سفير مصر السابق بأنقرة: زيارة الرئيس السيسي لتركيا وثيقة ميلاد لمرحلة جديدة من العلاقات بين البلدين
تاريخ النشر: 4th, September 2024 GMT
أكد سفير مصر السابق لدى أنقرة، السفير عبد الرحمن صلاح الدين، أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى تركيا تحمل الكثير من فرص التعاون المشترك إقليمياً وثنائياً، وتعد وثيقة ميلاد لمرحلة جديدة من العلاقات بين البلدين تُبنى على المشتركات وتستفيد من أخطاء الماضي.
وأضاف السفير عبد الرحمن صلاح الدين، أن تلك الزيارة التاريخية الأولى للرئيس السيسي لتركيا تحمل عدة رسائل إقليمية ودولية عاجلة أبرزها أن هناك تحالفاً قوياً قادماً بين مصر وتركيا لن يدخر جهداً من أجل حل أزمات المنطقة وإعادة الهدوء والاستقرار إلى الشرق الأوسط.
وتابع أن وقف إطلاق النار في قطاع غزة وحرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل ومخطط تهجير الفلسطينيين من أرضهم سيكون على قمة أولويات لقاء الزعيمين المصري والتركي، علاوة على الجهود والخطوات التي يمكن اتخاذها لمحاكمة حكومة تل أبيب أمام المحاكم الدولية على ما اقترفته من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وأبرز السفير عبد الرحمن صلاح الدين، أن اجتماعات القمة المصرية التركية في أنقرة تأتي تتويجاً لمسيرة إحياء العلاقات بين البلدين والتي شهدت دفعة قوية وانطلاقة جديدة بعد زيارة الرئيس أردوغان إلى مصر في فبراير الماضي والتي طوى بها سنوات من القطيعة وأعاد الود وعلاقات الصداقة.
وأوضح أن المرحلة الراهنة من تطور العلاقات بين البلدين تطرح عدة قضايا ثنائية وإقليمية تستدعي مناقشتها ودراستها وبحث تداعياتها على العلاقات الثنائية، مثل الأزمات في ليبيا والسودان والصومال، معتبراً أن مصر وتركيا في حاجة إلى التقارب في ضوء اتفاق المصالح المشتركة بيّنهما.
وشدد على أهمية التعاون والتشاور وتنسيق المواقف بين البلدين في ظل التحديات التي تواجهها المنطقة وفي مقدمتها تداعيات استمرار حرب غزة على دول الإقليم وما نتج عنها من توسع دائرة الصراع والمواجهات وغياب آفاق السلام مع وجود حكومة اسرائيلية متطرفة تنسف كل جهود السلام، بجانب حالة الاستقطاب التي يشهدها النظام الدولي ما يحتم التعاون بين مصر وتركيا القوتان ذات التأثير و النفوذ إقليمي والعلاقات الدولية الطيبة.
ونوه بأن القمة المصرية التركية تنعقد في أنقرة بمشاركة عدد كبير من الوزراء في أول اجتماع لمجلس التعاون الاستراتيجي بين البلدين، وفي وجود ما يزيد على 100 رجل أعمال مصري وأضعاف هذا العدد من الجانب التركي.
واقترح سفير مصر السابق لدى أنقرة أن تستفيد الدولة المصرية من خبرة رجال الأعمال الأتراك خاصة في صناعة النسيج بمصر وتصديره إلى الأسواق الأمريكية والإفريقية بمئات الملايين من الدولارات، ما يعود بالنفع على البلدين والشعبين.
وذكر بأن "العلاقات الاقتصادية بين البلدين لم تتأثر خلال السنوات الماضية بل إن إجمالي حجم التبادل التجاري كان قد وصل إلى 5 مليارات دولار بعد أن كان لا يتجاوز نصف هذا الرقم وقت بدء عملي سفيراً لدى أنقرة في مطلع عام 2010.. واليوم وبعد عشرة أعوام تضاعف هذا الرقم عام 2023 ليقترب من 10 مليارات دولار".
وأكمل في هذا السياق أن الحكومة المصرية والتركية تطمحان إلى زيادة حجم التبادل التجاري ليصل 15 إلى مليار دولار خلال ثلاثة أعوام، بجانب تضاعف حجم الاستثمارات التركية في مصر لتقترب قيمتها من خمسة مليارات دولار.
وسلط السفير عبد الرحمن صلاح الدين الضوء على التعاون الثقافي بين البلدين وما يمثله من فرص تسويق للإنتاج الأدبي والفني المصري في السوق التركي، مشيراً كذلك إلى أهمية تنشيط حركة الترجمة الأدبية والفنية من اللغة العربية إلى التركية وتصدير الأفلام والمسلسلات المصرية التي يمكن أن تحظى بإقبال تركي يناظر ذلك الذي تتمتع به المسلسلات والأفلام التركية في العالم العربي وذلك بالنظر إلى تقارب الثقافات بين الشعبين.
واختتم سفير مصر السابق بالتذكير بالعلاقات التاريخية بين الشعب المصري والتركي، و بإقبال الأتراك على إرسال أبنائهم لتعلم اللغة العربية والدين الإسلامي بالأزهر الشريف و في بقية الجامعات المصرية.
اقرأ أيضاًالمحافظون الجدد يؤدون اليمين الدستورية أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي | فيديو
الحملة الرسمية للرئيس عبد الفتاح السيسي تكرم معاون محافظ جنوب سيناء
حجازي: زيارة الرئيس السيسي لتركيا تأتي في توقيت خطير يستدعي تشاور القوى الإقليمية
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: اخبار مصر السابع سفير سفير مصر سفير مصر السابق في تل أبيب سفير مصر في مصر العلاقات بین البلدین سفیر مصر السابق زیارة الرئیس
إقرأ أيضاً:
سفير بكين بالرباط : الصين تعتبر المغرب شريكها الطبيعي في أفريقيا ووجهة مفضلة لإستثماراتها
زنقة 20. الرباط
أكد سفير جمهورية الصين الشعبية بالمغرب، لي شانغلين، اليوم الخميس بالرباط، أن بلاده تعتبر المغرب شريكا “طبيعيا” ووجهة “مفضلة” للاستثمارات.
وشدد السفير الصيني في مداخلة خلال لقاء-مناقشة حول العلاقات المغربية الصينية نظمه المجلس المغربي للشؤون الخارجية، على أن “العلاقات بين الرباط وبيكين تتميز بدينامية استثنائية، وللبلدين رؤية مشتركة بخصوص الرهانات الكبرى في الوقت الراهن ويعملان في خدمة تعددية الأطراف”.
وخلال هذا اللقاء الذي التأم فيه باحثون وأكاديميون ودبلوماسيون، أبرز السيد لي شانغلين، المؤهلات الرئيسية التي تتوفر عليها المملكة، لاسيما استقرارها السياسي ومواردها البشرية المؤهلة وبيئتها المواتية للاستثمار، مشيرا إلى أن المغرب أصبح وجهة مفضلة للاستثمارات الصينية، خاصة في مجالات الصناعة وصناعة السيارات والنسيج.
ونوه الدبلوماسي الصيني بالارتفاع الملحوظ في المبادلات التجارية بين البلدين، والتي يفوق حجمها سبعة مليارات دولار أمريكي، موضحا أن هذا التوجه يعزى إلى شراكات متينة تشجع على تبادل الخبرات وتطوير فرص أعمال جديدة.
كما أبرز لي شانغلين أن الزيارة التي قام بها الرئيس الصيني شي جين بينغ في نونبر الماضي إلى الدار البيضاء، ستعطي دفعة جديدة لتنويع وتكثيف العلاقات الثنائية.
وسلط الدبلوماسي الصيني الضوء، أيضا، على دور الدينامية التصاعدية للعلاقات الصينية المغربية باعتبارها رافعة لتنمية القارة الإفريقية.
وأبرز في هذا الصدد أن إفريقيا تشكل إحدى الركائز الأساسية للسياسة الخارجية المغربية، مضيفا أن الصين تضع أيضا القارة الإفريقية في صلب أولوياتها في مجال العلاقات الدولية والتعاون التنموي والشراكة الاقتصادية.
وفي هذا الصدد، أبرز الدبلوماسي أن أهداف الرباط وبكين تتطابق في ما يتعلق بتحقيق انخراط أفضل في السياسات المكرسة لتنمية القارة الإفريقية، مضيفا أن البلدين يمكنهما العمل معا للمساهمة في تكوين شباب القارة وتسريع تنمية اقتصاداتها.
وأكد الإرادة المشتركة للرباط وبكين للارتقاء بشراكتهما إلى مستوى أعلى، وتوسيع تعاونهما ليشمل مجالات جديدة مثل الذكاء الاصطناعي والانتقال الطاقي.
وشكل هذا اللقاء مناسبة لاستعراض تاريخ العلاقات الصينية-المغربية، وفرص التعاون المستقبلية بين الرباط وبكين، ودور المغرب كفاعل مهم في المبادرة الصينية “الحزام والطريق”، مما أتاح حوارا مثمرا وفهما أفضل للرهانات بين البلدين.
الصين