سد النهضة بين مسارات: النفوذ والفلوس و"الفيوز"
تاريخ النشر: 4th, September 2024 GMT
في أحدث حلقات برنامجه "سم في عسل" على قناة المشهد التي تبث من الإمارات، حدد الدكتور معتز عبد الفتاح، أستاذ العلوم السياسية، مسارات ثلاثة يمكن أن تتخذها أزمة سد النهضة الإثيوبي في ضوء التطورات الأخيرة وعلى رأسها خطاب الخارجية المصرية إلى مجلس الأمن الدولي والذي أكدت فيه مصر أنها مستعدة لاتخاذ كافة التدابير والخطوات المكفولة بموجب ميثاق الأمم المتحدة للدفاع عن وجودها ومقدرات شعبها ومصالحه.
أما المسار الأول فهو مسار صراع النفوذ بين مصر وإثيوبيا التي تصدر للعالم أن قضية سد النهضة مجرد مشكلة قابلة للحل بين أطرافها وليست أزمة تستدعي التصعيد الدبلوماسي.
وحجتها في هذا أنها لم تتسبب حتى الآن في أي ضرر "جسيم" لمصر والسودان بسبب إقامة السد، حيث التزمت إثيوبيا بسنوات طويلة للملء، تعدت الآن سبع سنوات.
كما أن إثيوبيا أخذت مخاوف السودان في الاعتبار وتطلع السودان دوريا على تطورات الملء والتخزين وفتح البوابات، وأن أي سدود جديدة سيتم التعامل معها وفقا لاتفاقية عنتيبي.
ووفقا لهذا السيناريو: لن تصل الدول الثلاث إلى أي اتفاق قانوني ملزم وستظل إثيوبيا "تراعي" بقراراتها الأحادية مصالح الدولتين بحيث لا يقع "ضرر جسيم" يصل إلى التعطيش أو الشح المائي.
المسار الثاني، والذي سماه الدكتور معتز عبد الفتاح، مسار "الفلوس" يقوم على مبادلة الماء بالمال. وهي وجهة نظر إثيوبية أن المياه كمورد طبيعي شأنه شأن البترول والغاز والفحم يمكن للآخرين شراؤه مقابل المال. وبما أن مصر تنفق مليارات الدولارات على مشروعات الحفاظ على الماء سواء تبطين الترع أو محطات تحلية المياه أو استيراد سلع غذائية من الخارج بما يعني أن مصر تستورد الماء الذي زرعت به هذه المحاصيل التي تستوردها. وبالتالي، ترى إثيوبيا أن وفرة الماء لديها يمكن أن يوفر لمصر فرصة للحصول على جزء من المياه مقابل الأموال التي تنفقها على المشروعات المختلفة وعلى استيراد السلع الغذائية عبر زراعة هذه المحاصيل على أرض مصر مستخدمة "الماء الإثيوبي." وبهذا تكون وجهة النظر الإثيوبية هو تسليع الماء، أي جعله سلعة، بما يحقق المكسب المشترك للبلدين.
المسار الثالث، هو مسار "الفيوز" والذي يعني ضرب "فيوز" السد فيخرج عن سيطرة إثيوبيا.. مع إشارة إلى كلام الرئيس الأمريكي السابق ترامب أن مصر قد تضطر لتوجيه ضربة عسكرية للسد.
وهناك تخوف يأتي من غير المتخصصين يشير إلى أن السد قنبلة مائية لو انفجرت فسيتم إغراق نحو 20 مليون مواطن سوداني يعيشون على ضفاف النيل الأزرق. ولكن الحسابات الهندسية والفنية عسكريا ترفض هذه المبالغة لأن سد بهذا الحجم يبلغ طوله 1،8 كيلومتر وارتفاعه 145 مترا، وفيه 13 توربينا، من الممكن توجيه ضربة عسكرية محدودة له في واحدة فقط من نقاط ضعفه وهو أي من هذه التوربينات بحيث تتحول فتحة التوربين إلى ثقب خارج عن السيطرة الإثيوبية ويكون مصدرا دائما للمياه الخارجة من السد دون تفجير كل بناء السد، وبهذا لا يهدد السودان. وقد قامت بريطانيا بعمل مشابه ضد ألمانيا أثناء الحرب العالمية الثانية.
لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
الجبهة الوطنية: عمال مصر حجر الزاوية في النهضة
هنأ مصطفى جعفر سالمان، عضو هيئة مكتب النقابات المهنية بحزب الجبهة الوطنية، الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية وعمال مصر بمناسبة ذكرى عيد العمال، مؤكدا أن عمال مصر هم حجر الزاوية في دعم الاقتصاد الوطني، فهم يمثلون القوة الإنتاجية المحركة لعجلة التنمية في مختلف القطاعات، من الصناعة والزراعة، إلى التشييد والبناء، والنقل والطاقة والخدمات.
وأكد عضو هيئة مكتب النقابات المهنية في حزب الجبهة الوطنية، في بيان له، أن ما تحقق من إنجازات اقتصادية في السنوات الأخيرة ما كان ليرى النور لولا الجهد المتواصل والعرق الذي بذله عمال مصر في مواقع العمل كافة، مشيرا إلى أن الدولة المصرية تعول على العمال في الفترة القادمة تحقيق طفرة انتاجية ومواصلة بناء مصر الحديثة التي نطمح اليها جميعا.
وأشار، سالمان، أن هناك جهودا كبيرة تبذلها الدولة لدعم العمال، أبرزها رفع الحد الأدني للأجور في القطاعين العام والخاص أكثر من مرة خلال فترة وجيزة لتحقيق العدالة الاجتماعية، و توفير حياة كريمة لأسرهم، كما أقر مجلس النواب مؤخرا قانون العمل والذي تضمن بيئة عمل عادلة وآمنة وتضبط العلاقة بين العمال وأصحاب الأعمال وتضمن الاستقرار الوظيفي لهم.
واضاف أن القانون اقر حماية العامل من الفصل التعسفي، ووضع ضوابط صارمة لإنهاء علاقة العمل، ويمنع الفصل غير المبرر، وألزم القانون أصحاب العمل بتوثيق عقود العمل لضمان حقوق الطرفين، سواء في القطاع الخاص أو غير الرسمي، كما دعم قانون العمل المرأة العاملة بحماية حقوقها كإجازات الوضع، وساعات الرضاعة، ومنع التمييز أو الفصل بسبب الزواج أو الحمل.
وشدد، القيادي بحزب الجبهة الوطنية، أن حزبه يضع قضايا العمال في مقدمة أولوياته، ويعمل بالتنسيق مع النقابات المهنية للدفاع عن حقوقهم وتوفير الدعم اللازم لهم في كل القطاعات.