4 سبتمبر، 2024

بغداد/المسلة: تدور حالياً في العراق معركة سياسية محتدمة حول تعديل قانون الأحوال الشخصية، وهو قانون ينظم جوانب حيوية من الحياة الأسرية مثل الزواج والطلاق والوراثة فيما التعديلات المقترحة على هذا القانون قد تكون لها آثار بعيدة المدى على النسيج الاجتماعي والسياسي في البلاد.

و شهد تعديل قانون الأحوال الشخصية تحولاً ملحوظاً إلى صراع سياسي.

بعض القوى السياسية استغلته كورقة للمساومة والضغط، مما جعل تمرير التعديلات مسألة معقدة تتداخل فيها المصالح السياسية والمذهبية.

والتعديلات المثيرة للجدل تسببت في أزمة مجتمعية بين مؤيد ورافض، حيث تتوزع الآراء بين القوى الدينية والعلمانية.

و تبدو المؤشرات الحالية تشير إلى أن التعديلات المرتقبة ستستند إلى مبادئ إسلامية، تهدف إلى تحقيق نوع من التوازن وإعطاء الحرية لكل الأطياف دون استثناء.

ولكن هذه الرؤية تواجه مقاومة من جهات علمانية ترى أن هذه التعديلات ستؤثر سلباً على حقوق المرأة وتكرس تفسيرات دينية قديمة.

و تمرير التعديلات في مجلس النواب يبدو رهيناً بالتقاطعات السياسية والبرلمانية. وفي ظل وجود تباين كبير في الآراء، يصبح من الصعب تحقيق التوافق المطلوب. وهناك أيضاً تصاعد في الجدل حول التعديلات، والذي يعتبر في جزء كبير منه ناتجاً عن الأغراض السياسية والتقاطعات المذهبية.

الضغوط الخارجية 

وتتحدث تصريحات عن الضغوطات الخارجية من دول مثل الولايات المتحدة، التي تُعرف بتدخلاتها في الشؤون الداخلية للعراق فيما كشف الإطار التنسيقي عن ان وجود هذه الضغوطات قد يعقد الأمور أكثر، حيث يسعى البعض إلى منع تعديل القانون وفقاً لتوجيهات خارجية، مما يزيد من التعقيد في تحقيق التوافق الداخلي.

ويبدو أن مجلس النواب في العراق ملزم بإقرار القانون أو إلغاء التعديل إذا لم يتم التوصل إلى توافق حوله. لكن، بالنظر إلى الوضع الحالي، فإن احتمال الوصول إلى توافق يظل منخفضاً بسبب تعدد وتباين المصالح، سواء الداخلية أو الخارجية.

ماهي ابرز الاشكالات حول تعديل قانون الاحوال الشخصية

تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق يواجه العديد من الإشكالات التي تجعل عملية التعديل معقدة ومليئة بالتحديات. إليك أبرز هذه الإشكالات:

التباين في الآراء الدينية والعلمانية:

التيارات الإسلامية: تعارض بعض القوى الإسلامية التعديلات التي تعتبرها غير متوافقة مع مبادئ الشريعة الإسلامية. يرون أن التعديلات قد تهدد القيم الدينية وتؤدي إلى تآكل الأسس الدينية التي يستند إليها قانون الأحوال الشخصية.
التيارات العلمانية: من ناحية أخرى، ترفض القوى العلمانية التعديلات التي تعتمد على مبادئ دينية، معتبرة أن ذلك سيؤدي إلى تقييد حقوق المرأة والمساواة. يرون أن القانون يجب أن يكون مدنياً وغير مرتبط بالدين لتوفير حماية أفضل لحقوق الأفراد.
المساومة السياسية: بعض القوى السياسية تستخدم قضية تعديل القانون كورقة ضغط في التفاوضات السياسية، مما يعقد التوصل إلى توافق شامل. يمكن أن تتحول القضية إلى أداة للمساومة بين الكتل السياسية المختلفة.
الضغط على البرلمان: هناك ضغوطات خارجية وداخلية على مجلس النواب، سواء من دول أجنبية أو من جماعات ضغط محلية، مما يعزز تعقيد الوضع ويزيد من صعوبة إقرار التعديلات.
التباين الاجتماعي: المجتمع العراقي متنوع عرقياً ودينياً، وهناك تباين كبير في الآراء حول مسألة الأحوال الشخصية. هذا التباين يسبب انقساماً في الرأي العام ويجعل من الصعب الوصول إلى توافق اجتماعي حول التعديلات.
الأثر على العائلات: التعديلات قد تؤدي إلى تغييرات كبيرة في كيفية تعامل القانون مع قضايا مثل الطلاق والحضانة والميراث، مما قد يؤثر على الأسر والعائلات بشكل مباشر.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: تعدیل قانون الأحوال الشخصیة إلى توافق

إقرأ أيضاً:

تعديلات قانون الأحوال الشخصية تثير جدلاً واسعاً ونواب يرجحون التصويت عليه

13 سبتمبر، 2024

بغداد/المسلة: توقع نواب عن الإطار التنسيقي، تمرير تعديل قانون الأحوال الشخصية في مجلس النواب معتبرين أن الخلافات حول القانون هي خلافات تفتعل في وسائل الاعلام فقط .

وقال النائب علي تركي ان هناك نواب مقتنعين بالقانون وداعمين له.

وكان مجلس النواب، قد أتم في الرابع من آب الماضي القراءة الأولى لمقترح قانون تعديل قانون الأحوال الشخصية رقم (188) لسنة 1959.

التعديلات الجديدة تشير في إحدى فقراتها على أنه “يحق للعراقي والعراقية عند إبرام عقد الزواج أن يختار المذهب الشيعي أو السني الذي تطبق عليه أحكامه في جميع مسائل الأحوال الشخصية، ويجوز لمن لم يسبق له اختيار تطبيق أحكام مذهب معين عند إبرام عقد الزواج، تقديم طلب إلى محكمة الأحوال الشخصية المختصة لتطبيق أحكام الشرع على الأحوال الشخصية، وفق المذهب الذي يختاره ويجب على المحكمة الاستجابة لطلبهم”.

وينص مشروع القانون على أنه “إذا اختلف أطراف القضية الواحدة في الأسرة بشأن تحديد مصدر الأحكام الواجب تطبيقها في طلبهم، فيعتمد الرأي الشرعي فيها”، كما يلزم التعديل الجديد “المجلس العلمي في ديوان الوقف الشيعي والمجلس العلمي والإفتائي في ديوان الوقف السني بالتنسيق مع مجلس الدولة بوضع مدونة الأحكام الشرعية في مسائل الأحوال الشخصية وتقديمها إلى مجلس النواب للموافقة عليها خلال 6 أشهر من تاريخ نفاذ هذا القانون”.

ويشمل التعديل كذلك تصديق محكمة الأحوال الشخصية على عقود الزواج “التي يبرمها الأفراد البالغون من المسلمين على يد من لديه تخويل شرعي أو قانوني من القضاء أو من ديواني الوقفين الشيعي والسني بإبرام عقود الزواج، بعد التأكد من توافر أركان العقد وشروطه وانتفاء الموانع في الزوجين”.

المسلة تنشر أبرز الخلافات حول تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق:
 

دور الدين في الشأن العام:

توسيع صلاحيات رجال الدين: يرى المعارضون أن التعديلات تمنح رجال الدين سلطة أكبر في إبرام عقود الزواج وتحديد الأحكام الشرعية، مما يقلل من دور الدولة المدنية ويؤثر على مبدأ فصل الدين عن الدولة.

التعارض مع الدستور: يجادلون بأن توسيع صلاحيات رجال الدين يتعارض مع المبادئ الدستورية التي تنص على المساواة بين جميع المواطنين وعدم التمييز على أساس الدين.

حقوق المرأة:
تخشى العديد من النسويات أن تؤدي التعديلات إلى تراجع حقوق المرأة، خاصة فيما يتعلق بزواج القاصرات، وحضانة الأطفال، والنفقة، وتقسيم الميراث.
المعارضون يرون ان بعض بنود التعديلات تمييزية ضد المرأة وتتعارض مع مبدأ المساواة بين الجنسين.

 الحريات الشخصية:
يرى البعض أن التعديلات تقيد الحريات الشخصية، خاصة فيما يتعلق بحرية اختيار الشريك الزوجي وحرية المعتقد.
التدخل في الحياة الخاصة: يعتبرون أن التدخل في شؤون الزواج والأسرة هو تدخل في الحياة الخاصة للأفراد.

الأسرة العراقية:
تفكك الأسرة: يخشى البعض من أن تؤدي التعديلات إلى تفكك الأسرة وزيادة معدلات الطلاق.
حماية الأسرة: في المقابل، يرى المؤيدون أن التعديلات تهدف إلى حماية الأسرة وتعزيز قيمها.

 التنوع العراقي:
عدم مراعاة التنوع: يجادل البعض بأن التعديلات لا تأخذ في الاعتبار التنوع الديني والمذهبي في المجتمع العراقي، مما قد يؤدي إلى مزيد من الانقسامات.

الجدير بالذكر أن هذه الخلافات معقدة ومتشابكة، وتتطلب حوارًا وطنيًا شاملاً للتوصل إلى حلول توافقية تحافظ على حقوق جميع الأطراف.

 

 

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • كتلة الديمقراطي الكوردستاني تنفي تأييد رئيس الإقليم لتعديل قانون الأحوال الشخصية: استنتاج خاطئ
  • اتحاد علماء الدين الإسلامي في الإقليم يرفض تعديل قانون الأحوال الشخصية
  • علماء الدين في كوردستان: تمرير تعديل قانون الاحوال الشخصية له نتائج سيئة للعراق
  • علماء الدين في كوردستان: تمرير تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي له نتائج سيئة للعراق
  • [ قانون الأحوال الشخصية يجب أن يقر ، ويصبح قانونٱ نافذٱ من لحظة إقراره ]
  • قضايا المرأة تضع خطة إعلامية للترويج لقانون الأحوال الشخصية الجديد
  • البصرة.. المئات يتظاهرون لدعم تعديل “الأحوال الشخصية”
  • البرلمان يدرج مشروع قانون تعديل الأحوال الشخصية بجلسة الاثنين
  • تعديلات قانون الأحوال الشخصية تثير جدلاً واسعاً ونواب يرجحون التصويت عليه
  • ما لك وما عليك.. تعديلات قانون الأحوال الشخصية في حالة الطلاق والترمل