةٍ فَعَّالَةٍ ومُؤثِّرَةٍ في خدمةِ قَضايا المجتَمع، والارتقاء بمستوى حَياةِ النَاسِ ومُواكبةِ المتغيراتِ العالميةِ والتُكنولوجيةِ وتَسخيرِها لتَنميةِ الإنسان.
يتبنى المنتدى قضايا مهمةً وجَريئةً، تَجسَّدَت في الشعاراتِ التي رفعتهَا كلُ دَورةٍ من دَوراتِ المُنتدَى، التي ظلت تمثلُ استجابةً للتَحدياتِ التي تواجهُ فرقَ الاتصالِ في كُلِ مَرحلةٍ، ساعياً للارتقاءِ بمُستوى الاتصالِ الحُكوميِّ وفقاً لأفضلِ المَعاييرِ العَالميةِ من خلالِ استقطابِ أحدثِ الممارساتِ المِهنيةِ ووضعِها بمُتناولِ قَادةِ الرأي، لدعمِ الجُهودِ التي تبذلُها الحكوماتُ في تَطويرِ أساليبِ التَواصُلِ مع شُعوبِهَا، وبناءِ منظومةٍ فكريةٍ جَديدةٍ في هَذا المجالِ، ليسَ في دولةِ الإمارات والمنطقةِ العَربيةِ فحسب، وإنما في العالمِ أجمَع.
حرصَ المُنتدى باستمراريتِهِ، والحُضورِ النَوعيِّ الذي يَستقطبهُ من رُؤساءِ دولٍ وحُكوماتٍ وقادةِ فِكرٍ ومَسؤولينَ حُكوميينَ ومَسؤولي منظماتٍ إقليميةٍ ودَوليةٍ، على بناءِ مَنظومةٍ فِكريةٍ في مَجالِ الاتصالِ الحُكوميِّ، حقَّقَت من خلالِها الإماراتُ سَبقاً جَوهريَّاً على المُستوى الإقليميِّ، في الارتقاءِ بمفهومِ الاتصالِ وزيادةِ كَفاءتهِ في التَعامُلِ معَ التَحدياتِ التي تُواجِهُها الحكوماتُ حولَ العالم.
أخبار ذات صلةوخلالَ مَسيرتهِ تَمكَّنَ المُنتدى من تحقيقِ إنجازاتٍ مُهمةٍ، أبرزُها إطلاقُ جائزةِ الشارقة للاتصالِ الحكوميِّ وإنشاءُ اللجنةِ الأكاديميةِ للمنتَدَى الدوليِّ للاتصالِ الحكومي وإعدادُ البرامجِ التَدريبيةِ المُختلفةِ من قِبَلِ خُبراءَ دَوليينَ للجهاتِ المَعنيةِ في الاتصالِ الحُكوميِّ في إمارةِ الشَارقة وتشجيعُ الطلابِ الجَامعيينَ على التَخصُصِ في المَجالاتِ المُرتبطةِ بالاتصالِ الحُكوميِّ.
وشكَّلَت الموضوعاتُ التي تَناولتهَا كل دورةٍ من دَورات المُنتدَى دَعماً لمسيرةِ الإمارات في تحقيقِ رؤيةِ 2021 ومستهدفاتِ مئويةِ الدولةِ في الوصولِ إلى اقتصادٍ قائِمٍ على المعرفةِ وبوسعهِ مُنافسةُ أفضلِ اقتصاداتِ العَالمِ، والاستثمارُ في الشَبابِ وتَجهيزُهم بالمهاراتِ والمعارفِ التي تستجيبُ مع المُتغيراتِ المُتسارعةِ، وتَكوينُ عُقولٍ مُنفتحةٍ على تَجاربِ الدولِ المُتقدمةِ، ووضعُ آلياتٍ لاستكشافِ المواهبِ الفَرديةِ للطلبةِ منذُ المَراحلِ الدراسيةِ الأولى، والتركيزُ على تَمكينِ المَدارسِ من أن تكونَ بيئةً حَاضنةً في مجالِ ريادةِ الأعمالِ والابتكارِ، والوصولِ بالمؤسساتِ التعليميةِ في الدولةِ إلى مراكزَ بَحثيةٍ عَالميةٍ، وهو ما يُسهمُ فيهِ المُنتدى بتحويلِ الأفكارِ إلى واقعٍ، عبرَ البَرامِجِ والحملاتِ الإعلاميةِ التي تُطلِقُها وحداتُ الاتصالِ الحُكوميِّ على مُستَوى الدَولةِ.
"المنتدى الدولي للاتصال الحكومي".. منصة لخدمة قضايا المجتمعات
تقرير: ندى الرئيسي#مركز_الاتحاد_للأخبار pic.twitter.com/VutSogaDmh
المصدر: الاتحاد - أبوظبي
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: المنتدى الدولي للاتصال الحكومي القضايا الاجتماعية الدولی للاتصال الحکومی التی ت
إقرأ أيضاً:
القيم والتقاليد عند مفترق الطرق.. كيف ندير التغيير؟!
••ليس منطقيا أن يكون الصدام أو العنف هو الحل الأمثل في مواجهة التحولات التي تشهدها القيم والعادات والتقاليد في أي مجتمع من المجتمعات، وهذه القيم تواجه في الوقت الراهن تحديات كبرى بسبب المتغيرات التي يشهدها العالم الذي نعيشه بما في ذلك صراع الأجيال وثورة المعلومات والصراعات النفسية التي يمر بها الشباب والمراهقين في مرحلة شديدة الحساسية لبناء الذات. قد يقود الصدام إلى مستوى أخطر من التحول يصعب علاجه أو مواجهته، الأمر الذي يفرض علينا البحث عن حلول أخرى لبناء ثنائية الأصالة والمعاصرة. يبدأ هذا الأمر في قراءة الظواهر التي تنتشر في مجتمع من المجتمعات قراءة دقيقة في سياقها الصحيح وربطها بما حولها من مؤثرات.
•يبدو موضوع القيم والعادات والتقاليد شديد الحساسية بالنظر إلى كونه المنظومة التي تعكس هُوية الشعب وتحدد إطاره الأخلاقي والاجتماعي. لكن من الصعب الاعتقاد أن هذه المنظومة ثابتة لا تتغير أو أنها بمنأى عن المتغيرات التي تحدث في العالم لأنها في الحقيقة ووفق الدراسات العلمية ووفق منطق الأشياء تخضع للتحولات الطبيعية التي تفرضها تطورات الزمن. ولا تكمن الإشكالية في حدوث التغيير أو التحول ولكن في نوعية ذلك التحول، وهل يتم وفق عملية تطور طبيعي يحافظ على جوهر القيم ويعيد صياغتها بما يتناسب مع العصر، أم أنه انزياح يبتعد عن الأسس التي قامت عليها المجتمعات؟
•في العقود الأخيرة، شهد مجتمعنا تغيرات واضحة في أنماط الحياة، بفعل التطور التكنولوجي والانفتاح الإعلامي، إضافة إلى التحولات الاقتصادية والاجتماعية. هذه التغيرات أفرزت أجيالا تحمل رؤى مختلفة عن الأجيال السابقة، حيث بات الشباب أكثر ميلا للحداثة والتقليد، وأكثر تحررا في سلوكهم وخياراتهم، ما أدى إلى تصادم، أحيانا، بين القيم التقليدية والممارسات الجديدة.
•لكن المشكلة ليست في التغيير بحد ذاته، وإنما في طبيعته؛ ففي الوقت الذي يفترض أن تسير التحولات نحو تعزيز القيم الإيجابية وتجديدها بما يخدم تطور المجتمع، نجد أن بعض الانزياحات تأخذ مسارا يؤدي إلى تراجع الأخلاق العامة، وتفكك الروابط الأسرية، وانحسار روح المسؤولية الاجتماعية. هذه المظاهر لا تمثل تطورا، بل تعكس خللا في التوازن بين الحاجة إلى التحديث والحفاظ على القيم الراسخة.
•والأمم لا تبني مستقبلها بالتخلي عن تراثها وهويتها، بل من خلال تطوير منظومة قيمية تجمع بين الأصالة والتجديد. فالحداثة الحقيقية ليست في نبذ العادات والتقاليد، وإنما في إعادة قراءتها وفق متطلبات العصر، بحيث تبقى الأخلاق، والاحترام، والانتماء الوطني، وحس المسؤولية، مبادئ غير قابلة للتلاشي.
•الحل الأمثل في مثل هذه التحديات التي تواجه المجتمعات هو في إدارتها، إدارة التغيير ذاته، وفي بناء وعي مختلف عند الشباب والمراهقين الذين يقودون هذه الانزياحات عن النماذج الثابتة التي تقرها المجتمعات، وهذا الأمر يحتاج إلى جهد وطني جماعي تشترك فيه الأسرة والمجتمع المحلي والمساجد والمدارس والأندية الرياضية وبشكل خاص الفرق الرياضية الموجودة في الحارات والتي لديها قدرة تأثير غير ملتفت لها حتى الآن.
•على سبيل المثال كان يمكن أن تقوم هذه الفرق الرياضية بتنظيم فعاليات متنوعة في ليلة النصف من رمضان مرتبطة بمنظومة المجتمع وقيمه ولا تترك فرصة للشباب والمراهقين للخروج عليها عبر ممارسة سلوكيات يرفضها المجتمع ولا تتناسب حتى مع روحانيات الشهر الفضيل. هذا الأمر طبقته بعض الولايات وحقق نجاحا كبيرا بل إن الصورة الذهنية التي رسمها خرجت من إطارها العماني إلى العربي حيث تم تناقلها والإشادة بها.
•موضوع إدارة التغيير مهمة جدا وفارقة في القدرة على ترسيخ الحدث في الوعي والوجدان، لكن أيضا يحتاج الأمر إلى إرادة مجتمعية، كل مؤسسات المجتمع، من أجل النجاح والاستمرار.
•ولا بد من القول إن قوة المجتمع في قدرته في إدارة التغيير وفي الموازنة بين الأصالة والمعاصرة وفي توجيه أجياله نحو المستقبل دون أن يفقد جذوره، وأيضان دون أن يفقدهم عبر تمردهم عليه. والتغيير سنة الحياة، لكن الوجهة التي يسلكها هذا التغيير هي ما يحدد مصير الشعوب والأمم.•