أبوظبي – وام

أعلنت الإمارات العربية المتحدة عن استراتيجيتها الوطنية الجديدة للأعوام 2024-2027 لمواجهة غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب وتمويل انتشار التسلح التي كان مجلس الوزراء وافق عليها أول أمس (الإثنين)، بعد رفعها من اللجنة العليا للإشراف على الاستراتيجية الوطنية لمواجهة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.

11 هدفاً

وتضع الاستراتيجية 11 هدفاً للإصلاحات التشريعية والتنظيمية التي تتخذها دولة الإمارات لمكافحة تأثير هذه الأنشطة غير المشروعة على المجتمع وعملت الأمانة العامة للجنة الوطنية، بالشراكة مع مختلف الجهات المعنية على وضع الاستراتيجية الوطنية الجديدة للدولة.

وتستند الاستراتيجية إلى أحدث تقييم وطني للمخاطر والذي تم العمل عليه باستخدام منهجية مجموعة البنك الدولي، وذلك لضمان الاتساق مع أعلى المعايير الدولية، فيما ساهم القطاع الخاص في التقييم من خلال المشاركة في مشاورات المرحلة النهائية.

وتقدم سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية رئيس اللجنة العليا للإشراف على الاستراتيجية الوطنية لمواجهة غسل الأموال وتمويل الإرهاب بالشكر والتقدير إلى اللجنة الوطنية لمواجهة غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب وتمويل التنظيمات غير المشروعة والأمانة العامة على جهودهما الاستثنائية في إعداد وتقديم الاستراتيجية الجديدة لدولة الإمارات لمواجهة غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب وتمويل التنظيمات غير المشروعة، موضحاً سموه أن هذه المبادرة تأتي بعد قرار مجموعة العمل المالي (فاتف) رفع اسم دولة الإمارات عن القائمة الرمادية في فبراير 2024 والذي يؤكد التزام الدولة بتطبيق أعلى المعايير الدولية.

النهج الاستباقي

وأضاف سموه أن «النهج الاستباقي لدولة الإمارات من شأنه ليس فقط حماية سلامة النظام المالي العالمي، بل أيضاً تعزيز موقعنا مركزاً مالياً وتجارياً دولياً رائداً حيث تلتزم الدولة بمواصلة استباق التهديدات الناشئة من خلال التحسين المستمر لإطار مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، وضمان بقاء نظامنا المالي آمناً ومرناً وفعالاً. وتجلى ذلك في إصدار مرسوم اتحادي في شهر أغسطس الماضي يتماشى تماماً مع الاستراتيجية الوطنية التي أطلقت لحماية النظام المالي المحلي، من أجل تطبيق معايير رائدة لمكافحة الجرائم التي تؤثر سلبًا على اقتصادات الدول»، مؤكداً سموه أن «هذا من شأنه أن يعزز اقتصادنا كمركز مالي دولي ومركز للتجارة العالمية، ويوفر الحماية لشعبنا والمقيمين والمجتمع بشكل عام من الممارسات غير المشروعة».

بدوره توجه خالد محمد بالعمى، محافظ مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي رئيس اللجنة الوطنية لمواجهة غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب وتمويل التنظيمات غير المشروعة بالشكر والتقدير للقيادة الرشيدة على الدعم والتوجيه، والدور الفاعل للجنة العليا للإشراف على الاستراتيجية الوطنية لمواجهة غسل الأموال وتمويل الإرهاب برئاسة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية رئيس اللجنة العليا وجهود جميع أعضاء اللجنة الوطنية وممثلي الجهات المعنية في صياغة وتطوير أهداف الاستراتيجية الوطنية لمواجهة غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب وتمويل التنظيمات غير المشروعة، بما يؤكد التزام دولة الإمارات بمواصلة العمل على تطوير واستدامة المنظومة الوطنية لمواجهة غسل الأموال وتمويل الإرهاب ونظرتها الاستشرافية في مكافحة الجرائم المالية والتدفقات المالية غير المشروعة، استناداً إلى النهج القائم على المخاطر وبما يتماشى مع المعايير الدولية بهدف ضمان نزاهة وسلامة النظام المالي في دولة الإمارات والعالم.

ريادة عالمية

من جانبه، أعرب حامد الزعابي الأمين العام للجنة الوطنية نائب رئيس اللجنة الوطنية عن الشكر لسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية رئيس اللجنة العليا للإشراف على الاستراتيجية الوطنية لمواجهة غسل الأموال وتمويل الإرهاب وإلى رئيس وأعضاء اللجنة الوطنية لمواجهة غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب وتمويل التنظيمات غير المشروعة، وإلى جميع الشركاء من القطاعين العام والخاص لما قدّموه من مشاركة فعالة ودعم لإتمام هذه الاستراتيجية، والتي ستعمل الأمانة العامة من خلال فرق عملها المتخصصة على متابعة تنفيذ وتحقيق مستهدفاتها.

وأوضح أنّ «الاستراتيجية الوطنية 2024-2027  تأتي تأكيداً لجهود الدولة المستمرة نحو تحقيق ريادة عالمية في مجال مواجهة غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب وتمويل التنظيمات غير المشروعة»، مشيراً إلى أنه «تم إعداد الاستراتيجية الوطنية استناداً إلى خبرة الدولة المكتسبة مع مراعاة أفضل الممارسات والمنهجيات العالمية، لا سيما النهج القائم على المخاطر، حيث وضعت الاستراتيجية أولويات تركز على الجرائم الأكثر تعقيداً والمخاطر المستجدة، مثل غسل الأموال القائم على التجارة، وغسل الأموال من قبل طرف ثالث، والهياكل القانونية المعقدة، والمخاطر المرتبطة بالتقينات الحديثة. كما تم الاستناد إلى نتائج وتوصيات التقييم الوطني للمخاطر الذي تم الانتهاء منه مؤخراً والذي سيتم الإعلان عن نتائجه قريباً».

الركائز الأساسية

وتركز الاستراتيجية الوطنية على الركائز الأساسية المتمثلة في الامتثال القائم على المخاطر والفعالية والاستدامة، وتشمل تعزيز التنسيق الوطني والدولي لتحسين تبادل المعلومات والشراكات، وضمان الرقابة الفعالة على التزامات مواجهة غسل الأموال وتمويل الإرهاب وتمويل انتشار التسلح في القطاع الخاص، وتعزيز الكشف عن الأنشطة المالية غير المشروعة والتحقيق فيها وتعطيلها.

وتؤكد الاستراتيجية الجديدة على تعزيز الموارد البشرية والفنية، وتحسين جمع البيانات وتحليلها، وتحديث الإطار القانوني والتنظيمي باستمرار للتكيف مع المخاطر المتطورة ودعم الشفافية وسيادة القانون وتسلط الضوء على المخاطر المرتبطة بالأصول الافتراضية وأشكال الجرائم الإلكترونية سريعة التطور.

ويشمل نهج الاستراتيجية على تحسين مستوى فهم المخاطر في مختلف القطاعات، وتعزيز التعاون الدولي والشراكات الاستراتيجية، وتعزيز الرقابة على المؤسسات المالية والأعمال والمهن غير المالية المحددة، وتحسين شفافية معلومات المستفيد الحقيقي.

بالإضافة إلى ذلك، يتضمن النهج تحسين استخدام المعلومات المالية لإجراء تحقيقات فعالة واسترداد الأصول، والحفاظ على أطر قوية لمكافحة تمويل الإرهاب وتمويل التنظيمات غير المشروعة، وتحديث الأطر القانونية والتنظيمية لمواكبة المعايير العالمية، وتعزيز التنسيق والتعاون بين القطاعين العام والخاص، وتطوير أنظمة بيانات مركزية للمراقبة، وضمان الموارد الكافية والتدريب لمختلف الجهات.

وستشرف الأمانة العامة للجنة الوطنية على تطبيق الاستراتيجية الجديدة بما يضمن اتساقها مع أهداف دولة الإمارات مع الحفاظ على الالتزام بالمعايير الدولية وسيتم رفع تقارير حول التقدم المحرز بانتظام إلى اللجنة العليا للإشراف على الاستراتيجية الوطنية لمواجهة غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: تسجيل الدخول تسجيل الدخول فيديوهات الإمارات مكافحة الإرهاب الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان

إقرأ أيضاً:

أبو هميلة: الشراكة الاستراتيجية بين القاهرة ومدريد تسهم في جذب الاستثمارات الإسبانية لمصر

صرح اللواء محمد صلاح أبو هميلة, رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الشعب الجمهوري بمجلس النواب, الأمين العام للحزب, أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى إسبانيا وعقده قمة ثنائية مع ملك إسبانيا ورئيس الوزراء الإسباني, إضافة إلى لقائه بعدد من ممثلي الشركات الكبرى في إسبانيا, يسهم في تعزيز الشراكة الثنائية والتعاون الاقتصادي بين الدولتين, موضحا أن هذه القمة ستسهم في جذب مزيد من الاستثمارات الإسبانية ألى مصر خلال الفترة المقبلة.

يثمن أبو هميلة, زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى إسبانيا وتوقيعه اتفاق ترفيع العلاقات بين القاهرة ومدريد إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية, مشيدا بتوقيع السيسي عدد من مذكرات التفاهم فى مجالات التعاون الاقتصادي المختلفة, مؤكدا أن مشاركة الرئيس السيسي في فعالية اقتصادية مع مجتمع الأعمال والشركات الإسبانية وعرض الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر, فإن ذلك يسهم في جذب الاستثمارات الإسبانية في مصر إضافة لزيادة حجم التبادل التجاري بين الدولتين خلال الفترة المقبلة, مضيفا أن حجم التبادل التجاري بين مصر وإسبانيا قد بلغ 3.1 مليار دولار خلال عام 2024 ومن المتوقع أن يزيد خلال السنوات المقبلة لأكثر من ذلك بعد الشراكة الاقتصادية بين البلدين.

وأوضح أبو هميلة, أن مصر وإسبانيا بينهما تعاون اقتصادي كبير منذ سنين طويلة خاصة أن إسبانيا تعد ثاني أكبر الدول المستقبلة للصادرات المصرية فقد بلغت قيمة الصادرات المصرية إلى إسبانيا 1.5 مليار دولار خلال عام 2024، مقابل 1.6 مليار دولار خلال عام 2023, مضيفا أن هناك العديد من المجالات الاقتصادية يتم فيها التعاون بين الدولتين منها الطاقة المتجددة ومعالجة المياه وتحلية المياه والنقل والأسمنت وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والزراعة وتربية الأسماك والجلود وتجهيز الأغذية .

ولفت إلى حجم تحويلات العاملين بالخارج المقيمين في إسبانيا والتي بلغت نحو 21.6 مليون دولار خلال عام 2024, كما وصلت قيمة الاستثمارات الإسبانية في مصر خلال العام المالي 2023/2024 نحو 123 مليون دولار مقابل 161 مليون دولار خلال العام المالي 2022/2023, موضحا أن الشراكة الاقتصادية بين مصر وإسبانيا تأخد بعدا يعزز من التنمية الاقتصادية في مصر, خاصة وأن مصر تتمتع بإمكانيات كبيرة ومناطق اقتصادية ضخمة وموجع جغرافي متميز ومناخ استثماري جاذب للاستثمارات الأجنبية, موضحا أن كل ذلك يسهم في رفع مستوى العلاقات الاستراتيجية بين الدولتين .

مقالات مشابهة

  • «التضامن»: الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة هي الأولى من نوعها عالميا
  • برلماني: دعم ريادة الأعمال جزء من الاستراتيجية الوطنية لتحقيق التنمية المستدامة
  • الاستراتيجية الأمريكية الجديدة لمواجهة الحوثيين.. خنق طرق الأسلحة وتعزيز المؤسسات اليمنية
  • ألمانيا.. ارتفاع حاد في العملات المزيفة المضبوطة خلال 2024
  • كيف يُموّل الإخوان جرائمهم في فرنسا؟
  • وزير العمل: نستهدف تحديث التصنيف المهني وسرعة إطلاق الاستراتيجية الوطنية للتشغيل
  • أبو هميلة: الشراكة الاستراتيجية بين القاهرة ومدريد تسهم في جذب الاستثمارات الإسبانية لمصر
  • كيف يُموّل تنظيم الإخوان الإرهابي جرائمه في فرنسا؟
  • مالية البحر الأحمر تستضيف ندوة الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان
  • «المنفي» يلتقي «اللجنة الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي»