الأسبوع:
2025-01-18@07:39:56 GMT

في حب التتار - 3.. ألمش وبوتين

تاريخ النشر: 4th, September 2024 GMT

في حب التتار - 3.. ألمش وبوتين

مذ نشر موقع الأسبوع طريق الباحثين عن الحقيقة"، مقالي الأول في سلسلة "في حب التتار"، وصلتني رسائل عدة بطرق شتى، تدور في معظمها حول ما أشرت إليه مرارا وتكرار، وهو باختصار أن التتار ليسوا المغول الذين دمروا بغداد في جريمة تاريخية وحضارية، سبقت بكثير التدمير الأمريكي - الأوروبي للعراق ونهب آثاره التي تدل على هويته الحضارية.

والمثير أن تكون بغداد دالة على براءة التتار من هذه الجريمة، بمثل كونها دالة على جريمة المغول، فالثابت تاريخيا أن الإسلام انتشر في مناطق بلغار الفولغا، بطريقة سلمية يرجع الفضل فيها إلى التجار المسلمين الذين كانوا يروحون ويجيئون على طريق الحرير.

لكن حدثا تاريخيا فارقا حول الانتشار إلى إعلان الإسلام دينا رسميا في حوض الفولغا، وذلك عندما طلب ملك حوض الفولغا "ألمش بن يلطوار"، من الخليفة العباسي ببغداد المقتدر بالله أن يرسل إليه من "يفقهه في الدين ويعرفه شرائع الإسلام، ويبني له مسجدا وينصب له منبرا ليقيم عليه الدعوة له في بلده وجميع مملكته، ويسأله بناء حصن يتحصن فيه من الملوك المخالفين له، ولحماية بلغار الفولغا من تهديدات الخزر الذين كانوا على دين موسى".

هذه الرسالة التي ذكرها الرحالة العربي الشهير أحمد بن فضلان في رحلته، تعد تأريخا كاشفا عن عدة مناحي تاريخية، أولها أن الملك ألمش نفسه، دخل الإسلام طواعية وعن قناعة، لطلب التفقه في الدين، وطلب مساعدة الدعوة في مملكته.

وبذلك يعد ألمش أول الحكام الصقالبة المسلمون لمملكة الصقالبة، التي تعرف بالمراجع الحديثة باسم دولة فولغا بلغاريا (في روسيا الآن) ومؤسس مدينة الأبوغا في تتارستان في روسيا.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

والملاحظ ان أغلبية رسالة ألمش إلى المقتدر، دارت في جوهرها، حول فكرة التفقه في الدين والشريعة، ثم إقامة ما يدل على دين الدولة الجديد وهو المسجد والمنبر كأدوات دعوة، أما فكرة الحصن والحماية فقد جاءت تالية، ورغم أهميتها ودلالتها إلا أنها لم تكن المطلب الحيوي في الرسالة، خاصة لو علمنا أن ألمش كان ملكا قويا استطاع اخضاع منافسيه، كما أن تهديدات الخرز ذاتها لم تمنعه من تأسيس دولته القوية، دولة الصقالبة.

وما يؤكد ما ذهبنا إليه، هو ما ذكره بن فضلان من أن ملك البلغار قال له:" إن الخليفة أمير المؤمنين لو أرسل إليه جيشا لن يستطع الوصول إليه، ومع ذلك فهو يخشاه، ويحذر أن يبلغه عنه شيئا يكرهه، فيدعو عليه، فيهلك من ساعته".

ويمكن القول أنه وصول بعثة المقتدر إلى مقر حكم ألمش عام 922، شكلت بداية الإعلان عن أن الإسلام هو الدين الرسمي للمنطقة، ومعها يمكن القول إن وجود الإسلام في حوض بلغار الفولغا قبل "ألمش"، يختلف عنه بعد إعلانه الإسلام دينا رسميا، وفي مناطق كانت أغلبها وثنية أو تدين باليهودية والمسيحية وقبل قرون طويلة من ظهور الإسلام بها.

ولا أعرف كيف لا يضم اسم هذا الملك في سجلات الشخصيات الإسلامية المؤثرة في التاريخ، خاصة أن الخطوة التي قام بها، ما زال تأثيرها قائما حتى اليوم، تأثيرا جعل من الإسلام الدين الثاني في روسيا، من حيث عدد أتباعه بحسب إحصاء السكان2002.

وهناك حادثة فريدة تدل على أن هذا التأثير بلغ مدى ربما كان سيغير التاريخ، لولا أن التاريخ لا يفسر بـ"لو"، ففي عام 968 م، ذهب إلى حاكم روسيا الأمير فلاديمير - "حكم من 960 pحتى 1015م"ذهب إليه وفد من أتباع العقيدة الإسلامية وحدثوه عن دينهم. وقد أعجب فلاديمير بالحديث عن الدنيا والآخرة والجنة، لكنه لم يكن راضيا أبدا عن تحريم أكل لحم الخنزير وبالأخص تحريم شرب الخمر، وقال الأمير، رافضا الدين الإسلامي: "راحتنا في خمرنا".

لكن راحة مختلفة تأتى من الرئيس الزعيم فلاديمير بوتين، الذي يعبر دائما عن احترامه لمسلمي روسيا، والذى رعى احتفالات مرور 1100 سنة على اعتماد الإسلام بالبلاد بفعاليات 2022، والذى عبر في يونيو الماضي خلال لقائه مع الإعلاميين على هامش المنتدى الاقتصادي الدولي، عن ارتياحه لنمو عدد السكان المسلمين في روسيا قائلا: "نحن نرحب بنمو السكان المسلمين في بلادنا، ونحن سعداء بما يحدث في روسيا، حيث يوجد معدل مواليد مرتفع في بعض جمهورياتنا".

وقائلا مرة أخرى: "نحن لسنا ضد زيادة عدد السكان المسلمين، بل على العكس من ذلك، نحن سعداء بما يحدث الآن في بعض جمهورياتنا، التي يغلب عليها السكان المسلمون، لدينا معدل مواليد جيد جدا.. إننا سعداء للغاية"

وزاد على ذلك أنه في زيارته الأخيرة للشيشان في أغسطس الماض، قام بتقبيل نسخة مزخرفة بالذهب من القرآن خلال جولة في مسجد "النبي عيسى" بالعاصمة الشيشانية، ما يدل على توقيره لمواطنيه المسلمين، وهو ما لم يعجب وسائل الإعلام الغربية، فأخذت تهاجم تقبيله القرآن وتصفه بالمزايدة السياسية، وغيرها من الاتهامات التقليدية التي تروجها وسائل الإعلام الغربية المدعومة بالاتجاهات السياسية المعادية لروسيا ولبوتين كشخص وصفة وقيمة، غير أن الواضح المستقر أن مسلمي روسيا مرتاحون لبوتين، وأن بوتين مرتاح لمواطنيه الروس بما فيهم المسلمين. [email protected]

اقرأ أيضاًفي حب التتار - 2.. «الإمام راوي عين الدين»

فى حب التتار - 1.. «قازان» عاصمة المستقبل الإنسانى

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: بوتين الشيشان التتار فی روسیا

إقرأ أيضاً:

تسوية شكوى تمييز ضد المسلمين والفلسطينيين في جامعة أمريكية

أشارت وزارة التعليم الأمريكية، أمس الخميس، إلى مخاوف بشأن التمييز ضد الطلاب المسلمين والعرب والفلسطينيين في جامعة إيموري في أتلانتا بولاية جورجيا، وتوصلت إلى تسوية مع المؤسسة لحل القضية.

ووافقت الجامعة على مراجعة سياسات وإجراءات عدم التمييز، بما في ذلك السياسات المتعلقة بالاحتجاجات وتعريف التحرش، الذي يشمل التحرش على أساس أصول مشتركة فعلية أو متصورة.
وقالت الوزارة، إن الجامعة وافقت أيضاً على تطوير التدريب والاستطلاعات أثناء تقييم تعاملها مع الاحتجاجات في الحرم الجامعي، والتي اندلعت العام الماضي ضد دعم الولايات المتحدة لحرب إسرائيل في غزة. 

This is at Emory University, a PRIVATE university. They have an 11 BILLION dollar endowment, this is how they allow agents of the state to treat their paying students.

America is lost. pic.twitter.com/svIvmkYiHv

— DD Geopolitics (@DD_Geopolitics) April 25, 2024

وقالت الجامعة إنه لم يتم العثور على أي مخالفات من جانبها، مضيفة أنها وقعت طواعية على اتفاقية حل لتحسين السياسات التي تعالج التمييز.
ولاحظ حقوقيون تزايد الحوادث المعادية للفلسطينيين والإسلام والسامية، منذ شنت إسرائيل هجومها على غزة بعد هجوم حركة حماس على جنوب إسرائيل، في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
ويحظر العنوان السادس من قانون الحقوق المدنية لعام 1964 التمييز العنصري في برامج التعليم الأمريكية، التي تتلقى تمويلاً اتحادياً.
وشهدت جامعات أمريكية احتجاجات دامت شهوراً حيث طالب المتظاهرون بإنهاء الدعم الأمريكي لإسرائيل، وإنهاء استثمارات الكليات في الشركات التي يزعم أنها تدعم احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية.
وكان ناشطون قد قالوا في إبريل (نيسان) من العام الماضي، إن السلطات وبناء على طلب من إدارة جامعة إيموري استخدمت أجهزة الصعق الكهربائي والغاز المسيل للدموع ضد الطلاب المحتجين. 

‼️EMORY COPS ATTACK STUDENT PROTESTORS‼️

Today at Emory University, students gathered for a peaceful encampment protest on the campus quad to call for an end to Israel’s genocide of the Palestinian people.

In response, Emory called in Georgia State Patrol to brutalize them. pic.twitter.com/fDzQmH9BOo

— Atlanta DSA ???????? (@atldemsoc) April 25, 2024

وقالت وزارة التعليم إنها "قلقة من أن العنف غير المبرر لنشاط إنفاذ القانون الذي انعكس في مقاطع فيديو واسعة النطاق من الاعتقالات خلال احتجاجات إبريل (نيسان) 2024 ربما خلق بيئة معادية داخل مجتمع الحرم الجامعي لأعضاء الجامعة من الفلسطينيين أو العرب أو المسلمين".
وتوصلت وكالات حكومية أمريكية إلى تسويات مماثلة مع مؤسسات وشركات أخرى منذ بدء حرب غزة، بما في ذلك مع جامعات مثل جامعة جونز هوبكنز وجامعة كاليفورنيا.
وتوصلت وزارة العدل أمس الخميس إلى اتفاق مع فندق دبل تري باي هيلتون أورلاندو في سي وورلد بولاية فلوريدا لحل مزاعم السياسة التمييزية ضد استضافة العرب.

مقالات مشابهة

  • روسيا وإيران توقعان اتفاقية شراكة شاملة.. وبوتين يرفض أي إملاء خارجي
  • مفتي الجمهورية: الفكر التكفيري من أخطر ما يواجه أوطان المسلمين
  • علي جمعة: القدس رمزًا ا للهوية الإسلامية ولوجود المسلمين في العالم
  • روسيا واليابان تتصدران قائمة الدول الأسرع في خفض الدين الخارجي في G20
  • تسوية شكوى تمييز ضد المسلمين والفلسطينيين في جامعة أمريكية
  • إسرائيل تبلغ أهالي المختطفين بالاتفاق الذي تم التوصل إليه
  • رنا سماحة: أنا لا اتخنت ولا خنت وخلعت زوجي ولن أعود إليه.. فيديو
  • اتحاد الكرة ينفي صحة الخطاب المنسوب إليه بشأن القسم الرابع
  • سلطان بن أحمد: أنتم صناع الغد والأمل الذي تتطلع إليه أوطانكم
  • مجلس حكماء المسلمين يرحب بإعلان وقف إطلاق النار في غزة