تراجعت أسعار النفط مع استمرار التكهنات بشأن تراجع ثمانية من أكبر منتجي أوبك+ عن خفض إنتاجهم الطوعي.

تتأثر أسواق النفط العالمية بسلسلة من العوامل المترابطة، في العراق، يشهد إقليم كردستان ارتفاعاً في إنتاج النفط، واستمرار أزمة ليبيا مما يضيف تعقيدات إلى المشهد الإقليمي. أمّا على الصعيد العالمي فهناك مجموعة واسعة من الأحداث الهامة في قطاع الطاقة، بما في ذلك التغييرات في إدارة بعض شركات النفط الكبرى، وصفقات توريد الغاز الطبيعي الجديدة، والتحديات التي تواجه الإنتاج في ليبيا، والتطورات في الصين، وأزمة الطاقة في فنزويلا، والتغيرات في السياسات الضريبية في المملكة المتحدة وتأثيرها على إنتاج النفط في بحر الشمال.

أضف إلى هذا التحولات المستمرة في الصناعة العالمية للنفط والغاز التي تعكسها المشاريع الجديدة في قطاع التكرير والبتروكيماويات في دول مثل نيجيريا والهند وقطر، والاستراتيجيات الجديدة لبعض الشركات الكبرى مثل شيفرون وأدنوك، مما يوفر صورة شاملة عن الديناميكيات المعقدة التي تشكل سوق الطاقة العالمي في الوقت الحالي.

العراق

يستمر إنتاج النفط في إقليم كردستان شبه المستقل في العراق بالزيادة حيث أفادت المنظمات الصناعية بأن الإنتاج تجاوز مستوى 350,000 برميل يومياً في الأسابيع الأخيرة، وهو الأعلى منذ أوائل عام 2023.
وتعهد العراق، أكبر الدول المنتجة فوق الحصص داخل أوبك+ والذي تعهد بخفض إنتاجه بمقدار 1.44 مليون برميل يوميًا على مدى 12 شهرًا كجزء من خطة التعويض، بمواجهة السلطات الكردية بشأن حجم الإنتاج الزائد.
وبدأت شركات النفط الدولية العاملة في كردستان في التوسع في مشاريع جديدة لأول مرة منذ إغلاق خط الأنابيب إلى جيهان في 2023، حيث قامت شركة DNO بتعبئة جهاز حفر لحفر بئر جديدة بترخيص Tawke، وبدأت شركة غلف كيستون(Gulf Keystone) عمليات نقل بالشاحنات على مدار الساعة.
وهددت بغداد، في حال لم يُخفَّض إنتاج الأقليم إلى 46 ألف برميل يومياً ولم تحد سلطات الإقليم من شبكة تهريب النفط الواسعة إلى تركيا وإيران، بقطع حصة حكومة إقليم كردستان من الميزانية الفيدرالية.

تحركات السوق

 استقال المؤسس المشارك لشركة تيلوس إنيرجي(Talos Energy) بشكل مفاجئ دون تقديم سبب لهذا التحرك، والذي يُعتقد أنه مرتبط بأداء أسهم الشركة المتعثر.
وفرضت لجنة تداول السلع الآجلة الأمريكية غرامة على (TOTSA) والتي تمثل الذراع التجارية لشركة الطاقة الفرنسية الكبرى توتال إنرجيز  (TotalEnergies)، لمحاولتها التلاعب بالعقود الآجلة للبنزين الأوروبي، وحددت الغرامة بمبلغ 48 مليون دولار.
بينما وقعت شركة الطاقة الكبرى شل (Shell) عقد توريد لمدة 10 سنوات مع شركة بوتاش التركية (Botaş) لتوريد ما يصل إلى حوالي 4 مليارات متر مكعب سنوياً اعتباراً من عام 2027، مما يعزز خيارات أنقرة بعد صفقة الـ10 سنوات الأخيرة مع إكسون موبيل (ExxonMobil).

أحداث عالمية

تضرر قطاع الإنتاج في ليبيا بشدة حيث تم إغلاق 60% من الإنتاج بسبب توقف عن انتاج النفط على مستوى البلاد، لكن هذه القصة أصبحت الآن طي النسيان بسبب التكهنات العارمة حول سياسة أوبك+. إذ إنه من المتوقع أن تبدأ ثمانية من أكبر منتجي أوبك+ في التراجع عن تخفيضات الإنتاج الطوعية بزيادة 180,000 برميل يومياً في أكتوبر، مما أدى إلى انخفاض أسعار النفط حيث تراجع خام برنت نحو مستوى 73 دولاراً.

تعافي واردات النفط الخام الصينية بعد أزمة يوليو.
وفقاً لشركة Kpler، بلغ متوسط واردات الصين من النفط الخام 10.5 مليون برميل يومياً في أغسطس، بزيادة تقارب مليون برميل يومياً مقارنة بالمستوى الأدنى في 18 شهراً في يوليو، لكنها لا تزال أقل بكثير من المتوسط الشهري في الفترة من فبراير إلى يونيو. موعد إعادة تدفق النفط الليبي غير واضح وسط ضباب حرب الصيف.
وفقاً لعدة مصادر، تلقت حقول النفط الليبية في السرير ومسلة ونفورة تعليمات لاستئناف الإنتاج وسط حصار نفطي مستمر من قبل المشير حفتر، ولكن فقط لتزويد محطات الطاقة المحلية ومصافي التكرير الصغيرة في الشرق. الحوثيون يهاجمون مجدداً، ويكادون يصيبون ناقلة سعودية.
هاجمت ميليشيات الحوثي ناقلة النفط السعودية "أمجاد" التي تديرها شركة النقل البحري السعودية المملوكة للدولة (Bahr)" وكادوا يصيبونها، حيث هاجموا السفينة "Blue Lagoon I" التي كانت تبحر بجوارها وتحمل زيت الوقود من روسيا. زيادة الضرائب على بحر الشمال تهدد بانخفاض إيرادات المملكة المتحدة.
وفقاً لمجموعة صناعة الطاقة البحرية في المملكة المتحدة(Offshore Energies UK)، فإن زيادة الضرائب على شركات النفط والغاز في بحر الشمال التي فرضتها الحكومة العمالية ستؤدي إلى انخفاض إيرادات الدولة بمقدار 16 مليار دولار بين 2025 و2029، وستسرع من تراجع إنتاج المملكة المتحدة. عودة انقطاعات الكهرباء إلى فنزويلا.
شهدت فنزويلا انقطاعاً كاملاً في الكهرباء يوم الجمعة، مرجعة السبب إلى هجوم سيبراني على سد (Guri) للطاقة الكهرومائية، مع تعطل العمليات في محطة تصدير خوسيه (José) وكذلك وحدات ترقية النفط الخام ليوم واحد. شركة Teck تعيد هيكلة هيكلها المؤسسي بعد صفقة مع (Glencore).
ستقوم شركة التعدين الكندية العملاقة (Teck Resources) بإعادة هيكلة أصولها إلى وحدتين تجاريتين إقليميتين في أمريكا الشمالية واللاتينية بعد بيع أصول الفحم المعدني بقيمة 7 مليارات مع الشركة السويسري (Glencore). مصفاة نيجيريا العملاقة تبدأ إنتاج البنزين.
بدأت مصفاة (Dangote) في نيجيريا بطاقة 650,000 برميل يومياً إنتاج البنزين بعد عدة أشهر من أعمال التكليف، مع الهدف المعلن للمصفاة بإنهاء اعتماد الدولة الأفريقية المكلف على واردات الوقود بات الآن في متناول اليد. قطر تضاعف إنتاج الأسمدة.
أعلنت شركة قطر للطاقة عن هدفها لعام 2030 بمضاعفة إنتاج اليوريا، وهو مكون رئيسي في الأسمدة، من 6 ملايين طن سنوياً إلى 12.4 مليون طن سنوياً، مع إيجاد طرق إضافية لتحويل الغاز الطبيعي إلى منتجات ذات قيمة أعلى. الهند تفكر في بناء مصفاة جديدة.
تدرس شركة (Bharat Petroleum) الهندية المملوكة للدولة وشركة النفط والغاز الطبيعي (ONGC) بشكل مشترك بناء مصفاة جديدة مع استمرار ارتفاع الطلب في البلاد. ومن المتوقع أن تصل قدرة التكرير إلى 9 ملايين برميل يومياً بحلول عام 2030.  شيفرون(Chevron) تأمل في حل معضلة قبرص.
قامت شركة النفط الأمريكية العملاقة (Chevron) بتعديل خطتها الإنتاجية لحقل الغاز الذي طال انتظاره "Aphrodite" في قبرص الذي يحتوي على 3.5 تريليون قدم مكعب وقدمتها للسلطات القبرصية، مع ارتفاع التكاليف إلى 4 مليارات دولار مع سعيها لبناء وحدة إنتاج عائمة في البحر. إندونيسيا تبني احتياطيات نفطية استراتيجية خاصة بها.
تسعى إندونيسيا لتخصيص حوالي 10 ملايين برميل من النفط لإنشاء احتياطي نفطي استراتيجي في بلد عادة ما يقوم بتكرير 800-900 ألف برميل يومياً، كما ينص التنظيم الحكومي الجديد على إنشاء مخزون احتياطي من البنزين بسعة 10 ملايين برميل. أدنوك (ADNOC) تدخل سوق السندات.
بدأت أدنوك(ADNOC)، شركة النفط الوطنية في الإمارات العربية المتحدة، جولة دولية لجمع الأموال حيث تسعى لجمع ديون بأجل 5 و10 و30 عاماً، يُعتقد أنها مرتبطة بشراء سوق الكيماويات الألماني (Covestro) في صفقة بقيمة 13 مليار دولار. سينوكيم (Sinochem) الصينية تخرج من مشروع مشترك في منطقة حوض برميان.
تخطط شركة سينوكيم (Sinochem) الصينية المملوكة للدولة للخروج من حصتها البالغة 40% في المشروع المشترك في منطقة وولفكامب (Wolfcamp) بمنطقة برميان الذي تديره بالشراكة مع شركة إكسون موبيل الأمريكية، والذي ينتج حالياً حوالي 44,000 برميل يومياً منها 75% نفط.

المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز

كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار المملکة المتحدة

إقرأ أيضاً:

بالأرقام.. خسائر قطاع الصناعة في إيران بسبب نقص الطاقة

الاقتصاد نيوز — متابعة

قال رئيس غرفة تجارة طهران إن العجز في قطاعات إيران المختلفة وخاصة قطاع الطاقة أدت إلى إغلاق الوحدات الإنتاجية خلال فصل الصيف بسبب نقص الكهرباء وفي الشتاء بسبب نقص الكهرباء والغاز والمحروقات الأخرى.

وفي تصريحات نشرتها وكالة إيلنا العمالية، أشار محمود نجفي عرب إلى أن نسبة قطاع الصناعة والتعدين في الناتج المحلي الإجمالي للبلاد بلغت 16.2٪ في عام 2022، لكنها انخفضت إلى حوالي 15.2٪ في عام 2023، وفقاً لما أعلنه البنك المركزي.

وأضاف: أشار مركز الأبحاث التابع لغرفة إيران إلى أن مؤشر مديري المشتريات للاقتصاد الإيراني بأكمله في شهر أكتوبر سجل انخفاضاً للشهر السادس على التوالي. أما مؤشر الصناعة، فقد شهد ركوداً عميقاً خلال الشهر الرابع المنتهي بشهر نوفمبر بسبب السياسات غير الملائمة وانقطاع الكهرباء عن الوحدات الإنتاجية، حيث عملت الشركات الإنتاجية بمتوسط طاقة تشغيل بلغ 41٪ فقط.

وأكمل رئيس غرفة تجارة طهران: مؤشر إنتاج الصناعات في نوفمبر من هذا العام انخفض بنسبة 5.3٪ مقارنة بالشهر الماضي، كما انخفض إنتاج الصناعات خلال الأشهر الثمانية الأولى من هذا العام بنسبة 0.7٪ مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وأما إنتاج قطاع التعدين، فقد شهد تراجعاً بنسبة 8.9٪ في نوفمبر من هذا العام مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي، وانخفض إنتاجه خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام بنسبة 4.2٪ مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

وأوضح نجفي عرب أن “دراسة القطاعات المختلفة للصناعة والتعدين تظهر أن أكبر انخفاض خلال الأشهر الثمانية الأولى من هذا العام كان في قطاعات الخشب والورق بنسبة حوالي 21٪، والسيارات وقطع الغيار بنسبة 9.8٪، والأدوية بنسبة 9.7٪، والمنتجات المعدنية بنسبة 7.7٪، والإسمنت بنسبة 3.6٪، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. وبالمجمل، شهد الإنتاج في 15 قطاعاً صناعياً وتعدينياً تراجعاً في سبعة منها”.

وأكد أن “هذه الأوضاع الإنتاجية تأتي في وقت يجب أن ينمو قطاع الصناعة بنسبة 8.5٪ وقطاع التعدين بنسبة 13٪ وفقاً لقانون الخطة التنموية السابعة، ولكن كما تشير الإحصائيات، فإن الوضع مقلق للغاية. لذلك، من الضروري تحسين بيئة الأعمال بطريقة تمكّن القطاع الإنتاجي من لعب دور قيادي في الاقتصاد”.

وأشار المسؤول الإيراني إلى أن سياسة التحكم في الأسعار بهدف مكافحة التضخم ودعم المستهلك تؤدي إلى خسائر للمستثمرين في القطاع الإنتاجي.

مقالات مشابهة

  • مؤسسة النفط: شركة «أكاكوس» تحقق أعلى إنتاج لها منذ العام 2007
  • انتاج العراق النفطي خلال 2025.. سيرتفع ام ينخفض؟
  • إنتاج النفط في شركة سرت يتجاوز 103 آلاف برميل يومياً للمرة الأولى منذ 2007
  • وزير البترول يبحث مع شركة «إيني» الإيطالية خطط زيادة الإنتاج
  • شركـة سـرت تُحـقق إنجازاً جديداً لتعزيز الإنتاج من النفط الخام
  • البترول: زيادة إنتاج خزان الإيوسين من الصفر إلى 700 برميل يومياً
  • شركـة سرت تُحقق إنجازاً جديداً لتعزيز الإنتاج من النفط الخام  
  • شركـة «سرت» تحقق إنجازاً جديداً لتعزيز الإنتاج من النفط الخام
  • شركة أكاكوس تضيف 10,600 برميل يومياً إلى الإنتاج وتواصل استكمال آبار جديدة
  • بالأرقام.. خسائر قطاع الصناعة في إيران بسبب نقص الطاقة