مصور يستكشف مناطق تركيا النائية في مهمة لتوثيق مساجدها المنسية
تاريخ النشر: 4th, September 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تبدو هذه الهياكل البالية فاتنة، ويسهل استنتاج أنّها كانت معالم أنيقة في أوج ازدهارها، وذلك رُغم مظهرها المتآكل بعد التخلي عنها.
وثق المصور البريطاني، جيمس كيروين، هذه المشاهد أثناء استكشاف المناطق البعيدة عن مسارات السفر الرئيسية في تركيا، وقُراها النائية.
يهوى المصور البريطاني، جيمس كيروين، توثيق المباني المنسية.Credit: James Kerwin
في مقابلة مع موقع CNN بالعربية، قال كيروين: "أنا أبحث دائمًا عن الأشياء المخفية، أو التي لا تتم زيارتها، أو التي ربما تتمتع بهندسة ذات جماليات فاتنة، أو خاصة.. أحب البحث عن التصاميم الداخلية الفريدة لبلد معين".
عالم آخر صنعته أنامل بارعة بدأ كيروين في التقاط الصور المعمارية في أواخر عام 2013.Credit: James Kerwinتتميز الصور، وهي جزء من سلسلة "The Sanctuary" (الملاذ)، التي وثقها كيروين في تركيا بطابعٍ سريالي وغامض بألوانها الزاهية، وتفاصيلها المزخرفة الذهبية التي تزداد جمالاً بفضل ضوء الشمس الطبيعي.
وتغيرت هذه القرى في الأعوام العشرين الماضية، مع استبدال المساجد القديمة والمتهالكة بمساحات دينية جديدة، وأكبر.
قام المصور بتوثيق المساجد المنسية في تركيا.Credit: James Kerwinوأوضح كيروين أنه آنذاك، بدأ القرويون بالهجرة إلى المدن الكبرى بحثًا عن فرص العمل، مضيفًا: "دَمّرت أحوال الطقس العديد من تلك المساجد المهجورة مع مرور الوقت. ومع ذلك، لا تزال المساجد موجودة في جميع أنحاء البلاد، ويتجاوز عمر العديد منها أكثر من مئة عام، وهي مبنية بالكامل من الخشب، أو مطلية بشكل جميل".
الطريق إلى هذه الهياكل احتفظت العديد من المساجد بجمالها رُغم مرور الزمن.Credit: James Kerwinوثق كيروين هذه المعالم خلال رحلات برية خاضها في تركيا بين عامي 2021 و2024.
وجسدت هذه الرحلات تفانيه العميق لتوثيق هذه الهياكل المنسية، حيث لم يكن العمل على المشروع سهلاً قط بالنسبة له.
زار المصور عشرات البلدات والقرى بحثًا عن هذه المساجد.Credit: James Kerwinوأشار المصور البريطاني إلى أنه عَبَر 18 بلدة ومدينة تقريبًا، وقام بزيارة أكثر من 40 قرية.
في كل قرية زارها، شعر كيروين كما لو أنه في غير محله باعتباره سائحًا، على حد تعبيره، وذلك رُغم عيشه في مدينة إسطنبول.
قضى المصور أشهرًا في جمع المعلومات للعثور على المساجد.Credit: James Kerwinوتمكن المصور من التوصل إلى بعض المعلومات عن المساجد التي وثقها، في بعض الأحيان، تمتعت بعض الهياكل التي عثر عليها بتواريخ مكتوبة على الأبواب. وفي أحيانٍ أخرى، تعلم المصور البريطاني عن مدى قِدَم الهياكل عبر الحديث مع السكان المحليين.
وأشار كيروين إلى أن هذه الصور أثارت رغبةً بالحفاظ على هذه المعالم بين الأتراك.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: التصوير تصاميم عمارة مساجد فی ترکیا
إقرأ أيضاً:
“بيت الحكمة” يستكشف الأبعاد الروحية والفنية لإرث جلال الدين الرومي
نظَّم “بيت الحكمة” بالشارقة، ضمن الفعاليات المصاحبة لمعرض “جلال الدين الروميّ: 750 عاماً من الغياب.. ثمانية قرون من الحضور”، الذي يستمر حتى 14 فبراير 2025، جلسة حوارية بعنوان “استكشاف الأبعاد الروحية: المنحوتات والمعارض المستوحاة من جلال الدين الرومي”، تحدّث فيها الشيخ سلطان بن سعود القاسمي، الكاتب والباحث في الشؤون الاجتماعية والسياسية والثقافية لدول الخليج العربي، ومؤسِّس مؤسسة بارجيل للفنون في الشارقة، والنحات العالمي خالد زكي.
كما شهد “بيت الحكمة” أمسية شعرية بعنوان “في رحاب أشعار الرومي”، شارك فيها نخبة من الشعراء والشاعرات، وهم: شيخة المطيري، وشهد ثاني، والدكتور حسن النجار، وأمل السهلاوي، وسارة النعيمي، وعلي الشعالي، وحصة الدحيل، وأسماء الحمادي، الذين أبحرت قصائدهم باللغتين العربية والإنجليزية في عوالم جلال الدين الرومي، مستلهمين من فلسفته وأفكاره نصوصاً تجمع بين عمق الفكرة وجماليات الأسلوب.
وهدفت الأمسية إلى إثراء فعاليات المعرض بتجارب شعرية وفنية تحتفي بالمنجز المعرفي والثقافي لجلال الدين الرومي، وتفتح الآفاق أمام الحضور لاستكشاف جماليات وأسرار المعرض المخصص للإرث المعرفي والثقافي الذي تركه الرومي، وذلك بمناسبة مرور 750 عاماً على وفاته.
إرث خالد ينهل من عمق التجربة الإنسانية
وفي مستهل الأمسية الثقافية، أكّدت مروة العقروبي، المديرة التنفيذية لبيت الحكمة، أهمية إحياء الإرث الإبداعي لجلال الدين الرومي من خلال هذا المعرض الاستثنائي، مشيرةً إلى أن هذه المبادرة الثقافية جاءت امتداداً لرحلة أوسع بدأت من صحراء مليحة، في مهرجان تنوير، حيث تماهت فلسفة الرومي مع أفق الطبيعة وسكونها، وصولاً إلى “بيت الحكمة” وما يضمه من مقتنيات نادرة تُعرض للمرّة الأولى خارج تركيا.
وقالت العقروبي: “إن تنظيم معرض (الرومي: 750 عاماً من الغياب… ثمانية قرون من الحضور) يعكس احتفاءنا بإرثٍ خالد ينهل من عمق التجربة الإنسانية، حيث تشكّل هذه الأمسية خطوة جديدة في هذه الرحلة الثقافية”، وتوجهت بالشكر للفنانين والشعراء الذين أضاؤوا الأمسية بإبداعهم، ومركز جمعة الماجد للثقافة والتراث على ما أتاحه من كتب قيّمة أشعلت خيال المشاركين”.
وكان بيت الحكمة قد نظّم في وقت سابق من العام الجاري، زيارة للشعراء المشاركين في الأمسية الشعرية إلى مهرجان تنوير الذي أُسدل الستار عليه نهاية نوفمبر الماضي في صحراء مليحة، وجسّدت فعالياته فلسفة الرومي، إلى جانبهم مشاركتهم في خلوة لقراءة كتب تتناول جوانب متعددة من حياة الشاعر والفيلسوف الشهير قدّمها مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث، ووصولاً إلى زيارتهم وتجولهم في معرض “الرومي: 750 عاماً من الغياب… ثمانية قرون من الحضور” ببيت الحكمة.
تحف فنية تنبض بالحياة
وفي الجلسة الحوارية “استكشاف الأبعاد الروحية: المنحوتات والمعارض المستوحاة من جلال الدين الرومي”، أكد الشيخ سلطان بن سعود القاسمي أن هناك عدداً كبيراً من الفنانين المصريين الذين رسموا عادات وتقاليد الصوفية في مصر، مثل محمود سعيد، الذي رسم لوحة “الذكر” في عام 1936، وهي من أهم أعماله التي تعكس العمق الروحي للصوفية وتعابيرها الفنية المميّزة، مشيراً إلى أن “الكثير من الناس يترجمون مفاهيم الصوفية إلى كلمات مكتوبة، ولكن الفنانين هم من يترجمونها إلى تحف فنية تنبض بالحياة وتلامس الروح”.
وأضاف: “تتجاوز عوالم الرومي الحواجز الجغرافية والثقافية، ما يفسر تقبّل فلسفته من قبل الثقافات العالمية المختلفة؛ فالرومي، من خلال شعره وفلسفته، يقدّم رسالة إنسانية وروحية تتحدّث إلى قلوب الناس في كل مكان وزمان، والفن، بقدرته على تجسيد المشاعر والأفكار، يلعب دوراً محورياً في نقل هذه الرسالة بطرق تتجاوز الكلمات، ما يعزز من فهم وتقدير إرث الرومي العالمي”.
فلسفة الرومي تتجسّد نحتاً
بدوره، قال النحات العالمي خالد زكي: “بعد رؤيتي للدراويش ازددت من قراءاتي حول عوالم الصوفية”. وأضاف: “حب العزلة يربطني بالصوفية، وبيت الشعر الذي أثر في نفسي هو: (لا تجزع من جرحك.. وإلا فكيف للنور أن يدخل إلى باطنك)، وهذا ما صورته في أعمالي مثل (رجل في القيلولة) و(الرجل الحكيم)، وغيرهما من القطع التي تجسّد الحكم التي تخرج من داخل الإنسان المنحوت، وفي نفس الوقت، يحتاج المنحوت إلى الصبر لإيصال الحكمة”.
وحول المحاور التي استلهمها من منهج الرومي في أعماله قال زكي: “معظم الأعمال التي أعملها في مجال الصوفية تتسم بالسكون والتأمل الذي ينبع من داخل القطعة، حيث تتماشى مع صفاء الروحانية الصوفية، وأتبنى نوعاً من التواضع والتخلّي، الذي يعني ترك الزينة والزخارف في القطعة النحتية، ما يعكس مبدأ الزهد الذي تتميّز به الصوفية. بالإضافة إلى ذلك، أحرص على تجريد أعمالي بطريقة تسمح للثقافات المتعددة بأن ترى فيها رؤيتها وتستلهم منها، وذلك بشكل مشابه لأشعار الرومي التي تتجاوز الحواجز الثقافية. هذا النهج جعل أعمالي تحظى بطلب كبير في العديد من الدول الأوروبية، حيث يجد المشاهدون فيها تجسيداً للروحانية والتنوع الثقافي الذي يتناغم مع تجاربهم الشخصية”.