جدد زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد هجومه على حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، فقال إن "هذه الحكومة ما دامت موجودة، فالحرب ستستمر"، وأكد أن استمرار الحرب يضر بمصالح إسرائيل من الناحية الأمنية والاقتصادية والسياسية.

وأوضح لبيد أن إسرائيل بحاجة إلى إنهاء هذه الحرب بشروطها الخاصة، من خلال إتمام صفقة تبادل الأسرى وإغلاق "هذا الملف نهائيا".

وتأتي تصريحاته وسط انتقادات متزايدة لأداء حكومة نتنياهو، خاصة في ما يتعلق بإدارة الحرب على قطاع غزة وتأثيراته على الأوضاع الداخلية في إسرائيل.

وفي تطور آخر يعكس حالة الغضب المتصاعدة داخل المجتمع الإسرائيلي، دعت عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة إلى مواصلة المظاهرات والاحتجاجات مساء اليوم الأربعاء، للمطالبة بصفقة تضمن إطلاق سراح أحبائهم.

وقالت مراسلة الجزيرة إن هذه الدعوات جاءت لليوم الرابع على التوالي، إذ تصر العائلات على أن الضغط الشعبي المستمر هو السبيل الوحيد لإعادة الأسرى. وتعكس هذه الدعوات حالة من الاستياء الشعبي تجاه أداء الحكومة في إدارة ملف الأسرى، حيث يرى العديد من الإسرائيليين أن الحكومة تتجاهل مصالح العائلات لأجل تحقيق أهداف سياسية.

صفقة تبادل الأسرى

وفي السياق ذاته، كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية، نقلا عن مصدر داخل الائتلاف الحاكم، أن نتنياهو كان معارضا لصفقة تبادل الأسرى منذ أسابيع. وأوضح المصدر أن نتنياهو "اكتشف أن محور فيلادلفيا خدعة فعالة"، في إشارة إلى الخط الحدودي الذي يربط بين قطاع غزة ومصر.

وبحسب المصدر، فإن نتنياهو يرى في هذه الصفقة تهديدا لموقفه السياسي الداخلي، إذ يفضل إبقاء الوضع الحالي على ما هو عليه بدلا من التوصل إلى حل يضعف موقفه السياسي أمام المعارضة المتزايدة من داخل حكومته وخارجها.

وتواجه حكومة نتنياهو انتقادات حادة بعد نشر تقارير تكشف عن إنفاق وزير الشتات عميحاي شيكلي مبالغ طائلة على زيارات خارجية. ووفقا لحركة "حرية المعلومات" الإسرائيلية، فإن شيكلي، المنتمي إلى حزب الليكود، أنفق نحو 137 ألف دولار خلال النصف الأول من عام 2024 على زيارات شملت دولا مثل المجر وبولندا والولايات المتحدة وفرنسا وإسبانيا وبلجيكا.

وأثارت هذه النفقات جدلا واسعا، خاصة أن بعضها لم يكن له أي علاقة بمصالح إسرائيل الرسمية.

وفي إحدى هذه الرحلات، شارك شيكلي في مظاهرة لحزب "فوكس" اليميني المتطرف في إسبانيا، والتقى زعماء أحزاب يمينية مثيرة للجدل في أوروبا وأميركا اللاتينية، وقد عدّ بعضهم ذلك تدخلا غير مبرر في الشؤون الداخلية لتلك الدول وانتهاكا للسياسة الخارجية الإسرائيلية.

البقاء في محور فيلادلفيا

وأثارت تصريحات نتنياهو الأخيرة عن البقاء في محور فيلادلفيا، واستعراضه لخريطة تضم الضفة الغربية ضمن حدود إسرائيل، موجة من الغضب داخل إسرائيل وخارجها.

وأصر نتنياهو، خلال مؤتمر صحفي عقد يوم الاثنين، على أن القوات الإسرائيلية يجب أن تحتفظ بالسيطرة على محور فيلادلفيا، معتبرا أن هذا الممر الإستراتيجي هو المفتاح لمنع تهريب الأسرى إلى خارج غزة. وأشار إلى أن "الانسحاب من هذا المحور، ولو مؤقتا، سيعني فقدان السيطرة عليه إلى الأبد".

وأثارت هذه التصريحات حفيظة العديد من الأطراف، ومنهم زعيم المعارضة يائير لبيد الذي هاجم نتنياهو قائلا إن "إسرائيل انسحبت من محور فيلادلفيا قبل 19 عاما، وصوّت نتنياهو لمصلحة ذلك، والآن يدّعي أن البقاء هناك هو الحل لإنهاء الحرب".

أما على الصعيد الدولي، أثار استعراض نتنياهو لخريطة جديدة تضم الضفة الغربية إلى إسرائيل استياء واسعا. وقد رأت وزارة الخارجية الفلسطينية في هذه الخطوة تأكيدا لأجندة حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل، التي تسعى إلى توسعة الاستيطان على حساب الحقوق الفلسطينية.

ورأى ناشطون غربيون وعرب أن الخريطة تشير إلى نية إسرائيل الواضحة في ضم الضفة الغربية بالكامل، وهو ما يتعارض مع الاتفاقيات الدولية كافة. كذلك رأى العديد من المحللين أن تصريحات نتنياهو تعكس أزمة داخلية عميقة يعاني منها رئيس الوزراء، إذ يحاول توجيه الأنظار بعيدا عن فشله في تحقيق أهداف الحرب بإثارة قضايا حدودية وإستراتيجية قديمة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات محور فیلادلفیا

إقرأ أيضاً:

بيان عاجل من مكتب نتنياهو بشأن إعلان حماس تسلم قائمة جديدة من أسماء الأسرى

علق مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الليلة على التفاهمات الأخيرة بشأن إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، ولا سيما ما يتعلق بالرهينة أربيل يهود.

وقال مكتب نتنياهو إنه "بعد مفاوضات حازمة وقوية بقيادة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، تراجعت حركة حماس ووافقت على تنفيذ مرحلة إضافية من الإفراج عن الرهائن، والتي ستتم يوم الخميس القادم".

وأضاف البيان أنه "في إطار هذه المرحلة، سيتم الإفراج عن المواطنة أربيل يهود، والجندية أجام برغر، بالإضافة إلى رهينة آخر، كما سيشهد يوم السبت المقبل إطلاق سراح 3 رهائن إضافيين وفقًا للاتفاق".

وتابع أنه "في الوقت نفسه، تسلمت إسرائيل من حركة حماس قائمة تتضمن معلومات حول حالة جميع الرهائن الذين من المقرر الإفراج عنهم في المرحلة الأولى من الاتفاق.

وأكد أنه "بموجب هذه التفاهمات، ستسمح إسرائيل، ابتداءً من صباح الإثنين بعودة سكان قطاع غزة من الجنوب إلى المناطق الشمالية".

وفي وقت سابق أكدت حركة "حماس" أنها سلمت الوسطاء قائمة بأسماء الرهائن الـ33 الذين سيجري استكمال إطلاق سراحهم خلال ما تبقى من المرحلة الأولى لاتفاق الهدنة في غزة.

ومن جانبه أكد المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري أنه تم التوصل إلى تفاهم بين الطرفين يقضي بأن تقوم حركة حماس بتسليم الرهينة أربيل يهود واثنين من الرهائن قبل يوم الجمعة القادم.

ووفق ما تم التوصل إليه ستتولى "حماس" أيضا تسليم 3 رهائن إضافيين يوم السبت فضلا عن تقديم معلومات عن عدد الرهائن الذين سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق. 

مقالات مشابهة

  • خالد مشعل يتحدث عن تأثيرات طوفان الأقصى.. ويدعو لوحدة وطنية على أسس صحيحة
  • مبعوث ترامب يصل غدا إلى إسرائيل للقاء نتنياهو
  • الأحزاب الحريدية تطالب نتنياهو بتنفيذ صفقة تبادل الأسرى كلها
  • ترامب يجدد رغبته بنقل سكان غزة إلى مصر أو الأردن
  • مخاوف لدى شركات الشحن العالمية من عبور البحر الأحمر مجددا بسبب توقع انهيار اتفاق إنهاء الحرب على غزة
  • واللا: نتنياهو يُخطّط للقاء ترامب في البيت الأبيض الأسبوع المُقبل
  • تصريح جديد من مكتب نتنياهو بشأن الأسرى والنازحين
  • أول رد من حماس على تصريحات مكتب نتنياهو بشأن عملية تبادل الأسرى والمحتجزين
  • بيان عاجل من مكتب نتنياهو بشأن إعلان حماس تسلم قائمة جديدة من أسماء الأسرى
  • إسرائيل تهدد باستئناف الحرب إذا فشلت المفاوضات بشأن المرحلة الثانية للصفقة