الجزيرة:
2024-09-15@19:17:55 GMT

الشيخ أديب السراج عالم مقدسي مقاوم اغتالته بريطانيا

تاريخ النشر: 4th, September 2024 GMT

الشيخ أديب السراج عالم مقدسي مقاوم اغتالته بريطانيا

عالم ومجاهد مقدسي بارز، ومقاوم شرس للاحتلال البريطاني والحركة الصهيونية. ولد في القدس عام 1891، وشارك في عدة ثورات فلسطينية. واغتالته قوات الاحتلال البريطاني خلال ثورة 1936.

المولد والنشأة

وُلِد الشيخ أديب السرّاج عام 1891، في مدينة القدس القديمة، في حي الواد شمال غرب المسجد الأقصى المبارك.

وكان والده الشيخ إبراهيم السرّاج يشغل وظيفة إمام جامع عمر بن الخطاب القريب من حارة النصارى في المدينة المقدسة.

وتربى السراج الابن في بيئة دينية وأخلاقية، وسط أسرة اشتهرت بالعلم والمعرفة والجهاد والمقاومة.

الدراسة والتكوين العلمي

بدأ الشيخ أديب دراسته بمدرسة في حيّ باب الساهرة، تلقى فيها مجموعة من العلوم الدينية مثل الفقه والتفسير والحديث وعلم الكلام والتوحيد.

كما درس بعض علوم اللغة العربية مثل النحو والصرف والمعاني والبيان والبديع، كما درس اللغة التركية.

وانتقل بعد ذلك إلى المعهد الأحمدي في عكّا، وأتمّ حفظ القرآن الكريم وأتقن تجويده، وتعلم الفقه على مذهب الإمام أبي حنيفة، وحفظ ما تيسر له من الحديث النبوي الشريف، إضافة إلى ألفية ابن مالك في النحو، ومتن السلم في المنطق، ومتن الهداية في الفقه الحنفي.

ويقول عنه المؤرخ علي صافي حسين في كتاب "مجاهدون من فلسطين" إنه جاء إلى الشيخ أديب صيف 1935 "وكنت لا أزال في عهد الصبا فأفدت منه كثيرا في الفقه والحديث، وكان الناس وقتذاك يصفونه بالعمق في العلم والغزارة في الحفظ والوضوح في الشرح وقوة التأثير في الوعظ والإرشاد".

التجربة السياسية

بدأ الشيخ أديب نشاطه السياسي فترة الانتداب البريطاني التي حلت على فلسطين، وكان له دور بارز في مقاومة الحركة الصهيونية والاستعمار البريطاني.

وعام 1921، ألقى خطبة مثيرة في مسجد الصخرة المشرّفة عقب اعتداءات ناشطين صهاينة على حيّ الباشورة، مما أثار حماسة المصلّين ودفعهم إلى المواجهة مع اعتداءات هؤلاء ومع القوات البريطانية، مما أسفر عن استشهاد نحو 8 مواطنين وإصابة حوالي 25 آخرين.

واعتُقل الشيخ أديب وبعض رفقائه، وأودعوا مبنى مركز الشرطة (القشلاق) بقلعة القدس، وأفرج عنهم بعد تدخل من موسى كاظم الحسيني.

وعام 1922، قاد الشيخ أديب احتجاجات ضد الهجرة الصهيونية إلى فلسطين، وقدم مذكّرة للمندوب السامي البريطاني.

وعام 1929، كان من قادة ثورة البراق التي بدأت من المسجد الأقصى الشريف ضد البريطانيين والحركة الصهيونية.

وشارك الشيخ أديب بالثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936، وارتبط بصداقة وثيقة مع الشيخ سعيد العاص، وشارك في معارك عدة ضد المستعمرين، منها معركة وادي السرار، دير الشيخ، شعفاط، معركة حسان.

الوظائف والمسؤوليات

عاد الشيخ أديب إلى القدس بعد إتمام دراسته، وعُين شيخ سدنة الصخرة المشرّفة، وبقي يباشر مهام هذه الوظيفة حتى عام 1921، إلى أن أصدر المجلس الإسلامي الأعلى قرارا بتعيينه رئيس هيئة الوعظ بالمسجد الأقصى

وظلّ في منصبه هذا حتى نُقل إلى المحكمة الشرعية في القدس القديمة، محافظا على إلقاء الدروس والوعظ في المسجد الأقصى المبارك.

الوفاة

عام 1936، وأثناء الثورة الفلسطينية الكبرى، شارك الشيخ أديب في معركة حسان التي وقعت نهاية سبتمبر/أيلول، وأصيب بعدة رصاصات أطلقها جنود بريطانيون، فاستقر بعضها في جوفه وبعضها الآخر في رأسه، واستشهد الشيخ المجاهد في تلك المعركة، ودفن بالمدينة المقدسة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الشیخ أدیب

إقرأ أيضاً:

القدس الدولية تدق ناقوس الخطر: الأقصى على حافة التهديد الوجودي في أكتوبر

حذرت "مؤسسة القدس الدولية" من تصاعد الأخطار التي تهدد المسجد الأقصى في الأسابيع المقبلة، مع دخول موسم الأعياد اليهودية، الذي يُتوقع أن يشهد تصاعداً في المحاولات الإسرائيلية لتغيير الهوية الدينية للمسجد، في ظل الاعتداءات المستمرة على الضفة الغربية والمقاومة المتصاعدة فيها، إضافة إلى استمرار العدوان على غزة، والتوترات في جبهات المواجهة الأخرى.
تغطية صحفية: "قمر سيدنا النبي قمر".. من المسجد الأقصى المبارك هذه الأثناء في ذكرى المولد النبوي. pic.twitter.com/8HE1vQSJhZ — شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) September 15, 2024
وجاء في تقدير موقف للمؤسسة أعده الباحث المتخصص في شؤون القدس والمسجد الأقصى، زياد ابحيص، أن موسم الأعياد اليهودية هذا العام، الممتد من 3 إلى 24 تشرين الأول/أكتوبر 2024، يتزامن مع الذكرى الأولى لعملية "طوفان الأقصى" وأشار التقدير إلى أن هذا الموسم قد يكون من أكثر المواسم عدواناً على الأقصى، حيث تنظر القيادة الإسرائيلية إلى هذه الذكرى كمناسبة لمحاولة حل ما تسميه "عقدة 7 أكتوبر".
الأهالي يتوافدون إلى المسجد الأقصى المبارك لإحياء ذكرى المولد النبوي والصلاة فيه وكسر العراقيل pic.twitter.com/prWnw8YdOX — القسطل الإخباري (@AlQastalps) September 15, 2024
وأوضح أن الاحتلال قد يخطط لهجوم شامل ومتعدد الجبهات يومي 24 و25 تشرين الأول/أكتوبر، مما يتطلب استعداداً استثنائياً واستباقاً لهذه التحركات.

"طوفان الأقصى" ومعركة الحسم
وفي حديثه لعربي21 اعتبر ابحيص أن عملية "طوفان الأقصى" شكلت نقطة تحول في مواجهة محاولات إسرائيل لتصفية القضية الفلسطينية بدعم أمريكي. وبدأت هذه المرحلة منذ اعتراف ترامب بالقدس عاصمة للاحتلال في كانون الأول/ديسمبر 2017، وتلاها محاولات تقويض وكالة الأونروا، وسحب الاعتراف الدولي بحقوق الشعب الفلسطيني، مروراً بـ"صفقة القرن" في كانون الثاني/ يناير 2020، والتطبيع العربي مع إسرائيل ضمن "الاتفاقيات الإبراهيمية".

وأشار إلى أن الاحتلال رد على "طوفان الأقصى" بهجوم مكثف ووضع استراتيجية تُعرف بـ"الحسم"، التي تتبنى مواجهة متعددة الجبهات: من خلال تعزيز الاقتحامات والطقوس اليهودية في المسجد الأقصى، واستمرار العمليات العسكرية ضد غزة، وتكثيف مشروع التهجير في الضفة الغربية، ومحاولة إنهاء قضية اللاجئين عبر تقويض الأونروا، والسيطرة السياسية على التطبيع العربي.

ووفقاً للتقدير فإن المسجد الأقصى يُعد حجر الزاوية في استراتيجية الحسم هذه، حيث يُعتبر نقطة الحسم الأصعب للتيار الديني الصهيوني، ما يجعل معركة الأقصى معركة وجودية.

موسم الأعياد يتحول إلى موسم "ثورات الأقصى"
وأوضح التقدير أن جماعات "الهيكل" المتطرفة التي تعمل تحت مظلة الصهيونية الدينية قد اتخذت من مواسم الأعياد اليهودية فرصاً لتكثيف اعتداءاتها على المسجد الأقصى ومحاولة تغيير هويته الإسلامية. ويعتبر موسم الأعياد الذي يمتد من رأس السنة العبرية حتى "عيد ختمة التوراة" الأسوأ في كل عام، ويتوقع أن يكون الموسم القادم من 3 إلى 25 تشرين الأول/أكتوبر القادم أكثر ضراوة.

وأظهر التقدير أن هذا الموسم شهد عبر التاريخ خمس انتفاضات ومواجهات كبرى انطلقت من بوابة المسجد الأقصى، بدءًا من مجزرة الأقصى عام 1990، مروراً بهبة النفق عام 1996، وانتفاضة الأقصى عام 2000، وهبة السكاكين عام 2015، ووصولاً إلى "طوفان الأقصى" في تشرين الأول/أكتوبر 2023. ومع الاتجاهات الصهيونية الحالية نحو الحسم، فإن احتمال تجدّد موسم الثورات هذا يبقى كبيراً في ظل الظروف الراهنة.

التوقعات لموسم الأعياد القادم
توقع التقدير أن تقوم شرطة الاحتلال بتنظيم أكبر عدوان على المسجد الأقصى خلال موسم الأعياد القادمة، بما يشمل فرض كامل الطقوس التوراتية داخل المسجد، وتجديد الحصار حتى شهر رمضان المقبل. كما يسعى الاحتلال لتكريس السيطرة على الساحة الشرقية، وتوسيع مساحة أداء الطقوس اليهودية إلى الجهة الغربية من المسجد.


وأضاف التقدير أن الهدف من هذه التحركات هو الوصول إلى ذروة الطقوس اليهودية المعلنة، التي تشمل نفخ البوق علنًا داخل الأقصى وفي محيطه، وارتداء "ثياب التوبة" البيضاء، وأداء صلوات "بركات الكهنة" علناً، وفرض القرابين النباتية، وصولاً إلى طقوس "زفاف التوراة" في 24 أكتوبر، كرمز للانتصار بعد عام من "طوفان الأقصى".

ضرورة التحرك الفوري
وخلص التقدير إلى أن الأقصى يواجه ذروة التهديد منذ احتلاله، مما يستدعي تحركاً واسعاً من الشعب الفلسطيني وشعوب الأمة العربية والإسلامية، والضغط على الأنظمة العربية لرفع سقف مواقفها السياسية. ودعا التقدير إلى إطلاق حملة تعبئة وتوعية شاملة، تبدأ فوراً وتستمر حتى نهاية يوم 25 تشرين الأول/أكتوبر القادم، لتحفيز أكبر قدر من التحركات الشعبية والدبلوماسية لمواجهة هذه التهديدات الوجودية.

مقالات مشابهة

  • أوقاف القدس: فتح 3 أبواب رئيسة للمسجد الأقصى بعد إغلاقها
  • حماس: عملية الطعن بالقدس رد طبيعي على جرائم الاحتلال المتواصلة
  • إصابة جندي ومجندة إسرائيلية في عملية طعن بمدينة القدس (شاهد)
  • الاحتلال يجبر مقدسيًا على هدم منزله في بيت صفافا بالقدس
  • “الملكية لشؤون القدس”: لا بد من حل الدولتين بإقامة الدولة الفلسطينية
  • القدس الدولية تدق ناقوس الخطر: الأقصى على حافة التهديد الوجودي في أكتوبر
  • عبد الحميد السائح الشيخ الأحمر المقدسي
  • 40 ألف فلسطيني يُؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك
  • 40 ألف مصلٍ يُؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
  • 40 ألفاً يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى