في خضم الحملة الوطنية المكثفة لمكافحة شلل الأطفال في قطاع غزة ، التي انطلقت في الأول من سبتمبر 2024، وتتضمن جولتين تهدفان إلى تقديم اللقاح الفموي من النوع الثاني لأكثر من 640 ألف طفل تحت سن العاشرة، يجدر بنا التوقف لتأمل النقطة المحورية والشرارة التي أثارت انتباه العالم إلى أهمية حماية أطفال القطاع من هذا الفيروس.

لقد جاءت هذه الحملة استجابةً للحالة الأولى المؤكدة لشلل الأطفال التي سُجلت في غزة بعد انقطاع دام 25 عامًا، والتي أثارت الوعي العالمي حول الحاجة الملحة لحماية الأطفال من هذا الفيروس.

دفع الاكتشاف المقلق لحالة الطفل عبد الرحمن أبو الجديان، أول حالة مؤكدة لشلل الأطفال في غزة، طاقم الهلال الأحمر الفلسطيني إلى التحرك للاطمئنان على حالته الصحية ومساندة عائلته، حيث توجه الفريق إلى خيمة الأسرة في دير البلح لتقديم الدعم والرعاية اللازمة، والتأكد من تلقي الطفل لتطعيماته الضرورية.

وكانت الزيارة بمثابة تجسيد للمسؤولية الأخلاقية والاجتماعية تجاه هذه العائلة المكلومة، حيث لم يكن هدفهم فقط الاطمئنان على صحة الطفل، بل أيضًا الوقوف إلى جانب الأسرة في هذه المحنة.

وترأس الوفد الزائر الدكتور محمد أبو رحمة، مدير الرعاية الأولية في جمعية الهلال الأحمر، وضم كل من الدكتور رامي أبو حمد، المدير الطبي لمركز فتحي عرفات، والدكتور عماد التتري، طبيب في عيادة دير البلح، ومازن أبو مصبح، المدير الإداري لفرع دير البلح، حيث كانت هذه الزيارة تجسيدًا للتضامن والإنسانية، حيث عمل الجميع على توفير الدعم الطبي والنفسي للعائلة وضمان تلقي الطفل الرعاية التي يحتاجها.

كشف والد الطفل عبد الرحمن أبو الجديان، الذي يعيل 9 أطفال آخرين، عن تفاصيل مؤلمة حول ما مر به ابنه، كاشفاً أن السبب وراء إصابة بمرض شلل الأطفال يعود إلى عدم تلقيه أي تطعيمات منذ ولادته، نتيجة للظروف القاسية التي فرضتها الحرب.

كما أضاف الأب المكلوم أن المياه الملوثة التي يضطرون لاستخدامها كانت العامل الرئيسي الذي أدى إلى إصابة طفله بهذا المرض، مشيراً إلى أن عبد الرحمن يعاني الآن من ضعف عام ناجم عن سوء التغذية.

فيما قام الفريق الطبي التابع للهلال الأحمر بفحص الطفل عبد الرحمن بعناية، وبعد التشخيص، تم وضع جدول تطعيمات جديد يتماشى مع احتياجاته الصحية، كما تم توفير كل ما يلزم لضمان استقرار حالته، أملاً في تحسين حالة عبد الرحمن الصحية وضمان حصوله على الرعاية التي يستحقها.

يذكر أن الحملة الوطنية لمكافحة شلل الأطفال تُدار عبر مجموعة من الوكالات الإنسانية الدولية والمحلية، بما في ذلك وكالة إغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين ( الأونروا )، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، ومنظمة الصحة العالمية، بالإضافة إلى وزارة الصحة الفلسطينية والهلال الأحمر الفلسطيني، هذا التعاون الوثيق يعكس التزام المجتمع الدولي والمحلي في توفير اللقاحات الضرورية والتأكد من عدم تفشي الفيروس.

الهلال يستعد لحملة تطعيم في خانيونس

واستكمالاً لهذه الحملة، تعتزم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بدءاً من يوم الخميس 5 سبتمبر 2024، ولمدة ثلاثة أيام، إطلاق حملة واسعة لتقديم لقاح شلل الأطفال في المناطق الغربية من مدينة خانيونس، ستنطلق الحملة من مستشفى الأمل، ومستشفى القدس الميداني، ونقطة البصة.

بالإضافة إلى ذلك، ستقوم فرق متنقلة بالانطلاق من هذه المواقع لتوسيع نطاق الحملة والوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأطفال المحتاجين للقاح، بهدف تغطية جميع الفئات المستهدفة وتوفير اللقاح لكل طفل في المنطقة، بما يسهم في حمايتهم من فيروس شلل الأطفال ويعزز جهود القضاء عليه.

المصدر : وكالة سوا

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

كلمات دلالية: الهلال الأحمر شلل الأطفال عبد الرحمن

إقرأ أيضاً:

طرق القضاء على ظاهرة السرقة لدى الأطفال.. فيديو

أكدت الدكتورة سهام حسن، أخصائي نفسي وتعديل سلوك الطفل، أن التعامل مع سلوكيات مثل الكذب والسرقة لدى الأطفال، خاصةً تحت سن السبع سنوات، يحتاج إلى فهم عميق لطبيعة المرحلة العمرية التي يمر بها الطفل.

وأشارت الدكتورة سهام خلال لقائها مع الإعلامية دينا رامز، خلال برنامج «أنا وهو وهي»، عبر قناة «صدى البلد» إلى أن السرقة لدى الطفل غالباً ما تكون ناتجة عن عدم إدراك الطفل لمفهومي الملكية والخصوصية، حيث يرى أن كل ما يحيط به يمكن أن يكون له.

وأضافت: "الطفل في هذه المرحلة العمرية قد يأخذ شيئاً من الحضانة أو المدرسة لأنه أعجبه، دون أن يدرك أنه تجاوز الحدود، هنا يأتي دور الوالدين في التعامل مع هذه السلوكيات بحذر وهدوء، بدلاً من إطلاق أوصاف مثل كذاب أو حرامي، التي قد تترسخ في ذهن الطفل وتؤثر سلباً على سلوكه".

ونصحت الدكتورة سهام الأمهات بالتعامل مع المواقف بحكمة، قائلة: "إذا وجدتِ شيئاً ليس ملكاً لطفلك في حقيبته، يجب التحدث معه بلطف وسؤاله عن مصدره، بدلاً من العقاب القاسي، يمكن توجيهه بعبارات إيجابية، مثل إذا أعجبتك هذه اللعبة، يمكننا أن نحاول الحصول على مثلها إذا سمحت الظروف.

واختتمت الدكتورة سهام بضرورة التصرف الهادئ والإيجابي الذي يساعد الطفل على التمييز بين الصواب والخطأ دون أن يؤثر على ثقته بنفسه.

اقرأ أيضاًكيف نتعامل مع الكذب والسرقة عند الأطفال والمراهقين.. فيديو

الطفولة والأمومة: التنسيق مع المؤسسات الدينية لوضع آليات لـ «مواجهة العنف ضد الأطفال»

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: 40 بالمئة من أطفال اليمن محرومون من التعليم
  • «سلامة الطفل» بالشارقة توعي قاطني الرحمانية
  • ابني مصاب بمتلازمة داون ويعاني من التنمر.. وأستاذة رياض أطفال تجيب
  • أستاذة رياض أطفال: دمج ذوي الهمم مع الأصحاء يعلمهم الكثير من المهارات
  • أستاذ رياض أطفال: دمج ذوي الهمم مع الأصحاء يعلمهم مهارات كثيرة
  • أستاذ رياض أطفال تقدم روشتة للتعامل مع ذوي الهمم
  • "الهلال الأحمر": انخفاض حرارة الجسم في الشتاء يعد حالة طبية طارئة
  • إطلاق حملة شعبية لدعم عبد الرحمن القرضاوي والمطالبة بحريته
  • قصور الثقافة تطلق برنامج مصر جميلة لاكتشاف وتنمية مواهب أطفال البحر الأحمر
  • طرق القضاء على ظاهرة السرقة لدى الأطفال.. فيديو