قد تتشابه الأعراض.. كيف تفرّق بين الأمراض التي ينقلها البعوض؟
تاريخ النشر: 4th, September 2024 GMT
رغم حجمه متناهي الصغر، فإن البعوض قادر على إصابة البشر بالعديد بالأمراض، أبرزها حمى الضنك وفيروس غرب النيل، والتهاب الدماغ الخيلي الشرقي الذي يعتبر أخطرها، وفقا لتقرير نشرته شبكة "إيه بي سي نيوز" الأميركية.
وفي هذا الصدد، أوضح أستاذ مساعد للصحة العامة وعلوم الصحة في جامعة نورث إيسترن في بوسطن، لاري هان، أنه تم رصد "زيادة سريعة في بعض الفيروسات التي لم تكن في دائرة الضوء خلال السنوات الأخيرة، إذ شهد فيروس غرب النيل والتهاب الدماغ الخيلي الشرقي، ارتفاعًا، خاصة بعد تفشي جائحة كورونا".
وتابع: "لقد كان هناك أيضًا ارتفاع في حالات حمى الضنك مقارنة بما شهدناه في السنوات الأخيرة. وبالتالي، فإن هذه (التهديدات الثلاثية)، أدت إلى انتشار مزيد من القلق بين عامة الناس (الأميركيين)".
ووفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإن فيروس غرب النيل هو السبب الرئيسي للأمراض التي ينقلها البعوض في الولايات المتحدة، حيث جرى التعرف عليه لأول مرة في نصف الكرة الغربي في أغسطس 1999، بعد تشخيص إصابات بمدينة نيويورك.
وتنتشر فيروسات حمى الضنك من خلال لدغات بعوض الزاعجة "Aedes"، الذي يوجد في الغالب بالمناطق الاستوائية وشبه الاستوائية من العالم، علما بأن تلك الفصيلة مسؤولة أيضا عن نشر فيروسي زيكا وشيكونغونيا.
وقال هان: "من النادر جدًا رؤية حالات حمى الضنك ما لم تكن تعيش في مناخات أكثر استوائية، لذلك قد ترصد هذا المرض في فلوريدا، وبعض الولايات الجنوبية على طول الساحل الشرقي، لكن على سبيل المثال، لن ترصد ذلك الداء في ولاية ماساتشوستس أو في الغرب الأوسط أو الغرب على الأغلب".
وبالنسبة لمرض التهاب الدماغ الخيلي الشرقي، فهو نادر جدًا، حيث يتم الإبلاغ عن عدد قليل فقط من الحالات في الولايات المتحدة كل عام، وتحدث معظم الإصابات في الولايات الشرقية أو ساحل الخليج (الساحل الجنوبي)، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
ما هي الأعراض الأمراض الثلاثة؟لا تظهر أعراض على غالبية المصابين بفيروس غرب النيل، لكن حوالي واحد من كل 5 سيعاني من الحمى، جنبًا إلى جنب مع الصداع وآلام الجسم وآلام المفاصل والإسهال والقيء أو الطفح الجلدي.
وتختفي الأعراض عادةً في غضون أسبوع أو أقل بالنسبة لمعظم الناس، لكن الشعور بالتعب والإرهاق قد يستمر لأسابيع أو لأشهر.
لكن بالنسبة لبعض الناس، يمكن أن يتطور المرض إلى حالة خطيرة، كما يقول مدير تعليم علم الأوبئة في كلية "ريتشارد إم فيربانكس" للصحة العامة بجامعة إنديانا، توماس دوزينسكي.
وأوضح دوزينسكي أنه "يمكن لحوالي واحد من كل 150 من هؤلاء الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض، أن يصابوا بأعراض أكثر شدة، مثل التهاب الدماغ الناجم عن فيروس غرب النيل، حيث يعاني المصاب من تورم في الدماغ يمكن أن يكون مميتًا.
وبالمثل، يصاب حوالي واحد من كل 4 أشخاص بحمى الضنك، بأعراض تستمر من يومين إلى 7 أيام، لكن الأعراض عادة ما تكون خفيفة، وقد تشمل الحمى والطفح الجلدي والغثيان والقيء وآلام العضلات وآلام المفاصل وآلام العظام.
وأوضح دوزينسكي أن معظم حالات حمى الضنك في الولايات المتحدة تُرى عادةً بين الأشخاص الذين يصابون بها أثناء السفر إلى الخارج، حيث يكون الفيروس متوطنًا أو حيث تكون الحالات أكثر شيوعًا، ثم يعودون بالفيروس إلى الولايات المتحدة.
وغالبًا ما يتم الخلط بين أعراض حمى الضنك وبين أمراض أخرى، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
كما أن معظم الأشخاص المصابين بالتهاب الدماغ الخيلي يعانون أعراضًا خفيفة أو لا تظهر عليهم أي أعراض على الإطلاق. ومع ذلك، فإن أصحاب الحالات الشديدة يعانون عادةً من الحمى والصداع والقشعريرة والقيء.
ومثل فيروس غرب النيل، يمكن أن يتطور ذلك المرض إلى حالات أكثر شدة، مثل التهاب السحايا، الذي يتسم بتورم الأغشية المحيطة بالمخ والحبل الشوكي.
ويمكن أن يعاني العديد من الناجين من مشاكل عصبية مستمرة، بما في ذلك التشنجات والشلل والإعاقة الفكرية، كما أن حوالي 30 بالمئة من حالات التهاب الدماغ الناجمة عن التهاب الدماغ الخيلي الشرقي، تؤدي إلى الوفاة.
وقال هان: "أعتقد أن خطر الوفاة إذا أصيب المرء بحمى الضنك أو فيروس غرب النيل سيكون منخفضًا جدًا مقارنة بمرض التهاب الدماغ الخيلي الشرقي".
بين العلاج والوقايةلا توجد علاجات محددة لأي من تلك الفيروسات، حيث توصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بالراحة وشرب السوائل وتناول بعض الأدوية المتاحة دون وصفة طبية لتخفيف الأعراض.
وغالبًا ما يحتاج المرضى المصابون بأعراض شديد إلى دخول المستشفى وتلقي علاجات داعمة إضافية، مثل السوائل الوريدية.
و لا توجد لقاحات متاحة لفيروس غرب النيل أوالتهاب الدماغ الخيلي الشرقي، بينما يتوفر لقاح حمى الضنك في الولايات المتحدة الذي وافقت عليه إدارة الغذاء والدواء للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و16 عامًا، أو الذين لديهم عدوى سابقة بفيروس حمى الضنك مؤكدة مختبريًا، بالإضافة إلى الذين يعيشون في مناطق تتوطن فيها حمى الضنك.
وللوقاية من تلك الفيروسات بشكل عام، يجب استخدام كريمات وبخاخات طاردة للبعوض، بالإضافة إلى لبس ملابس بأكمام طويلة، وعدم ارتداء سراويل قصيرة.
كما ينصح الخبراء بالجلوس في أماكن تتوفر فيها أجهزة تبريد الهواء قدر الإمكان، وتجفيف أماكن المياه الراكدة في الحدائق وعلى الأسطح والحاويات، لمنع البعوض من وضع بيوضه فيها.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: السیطرة على الأمراض والوقایة منها التهاب الدماغ الخیلی الشرقی فی الولایات المتحدة فیروس غرب النیل حمى الضنک یمکن أن
إقرأ أيضاً:
قبلة عمياء تفقد طفلًا عينه.. «الهربس» خطر يهدد حياة الرضع ويفقدهم البصر
الهربس .. شهدت بريطانيا واقعة مؤلمة تُعيد التحذير ات الصادرة من أغلب الأطباء مرارا وتكرارا بشأن مخاطر التقبيل على الأطفال، لأنه يساعد سريعا فى إنتشار فيروس الهربس، الذى يتسبب في فقدان الطفل لبصره، فضلا عن مخاطر أخرى تهدد حياة الرضع نتيجة التقبيل والإصابة بفيروس الهربس.
قبلة عمياء تفقد طفلًا عينهفقد طفل بريطاني يبلغ عامين، بصره في عينه اليسرى نتيجة عدوى فيروس الهربس البسيط، وذلك بعد أن تلقي قبلة من أحد الأقارب، لتعيد هذه القصة تسليط الضوء على المخاطر الجسيمة التي يتعرض لها الرضع نتيجة التقبيل بالتلامس المباشر مع أشخاص مصابين بالفيروس، لذلك نشارك أهمية الوعي بالمخاطر الصحية الناتجة عن التقبيل منعا لإصابة الرضع بفيروس الهربس.
كيف يهدد الهربس حياة الرضع؟بحسب ما نشرته صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، القصة بدأت عندما لاحظت الأم، ميشيل سايمان، أعراضًا غريبة على عين طفلها "جوان"، صاحب عمر العامين، فقد ظهرت علامات التهاب واضحة على مقلته.
وفي البداية، أعتقد الأطباء أن هذه العلامات على عين ميشيل ليست مجرد إلا التهابات بسيطة وتمت معالجتها باستخدام مضادات حيوية، ولكن سرعان ما تفاقمت حالته وظهرت أعراض أكثر خطورة داخل العين.
تحذير فيروس الهربس يُسبب فقدان البصرأظهرت التحقيقات أن الطفل تعرض للفيروس على الأرجح وذلك نتيجة قبلة من أحد الأقارب المصابين بالهربس دون أن يدرك ذلك.
وبعد إجراء الفحوصات اللازمة للطفل، تبين أن الطفل مصاب بقرحة في العين ناتجة عن فيروس الهربس البسيط (HSV-1).
وما لا يعرفه كثير من الأشخاص ويستهينون به هو أن فيروس الهربس ينتقل بسهولة عبر التلامس المباشر للأشخاص الحاملين هذا الفيروس، وبالأخص عند تقبيل شخص مصاب بالفيروس أثناء وجود قرحة برد نشطة على فمه.
على الرغم من محاولات الأطباء علاج حالة الرضيع ميشيل سايمان ، إلا أن الضرر كان قد حدث بالفعل، وتعرض الرضيع لفقد بصره تمامًا في عينه اليسرى بسبب تلف القرنية، وهذا نتيجة توقف الإشارات العصبية بين العين والدماغ.
التحذيرات الطبية ومخاطر الهربس على الرضعبدأت الأم كلماتها في تصريح مؤلم، لوسائل الإعلام قائلة: "لم أكن أتخيل أن قبلة يمكن أن تسبب هذا الدمار، لكن القصة لا تسمحوا لأحد بتقبيل أطفالكم الرضع فهذا يعتبر درس لكل أم وأب.
وفى إطار هذا حذرت منظمة الصحة العالمية من خطورة فيروس الهربس البسيط، مؤكدة أن الأطفال الرضع لديهم جهاز مناعي غير مكتمل، وهذا يجعلهم أكثر عرضة لمضاعفات خطيرة تؤثر على المخ والدماغ والعين لتشمل فقدان البصر أو حتى الوفاة في الحالات النادرة.
لماذا الأطفال أكثر عرضة للإصابة بفيروس الهربس؟فسر الأطباء لماذا الأطفال الرضع هم الأكثر عرضة للإصابة بمضاعفات خطيرة نتيجة الهربس، مؤكدين أن الأطفال الرضع لديهم جهاز مناعي غير مكتمل مثل الكبار، لذلك فإن العدوى قد تتسبب في فقدان البصر أو مضاعفات صحية خطيرة أخرى مثل التهاب الدماغ أى إلتهاب سحائي فى المخ، أو العدوى الجهازية.
مخاطر الهربس على الأطفالالتهاب سحائي فى الدماغ: الهربس هو أحد الأسباب الرئيسية لالتهاب الدماغ أى إلتهاب سحائي فى المخ عند الأطفال، مما قد يؤدي أحيانا إلى إعاقات عقلية أو حركية دائمة.
التهاب العين وفقدان البصر: يتسبب الهربس فى حدوث التهابًا في قرنية العين أحيانا، مما يؤدي إلى قرح وفقدان الرؤية إذا لم يتم التعامل معه سريعًا، وعدم الإنتباه للأعراض.
العدوى الجهازية: لم تتخيل الأمهات مدي مخاطر التقبيل الذى يسبب فيروس الهربس للرضع، فأحيانا يمكن أن ينتقل الفيروس إلى الدم مسببًا حالات تشبه تعفن الدم، وهذا ما يشكل خطرًا كبيرًا جدا على حياة الرضع.
الهربس يسبب مشاكل في الجهاز التنفسي مثل التهاب القصبات أو الرئة.
تأثير الهربس على الجهاز العصبي: يؤثر الهربس على الأعصاب عن طريق حدوث التهابات عصبية أو مضاعفات مثل ضعف الأعصاب أو الصرع.
أعراض الهربسالهربس الجلدي: يظهر على هيئة طفح جلدي و بثور حول الفم أو الوجه، مما يعرض الطفل لخطر الإصابة بالتهابات بكتيرية ثانوية.
الهربس يسبب مشاكل في الجهاز التنفسي: ففي بعض الحالات النادرة، يمكن أن يسبب الهربس مشاكل في الجهاز التنفسي مثل التهاب الرئة أو القصبات.
تأثير الهربس على الجهاز العصبي: الهربس يسبب التهابات عصبية و مضاعفات خطيرة للرضع منها ضعف الأعصاب أو الصرع.
هل الهربس مرض مزمن لا شفاء منه
قال الدكتور يوسف على فريد استشارى الأطفال فى تصريحات خاصة لـ صدى لبلد إن فيروس الهربس يعد مرضًا فيروسيًا مزمنًا ولا نقلق من السيطرة عليه بالأدوية، لكنه لا يُشفى نهائيا، وتظل الفيروسات كامنة في الجسم مما يجعلها تتسبب فيما بعد فى حدوث نوبات متكررة من الأعراض مثل القرح والالتهابات.