أطفال إلى جانب مقاتلين من حماس في خان يونس خلال عملية تبادل سابقة للأسرى والمحتجزين (الفرنسية)

قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير إنه يسعى لوقف التفاوض مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في وقت تحدثت فيه مصادر إعلامية عن انسحاب محتمل من محور فيلادلفيا (صلاح الدين) في المرحلة الثانية من الصفقة.

 

وأكد بن غفير -صاحب المواقف الأكثر تطرفا بالحكومة الإسرائيلية- أن استمرار المفاوضات يشجع حماس على القيام بما سماه "مزيدا من الإرهاب بما في ذلك القادم من الضفة الغربية".

 

وقال إن "الدولة التي يقتل 6 من مواطنيها بدم بارد عليها وقف المفاوضات مع القتلة ومنع تزويدهم بالوقود والكهرباء"، في إشارة إلى جثث الأسرى الستة الذين عثر عليهم قبل أيام في نفق برفح جنوبي القطاع.

 

وتزامنا مع هذه التصريحات، قالت الإذاعة الإسرائيلية إن رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (الموساد) هو من أبلغ الوسطاء أن إسرائيل ستنسحب من محور فيلادلفيا في المرحلة الثانية من الصفقة المحتملة.

 

وفي السياق، نقلت صحيفة واشنطن بوست عن 9 مسؤولين حاليين وسابقين بدول وسيطة قولهم إن تمسك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمحور فيلادلفيا يمثل العقبة الرئيسة حاليا أمام الاتفاق.

 

وأفاد هؤلاء المسؤولون بأن تشكيل قوة فلسطينية مدربة أميركيا هو الترتيب الأكثر ترجيحا لتأمين الحدود، وأن الاتحاد الأوروبي مستعد لاستئناف دور مراقبة معبر رفح بالتعاون مع السلطة الفلسطينية.

 

منشغل بالبقاء

 

في المقابل، عبر الوزير السابق في حكومة الحرب الإسرائيلية بيني غانتس عن اعتقاده بأن نتنياهو لن يعيد المحتجزين في غزة أحياء لأنه منشغل بالبقاء السياسي، وفق تعبيره.

 

كما قال الوزير السابق بمجلس الحرب الإسرائيلي وعضو حزب معسكر الدولة غادي آيزنكوت إن نتنياهو رفض إدخال أي تعديلات على أهداف الحرب التي لم يتحقق أي منها. وأضاف أن نتنياهو قرر، لاعتبارات سياسية وحزبية، عدم تنفيذ مقترح الصفقة.

 

ووسط هذا التجاذب في أروقة الحكم بإسرائيل، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن الوسطاء أجروا اتصالات مع مسؤولين إسرائيليين للاستفسار عن إمكانية التحلّي بشيء من المرونة في المفاوضات.

 

الموقف الأميركي

 

وفي واشنطن، قال مستشار الاتصالات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إن الإدارة الأميركية تعمل على مقترح لتأمين إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة، ودخول المساعدات إلى القطاع، ووقف القتال هناك.

 

وأكد كيربي أن الرئيس جو بايدن منخرط شخصيا في العمل مع المسؤولين في إدارته ومع قادة المنطقة من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.

 

وقال كيربي إن الإدارة الأميركية لا تزال تعتقد أن التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة ممكن، مضيفا أن الرئيس بايدن سيواصل التركيز على التوصل إلى اتفاق في أقرب وقت ممكن.

 

وأضاف كيربي أن الإدارة الأميركية تجري مشاورات مع قطر ومصر وإسرائيل من أجل التوصل إلى اتفاق، مشيرا إلى أنه لا يمكن الحديث عن إطار زمني لتحقيق ذلك.

 

وحسب البيت الأبيض، فإن مقترح الاتفاق ينص على سحب إسرائيل قواتها من المناطق المكتظة في مرحلة أولى بما فيها حول ممر فيلادلفيا. كما ينص أيضا على إبعاد القوات الإسرائيلية في ممر فيلادلفيا إلى الشرق، مشددا على أن هذا عنصر أساسي لم يتغير.

 

من جانبه، قال القيادي في حركة حماس أسامة حمدان -في مقابلة مع الجزيرة- إن المقاومة لم تتلقّ أي مقترح جديد للصفقة، وإنها تتعامل فقط مع ما تتلقاه من الوسطاء. وأضاف أن المطلوب ليس مقترحا جديدا، بل إلزام نتنياهو بما وافقت عليه المقاومة.

 

كذلك أكد أسامة حمدان أن استعادة أسرى الاحتلال ستتم إذا توقفت الحرب في غزة وانسحب الاحتلال انسحابا تاما منها، مضيفا أن استمرار عمليات الاحتلال في القطاع يؤدي إلى قتل الأسرى بدلا من استعادتهم.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: التوصل إلى فی غزة

إقرأ أيضاً:

وزير إسرائيلي سابق: فشل 7 أكتوبر مسؤولية الجميع وليس نتنياهو وحده

قال الوزير الإسرائيلي السابق حاييم رامون إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هو المسؤول الرئيسي عن الفشل الإسرائيلي في 7 أكتوبر/تشرين الأول، ولكن عددا من رؤساء وزراء إسرائيل ووزراء الحرب ومسؤولي الأجهزة الأمنية يتحملون معه هذه المسؤولية، لأنهم لم يعملوا في السابق على إسقاط حكم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة قبل طوفان الأقصى.

وفي إطار الجدل والتلاوم بين الإسرائيليين حول سبب الهجوم الذي شنته المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والفشل في التصدي له، قال رامون في مقال له بصحيفة معاريف الإسرائيلية "سنحتفل قريبا بمرور عام على يوم السبت الأكثر سوادا في تاريخ الصهيونية وأفظع حدث مرّ بالشعب اليهودي منذ المحرقة، وقد شهدنا محاولات من جميع المشاركين في التصور تجاه نظام حماس في قطاع غزة، ومن مؤيديهم، لإعادة كتابة التاريخ من أجل إنكار التنصل من مسؤوليتهم. ويشمل ذلك جميع رؤساء الوزراء ووزراء الدفاع منذ صيف عام 2007، وجميع كبار مسؤولي الدفاع، والغالبية العظمى من العاملين في مجال الإعلام".

وبدأ بتوجيه اللوم للمؤسستين العسكرية والأمنية، قائلا "منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول يشرح كبار ضباط الاحتياط ورؤساء الشاباك المتقاعدون باستمرار في أستوديوهات الأخبار والمؤتمرات والمقالات مدى إساءة فهم نوايا حماس، لكن الحقيقة هي أن المؤسسة الأمنية بأكملها أيدت مفهوم احتواء حماس، ومن أبرز مؤيديها: عاموس يدلين وتامير هايمان (هما رئيسان سابقان لجهاز الاستخبارات العسكرية أمان)، وغادي شيماني (القائد السابق لفرقة غزة)، ودان هارئيل (الرئيس السابق للمنطقة الجنوبية)، وعاموس جلعاد (رئيس سابق للدائرة الأمنية والعسكرية في وزارة الحرب الإسرائيلية)، ويسرائيل زيف (الرئيس السابق لشعبة العمليات في الجيش الإسرائيلي)، ويورام كوهين (رئيس سابق لجهاز الأمن الداخلي الشاباك)".

وأضاف "منذ المجزرة، ظهر رئيس الشاباك السابق نداف أرغمان لإلقاء اللوم على نتنياهو على مفهوم ردع حماس، ويقول إنه لم يعتقد أبدا أن حماس قد ردعت.. يبدو أن ذاكرة أرغمان تخونه، لأنه في بداية ولايته في عام 2016 قدر أن حماس لا تزال مردوعة وغير مستعدة لحرب أخرى ضد إسرائيل". وفي خطاب استقالته في أكتوبر/تشرين الأول 2021، قال إن إستراتيجية حماس هي "الهدوء في قطاع غزة وتنفيذ عمليات في إسرائيل ويهودا والسامرة (الضفة الغربية المحتلة) فقط!".

وقال الوزير السابق إن شخصيات رفيعة في وزارة الحرب دعمت الاغتيالات المستهدفة لقادة حماس، إلا أنهم عارضوا بشدة العمل على إسقاط نظام حماس في قطاع غزة، مذكرا بموقف رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي عندما أمره رئيس الوزراء نفتالي بينيت بتنفيذ عملية لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس يحيى السنوار بأنه قال "إذا كنت تريدني أن أدفع بخطة لاغتيال السنوار، عليك أن تقنعني أولا بأن الأمر يستحق الحرب التي ستشن بعد هذا الاغتيال، لأنني الشخص الذي سيتعين عليه أن يشرح لاحقا للجنود وللأمهات الثكالى".

مسؤولية نتنياهو

وبينما اعتبر أن جميع رؤساء الوزراء ووزراء الدفاع الذين خدموا بين صيف 2007 و7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تبنّوا مفهوم عدم المجازفة بشن هجوم شامل على حماس، ولكنهم الآن ينكرون ذلك، فقد تطرق رامون على وجه الخصوص إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك، الذي وصفه بأنه "جد مفهوم التعايش مع حماس".

وأشار إلى أن باراك لم يكن الوحيد الذي يروّج لهذا المفهوم، مشيرا إلى مواقف كل من رئيسي الوزراء السابقين نفتالي ويائير لبيد، ووزراء الحرب السابقين أفيغدور ليبرمان وبيني غانتس، فضلا عن موقف وزير الحرب الحالي يوآف غالانت.

ثم انتقل إلى تسليط الضوء على نتنياهو، قائلا "قد يكون للفشل الرهيب العديد من الآباء، لكن نتنياهو هو الجاني الرئيسي"، وقال "دعم السياسيون وكبار مسؤولي الدفاع والشخصيات الإعلامية هذا المفهوم، لكنه كان هو الذي قرر جعله حجر الزاوية في سياسته".

وإذ تجاهل، كما يفعل غيره من المنتقدين لنتنياهو، أن أموال المساعدات التي دخلت إلى غزة كانت لمجرد تخفيف معاناة الفلسطينيين من الحصار الخانق الذي تفرضه إسرائيل عليهم، فقد قال إن "نتنياهو، الذي عاد إلى السلطة في عام 2009 على وعد بالإطاحة بحماس، كان هو الذي سمح بذهاب مليارات الدولارات إلى حماس، ومن ثم أصبحت أسلحة وقتلت منذ ذلك الحين جنودا إسرائيليين. وهو الذي سمح لمئات الآلاف من الأطنان من مواد البناء بالدخول إلى قطاع غزة وتحويلها إلى أنفاق حيث تقتل حماس المختطفين، وهو الذي منع أي خطة عسكرية أو سياسية كان من الممكن أن تسقط نظام حماس وتمنع مذبحة 7 أكتوبر".

وختم بالقول إن "نتنياهو هو المسؤول في المقام الأول عن الفشل الذي أدى إلى المجزرة. إنه يتحمل المسؤولية الوزارية عن إغفال خطط حماس، ولهذا كان عليه الاستقالة أو الدعوة إلى انتخابات، على الأقل. وفي الوقت نفسه، هذا الفشل الكبير والرهيب يبقي اللوم على جميع السياسيين وكبار المسؤولين الأمنيين والمعلقين والمراسلين الذين دعموا مفهوم التعايش مع حماس، ويجب أن يختفوا جميعا من الساحات العامة والتفسيرية والسياسية. إنه الرأس وهو مذنب، لكنهم مذنبون أيضا".

مقالات مشابهة

  • مظاهرات بمدن أوروبية تطالب بوقف الحرب الإسرائيلية في غزة
  • إعلام إسرائيلي يكذب نتنياهو بشأن محور فيلادلفيا: «يقف وحيدا أمام قادة الجيش»
  • لعنة «فيلادلفيا» تطارد «نتنياهو»
  • وزير إسرائيلي سابق: فشل 7 أكتوبر مسؤولية الجميع وليس نتنياهو وحده
  • تعرف على توصيات اجتماع مدريد بشأن الحرب على غزة
  • تعرف إلى توصيات اجتماع مدريد بشأن الحرب على غزة
  • البيان الختامي لاجتماع مدريد: ندعو إلى انسحاب القوات الإسرائيلية المحتلة بشكل كامل من غزة بما في ذلك من محور فيلادلفيا
  • «بيان مدريد المشترك» يطالب بانسحاب القوات الإسرائيلية المحتلة من محور فيلادلفيا
  • صحيفة: تطوّرات جديدة بشأن محور فيلادلفيا.. "تنازلات مُقابل تهدئة"
  • مراسلون عسكريون إسرائيليون يدعمون الانسحاب من محور فيلادلفيا