بيت في أعماق البحر الأحمر
تاريخ النشر: 4th, September 2024 GMT
إيطاليا – ترك العالم والمخترع ومستكشف البحار والمحيطات الشهير جاك إيف كوستو وراءه الكثير من الإنجازات. أجيال استمتعت بأفلامه الوثائقية. هو لم يكتف بذلك وأراد نقل البشر معه إلى الأعماق.
هذا المستكشف الكبير سعى إلى نقل البشر للعيش تحت الماء، وفي سبيل ذلك وكان في الأربعين من عمره، نفذ في عام 1962 تجربة تمهيدية، حيث بنى وفريقه بيوتا حديدية خاصة تحت الماء، وكان تصميمها أقرب إلى الملاجئ منها إلى المنازل.
أول بيت تحت الماء تم تثبيته بميناء مرسيليا في خريف عام 1962 على عمق 10 أمتار، وأطلق على هذا المشروع اسم “الجرف القاري -1”.
أبعاد هذا المنزل التحت مائي لم تكن كبيرة. كان عبارة عن هيكل معدني يشبه البرميل بطول خمسة أمتار وقطر يبلغ مترين ونصف المتر. حصل هذا المنزل على لقب “ديوجين”، ومكث به اثنان من معاوني جاك كوستو المقربين لمدة أسبوع واحد.
كوستو أطلق في العام التالي 1963 مشروعا جديدا أكبر من الأول، يمكن أن يسمى “أول بيت تحت الماء”.
مشروع “الجرف القاري -2” كان بمثابة قرية صغيرة في أعماق البحر. هناك عاش 6 اشخاص من بينهم جاك كوستو وببغاء لمدة طويلة. وحضر إلى هناك أعضاء من فريق كوستو للزيارة.
الببغاء الذي عاش تحت الماء في ذلك المجمع لم يكن للزينة أو للترفيه فحسب. كان يعتمد عليه في مهمة حساسة للجميع. الببغاء كان قادرا على الإحساس بزيادة تركيز ثاني أكسيد الكربون، والتعبير عن ذلك بمظاهر انزعاج واضحة. التجربة مرت بنجاح وسار كل شيء على ما يرام.
كانت الظروف مريحة مثلما هي عليه في منزل عادي. ما يزيد عن المعتاد، الأسماك وقناديل البحر والغواصون الذين يسبحون في الخارج وراء النوافذ.
هذا المجمع السكني الخاص تحت الماء، شُيد في البحر الأحمر على عمق 30 مترا بالقرب من سواحل السودان. لم يتكون هذا المشروع من هيكل معدني واحد، بل كان مجمعا متكاملا من أربعة هياكل. المدهش أن هذه البيوت الحديدية لم يتطلب تثبيتها في الأعماق الكثير من المال أو الجهد. استخدمت في العملية فقط سفينتان، وشارك بها 20 بحارا و5 غواصين.
المجمع السكني المعدني الفريد تحت الماء قرب سواحل السودان، كان يحتوي على غرف نوم ومختبر ومستودع ومعمل للتصوير. سكن في المجمع فريق بقيادة جاك كوستو لمدة ثلاثة أشهر.
الفريق قام برحلات تحت الماء لاستكشاف الأعماق، وفي المساء عاد أفراده إلى بيتهم المائي وجلسوا يشاهدون برامج التلفزيون. كان أعضاء الفريق يتسلون أيضا بلعبة الشطرنج، علاوة على تسجيل ملاحظاتهم العلمية.
المشروع توقف في تلك الفترة نتيجة لانقطاع التمويل. رغم ذلك لا تزال فكرة استيطان البحار والمحيطات مثيرة للاهتمام للكثيرين بمن فيهم، حفيد كوستو الذي يسعى إلى بناء محطة علمية في قاع المحيط.
المصدر: RT
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: تحت الماء
إقرأ أيضاً:
والٍ بشمال السودان يؤكد خلو ولايته من ميليشيات الدعم السريع
صارت ولاية الشمال السودانية خالية من ميليشيات الدعم السريع، حيث أعلن والي الولاية الشمالية السودانية عابدين عوض الله ذلك، وفق ما ذكرت وسائل إعلام متفرقة.
وذكر عوض الله أن ولايته لا تشهد أي وجود للمليشيات الدعم السريع، مؤكدًا ذلك بعد تداول بعض الأخبار عن وجود تلك القوات في أطراف المنطقة.
ونقل موقع "الراكوبة نيوز" عن عوض الله دعوته للأهالي إلى تجاهل الشائعات التي وصفها بـ"المضللة"، وإلى أن يعتمدوا على المصادر الرسمية للحصول على المعلومات الدقيقة.
جاء ذلك بعدما أعلن 5 من مستشاري قائد ميليشيا الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، يوم السبت الماضي، انشقاقهم، ليكشف أحدهم عن إفشال الجيش لمخطط أعده "حميدتي" للسيطرة على ساحل البحر الأحمر، ما أدى إلى اندلاع الحرب.
ونقل الموقع الإلكتروني "سودان تريبون"، عن مسئول ملف الشرق في المجلس الاستشاري للدعم السريع، عبد القادر إبراهيم علي محمد قوله: "إننا نعلن الانسلاخ من المجلس الاستشاري لقائد ميليشيا الدعم السريع".
وأكد عبد القادر أن "العلاقة بين الجيش وميليشيا الدعم السريع ساءت بعد ظهور خطط ميليشيا الدعم السريع لإنشاء أكثر من ثلاث موانئ على ساحل البحر الأحمر منها ميناء أبو عمامة، حيث اعترض الجيش عليه وعلى مشروعات أخرى بولاية البحر الأحمر".