الشباب.. صمام أمان الموروث واستدامته
تاريخ النشر: 10th, August 2023 GMT
لكبيرة التونسي (أبوظبي)
بهدف استدامة الموروث وترسيخ الهوية الوطنية والحفاظ على إرث الأجداد الطبيعي والشعبي وتسخير الإبداع والابتكار، نظمت مؤسسة التنمية الأسرية بمناسبة اليوم العالمي للشباب 2023 وضمن فعاليات "ملتقى الاستدامة الاجتماعي" ورشة تفاعلية تحت عنوان "عادات مستدامة" قدمتها الدكتورة موزة القبيسي، تربوية أسرية ومستشارة في المسؤولية الاجتماعية، لتسليط الضوء على تراث دولة الإمارات، وبحث سبل إحياء موروث الأجداد الثقافي وطرق الحفاظ على الموارد الطبيعية، وتشجيع الشباب على تبني مهارات الأسلاف وتسخير العلم والتكنلوجيا لحفظ واستدامة الموروث للأجيال المقبلة.
تفاعل
وناقشت الجلسة التفاعلية الافتراضية التي شاركت فيها مجموعة من الشباب العديد من القضايا الملحة عبر عدة محاور، وجاءت كالتالي: الإرث والموروث الشعبي، مركز أساسي للهوية الوطنية، السنع والبروتكول الوطني والعادات والتقاليد محفظة رصينة للممارسات المستدامة، ممارسات التراث الشعبي وترسيخ الهوية الوطنية، الموروث الثقافي الكتابي والشفاهي، الحفاظ على الموروث الشعبي وتعزيز الولاء والانتماء الوطني، الشباب أمل مستقبل الوطن، الموروث الشعبي ثقافة وممارسة لبناء عقول الشباب على الساحة العالمية الإنسانية.
أخبار ذات صلة
تحديات
أكدت المستشارة الأسرية والمدربة الدولية على أهمية استدامة الموروث الطبيعي والشعبي ضمن عالم متسارع تطغى عليه التكنولوجيا، بالتركيز على الشباب الذين يمثلون عصب الحياة في المجتمع، لافتة إلى أن متطلبات الحياة الجديدة، أوجدت تحديات كبيرة غيرت اهتمامات بعض الشباب حول العالم، مما قد يؤثر على العادات والتقاليد ويُحدث فجوات بين الأجيال، ويتطلب بذل المزيد من الجهود لاستدامة موروث الأوطان.
ترسيخ الهوية
وأوضحت القبيسي أن الحفاظ على التراث والعادات والتقاليد وتوثيق الثقافة الشعبية وترسيخها لدى الأجيال، أمور تعزز الولاء والانتماء وتُسهم في الحفاظ على الهوية الوطنية، وتدعم شعور الأمان الاجتماعي الذي يضمن استمرارية التنمية والعمل والعطاء والنهوض بالمجتمعات بعقول وطنية شابة، تفخر بإرث الأجداد، مؤكدة على أهمية الاستثمار في الشباب وبناء معارفهم بالارتكاز على الجذور الصلبة.
الشباب هم الركيزة
وعن كيفية الحفاظ على الموروث الشعبي في عالم سريع تطغى عليه التكنولوجيا، أوردت أن مهمة ترسيخ الفخر بالموروث تقع على عاتق الأسر وعلى المؤسسات التعليمية والثقافية والإعلامية عبر الممارسات اليومية والتعليم والبرامج والمبادرات المختلفة، مؤكدة على أهمية تفعيل دور الشباب في حفظ ونقل هذا الموروث للأجيال، مشيرة إلى أن الأجداد هم منبع الموروث الشعبي، بينما الشباب هم حماة هذا الموروث، داعية إلى تسخير وسائل التكنلوجيا والابتكار والإبداع لحفظ واستدامة الموروث.
شغف الشباب
وشارك في إدارة الجلسة التفاعلية العديد من الضيوف الشباب الذين أثروا النقاش وطرحوا عدة أسئلة تدور حول التحديات والرهانات التي تواجه الموروث الثقافي، منهم أحمد النعيمي سفير شباب دولة الإمارات في برنامج سفراء شباب الإمارات والذي مثل وفد الإمارات في اليابان بإلقاء خطاب الدولة الرسمي أمام عمدة العاصمة طوكيو في مهمة تبادل ثقافي. وهو حاصل على عدة جوائز عالمية ومحلية في اللغة الصينية وساهم في عدة برامج تعزز التبادل الثقافي بين الدولتين وفي عدة مشاريع تتعلق بالحفاظ على الهوية الوطنية وترسيخ قيم الأصالة في نفوس الشباب على مستوى المدارس.
تسخير التكنولوجيا
بدورها أكدت فاطمة أحمد الحلامي رئيسة مجلس العين للشباب أن استدامة العادات والتقاليد في دولة الإمارات تحمل أهمية كبيرة في تعزيز الهوية الثقافية والاجتماعية للدولة، وذلك من خلال الحفاظ على تراثها وموروثها التاريخي، مشددة على أهمية التواصل بين الأجيال من أجل ضمان استمرارية وتجديد هذه العادات والتقاليد، مشيرة إلى أن الشباب يتوفر على مؤهلات علمية، يجب تسخيرها لحفظ الموروث وديمومته.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الهویة الوطنیة الحفاظ على على أهمیة
إقرأ أيضاً:
تحذير ما قبل الانفجار الشعبي
لم يكن البيان الصادر عن البنك المركزي اليمني في عدن مجرد تحذير مالي من خطورة الوضع الاقتصادي، بل حمل في طياته إدانة صريحة لسلطة “المجلس الرئاسي” متهما إياها بالفشل والفساد في إدارة الموارد المالية، وغياب أي خطوات فاعلة لمعالجة الأزمة.
تتجلى أبرز مظاهر الفشل والفساد للسلطة، التي تستمد مشروعيتها فقط من الاعتراف الدولي، في عدم توجيه الإيرادات بشكل صحيح، وغياب الرقابة، واستمرار تحصيل الموارد في قنوات خارج سيطرة البنك المركزي، مما أدى إلى تعميق الأزمة الاقتصادية والمعيشية للمواطنين.
لم يعد بإمكان السلطة تبرير الانهيار بتوقف صادرات النفط، خاصة بعدما أكد البنك تقديمه مقترحات لمعالجة الأزمة وتقليل آثارها على الرواتب والخدمات الأساسية، لكنها قوبلت بالتجاهل، ما أدى إلى مزيد من التدهور الاقتصادي.
علاوة على ذلك، لم تتخذ السلطة أي إجراءات حقيقية للاستفادة من الموارد السيادية المتاحة، بل تركتها عرضة للهدر، في وقت كان يمكن فيه التخفيف من حدة الأزمة عبر تعزيز الإيرادات المحلية، وهذا يكشف عن غياب رؤية اقتصادية واضحة.
واحدة من أخطر القضايا التي كشفها البيان، هي أن الإيرادات الحكومية لا تُحوَّل إلى الحساب العام في البنك المركزي، بل تُجمع في أوعية مالية غير رسمية أو حسابات خاصة، ما يشير إلى انتشار الفساد المالي وغياب الرقابة الحكومية، ولذلك شدد البنك على ضرورة وقف هذه الممارسات غير القانونية، وإلزام الجهات الحكومية بتوريد جميع الإيرادات إلى البنك المركزي لضمان توزيعها وفق الأولويات الوطنية.
لم يكتفِ البنك بالإشارة إلى تحصيل الإيرادات خارج إطار الدولة، بل أكد أن الموارد المتاحة لم تُستخدم وفق الأولويات الصحيحة، فقد أدى غياب التخطيط المالي إلى فوضى في الإنفاق العام وانهيار الخدمات الأساسية.
هذا البيان يضيف دليلا آخر على الفساد بعد تقرير الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة والذي لم تنشر منه السلطة سوى جزءا بسيطا، كما يؤكد أن الفساد هو المشكلة الرئيسية وليس قلة الموارد رغم أن الأخيرة مشكلة أيضا.
ومما ينبغي الإشارة إليه في بيان البنك هو حديثه عن قضية في غاية الخطورة، وهي الغياب شبه الكامل للمسؤولين عن معالجة الأزمة الاقتصادية، ما يعكس ضعف الإرادة السياسية ووجود صراعات داخلية تعّطل اتخاذ قرارات حاسمة.
في ظل هذا المشهد القاتم، يتصاعد السخط الشعبي مع استمرار التدهور الاقتصادي وغياب أي تحرك جاد من السلطة لمعالجة الأزمة.
المؤسف في هذا السياق هو ضعف الدور الفاعل للنقابات المهنية والعمالية، التي تقتصر أنشطتها على حدود غير مؤثرة، والأسوأ من ذلك، أن الأحزاب، وخصوصا تلك التي كانت في صف المعارضة وانضمت إلى ثورة 11 فبراير 2011 بذريعة محاربة الفساد والفشل، عملت على تدجين الرأي العام، مما يكشف أن هدفها لم يكن الإصلاح والتغيير، بل الحصول على نصيب أكبر من السلطة.
إذا استمر الوضع على هذا النحو، وهو المرجح، فقد يؤدي ذلك إلى انهيار العملة وارتفاع معدلات الفقر والتضخم، وربما تصاعد موجة الغضب الشعبي، مما قد يعيد رسم موازين القوى في المشهد السياسي اليمني.
بيان البنك المركزي ليس مجرد تحذير، بل هو اختبار حقيقي للسلطة: إما اتخاذ إجراءات عاجلة لإنقاذ الاقتصاد، أو مواجهة تداعيات قد تكون كارثية على المستويين السياسي والاقتصادي.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق كتابات خاصةذهب غالي جدا...
نعم يؤثر...
ان لله وان اليه راجعون...
اخي عمره ٢٠ عاما كان بنفس اليوم الذي تم فيه المنشور ومختي من...
اشتي اعرف الفرق بين السطور حقكم وأكد المسؤول العراقي في تصري...