بوابة الفجر:
2024-09-15@18:53:41 GMT

سد النهضة بين مسارات: النفوذ والفلوس و"الفيوز"

تاريخ النشر: 4th, September 2024 GMT

في أحدث حلقات برنامجه "سم في عسل" على قناة المشهد التي تبث من الإمارات، حدد الدكتور معتز عبد الفتاح، أستاذ العلوم السياسية، مسارات ثلاثة يمكن أن تتخذها أزمة سد النهضة الإثيوبي في ضوء التطورات الأخيرة وعلى رأسها خطاب الخارجية المصرية إلى مجلس الأمن الدولي والذي أكدت فيه مصر أنها مستعدة لاتخاذ كافة التدابير والخطوات المكفولة بموجب ميثاق الأمم المتحدة للدفاع عن وجودها ومقدرات شعبها ومصالحه.

أما المسار الأول فهو مسار صراع النفوذ بين مصر وإثيوبيا التي تصدر للعالم أن قضية سد النهضة مجرد مشكلة قابلة للحل بين أطرافها وليست أزمة تستدعي التصعيد الدبلوماسي. 

وحجتها في هذا أنها لم تتسبب حتى الآن في أي ضرر "جسيم" لمصر والسودان بسبب إقامة السد، حيث التزمت إثيوبيا بسنوات طويلة للملء، تعدت الآن سبع سنوات.
كما أن إثيوبيا أخذت مخاوف السودان في الاعتبار وتطلع السودان دوريا على تطورات الملء والتخزين وفتح البوابات، وأن أي سدود جديدة سيتم التعامل معها وفقا لاتفاقية عنتيبي. 

ووفقا لهذا السيناريو: لن تصل الدول الثلاث إلى أي اتفاق قانوني ملزم وستظل إثيوبيا "تراعي" بقراراتها الأحادية مصالح الدولتين بحيث لا يقع "ضرر جسيم" يصل إلى التعطيش أو الشح المائي.

المسار الثاني، والذي سماه الدكتور معتز عبد الفتاح، مسار "الفلوس" يقوم على مبادلة الماء بالمال. وهي وجهة نظر إثيوبية أن المياه كمورد طبيعي شأنه شأن البترول والغاز والفحم يمكن للآخرين شراؤه مقابل المال. وبما أن مصر تنفق مليارات الدولارات على مشروعات الحفاظ على الماء سواء تبطين الترع أو محطات تحلية المياه أو استيراد سلع غذائية من الخارج بما يعني أن مصر تستورد الماء الذي زرعت به هذه المحاصيل التي تستوردها. وبالتالي، ترى إثيوبيا أن وفرة الماء لديها يمكن أن يوفر لمصر فرصة للحصول على جزء من المياه مقابل الأموال التي تنفقها على المشروعات المختلفة وعلى استيراد السلع الغذائية عبر زراعة هذه المحاصيل على أرض مصر مستخدمة "الماء الإثيوبي." وبهذا تكون وجهة النظر الإثيوبية هو تسليع الماء، أي جعله سلعة، بما يحقق المكسب المشترك للبلدين. 

المسار الثالث، هو مسار "الفيوز" والذي يعني ضرب "فيوز" السد  فيخرج عن سيطرة إثيوبيا..  مع إشارة إلى كلام الرئيس الأمريكي السابق ترامب أن مصر قد تضطر لتوجيه ضربة عسكرية للسد. 

وهناك تخوف يأتي من غير المتخصصين يشير إلى أن السد قنبلة مائية لو انفجرت فسيتم إغراق نحو 20 مليون مواطن سوداني يعيشون على ضفاف النيل الأزرق. ولكن الحسابات الهندسية والفنية عسكريا ترفض هذه المبالغة لأن سد بهذا الحجم يبلغ طوله 1،8 كيلومتر وارتفاعه 145 مترا، وفيه 13 توربينا، من الممكن توجيه ضربة عسكرية محدودة له في واحدة فقط من نقاط ضعفه وهو أي من هذه التوربينات بحيث تتحول فتحة التوربين إلى ثقب خارج عن السيطرة الإثيوبية ويكون مصدرا دائما للمياه الخارجة من السد دون تفجير كل بناء السد، وبهذا لا يهدد السودان. وقد قامت بريطانيا بعمل مشابه ضد ألمانيا أثناء الحرب العالمية الثانية.

لمشاهدة الفيديو اضغط هنا

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

التنافس التركي الإيراني: صراع طويل الأمد على النفوذ في العراق

15 سبتمبر، 2024

بغداد/المسلة:  يعتبر العراق ساحة صراع مستمرة بين تركيا وإيران، اللتين تنافستا لعدة قرون على النفوذ السياسي والاقتصادي والأمني فيه.

ويتمحور التنافس بين هاتين الدولتين حول مجموعة من القضايا الاستراتيجية مثل مكافحة الإرهاب، حقوق المياه، والسيطرة على المناطق الكردية الغنية بالنفط.

و تركيا تسعى لتعزيز نفوذها في العراق عبر عدة وسائل، أبرزها التعاون العسكري والأمني. مؤخرًا، وُقعت مذكرة تفاهم بين العراق وتركيا تتضمن تنسيق الجهود في مكافحة الإرهاب، خصوصًا ضد حزب العمال الكردستاني (PKK).

تركيا تعتبر هذا الحزب تهديدًا لأمنها القومي نظرًا لوجود أقلية كردية كبيرة لديها تسعى إلى تحقيق استقلال ذاتي، وتقوم بعمليات عسكرية في شمال العراق منذ الثمانينيات لملاحقة مقاتلي الحزب.

كما أن الاتفاقية الأمنية تترافق مع مشاريع اقتصادية كبيرة، مثل صفقة إنشاء ممر تجاري رئيسي بين آسيا وأوروبا عبر العراق وتركيا، يعرف بـ “طريق التنمية”.

ويعزز هذا المشروع النفوذ التركي في الاقتصاد العراقي، خصوصًا في مجالات البنية التحتية والطاقة، ويهدف إلى تقويض الاستقلال الذاتي للأكراد في شمال العراق، وهو ما يثير تحفظات الفصائل المتحالفة لإيران.

و منذ سقوط نظام صدام حسين في 2003، تمكنت إيران من ترسيخ نفوذها .

إيران تعتمد في نفوذها على العلاقات الوثيقة مع الحكومة العراقية والفصائل الشيعية التي تُعتبر حليفًا استراتيجيًا لها. وبالإضافة إلى ذلك، تستفيد من توتر العلاقات بين العراق وتركيا في بعض الأوقات، مثل النزاعات حول صادرات النفط من إقليم كردستان التي لطالما عارضتها بغداد.

و من أهم القضايا التي تؤجج التوتر بين العراق وتركيا هي قضية المياه، فالعراق يعتمد بشكل كبير على مياه نهري دجلة والفرات اللذين ينبعان من تركيا.

وتشير بغداد إلى أن السدود التركية تُخفض مستويات المياه الداخلة إلى أراضيها، مما يؤثر سلبًا على الزراعة والتنمية. وفي المقابل، تدعو تركيا العراق إلى تحسين إدارة موارده المائية.

أما على صعيد النفط، فقد أدى تصدير النفط بشكل مستقل من إقليم كردستان إلى تركيا إلى نزاع قانوني بين بغداد وأنقرة، إذ تعتبر الحكومة العراقية هذا التصدير غير قانوني.

و على الرغم من التعاون الاقتصادي بين العراق وتركيا، تبقى إيران المنافس الرئيسي لتركيا في العراق، خاصة في مجالات السياسة الداخلية والتأثير الأمني.

وإيران تعتمد بشكل كبير على التحالفات الامنية مع الفصائل لتعزيز مصالحها في العراق، بينما تحاول تركيا استغلال الاقتصاد والعلاقات التجارية لإضعاف هذا النفوذ.

ويعتبر الصراع التركي الإيراني في العراق هو جزء من لعبة نفوذ أوسع في الشرق الأوسط، حيث تسعى كل دولة إلى بسط نفوذها عبر أدوات مختلفة من التعاون الأمني والمشاريع الاقتصادية إلى الدعم العسكري.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • التنافس التركي الإيراني: صراع طويل الأمد على النفوذ في العراق
  • كلية الإمارات للتطوير التربوي تطرح مسارات جديدة
  • الملتقى العالمي للتصوف... بركة يؤكد على ضرورة التفكير في أساليب جديدة لتنمية وتدبير المياه
  • الحرب فى السودان : الإطاري وإعادة النفوذ البريطاني
  • اكتشاف محيط من المياه أسفل القشرة الأرضية
  • وزير الخارجية السوري عن أزمة السد الإثيوبي: "تعطيش المصريين جريمة لا يمكن السكوت عنها" (فيديو)
  • ليست وليدة اللحظة.. القصة الكاملة لشبكات الابتزاز في العراق
  • ليست وليدة اللحظة.. القصة الكاملة لشبكات الابتزاز في العراق - عاجل
  • «التخطيط»: اجتماع الوزيرة مع ممثل الأمم المتحدة بحث مسارات تعاون مشتركة
  • الحرب في السودان: الإطاري وإعادة النفوذ البريطاني