مصر – توالى التضامن العربي مع مصر، رفضا لتصريحات لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بحقها، وسط تحذيرات عربية له من “وأد جهود السلام” بالمنطقة.

جاء ذلك وفق بيانات رسمية صادرة عن السعودية وقطر والكويت وسلطنة عمان والأردن فلسطين، امس الثلاثاء والأربعاء، ردا على اتهام نتنياهو لمصر بـ”تسهيل تهريب الأسلحة” إلى قطاع غزة عبر محور فيلادلفيا، وفق زعمه.

ومساء الاثنين، اتهم نتنياهو مصر بـ”تسهيل تهريب الأسلحة إلى غزة عبر محور فيلادلفيا” الذي شدد على بقاء الجيش الإسرائيلي فيه.

وقالت السعودية في بيان لوزارة خارجيتها إنها “تعرب عن إدانتها واستنكارها الشديدين للتصريحات الإسرائيلية بشأن محور فيلاديلفيا، والمحاولات العبثية لتبرير الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة للقوانين والأعراف الدولية”.

وأكدت “تضامنها ووقوفها إلى جانب مصر في مواجهة تلك المزاعم الإسرائيلية”.

وحذرت من “عواقب هذه التصريحات الاستفزازية، ومالها من تبعات في تقويض جهود الوساطة التي تقوم بها مصر وقطر والولايا المتحدة الأمريكية، للتوصّل إلى وقف دائم لإطلاق النار، وتزيد حدة التصعيد الخطير الذي تشهده المنطقة”.

وجددت المملكة “تأكيدها على أهمية وضع حد لمعاناة الشعب الفلسطيني، وضرورة تضافر الجهود الدولية لتمكينه من حقه الأصيل في تقرير المصير، وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية”.

بدورها، أعربت قطر في بيان للخارجية “عن تضامنها التام مع مصر ورفضها لتصريحات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي التي حاول من خلالها الزج باسم مصر لتشتيت الرأي العام الإسرائيلي وعرقلة جهود الوساطة المشتركة الرامية إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الرهائن والمحتجزين”.

وأكدت أن “نهج الاحتلال الإسرائيلي القائم على محاولة تزييف الحقائق وتضليل الرأي العام العالمي بتكرار الأكاذيب والأباطيل سيقود في نهاية المطاف إلى وأد جهود السلام وتوسعة دائرة العنف في المنطقة”.

وشددت على “ضرورة تعزيز الجهود الإقليمية والدولية لإلزام إسرائيل بإنهاء عدوانها الغاشم على قطاع غزة فوراً، تمهيداً لمعالجة الوضع الإنساني الكارثي في القطاع”.

من جهتها، قالت الكويت، في بيان للخارجية، إنها “تعرب عن تضامنها مع مصر وترفض تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي”.

وأكدت أن تلك “التصريحات محاولة بائسة لإقحام اسم مصر بهدف تشتيت الانتباه عن الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بشكل يومي ضد الشعب الفلسطيني، وعرقلة جهود الوساطة المشتركة”.

وقالت إنها “إذ تؤكد على وقوفها إلى جانب مصر في مواجهة أكاذيب الاحتلال الإسرائيلي، لتدعو المجتمع الدولي ومجلس الأمن بالتحرك لوضع حد للتجاوزات والانتهاكات المتواصلة التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي بحق دول المنطقة”.

من جانبها، أعلنت سلطنة عمان في بيان للخارجية، “تضامنها ووقوفها التام مع مصر في رفض وإدانة تصريحات حكومة الاحتلال الإسرائيلية بشأن محور فيلاديلفيا في قطاع غزة”.

وحذّرت من “نتائجها تلك التصريحات الاستفزازية الهادفة لتقويض جهود الوساطة”.

كما أكد الأردن، في بيان للخارجية “رفض كل المزاعم التي يروج لها مسؤولون إسرائيليون في محاولات عبثية لتبرير العدوان الإسرائيلي على غزة والضفة الغربية المحتلتين”.

وشدد على أن “هذه المزاعم تمثل تحريضاً مداناً وتزيد من التصعيد الخطير الذي تشهده المنطقة”.

وأعلن رفض ” تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي حول معبر فيلادلفيا على أنها مزاعم لا أساس لها، تستهدف عرقلة جهود الوساطة”.

وأكد “تضامن المملكة الكامل مع مصر في مواجهة كل المزاعم الإسرائيلية ودعمها موقف مصر في هذا السياق، وحمل الحكومة الإسرائيلية عواقب إطلاق مثل تلك المزاعم”.

كما أدانت الرئاسة الفلسطينية التصريحات التي أطلقها نتنياهو للزج باسم مصر، مؤكدة “التقدير الكبير للدور المصري الرافض لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه”.

وشددت على أن “الحدود الفلسطينية المصرية هي حدود سيادية، ورافضين وجود أي قوات إسرائيلية على محور فيلادلفيا أو معبر رفح، كما نشيد بالسعي الدائم لمصر لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة”.

وفي مؤتمره الصحفي الاثنين، قال نتنياهو إن تحقيق أهداف الحرب على غزة “يمر عبر محور فيلادلفيا”، مشددا على أن تل أبيب لن تنسحب منه.

وأضاف: “في اللحظة التي غادرنا فيها ممر فيلادلفيا على الحدود بين قطاع غزة ومصر، لم يكن لديها أي حاجز أمام التسلل الهائل للأسلحة والمواد الحربية والآلات اللازمة لتصنيع الصواريخ، والآلات اللازمة لحفر الأنفاق”.

وأردف: “كل ذلك تحت رعاية إيران، وتوجيه إيران وتمويلها. وغزة أصبحت تهديدا هائلا لدولة إسرائيل لأنه لم يكن هناك حاجز (على ممر فيلادلفيا)”، وفق ادعائه.

وتعقيبا على ذلك، أعربت مصر في بيان لخارجيتها، عن رفضها تصريحات نتنياهو، واعتبرتها “محاولة لعرقلة التوصل إلى وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى بقطاع غزة.

ونقلت قناة “القاهرة” الإخبارية عن مصدر مصري رفيع قوله مؤخرا، إن مصر “جددت تأكيدها لجميع الأطراف المعنية بعدم قبولها أي تواجد إسرائيلي بمعبر رفح (جنوب) أو محور فيلادلفيا”.

ومنذ أشهر، تقود مصر وقطر والولايات المتحدة مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحركة حماس، غير أنها لم تسفر عن اتفاق بسبب رفض إسرائيل مطلب حماس بإنهاء الحرب وسحب قواتها من قطاع غزة وعودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال القطاع.

وبدعم أمريكي تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حربا على غزة، خلّفت أكثر من 135 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

 

الأناضول

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائیلی فی بیان للخارجیة محور فیلادلفیا جهود الوساطة قطاع غزة على أن مصر فی مع مصر

إقرأ أيضاً:

“نتنياهو، مهندس كارثة 7 أكتوبر، يحاول اليوم بكل قوته التمسك بقوى الانتقام والثأر” – هآرتس

تتحدث صحيفة هآرتس الاسرائيلية عن أهمية حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والسلام كخيار استراتيجي يؤدي للحفاظ على دولة إسرائيل من الانهيار..

ويقول الكاتب عوزي بارام ان : “الانشغال بالأساسيات التي أدت إلى الحرب وتقود الآن إلى الفشل الذريع للحكومة الإسرائيلية، يجعلنا ننسى الحقيقة البسيطة التي كانت ترافقنا طوال سنوات وجودنا كدولة: وهي مفهوم وجود دولة يهودية في قلب شرق أوسط عربي معادي”.

ويضيف في المقال الذي عنونه بـ”الإسرائيليون يسعون للسلام لأنه الطريق الوحيد لضمان بقاء الدولة”: أن بقاء إسرائيل يعتمد على “قوتها العسكرية، وقدراتها الاقتصادية والاستراتيجية، وصورتها الأخلاقية، وتنوعها الثقافي، وإمكانية كسب الحلفاء، مع جعل السعي للسلام مبدأً يرشدها في سياساتها. وهذا هو النموذج الذي وجه إسرائيل طوال معظم سنوات وجودها”.

“ضمان بقاء الدولة” Getty Imagesتنتشر آليات عسكرية إسرائيلية على مدخل مخيم طولكرم للاجئين الفلسطينيين خلال اقتحام مستمر للمخيم شمال الضفة الغربية المحتلة بتاريخ 12 سبتمبر 2024

ويقول الكاتب إن إسرائيل سعت إلى سبل السلام مع الفلسطينيين وتقدمت “بشجاعة” باتجاه اتفاقيات سلام مع مصر والأردن، مما ساهم في تعزيز مكانتها كدولة تسعى للسلام ومستعدة لدفع أثمان باهظة لتحقيقه. إلا أن هذا النموذج تعرض لانتقادات حادة من اتجاهين، بحسبه.

ويشرح “من جهة، هناك مجموعات هامشية متطرفة تطالب بسياسة عدوانية وتقييد حقوق العرب. تستند نظرتهم إلى الإيمان بأن السيطرة تأتي من خلال القوة. ومن جهة أخرى، هناك من ينتقدون عدم استعداد إسرائيل للسعي للتقارب مع الشعب الفلسطيني ومحاولة تحقيق السلام بدافع البقاء”.

ويرى بارام أن الإسرائيليين العلمانيين منهم أو التقليديين، “دعموا كل حكومة تسعى للسلام. دعم الشعب مناحيم بيغن على الرغم من أنه أضر بصورة حزبه المتطرفة عندما وقع اتفاقية السلام مع مصر، التي صاحبتها تنازلات استراتيجية كبيرة، كما دعم الشعب اتفاقية السلام مع الأردن بقيادة إسحاق رابين، وأكثر من نصف الأمة أيدت المحاولة الشجاعة، التي فشلت، للوصول إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين”.

لكن وكما يقول فإن النموذج المؤيد للسلام بدأ بالانحراف حتى قبل حرب السابع من أكتوبر 2023، عندما تخلى عنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتحالف مع من وصفهم الكاتب بالأشخاص المتطرقين، بعد أن وجد أنهم “هم الأشخاص المستعدون لدعمه انتخابيًا في أوقات صعبة إذا تكيف معهم”. “نتنياهو، مهندس كارثة 7 أكتوبر، يحاول اليوم بكل قوته التمسك بقوى الانتقام والثأر”.

ويخلص الكاتب إلى أن دعم رؤية “الانتقام والثأر”، وشن حرب إسرائيلية على جميع أنحاء الشرق الأوسط، سيحول إسرائيل إلى “جزيرة صحراوية، تعيش بالسيف.

لكنه يختم بالقول أن هذه الرؤية لن تتحقق “إذ يسعى مواطنو إسرائيل للحياة، ولن يوافقوا على حكومة يقودها رجال دين. بل سيدفعون نحو اتفاقيات سلام تعيدنا إلى النموذج القديم، النموذج الوحيد الذي يمكنه ضمان بقاء دولة إسرائيل”.

مقالات مشابهة

  • إعلام إسرائيلي يكذب نتنياهو بشأن محور فيلادلفيا: «يقف وحيدا أمام قادة الجيش»
  • “غروندبرغ” يجدد الدعوة للإفراج عن جميع موظفي الأمم المتحدة المعتقلين لدى الحوثيين
  • دول عربية وأوروبية تطالب إسرائيل بالانسحاب من محور فيلادلفيا ومعبر رفح
  • “نتنياهو، مهندس كارثة 7 أكتوبر، يحاول اليوم بكل قوته التمسك بقوى الانتقام والثأر” – هآرتس
  • مصر تجدد رفضها للوجود الإسرائيلي في محور فيلادلفيا والجانب الفلسطيني من معبر رفح
  • «بيان مدريد المشترك» يطالب بانسحاب القوات الإسرائيلية المحتلة من محور فيلادلفيا
  • عاجل|وزير الخارجية: مصر ترفض الوجود العسكري الإسرائيلي في محور فيلادلفيا
  • نقل جثمان “عائشة” التركية التي استشهدت برصاص الإحتلال الإسرائيلي
  • وزير الخارجية يؤكد رفض مصر للتواجد العسكري الإسرائيلي في محور فيلادلفيا
  • وزير الخارجية يجدد رفض مصر للتواجد العسكري الإسرائيلي في محور فيلادلفيا