مسؤول أممي: معاملة طالبان للنساء "جريمة"
تاريخ النشر: 10th, August 2023 GMT
دعا مبعوث الأمم المتحدة الخاص للتعليم العالمي غوردون براون في مقابلة إذاعية، الخميس، إلى تصنيف معاملة حكومة طالبان للنساء والفتيات في أفغانستان "جريمة ضد الإنسانية".
وبراون، رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، ندد على أثير إذاعة "بي بي سي" بـ"المعاملة الوحشية المنهجية" ضد النساء التي يمارسها نظام طالبان، داعياً المحكمة الجنائية الدولية إلى التحقيق في ذلك.
وقال براون الذي تولى رئاسة الوزراء بين 2007 و2010 "أعتقد أن الأدلة قاطعة للغاية"، مؤكداً أن ما تمارسه الحركة المتطرفة هو "تمييز كامل ضد النساء: منعهن من الجامعة ومنعهن من المدارس، ومنعهن من الأماكن العامة ومنعهن من مزاولة أي أنشطة يسرن فيها بمفردهن".
وأكد أن "إلزامهن بارتداء لباس معين -ليس فقط الزي العادي للمسلمين بل متطلّبات خاصة جداً للزي- وكافة الذين تتم ملاحقتهم مثل رئيس إحدى المنظمات غير الحكومية التي تضغط من أجل حقوق الفتيات، هم الآن في السجن".
وأكد أن "هذه معاملة وحشية ممنهجة ضد النساء والفتيات".
ومنذ عودتها إلى السلطة في أغسطس (آب) 2021، أقصت حركة طالبان النساء والفتيات من معظم المدارس الثانوية والجامعات والإدارات العامة، ومنعتهن من دخول المتنزهات والحدائق العامة والصالات الرياضية والحمامات العامّة، كما ألزمتهن بتغطية أنفسهن بشكل كامل لدى خروجهن من المنزل.
والشهر الماضي، أمرت طالبان بإغلاق آلاف صالونات التجميل التي تديرها نساء في كل أنحاء البلاد، وهي غالباً ما تكون مصدر الدخل الوحيد للأسر ،وأحد الأماكن القليلة المتبقية لتجمع النساء خارج منازلهن.
ومنذ تولت حكومة طالبان السلطة، خسرت الآلاف من الموظفات الحكوميات عملهن، أو بتن يتقاضين رواتب للبقاء في المنزل.
ورأى براون أن معاملة طالبان للنساء هي "أبشع وأشرس وأشمل انتهاك لحقوق الإنسان يحدث في جميع أنحاء العالم اليوم.. وهو يلحق بشكل منهجي بملايين الفتيات والنساء في جميع أنحاء أفغانستان".
وأكد أنه "لهذا السبب يُنظر إليها على أنها جريمة ضد الإنسانية، ومن الصواب للمحكمة الجنائية الدولية، المسؤولة عن التعامل مع الجرائم ضد الإنسانية، أن تحقق وتحاكم الأشخاص المسؤولين عنها.
#طالبان استفادت من مساعدات أممية وأمريكية كانت مخصصة للفقراء https://t.co/p3P0LFpYvh
— 24.ae (@20fourMedia) August 9, 2023وأكد الزعيم الأسبق لحزب العمال البريطاني أنه يرغب في رؤية عقوبات تفرض على "الأفراد المسؤولين عن هذه السياسة".
وتابع "قام الاتحاد الأوروبي بذلك، ولكن بإمكان الولايات المتحدة وغيرها القيام بذلك أيضاً".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي ثريدز وتويتر محاكمة ترامب أحداث السودان مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة أفغانستان
إقرأ أيضاً:
إعلان إسلام آباد لتعليم الفتيات.. مبادرة باكستانية في ظل التوترات مع أفغانستان
إسلام آباد- اختُتمت، الأحد الماضي، في العاصمة الباكستانية إسلام آباد أشغال مؤتمر "تعليم الفتيات في المجتمعات المسلمة: التحديات والفرص"، التي انطلقت يوم الجمعة الماضي برعاية الحكومة الباكستانية بالاشتراك مع منظمة رابطة العالم الإسلامي.
وتم الإعلان عن مبادرة "إعلان إسلام آباد لتعليم الفتيات" بهدف توفير الفرص التعليمية للفتيات في المجتمعات المسلمة حول العالم. وتتضمن عدة محاور، منها زيادة الوعي حول أهمية تعليم الفتيات، والتزام الدول الإسلامية بتطوير سياسات داعمة لذلك. كما تدعو إلى تخصيص يوم عالمي لتسليط الضوء على هذه القضية، وتشكيل منصات تعاون دولية لتنفيذها على أرض الواقع.
وشهدت حضور الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، رئيس هيئة علماء المسلمين محمد العيسى، وممثلي الحكومة والبرلمان الباكستانيين، وعدد من كبار مفتي وعلماء العالم الإسلامي وأعضاء هيئات ومجالس العلماء، والناشطة الباكستانية في تعليم الفتيات الحائزة على جائزة نوبل للسلام ملالا يوسفزي، والمنصة الأكاديمية للأمم المتحدة (جامعة السلام).
رئيس وزراء باكستان محمد شهباز شريف (الثاني يمين) في مؤتمر إطلاق مبادرة تعليم الفتيات (رابطة العالم الإسلامي) مكانة مهمةتم اختيار باكستان لعقد هذا المؤتمر على ضوء المكانة السياسية والدينية التي تتمتع بها في جنوب آسيا، والدور الذي تلعبه في القضايا الإقليمية. كما أنها تسعى إلى تعزيز دورها في المنطقة.
كما أن إسلام آباد تواجه تحديات أمنية واقتصادية متزايدة، وتعيش مرحلة سياسية دقيقة، إذ تشهد علاقتها مع أفغانستان توترا مستمرا. وقد تكون استضافتها لهذا المؤتمر بمثابة محاولة لتوضيح موقفها الداعم لحقوق المرأة والفتيات، خصوصا "في ظل القيود التي تفرضها حركة طالبان على تعليم الفتيات في أفغانستان منذ وصولها إلى الحكم في أغسطس/آب 2021″.
تم اختيار باكستان لعقد هذا المؤتمر على ضوء المكانة السياسية والدينية التي تتمتع بها في جنوب آسيا، والدور الذي تلعبه في القضايا الإقليمية. كما أنها تسعى إلى تعزيز دورها في المنطقة.
إعلانكما أن إسلام آباد تواجه تحديات أمنية واقتصادية متزايدة، وتعيش مرحلة سياسية دقيقة، إذ تشهد علاقتها مع أفغانستان توترا مستمرا. وقد تكون استضافتها لهذا المؤتمر بمثابة محاولة لتوضيح موقفها الداعم لحقوق المرأة والفتيات، خصوصا "في ظل القيود التي تفرضها حركة طالبان على تعليم الفتيات في أفغانستان منذ وصولها إلى الحكم في أغسطس/آب 2021″.
في هذا السياق، أكد محمد العيسى، أمين عام رابطة العالم الإسلامي، أن المبادرة تهدف إلى تسليط الضوء على قضية تعليم الفتيات في المجتمعات المسلمة. وقال في تصريحاته خلال المؤتمر "إن التعليم هو الأداة الأهم في بناء المجتمعات وتحقيق التنمية، ويجب أن يحصل جميع الأطفال، بغض النظر عن جنسهم، على فرص تعليمية متساوية".
ووفق العيسى، ستشمل المبادرة اتفاقيات نوعية مع الدول والمنظمات الدولية لمواصلة دعم تعليم الفتيات، مشيرا إلى أنها ستكون "تحولا حقيقيا في التعليم داخل المجتمعات المسلمة".
بدوره، أكد أمين عام منظمة التعاون الإسلامي حسين طه استعداد المنظمة للمشاركة في دعم المبادرة، مشيرا إلى أن تعليم الفتيات يعد من الحقوق الأساسية التي يجب أن تسعى جميع الدول لتوفيرها. وقال إن "الدين الإسلامي يحث على طلب العلم للجميع من دون تمييز، ويجب أن تكون هذه المبادرة خطوة نحو تحقيق المساواة في التعليم بين الفتيات والفتيان".
من جانبها، شددت ملالا يوسفزي، في تصريحها حول المبادرة خلال حضورها المؤتمر، على أن التعليم "أداة التغيير الأقوى، وأن الفتاة المتعلمة تبني أجيالا أكثر وعيا وقوة". وأضافت أن "تعليم الفتيات ليس خيارا، بل هو ضرورة لبناء مستقبل أفضل".
المؤتمر شهد حضور مسؤولين باكستانيين ومنظمات عدة وكبار علماء المسلمين (رابطة العالم الإسلامي) دوافع سياسيةورغم أهميتها، فقد رأى مراقبون أفغان أن توقيت طرح المبادرة من قبل باكستان قد يكون مدفوعا بجانب سياسي في المقام الأول، إذ شهدت العلاقات بين كابل وإسلام آباد توترا ملحوظا في الآونة الأخيرة.
إعلانويعتقد أحمد سعيد، الدبلوماسي الأفغاني السابق، أن باكستان تسعى إلى الضغط على حكومة طالبان "التي تواجه تحديات داخلية وخارجية كبيرة". وأضاف للجزيرة نت أنها تبحث عن فرص لتعزيز موقفها الإقليمي خاصة في ظل التوترات المتصاعدة مع أفغانستان، وقد تكون هذه المبادرة جزءا من محاولة إظهار دورها في المنطقة.
وأوضح أن إسلام آباد تمر بتحديات أمنية واقتصادية "غير مسبوقة" مع ازدياد هجمات حركة طالبان الباكستانية، إذ تتهم حكومة حركة طالبان الأفغانية بتوفير الدعم لهذه الهجمات عبر أراضيها، وهو ما يزيد من تعقيد العلاقات بين البلدين.
ومن هنا، يضع سعيد طرح هذه المبادرة في إطار "المكايدة السياسية مع أفغانستان"، إذ تسعى باكستان لتسليط الضوء على مواقفها السياسية وإظهار موقفها الداعم لقضايا المرأة والتعليم، في وقت تزداد فيه الضغوط على الحكومة الأفغانية بسبب سياساتها المتشددة تجاه تعليم الفتيات.
انقسام
من جانبه، يرى المحلل السياسي الأفغاني رفيق رجا أن هناك تباينا في الآراء داخل حكومة حركة طالبان بشأن قضية تعليم الفتيات. وقال "القادة المقربون من زعيم طالبان لديهم تفسيرات متشددة تجاه هذه المسألة، بينما يعتقد آخرون من داخل الحكومة أن تعليم الفتيات يجب أن يكون جزءا من التطور الطبيعي في أفغانستان، ويتعين تفعيل ذلك لحماية مصالح الشعب".
وأضاف أنه رغم أن الحكومة الأفغانية تواجه ضغوطا دولية كبيرة لتغيير موقفها، فإن "زعيم طالبان هبة الله آخوند زاده لا يزال متمسكا بموقفه المتشدد، ولا يسمح لأي من القادة في الحكومة بمناقشة الموضوع، مما يخلق حالة من الانقسام الداخلي حول القضية".
من المؤكد أن إعلان إسلام آباد يعد خطوة مهمة في تعزيز حقوق الفتيات في المجتمعات المسلمة، ولكن نجاح المبادرة يعتمد على الالتزام الفعلي من الدول الإسلامية بتطبيق هذه السياسات، وكذلك على مدى استجابة حركة طالبان للضغوط الدولية المتعلقة بحقوق النساء والفتيات.
إعلانوتبقى الآفاق المستقبلية للمبادرة مفتوحة، حيث يتعين على المجتمع الدولي مواصلة دعمه وتعزيز التعاون بين الدول والمنظمات العالمية لتحقيق الأهداف المرجوة وتوفير الفرص التعليمية المتساوية للفتيات في جميع أنحاء العالم.