أصدرت وزارة التربية والتعليم وثيقة المفاهيم الفضائية والفلكية في المناهج الدراسية، لتكون منطلقا يستفاد منها في عملية تطوير المناهج وإكساب المتعلمين المعرفة والمهارات من خلال إدماج المفاهيم الفضائية والفلكية في المناهج الدراسية.

تعد الوثيقة استرشادية لأخصائيي المناهج والقائمين عليها، حيث يتم إدماج المفاهيم الفضائية والفلكية في المناهج الدراسية المختلفة على شكل محتوى تعليمي أو أنشطة صفية وغير صفية وبرامج تعليمية، كما تعد دليلا لمساعدة المعلمين في تمييز المفاهيم الفضائية والفلكية وأنشطتها وطرائق تدريسها وتقويمها ومصدرا للتربويين للدراسة والبحث وكسب المعرفة من تلك المفاهيم.

وجاءت الوثيقة استجابة للتطورات العالمية في مختلف المجالات العلمية وتطبيقاتها والتي تتمثل في ترجمة المستجدات العلمية والمفاهيم الفضائية والفلكية إلى تطبيقات معرفية ومهارية في المناهج الدراسية وتزويد متخذي القرار ومعدي المناهج والمهتمين بالشأن التربوي بالمفاهيم الفضائية والفلكية التي يجب أن تتضمن في المناهج الدراسية وطرائق التدريس والبرامج التربوية الداعمة لها. وتعزيز فرص التعلم من أجل التنمية المستدامة من خلال ربط المفاهيم الفضائية والفلكية بأهداف التنمية المستدامة، وتقديم إجراءات ونماذج تساعد التربويين في إدماج المفاهيم الفضائية والفلكية وتدريسها في المواد الدراسية المختلفة، مع نشر الوعي بأهمية علم الفضاء والفلك وأثره في حياة الأفراد والمجتمعات.

وتضافرت جهود وزارة التربية والتعليم مع مختلف الجهات الحكومية الأخرى ذات العلاقة لإنتاج الوثيقة بصورتها المتكاملة، حيث تم تشكيل فريق عمل من مختلف الجهات لتطوير الوثيقة وقام الفريق بحصر المفاهيم الفلكية المراد تضمينها في المناهج الدراسية بحيث تتناسب مع القدرات العقلية والمستويات التعليمية لطلبة الصفوف (1-12)، كما قام الفريق بتحليل كافة المناهج الدراسية الحالية فيما يخص المفاهيم الفضائية والفلكية، وبناء مصفوفة المدى والتتابع للمفاهيم الفضائية والفلكية في جميع المواد الدراسية (1-12)، وإعداد أمثلة للأنشطة الصفية واللاصفية التي يمكن أن تعزز الجانب العملي والمهاري من تدريس المفاهيم الفضائية والفلكية مثل النادي الفضائي والفلكي. وعرض المسودة المبدئية للوثيقة على أعضاء الفريق لإبداء الملاحظات والمقترحات حولها بالإضافة إلى عرض وثيقة الفضاء والفلك قبل اعتمادها على بعض الجهات والأشخاص ذوي الخبرة للتحكم وإبداء الملاحظات واعتماد الوثيقة من قبل الفريق المشكل وإرسالها إلى الجهات المعنية لاعتمادها بشكلها النهائي.

وكشفت الوثيقة عن إجراءات توظيف المفاهيم الفضائية والفلكية في مختلف المجالات وتضمين تلك المفاهيم في وثائق مخرجات المواد الدراسية، وتوزيعها على مستوى الصفوف الدراسية، بما يتوافق مع المجالات المعرفية والتطبيقية لكل مادة، كذلك تضمين المفاهيم في المواد الدراسية مع مراعاة الجوانب المعرفية والتطبيقية للمادة، بحيث يتم إدراج هذه المفاهيم أثناء تأليف المناهج الدراسية أو تطويرها أو مواءمتها، بالإضافة إلى الاستفادة من طرائق التدريس في تأليف المناهج أو تدريسها والاستفادة من قائمة المفاهيم الفضائية والفلكية وأنموذجات الإدماج في توظيف المفاهيم في أنشطة المدرسة المختلفة وربطها بحياة المتعلم وواقعه والولوج بها إلى المجتمع الخارجي تحقيقا للاستدامة، وأكدت الوثيقة على ضرورة الاعتماد عند دمج المفاهيم الفضائية والفلكية في المناهج الدراسية على ربط التعليم بالواقع والتطبيق العملي بما يعزز زيادة الوعي والإحساس لدى الطلبة، وتقديمها في صورة توضح أهمية أثرها في تحقيق تقدم المجتمعات ورقيها، وغرس المفاهيم الفلكية عن طريق الأنشطة الصفية واللاصفية، التي تعتبر من أهم الوسائل التعليمية في إشباع ميول الطلبة وتحقيق رغباتهم وهواياتهم الفطرية، وإكساب الطلبة المفاهيم عن طريق تكليفهم ببعض المشاريع مثل إعداد المجسمات واللوحات الصفية، وإعداد تقرير عن بعض الأنشطة المتعلقة بالفضاء والفلك مثل حركة الكواكب والشمس أو تعاقب الليل والنهار وغيرها، مع أهمية تفعيل جانب الإعلام بشكل عام والإعلام التربوي بشكل خاص في نشر ثقافة مفاهيم الفضاء والفلك عبر مجموعة من القنوات سواء عبر النشرات التربوية أو وسائل التواصل الاجتماعي وتفعيل الزيارات التوعوية من بعض الجهات التخصصية مثل الجمعية العمانية الفلكية وغيرها. بالإضافة إلى أهمية توظيف التقانة والتطبيقات الحديثة المختلفة عند تدريس وتناول المفاهيم الفضائية والفلكية بتفعيل الواقع الافتراضي والذكاء الاصطناعي.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المواد الدراسیة

إقرأ أيضاً:

جامعة الإمارات تناقش مواءمة المناهج مع وظائف المستقبل

نظّمت جامعة الإمارات مجلسها الرمضاني الثاني تحت عنوان "المناهج المستقبلية: كيف يمكن للجامعات إعداد الطلبة لوظائف لم تُخلق بعد؟" بحضور الأستاذ الدكتور أحمد علي الرئيسي، مدير الجامعة بالإنابة، وعدد من ممثلي الشركاء الاستراتيجيين، وأعضاء الإدارة العليا والعمداء ومدراء المراكز البحثية ومدراء الإدارات والأكاديميين والباحثين والطلبة.

وأوضح الأستاذ الدكتور أحمد علي الرئيسي في بداية الجلسة أن جامعة الإمارات تعمل على بناء الوعي الأكاديمي المستمر بأهمية المواءمة ما بين المناهج الأكاديمية وسوق العمل والتطورات العلمية واستشراف مستقبل التعليم العالي، وذلك  من خلال تضمين المواد التعليمية التي تساعد الطالب على كسب مهارات سوق العمل، حيث تؤكد الجامعة على الرؤية الاستشرافية في إعداد المناهج الأكاديمية، وذلك لضمان مواكبة التغيرات التي تطرأ على منظومة التعليم العالي.
وأشار مدير الجامعة بالإنابة، خلال الجلسة  إلى ضرورة تبني مفهوم التعلم المستمر والتكيف مع متطلبات العصر، وذلك من خلال تقديم دورات قصيرة وشهادات رقمية محدثة باستمرار لتلبية احتياجات سوق العمل المتغيرة، كما شدد على أهمية تطوير بيئات تعليمية تشجع على التعلم الذاتي، وإدخال برامج قائمة على المهارات بدلاً من التخصصات التقليدية، وقال:  "إن التحول من المناهج التقليدية إلى نماذج تعليمية أكثر مرونة وابتكاراً واستشرافاً للمستقبل أمر حتمي، وذلك عبر تعزيز التفكير النقدي والإبداعي، وتشجيع الطلاب على حل المشكلات بطرق مبتكرة من خلال دمج التفكير التصميمي في المناهج الدراسية، وتحفيزهم على طرح الأسئلة بدلاً من حفظ الإجابات".

التعلم التكيفي

شهد المجلس مناقشات حول دور الجامعات والمؤسسات الأكاديمية في إعداد جيل قادر على مواجهة تحديات، وعلى دمج التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي في المناهج الجامعية؛ من خلال تدريس مفاهيم البرمجة وتحليل البيانات والذكاء الاصطناعي لجميع التخصصات، إلى جانب استخدام تقنيات الواقع الافتراضي والمعزز في التجارب التعليمية، وتوفير منصات تعليمية تعتمد على التعلم التكيفي.

كما تم تسليط الضوء خلال المجلس على أهمية تعزيز ريادة الأعمال والابتكار عبر إدخال برامج حاضنات الأعمال داخل الجامعات، وتشجيع المشاريع الطلابية وربطها بمشكلات العالم الحقيقي، فضلاً عن توفير بيئات تعليمية مرنة تدعم التفكير الريادي.

وأكد المشاركون على أن التركيز على المهارات الإنسانية والذكاء العاطفي يُعد عنصراً أساسياً في إعداد الطلبة للمستقبل، من خلال تعزيز مهارات التواصل والتعاون والعمل الجماعي، وتعليمهم كيفية إدارة التغيير والتكيف مع بيئات العمل المختلفة، مع تقديم دورات متخصصة في القيادة والأخلاقيات المهنية، كما أشاروا إلى أهمية تعزيز الشراكات بين الجامعات والقطاعات المختلفة لضمان توافق المناهج مع احتياجات سوق العمل، وذلك عبر التعاون مع الشركات الناشئة والكبيرة لتوفير فرص تدريب عملي وتطوير برامج دراسية متكاملة تستند إلى التحليل الدقيق للبيانات والتوقعات المستقبلية.

وأوصى المجلس بضرورة تعزيز التعلم التجريبي من خلال تبني المشاريع القائمة على حل المشكلات، ودمج التعليم القائم على التحديات والمسابقات الأكاديمية، إلى جانب اعتماد نهج التعلم القائم على المهام.

مقالات مشابهة

  • لماذا لازال منهج ماركس حيا؟
  • بقرار أمريكي أوروبي.. حجب قناة الأقصى الفضائية عن الظهور في كافة الأقمار الصناعية
  • حجب قناة الأقصى الفضائية عن الظهور في كافة الأقمار الصناعية
  • فيلم وثائقي صادم يكشف حقيقة الكائنات الفضائية
  • رئيس الحكومة: ضرورة تطوير المناهج التعليمية تماشياً مع أحدث النظم العلمية والتكنولوجية
  • جامعة الإمارات تناقش تطوير المناهج لوظائف المستقبل
  • قيادي بـ «مستقبل وطن»: إدماج التأمين الصحي والمعاشات في الكارت الموحد يعزز الحوكمة الرقمية
  • جامعة الإمارات تناقش مواءمة المناهج مع وظائف المستقبل
  • من الابتدائية إلى الثانوية.. بكين تدمج الذكاء الاصطناعي في المناهج الدراسية
  • رئيس الدولة وولي عهد البحرين يناقشان في أبوظبي العلاقات الأخوية الوثيقة