صراع أمريكا وإيران في الخليج يهدد الاستقرار في الشرق الأوسط.. لماذا؟
تاريخ النشر: 10th, August 2023 GMT
أدى تفاقم العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران، إلى احتمالية متصاعدة لمواجهة مباشرة أو غير مباشرة، ما زاد مستوى التوتر في الشرق الأوسط.
هكذا يلفت تحليل لمركز "أوراسيا ريفيو" البحثي (Eurasia review)، ترجمه "الخليج الجديد"، إلى التوتر الجيوسياسي المستمر في السياسة العالمية بين محور الولايات المتحدة والغرب من ناحية، ومحور إيران ودعمها لروسيا في الحرب الأوكرانية من ناحية أخرى، ما يؤثر على الاستقرار والسلام في المنطقة.
ففي عام 2023، انخرطت إيران باستمرار في الاستفزازات العسكرية، بما في ذلك الإدخال العلني لصاروخ باليستي جديد، والاستيلاء على ناقلتين نفط في أبريل/نيسان ومايو/أيار، ومحاولة الاستيلاء على ناقلتين أخريين في يوليو/تموز.
في الوقت نفسه، ساعدت الصين في تسهيل اتفاق دبلوماسي في مايو/أيار 2023، مما أدى إلى استعادة العلاقات الدبلوماسية الرسمية مع السعودية، قبل أن تشرع في إعادة فتح سفارتها في الرياض.
بالإضافة إلى ذلك، سعت إيران أيضًا إلى إقامة علاقات أوثق مع الإمارات، وأعربت عن دعمها لخطاب إقليمي كوسيلة للتخفيف من حالة عزلتها.
وأدى التحسن المحتمل في العلاقات الإقليمية إلى زيادة احتمالات الحد من النزاعات بالوكالة، لا سيما في حالة اليمن، في أنباء عن دخول الرئيس الأمريكي جو بايدن في اتفاقية سياسية غير رسمية تهدف إلى منع المزيد من تصعيد الصراعات في الشرق الأوسط.
اقرأ أيضاً
تنذر بـ"حرب ناقلات" مع إيران.. أمريكا تدرس تسليح سفن تجارية
وفي ظل إعادة الحرب بين روسيا وأوكرانيا توجيه جزء من الاهتمام الأمريكي نحو أوروبا، وسعي الصين باستمرار إلى توسيع نفوذها الإقليمي في بحر الصين الجنوبي، جاء تنفيذ البحرية الأمريكية للعديد من المناورات لتعيد التوترات في المنطقة.
زاد من هذه التوترات، التعززيات التي أقدمت عليها أمريكت في الخليج، عبر انتشار كبير لقوات المارينز، والطائرات والسفن المقاتلة المطورة تقنيًا.
وحاليًا، تخطط الولايات المتحدة لنشر وحدة مشاة البحرية في المنطقة، مما يمثل أول حالة لمثل هذا الوجود منذ ما يقرب من عامين.
وأعلنت واشنطن، الشهر الماضي، تعزيز قواتها العاملة في المنطقة، بنشر مدمرة وطائرات حربية من طرازي إف-35 وإف-16، إلى جانب مجموعة استعداد برمائية وحدة استطلاعية بحرية تتألف من قرابة 3 آلاف عنصر.
والأسبوع الماضي، كشف مسؤول أمريكي لوكالة الأنباء الفرنسية، عن خطط "لنشر حراسة أمنية مكونة من عناصر من مشاة البحرية والبحرية على متن ناقلات تجارية تمر من مضيق هرمز وبالقرب منه لتشكل طبقة دفاعية إضافية لهذه السفن المعرضة للخطر".
وشدد على ضرورة تلقي طلب للقيام بذلك لأن السفن خاصة، مضيفا: "نجري الاستعدادات للتنفيذ في حال وجود اتفاقات نهائية للقيام بذلك".
اقرأ أيضاً
باحث: إضافة قوات أمريكية بالشرق الأوسط لمواجهة روسيا وإيران مسار يجب تجنبه
وقبل يومين، قال الأسطول الأمريكي الذي يتخذ من البحرين مقرا في بيان: "وصل أكثر من 3000 بحار (...) إلى الشرق الأوسط في 6 أغسطس/آب، كجزء من خطة وزارة الدفاع المعلنة مسبقا"، مضيفا أن "السفينة الهجومية البرمائية (يو أس أس باتان) وسفينة الإنزال (يو أس أس كارتر هول)، دخلتا البحر الأحمر بعد عبورهما البحر الأبيض المتوسط عبر قناة السويس".
ويمكن للسفينة البرمائية أن تحمل أكثر من 20 طائرة، وفقا للبيان.
وتؤمن هذه التعزيزات "أصولا جوية وبحرية إضافية، بالإضافة إلى المزيد من مشاة البحرية والبحارة الأمريكيين، مما يوفر قدرا أكبر من المرونة والقدرة البحرية للأسطول الخامس الأمريكي" في منطقة الشرق الأوسط.
وأمام ذلك، جذبت عمليات الانتشار هذه انتباه إيران، لتعرض صاروخ "أبومهدي الانسيابي" كوسيلة للاشتباك المحتمل مع السفن البحرية الموجودة على مسافة تصل إلى 1000 كيلومتر.
كما أنهت بحرية الحرس الثوري الإيراني الجمعة الماضي، مناورة عسكرية مفاجئة تحت عنوان "الاقتدار"، قرب الجزر الإماراتية المحتلة.
وحسب وكالة "تسنيم" الإيرانية، كشف الحرس الثوري خلال المناورة عن صاروخي "كروز غدير" البحري، و"فتح 360" الباليستي اللذين يستخدمان الذكاء الاصطناعي، إلى جانب مسيّرات وسفن مزودة بصواريخ يصل مداها إلى 600 كيلومتر.
اقرأ أيضاً
صراع الخليج يتفاقم.. أمريكا تحشد عسكريا وإيران تستعرض صاروخيا
كما قوبل الانتشار الأمريكي بانتقادات من إيران، التي حثت دول المنطقة إلى المشاركة في "أمر حاسم" لضمان استقرار المنطقة على المدى الطويل، متهمة أمريكا بالانخراط المتقطع في المنطقة، مع تطلعات غير واقعية.
ويعلق التحليل على هذا التصاعد بالقول إن "نشر حاملة الطائرات (يو إس إس باتان)، المجهزة بقوات وطائرات، في منطقة الخليج ، بالتزامن مع إدراج مقاتلات الشبح (F-35) وطائرات عسكرية أخرى، يحدث في سياق التحول الاستراتيجي للولايات المتحدة".
ويشير إلى أن "الحفاظ على إمكانية الوصول إلى مضيق هرمز للنقل البحري له أهمية قصوى بالنسبة للولايات المتحدة، لأنه يهدف إلى منع أي تصاعد كبير في تكاليف الطاقة العالمية".
ويتابع: "يصبح هذا الهدف أكثر أهمية في ضوء الصراع المستمر بين روسيا وأوكرانيا، والذي يمارس مزيدًا من الضغط على الأسواق العالمية".
ويستغل بايدن، تعزيز انتشار قواته في الخليج بهدف ردع إيران، في أعقاب تقارير عن تشكك حلفاء خليجيين في نجاعة الغطاء، الذي توفره الدوريات التي تقودها الولايات المتحدة، على إثر احتجاز البحرية الإيرانية سفينتين خلال أسبوع واحد، مطلع مايو/أيار الماضي.
وتعتمد دول الخليج على القناة لنقل نفطها إلى الأسواق العالمية وتعرب عن مخاوفها بشأن أهداف إيران داخل المنطقة الأوسع، ومع ذلك ، تواجه الولايات المتحدة الآن التحدي المتمثل في فك الارتباط عن الشرق الأوسط.
اقرأ أيضاً
تحليل: انسداد المفاوضات ينذر بتصعيد دبلوماسي وعسكري بين إيران وأمريكا
ويزيد التحليل: "أدى تصرفات إيران الأخيرة إلى تفاقم هذا الوضع لأنها بدأت تخصيب اليورانيوم إلى 60% بمستويات أو تلك المناسبة للتسليح"، وذلك في أعقاب انهيار الاتفاق النووي لعام 2015 بين إيران والقوى العالمية.
في المقابل، تنظر إيران إلى هذا الإجراء على أنه يتماشى مع سلسلة من الأعمال العدوانية، ومظهر من النفوذ تجاه جيرانها.
كما عززت إيران باستمرار علاقاتها الاقتصادية مع الصين مع تعزيز تحالفاتها العسكرية مع روسيا في نفس الوقت.
علاوة على ذلك، كان ذلك بمثابة رسالة تحذيرية للولايات المتحدة وحلفائها، تسلط الضوء على قدرة الجمهورية الإسلامية على الرد، خاصة في ظل العقوبات الأمريكية التي أدت إلى مصادرة السفن التي تنقل النفط الخام الإيراني.
وأثار الوجود المزعوم للنفط الإيراني على سفينة عالقة قبالة ساحل تكساس مخاوف بشأن احتمال حدوث مصادرة أخرى.
ومع ذلك، بدأ البنتاغون تدريجياً في زيادة الانتشار البحري، مما أدى إلى فترة مهمة عبرت خلالها الحكومات العربية الخليجية والمراقبون عن قلقهم بشأن إيران.
ويمثل التصعيد مع إيران فرصة لدعم شعبية بايدن والديمقراطيين قبيل الانتخابات الرئاسية المقبلة.
اقرأ أيضاً
ضابط أمريكي يحذر من استخدام إيران استراتيجية "الأسطول الموجود" لتقويض هيمنة بلاده
تجدر الإشارة إلى أن عمليات الانتشار هذه قد تسبب صراعات محتملة، نظرًا لغياب القتال المفتوح في الحالات السابقة عندما نشرت الولايات المتحدة المزيد من الأفراد العسكريين في المنطقة.
وفي ضوء الجمود في الجهود الدبلوماسية، وميل إيران الواضح نحو التأكيد المتزايد في الشؤون البحرية، يبدو أن الولايات المتحدة تعود إلى الاعتماد على القوة العسكرية كوسيلة لإقناع طهران بتهدئة التوترات.
ومع ذلك، فإن هذا الوضع يسمح باستمرار المشاكل العالقة بين الطرفين وتفاقمها على الساحة الدولية.
ويحذر التحليل من أن "الولايات المتحدة ستواجه عواقب اقتصادية وسياسية وأمنية ملحوظة إذا تدهورت المواجهة مع إيران".
ويضيف: "في حالة حدوث مواجهة عسكرية محتملة بين الولايات المتحدة وإيران، فمن المعقول أن تسعى إيران لإعاقة مرور الحركة البحرية عبر مضيق هرمز، وبالتالي يمارس القدرة على إحداث طفرة عالمية في أسعار النفط".
ويختتم التحليل بالقول: "تراجع العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران يحدث في سياق الصراع على الهيمنة الإقليمية في الشرق الأوسط، ما ينبئ بحرب خفية تنطوي على مخاطر متأصلة تتمثل في سوء التقدير والعواقب غير المقصودة التي قد تؤدي إلى زيادة التوترات واندلاع الأعمال العدائية العلنية".
اقرأ أيضاً
"سنرد بالمثل".. إيران تحذر من تفريغ ناقلة نفط تحتجزها أمريكا
المصدر | أوراسيا ريفيو - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: إيران أمريكا مضيق هرمز الخليج مواجهة الشرق الأوسط الولایات المتحدة فی الشرق الأوسط فی المنطقة اقرأ أیضا
إقرأ أيضاً:
طرح Meta AI في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا رسميًا
أعلنت شركة Meta عن إطلاق مساعد الذكاء الاصطناعي Meta AI في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ليمنح المستخدمين أداة متطورة تسهم في التعلم والابتكار والبقاء على اطلاع دائم.
وبدأ الطرح التدريجي للمساعد في مختلف أنحاء المنطقة، حيث أصبح متاحًا بالكامل في الإمارات العربية المتحدة، السعودية، مصر، المغرب، والعراق.
إمكانيات Meta AI وخدماته المتطورةيمكن الوصول إلى Meta AI بسهولة من خلال رمز الدائرة الزرقاء في تطبيقات Facebook وInstagram وWhatsApp وMessenger، دون الحاجة إلى تسجيل مسبق. ويسمح المساعد بإجراء البحث السريع، مناقشة الأفكار، والتخطيط مع الأصدقاء مباشرة داخل المحادثات، وذلك عبر كتابة "@Meta AI" في الدردشة.
على سبيل المثال، يمكن لمجموعة من الأصدقاء الباحثين عن وجهات سفر ربيعية قريبة طلب اقتراحات فورية من "Meta AI" لمساعدتهم في اتخاذ القرار المناسب.
تحديث جديد لـ Meta AI يجعل التوصيات أكثر تخصيصًا باستخدام بياناتك الشخصية 600 مليون مستخدما في Meta AI شهريًاكما يقدم المساعد ميزة "Imagine"، التي تتيح للمستخدمين إنشاء صور إبداعية متحركة بمجرد كتابة "تخيل" أو "Imagine" متبوعة بوصف تفصيلي للصورة المطلوبة، حيث يمكنه مثلًا إنتاج صورة لنمر يرتدي سترة ويشرب الشاي في مقهى وتحريكها بشكل فوري.
دعم اللغة العربية وتوسيع نطاق الاستخدامضمن استراتيجيتها لتعزيز انتشار التكنولوجيا، توفر "Meta" الميزة باللغة العربية، مما يسهل وصول المستخدمين في المنطقة إلى أدوات الذكاء الاصطناعي المتطورة.
تصريحات قيادية حول الإطلاقأكد فارس عقاد، المدير الإقليمي لشركة "Meta" في الشرق الأوسط وإفريقيا، أن "Meta AI" يعد من أهم أدوات الذكاء الاصطناعي المساعدة عالميًا، إذ يدمج بين سهولة الاستخدام والتقنيات المتقدمة، موضحًا: "نحن نؤمن بأن تقديم مساعد شخصي موثوق به سيمكن ملايين المستخدمين في المنطقة من تحسين حياتهم اليومية. ومع التزامنا بجعل Meta AI المساعد الأكثر استخدامًا عالميًا بنهاية العام، نسعد اليوم بتمكين المستخدمين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من الاستفادة من هذه التقنية المبتكرة."
حملة توعوية لإبراز إمكانات "Meta AI"احتفالًا بالإطلاق، أطلقت "Meta" سلسلة محتوى "بعد جديد لكل لحظة" (Elevating Every Moment)، بهدف توعية المستخدمين حول أفضل طرق الاستفادة من الميزة. تتعاون الشركة مع أبرز صانعي المحتوى في المنطقة، مثل يارا بو منصف، عمرو مسكون، رغد زامل، وعبد الله السبع، لتقديم نصائح عملية ودروس تعليمية حول الاستخدام الأمثل لمساعد الذكاء الاصطناعي.
كما ستوفر "Meta" محتوى تعليميًا عبر صفحتها Meta Arabia، يركز على كيفية صياغة الطلبات بفعالية للحصول على أفضل تجربة من Meta AI.
مستقبل واعد بميزات متطورةمع وصول عدد المستخدمين إلى 700 مليون شهريًا في 42 دولة و13 لغة، تَعِد "Meta" بمزيد من الابتكارات المستقبلية، مثل:
الدبلجة الفورية لمحتوى الريلز
تعديل الصور الحقيقية بذكاء
Imagine Me لإنشاء صور شخصية قابلة للتعديل فورًا
أدوات متطورة لصياغة التعليقات بشكل إبداعي وتلقائي
تسعى Meta إلى جعل Meta AI المساعد الأكثر استخدامًا عالميًا بحلول نهاية العام، عبر تحسين تجربة المستخدمين وإطلاق ميزات جديدة متعددة الوسائط، مما يعزز من تكامل الذكاء الاصطناعي مع تطبيقات التواصل الاجتماعي بشكل غير مسبوق.