أصدَر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء موجز سياسات يستكشف إمكانات اعتماد التصنيع الذكي في الدول النامية، وأهم مكونات الجيل الرابع للصناعة (Industry 4.0)، بما في ذلك الأتمتة المتقدمة، وتحليل البيانات، وتطبيقات إنترنت الأشياء (IoT)، ويهدف هذا الموجز إلى وضع نموذج ومعيار لتبني تقنيات الجيل الرابع للصناعة في الدول النامية، من خلال التركيز على القطاعات الصناعية الموصي بها في مصر.

وأشار أسامة الجوهري مساعد رئيس الوزراء ورئيس مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار إلى أنَّ هذا الموجز يعكس اهتمام الدولة بتوطين أحدث التقنيات العالمية وتحفيز تبني تكنولوجيا التصنيع الذكي، كما يوفر دليلًا استراتيجيًّا لصناع القرار وأصحاب المصلحة، ويقدم توصيات قابلة للتنفيذ للدول النامية للاستفادة من تقنيات التصنيع الذكي، بما يعزز تنافسية صناعاتها، والمشاركة الفعالة في الثورة الصناعية الرابعة.

تقليل كل من مستويات استهلاك الطاقة والإنفاق على برامج الرعاية الصحية

وأكّد الجوهري وفق بيان معلومات الوزراء، أهمية التحرك باتجاه تبني تقنيات الصناعة الذكية في عدد من القطاعات الصناعية، التي تحظى بأولوية عالية في تطبيق تقنيات الجيل الرابع ويأتي على رأسها صناعات الأسمنت والحديد والألومنيوم، لاسيما في ضوء قدرة تلك التقنيات على الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وزيادة مستويات كفاءة استخدام الطاقة، الأمر الذي سيسهم إيجاباً في توفير التكاليف على المدى الطويل؛ نظرًا لأنه سيؤدي إلى التخفيف من تأثير الاحتباس الحراري في مصر، ومن ثم تقليل كل من مستويات استهلاك الطاقة والإنفاق على برامج الرعاية الصحية.

تحقيق مكاسب في الإنتاجية تتعدى 30% وفقاً لبعض التجارب الدولية

ويُبرز هذا الموجز الفوائد الاقتصادية والبيئية والاجتماعية الكبيرة لاعتماد ممارسات الجيل الرابع للصناعة، من خلال تسليط الضوء على دراسات حالات ناجحة من مختلف السياقات العالمية، إذ يسهم التحول إلى الصناعة الذكية في تحقيق مكاسب في الإنتاجية تتعدى 30% وفقاً لبعض التجارب الدولية، كما بلغ حجم سوق الصناعة الذكية على مستوى العالم 191.6 مليار دولار عام 2023، ومن المتوقع أن يبلغ 436.4 مليار دولار في عام 2032، بحسب التقديرات الدولية.

ومع ذلك، ورغم هذه الفوائد الملحوظة، يتناول الموجز عدة تحديات خلال التحول إلى الجيل الرابع للصناعة، وهذه التحديات تشمل الأبعاد التقنية والاجتماعية والاقتصادية، مما يبرز تعقيدات التنفيذ الفعال لتقنيات التصنيع الذكي، كما يتضمن الموجز بعض قصص النجاح المتعلقة بتبني استراتيجيات التحول نحو التصنيع الذكي كاتجاه عالمي في ألمانيا والاتحاد الأوروبي وكوريا الجنوبية ودولة الإمارات العربية المتحدة.

استثمارات بقيمة 100.7 مليار جنيه مصري لقطاع التصنيع

ويؤكد الموجز على الإنجازات البارزة لمصر في مجال التصنيع الذكي، كما يتضح من موقعها في مؤشر جاهزية الذكاء الاصطناعي الحكومي لعام 2023، حيث تحتل مصر المرتبة 62 عالميًّا والثانية في إفريقيا، علاوة على ذلك، تستهدف خطة وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية لعام 2023-2024 استثمارات بقيمة 100.7 مليار جنيه مصري لقطاع التصنيع، بزيادة قدرها 19.6% عن العام السابق.

وتشمل هذه الخطة استثمارات كبيرة في الصناعات البترولية وغير البترولية على حد سواء، وتعكس هذه الإنجازات الجهود الاستراتيجية لتعزيز البنية التحتية للتصنيع الذكي؛ مما يمهد الطريق لزيادة الكفاءة والابتكار والتنافسية في السوق العالمية المتطورة، وتأتي صناعات الحديد والصلب، والأسمنت، والألومنيوم، على رأس القطاعات الصناعية المرشحة في مصر للاستفادة بشكل كبير من مكاسب التحول نحو الصناعة الذكية.

ويُبرز الموجز كذلك مسارات العمل لتعزيز بيئة أكثر دعمًا وكفاءة لاعتماد تقنيات التصنيع الذكي، بما يشمل تطوير خريطة شاملة للصناعات ذات التقنية العالية، وزيادة الاستثمار في البنية التحتية الرقمية، وتوفير المرافق التجارية والحوافز الموجهة لهذه الصناعات، وتعزيز الإطار القانوني لها، وبالإضافة إلى ذلك، يشدد الموجز على أهمية تعزيز الابتكار والبحث والتطوير في تقنيات الصناعات الذكية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: استخدام الطاقة استهلاك الطاقة الاحتباس الحراري البنية التحتية الذكاء الاصطناعي الصناعة الذکیة التصنیع الذکی

إقرأ أيضاً:

اقتصاديون: حزمة التسهيلات الضريبية تحفز التوسع في التصنيع والاستثمار وزيادة الدخل القومي

أعرب مسئولون باتحاد الصناعات المصرية واقتصاديون عن تفاؤلهم بقرارات وزير المالية، التى أعلنها خلال مؤتمر بالعاصمة الإدارية الجديدة، بحضور الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، مرحبين بتفعيل الحوافز الضريبية لقطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة وإنهاء ملف التعثر الضريبى الذى يترقبه مجتمع الأعمال.

  «الفقي»: تستهدف توسيع القاعدة الضريبية

وقال الدكتور فخرى الفقى، رئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، إن حزمة القرارات التى أعلن عنها وزير المالية، فى حضور رئيس الوزراء، تفتح صفحة جديدة مع مجتمع الأعمال، وتؤكد تعاون مصلحة الضرائب التابعة مع المستثمرين، بما يصب فى صالح توسيع القاعدة الضريبية وتفعيلها وبالتالى زيادة الدخل القومى الذى يستفيد منه المواطن.

وأضاف «الفقى»، لـ«الوطن»، أن الحوافز الضريبية وملف التعثر الضريبى مثّلا تحدياً كبيراً للحكومة الحالية التى تتحمل مسئولية دعم وتوطين الصناعة وزيادة حجم التصدير بما يخدم الاقتصاد القومى للبلاد، مشيداً بتوجهها الجديد فى مجال السياسة المالية والضريبية، وسعيها لزيادة التسهيلات والحوافز عبر حلول واقعية وفعالة، لافتاً إلى اعتماد وزير المالية فى قراراته على 3 مقومات «الشراكة ومساندة مجتمع الأعمال والشفافية والعلاقات المحددة البعيدة عن الضبابية».

وتابع: «ننتظر حواراً مجتمعياً نأمل من خلاله مزيداً من التيسيرات الضريبية وتحديداً الخاصة بالمنشآت الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، حيث أكد وزير المالية وضع نظام ضريبى مبسط يتناسب مع حجم أعمال هذه المنشآت الذى لا يتجاوز 15 مليون جنيه، وسيشمل رواد الأعمال ومقدمى الخدمات وأصحاب المهن الحرة، وهناك محفزات للشركات العاملة بالقطاع غير الرسمى لدمجها فى القطاع الرسمى بما يوسع القاعدة الضريبية».

«خليفة»: ندعم أى قرارات تيسر الأعمال وتحقق رؤية الدولة بتوطين الصناعة

وأشاد الدكتور خالد عبدالعظيم خليفة، المدير التنفيذى لاتحاد الصناعات المصرية، بحزمة القرارات التى أقرها وزير المالية، معلقاً: «ندعم أى قرارات من شأنها تيسير الأعمال وتشجيع الاستثمار وتوطين التصنيع، وهى الأهداف التى تعمل الدولة على تنفيذها على مدار السنوات الأخيرة»، لافتاً إلى دعمه أى قرار من شأنه تخفيف الأعباء الضريبية على المنشآت الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، وهناك قانون خاص بقطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة ولكنه كان بحاجة للتفعيل على أرض الواقع، وقرارات وزير المالية أمس رسمت هذا الاتجاه بوضوح.

فى المقابل وصف المهندس تامر محمد، سكرتير شعبة الاقتصاد الرقمى بالغرف التجارية، التسهيلات الضريبية الجديدة بأنها غير مسبوقة، وتسهم فى دفع عجلة النمو وجذب الاستثمارات والتخلص من العوائق التى تواجه المستثمرين، مؤكداً أن التسهيلات الضريبية المقدمة من الدولة توفر جهد المستثمر وتوضح قيمة الضرائب المستقطعة منه: «التسهيلات تتيح معلومات محددة وآلية واضحة لحساب قيمة الضرائب بشكل موحد يزيح العقبات التى ربما تكون عائقاً أمام المستثمر عند بدء المشروع»، وأضاف أن هذه التسهيلات ستسهم بشكل أساسى فى النهوض بالاقتصاد الرقمى للدولة، مع اهتمام الدولة بريادة الأعمال والشركات الناشئة، ما يعتبر فرصة كبيرة لنمو هذا القطاع الواعد، عبر العدالة فى احتساب الضرائب للمحافظة على حق الدولة وتحقق المنفعة المتبادلة بين الضرائب والمستثمر، إلى جانب العمل بكل جدية على الاستثمار القوى فى رفع كفاءة العاملين بمصلحة الضرائب المصرية.

«شيماء»: الحوافز والتيسيرات تسهم فى إزالة العوائق أمام المستثمر ونترقب دخولها حيز التنفيذ

وقالت شيماء عليبة، عضو مجلس إدارة غرفة الصناعات الهندسية ولجنة ضم القطاع غير الرسمى بالغرفة، إنّ مجتمع الأعمال يترقب تفعيل القانون 152 لتوفيق أوضاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة بعد مطالبات بإجراء تعديلات على حد الامتيازات والإعفاء الضريبى، وبالفعل تم رفع حد معاملة الضريبة المبسطة إلى 15 مليون جنيه، بحسب ما أُعلن خلال مؤتمر رئيس الوزراء، ليدخل حيز التنفيذ ويتم تطبيقه مع الجهات المعنية، مثل جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر بما يسهم فى ضم هذه المنشآت للقطاع الرسمى.

وأكدت «عليبة» أن حزمة القرارات التى تم الإعلان عنها من وزير المالية يترقبها مجتمع الأعمال وفى حاجة ماسة إليها وتهم قطاعات حيوية بالاقتصاد، مضيفة: «نتمنى أن يكون هناك صدى لهذه القرارات وتأثير حقيقى، وأن يلتزم بها العاملون فى الجهاز الإدارى للدولة وأن يكونوا على علم ودراية بها».

مقالات مشابهة

  • النائب جمال أبو الفتوح: الاستراتيجية الوطنية للصناعة ترفع قدرة الاقتصاد لامتصاص الصدمات
  • عضو مجلس الشيوخ: الاستراتيجية الوطنية للصناعة تدعم الإصلاح الاقتصادي
  • برلماني: الاستراتيجية الوطنية للصناعة ترفع قدرة الاقتصاد المصري على امتصاص الصدمات
  • الكهرباء تكشف عن تفاصيل جديدة بشأن التحول الذكي بالشبكة الكهربائية
  • عاجل.. الفريق كامل الوزير يصل إلى موقع حادث قطار الزقازيق
  • الفريق كامل الوزير يوجه بتشكيل لجنة من المختصين للوقوف على أسباب حادث الزقازيق
  • وزير الصناعة يؤكد حرص الدولة على دعم جهود التحول للاقتصاد الأخضر
  • وزير الصناعة يؤكد حرص الدولة على دعم جهود التحول للاقتصاد الأخضر.. صور
  • عاجل.. نقابة الصحفيين تشطب ياسر بركات رئيس تحرير "الموجز" من جداولها بسبب حالات الفصل التعسفي
  • اقتصاديون: حزمة التسهيلات الضريبية تحفز التوسع في التصنيع والاستثمار وزيادة الدخل القومي