موقع النيلين:
2025-03-16@22:21:58 GMT

حرب السودان : حقائق غير قابلة للنفي (1)

تاريخ النشر: 4th, September 2024 GMT

والحرب على بلادنا تقارب إكمال شهرها السابع عشر منذ إندلاعها في الخامس عشر من شهر أبريل 2023 ، فإن هنالك حقائق تتعلق بها بات يعلمها الجميع و أصبحت غير قابلة للنفي !!
أوردها هنا من باب التوثيق و إنعاش الذاكرة ( لكي لا ننسى) :
ـ أصل الحكاية هي أن مليشيا الدعم السريع المتمردة المجرمة الإرهابية و بتنسيق و شراكة كاملة مع أحزاب قوى الحرية و التغيير (قحت) بدون إستثناء و بدعم و رعاية من دولة الإمارات و مبعوث الأمم المتحدة (فولكر) و مباركة (الرباعية) إتفقوا جميعاً على القيام بإنقلاب عسكري للإستيلاء على السلطة بالقوة لتنفيذ (الإتفاق الإطاري) الذي يمنحهم الفرصة لحكم البلاد لمدة خمسة عشر سنة تمكنهم من : تفكيك الجيش و القوات النظامية و الأمنية و إحداث تغييرات سياسية ، إجتماعية ، فكرية ، إقتصادية ، و ديمغرافية تسلخ السودان عن هويته و تجعله يدور في فلكهم لتحقيق أجندتهم و أطماعهم !!
ـ كل الشواهد و الأدلة أثبتت أن المليشيا هي من أعدت للحرب منذ وقت مبكر بعد سقوط نظام الإنقاذ مباشرةً و جهزت لها أكثر من مائتي ألف مقاتل (من غير المرتزقة) بكامل السلاح و العتاد ، و بدأتها بالفعل في الثاني عشر من أبريل عندما هاجمت مطار مروي متزامناً مع هجومها على مطاري الأبيض و كنانة !!
ـ أحزاب قوى الحرية و التغيير (قحت) و التي أسمت نفسها لاحقاً (تقدم ) و يتولى قيادتها رئيس الوزراء المستقيل عبد الله حمدوك ، و أصبحت تمثل الجناح السياسي للمليشيا لم تعد داعماً للتمرد و الحرب بل هي شريك أساسي تتحمل على قدم المساواة مع المليشيا كل وزرها و كل الجرائم و الإنتهاكات التي ترتبت عليها !!
ـ دولة الإمارات هي الراعي الرسمي و الداعم الرئيسي و الممول للمليشيا بالسلاح و العتاد و المرتزقة الذين استجلبتهم من عدة دول في غرب أفريقيا و بعض دول الجوار ( تشاد – النيجر – ليبيا (حفتر) – مالي – أفريقيا الوسطى – إثيوبيا – جنوب السودان) بالإضافة إلى مليشيا (فاغنر) الروسية و بعض الجماعات المتطرفة في غرب أفريقيا منذ بداية الحرب و حتى اليوم !!
و كانت أول شحنة دعم تلقتها المليشيا منها حسب تقارير الإستخبارات العسكرية عبر مطار الخرطوم في 20 أبريل 2019 هي (11) مدرعة إماراتية حملتها طائرة شحن كبيرة و مكتوب عليها (هدية من دولة الإمارات إلى قوات الدعم السريع) ثم توالت بعد ذلك و ما تزال تتوالى شحنات الأسلحة و العربات القتالية و المدرعات و العتاد و المرتزقة عبر الحدود التشادية و الليبية و أفريقيا الوسطى !!
بل و تسخر الإمارات كل علاقاتها لتقديم الدعم الدبلوماسي ، و تقوم كذلك بتقديم الإسناد الإعلامي للمليشيا
و تمول أنشطة ذراعها السياسي (قحت/تقدم) !!
ـ الإتهامات الموجهة إلى الإمارات بأنها تشارك في الحرب على بلادنا من خلال دعمها للمليشيا بالسلاح و العتاد أثبتتها التقارير الدولية و من أهمها تقرير خبراء الأمم المتحدة و كذلك التشريع الذي قدمه بعض أعضاء الكونغرس الأمريكي لوقف بيع السلاح للإمارات لأنها تدعم به المليشيا التي ارتكبت جرائم إبادة جماعية و تصفية عرقية في دارفور ، و قتلت به عشرات آلاف المدنيين العزل بل و الإعترافات المباشرة و الموثقة من بعض مستشاري حاكم أبو ظبي ، و عشرات التقارير المماثلة الصادرة عن جهات ذات مصداقية كلها تثبت الدور الإماراتي في الحرب !!
– ما يسمى بالمجتمع الدولي و في مقدمته الدول الكبرى وقف متفرجاً على جرائم و إنتهاكات المليشيا التي توقعها تحت طائلة القانون الدولي و تصنفها كمنظمة إرهابية !!
– مؤسسات القارة الأفريقية (مفوضية الإتحاد الأفريقي و إيقاد) و غيرها و من خلال تعاملها مع الحرب المفروضة على بلادنا أثبتت أنها مجرد توابع ذليلة و أدوات يمكن أن تستأجرها الإمارات لخدمة أجندتها و أهدافها !!
أواصل بإذن الله
#كتابات_حاج_ماجد_سوار
#لا_لمؤامرة_جنيف
3 سبتمبر 2024

إنضم لقناة النيلين على واتساب
.

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

السلاح والغذاء في حرب السودان

تدخل الحرب الأهلية السودانية اليوم (15 مارس/ آذار 2024) شهرها الرابع والعشرين. عامان من الاقتتال، بلا أفق واضح لحلّ سلمي. بحسب منظمّة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، يحتاج 30 مليون سوداني إلى مساعدات، بينما نزح 14 مليون شخص في داخل السودان وإلى خارجه. لكن المستقبل لا يبدو مبشّراً بحلول سلمية قريبة، وما زالت مرحلة انهيار الدولة وتفكّكها تتواصل رغم محاولة السلطة العسكرية التظاهر بأن الحياة تسير طبيعية، مع طلبها أخيراً من الجامعات السودانية استئناف الدراسة والامتحانات في مناطق سيطرة الجيش.

أمّا حكومة "الدعم السريع" (الموازية) فما تزال تبحث عن أرض تضع فيها رحالها، متوعّدةً بإقامة سلطة كاملة، فاتفاق نيروبي السياسي لم ينتج حكومةً بعد رغم ضجيجه كلّه، والمتحالفون مع نائب قائد "الدعم السريع"، عبد الرحيم دقلو، ما زالوا يَعدون بإعلان حكومة من داخل السودان، ويبشّرون بأسلحة جديدة تأتي، كما يحتفي أنصار الجيش بأسلحة جديدة أتت. هكذا يعيش 14 مليون نازح ينتظرون بشارات الأسلحة الجديدة. وبينما يعيش 1.3 مليون طفل سوداني في أماكن تعاني من المجاعة، يصرّح قادة الطرفَين أن الحرب ستستمرّ ألف عام حتى يأتي النصر(!).

لكنّه تأخّر عامين. قبل اندلاع الحرب كان الانطباع العام أنها حرب الساعات الستّ. لكن ما يبدو واضحاً بعد 24 شهراً أنها حرب أتت لتبقى. أوجدت الحرب خلال عاميها ثقافة من التوحّش، وهو أمرٌ لا يقتصر على المقاتلين، فالصحافيون الذين يغطون الحروب الأهلية يتأثّرون بثقافة الوحشية التي تحيط بهم. وثّق الذين غطّوا الحرب اللبنانية، وحرب البوسنة، التغيّرات التي مرّوا بها، وكيف أصبحوا أكثر توحّشاً وتقبّلاً للعنف. مع هذا التوحّش، تزداد الانتهاكات، ما يغذّي دائرة الانتقام، فتصبح عواقب العنف أقلّ من عواقب الحلول السلمية، فيزداد الانتقام، ويتحوّل عنفاً وقائياً.

لذلك، تقبّلت المجتمعات السودانية فكرة التسليح الأهلي، وتكوين مليشيات جديدة للدفاع عن مناطقهم، أو لضمان تمثيلهم السياسي، وهي دلالةٌ واضحةٌ على خلل التعاطي السياسي في السودان، إذ أصبحت البندقية الضامن للمشاركة السياسية. رغم أن البندقية لم تثمر في حروب السودان السابقة كلّها، لكننا ما زلنا نصرّ على أن المليشيات هي الحل، ويواصل الجيش الاحتفاظ بالسلطة السياسية مع ترحيبه بتكوين المليشيات للقتال بجانبه.

تبدو الحرب السودانية في طريقها إلى الحالة الليبية، هذا إذا نجحت مجموعة نيروبي في أن تجد مكاناً تُعلن منه حكومتها التي أصبحت محلّ تساؤلٍ، بعد تحذيراتٍ دوليةٍ عديدة من هذه الخطوة. لكن الأخطر تأثير الحرب في الإقليم ودول الجوار، فرغم أنها لم تخرج عن السيطرة، إلا أنها ما زالت تهدد المنطقة الهشّة بالانفجار، فنيران الحرب السودانية تمتدّ وتؤثّر في الدول الجارة، وتهدّد بجرّها إلى الفوضى ذاتها.

عامان من الحرب، ومن المناشدات الدولية بوقفها، لكن الجيش ظلّ يتهم العالم كلّه تقريباً بالتآمر عليه ودعم خصمه، ويرفض أيّ دعوة إلى الوصول إلى أيّ تسوية تؤدّي إلى وقف إطلاق النار، بينما ظلّت قوات الدعم السريع تقبل الدعوات كلّها، وتواصل إطلاق النار على العزّل وتدفنهم أحياء.

في إحاطةٍ، قدمها أمام مجلس الأمن، ذكر أمين عام منظّمة أطباء بلا حدود، كريستوفر لوكيير، كيف يستهدف طرفا الصراع المستشفيات، وكيف تعيق البيروقراطية وصول المساعدات إلى المحتاجين. لا تفرز هذه الدوامة من العنف إلا مزيداً من التوحّش، وتعقيد مسار الحلّ. ويتضاعف عدد المليشيات في البلاد، وتزداد سلطتها. والعجيب أن ذلك يحدث وسط تأييد شعبي غير قليل، كأنما فقد الناس قناعتهم بالدولة الحديثة وسلطتها، لكنّهم، في الوقت ذاته، يقولون إنهم يتوسّلون الوصول إلى هذه الدولة عبر طريق التسليح الشعبي، وكسر احتكار الدولة للعنف.

هكذا يجد السلاح طريقه إلى السودان ليعزّز الحرب الأهلية، لكن المساعدات تعوقها البيروقراطية، ويَجمع المجتمع الدولي التمويل لإنقاذ حياة مئات آلاف الأطفال الذين يُتوقّع معاناتهم من سوء التغذية الحادّ، بينما تَجمع المليشيات الأسلحة وتعتقل ناشطي العمل الطوعي.

فشلت المساعي لجعل الحالة الإنسانية السودانية مهمّة المجتمع الدولي، لكن لا يعاني أحد فشل توفير السلاح للمتقاتلين.

نقلا عن االعربي الجديد  

مقالات مشابهة

  • ارتفاع أسعار المنتجات الأميركية بسبب الحرب التجارية التي أطلقها ترمب
  • عادل الباز يكتب: الخطة (ط): التطويق (1)
  • كيكل: الوحدة التي حدثت بسبب هذه الحرب لن تندثر – فيديو
  • السلاح والغذاء في حرب السودان
  • الدول التي تدرس إدارة ترامب فرض حظر سفر عليها
  • “السودان والصومال” ترامب لم يتراجع.. الولايات المتحدة تقترح تهجير سكان غزة إلى أفريقيا
  • عاجل . البنك المركزي اليمني يكشف عن نقل مراكز البنوك التي كانت بصنعاء الى إلى عدن. ضربة موجعة للمليشيا الحوثية
  • ???? طرد المليشيا من الخرطوم يعنى طردها من كل السودان
  • السفير الحارث: الحرب لن تتوقف إلا حين توقِف الإمارات دعمها لمليشيا الدعم السريع
  • مندوب السودان في الأمم المتحدة لنظيره الإماراتي: ألا تخجل؟ (شاهد)