استعدادات مكثفة لإطلاق برنامج إعداد قادة الذكاء الاصطناعي في الأردن
تاريخ النشر: 4th, September 2024 GMT
تستعد مدينة العقبة الأردنية لاستضافة البرنامج التدريبي الخامس "إعداد قادة الذكاء الاصطناعي وحرب المعلومات" خلال الفترة من 8 إلى 12 سبتمبر 2024.
يأتي هذا البرنامج ثمرة تعاون مشترك بين اتحاد الجامعات العربية، معهد إعداد القادة بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي المصرية، وجامعة العقبة للتكنولوجيا.
وشهد اليوم اجتماعاً تحضيرياً افتراضياً عبر تطبيق "زووم"، حضره ممثلون عن الجهات المنظمة والطلاب المشاركون من 16 دولة عربية، وهي: مصر، الإمارات، قطر، البحرين، سلطنة عمان، العراق، جزر القمر، الصومال، المغرب، تونس، لبنان، سوريا، الأردن، فلسطين، ليبيا، واليمن.
يحظى برنامج إعداد قادة الذكاء الاصطناعي وحرب المعلومات برعاية من الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي المصري، والدكتور عزمي محافظة، وزير التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي الأردني، الدكتور عمرو عزت سلامة، الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية، الدكتور محمد الوشاح رئيس جامعة العقبة للتكنولوجيا، الدكتور كريم همام، مستشار وزير التعليم العالي للأنشطة الطلابية ومدير معهد إعداد القادة.
حضر الإجتماع التحضيرى من جانب اتحاد الجامعات العربية، لينا البيطار مدير الإدارة العامة لاتحاد الجامعات العربية، دينا أبو رزق منسق شئون اتحاد الجامعات العربية، ومن جانب جامعة العقبة الدكتور محمود الكركي مدير العلاقات العامة ومنسق البرنامج التدريبي من جامعة العقبة للتكنولوجيا، ومن جانب معهد إعداد القادة، الدكتور حسام الشريف وكيل معهد إعداد القادة بمصر.
أهداف برنامج إعداد قادة الذكاء الاصطناعي وحرب المعلوماتوأكد الدكتور كريم همام، مستشار وزير التعليم العالي للأنشطة الطلابية ومدير معهد إعداد القادة بمصر، على أهمية هذا برنامج إعداد قادة الذكاء الاصطناعي وحرب المعلومات في إطار الجهود الرامية لإعداد كوادر قيادية مؤهلة لدفع عجلة التنمية المستدامة على المستويين المحلي والعربي.
وأضاف: "هذا البرنامج يمثل فرصة فريدة للتلاحم العربي وتبادل الثقافات بين الطلاب، فنحن على ثقة بأن شباب الوطن العربي قادرون على تحمل المسؤولية الكبيرة و يرسمون ملامح جديدة لمستقبل المنطقة من خلال الأفكار المبتكرة التي يكتسبونها."
ويهدف برنامج إعداد قادة الذكاء الاصطناعي وحرب المعلومات إلى تزويد المشاركين بالمهارات والمعارف اللازمة في مجالات الذكاء الاصطناعي وأمن المعلومات، مما يعزز قدراتهم على مواجهة التحديات التقنية المستقبلية ويسهم في تطوير البنية التحتية الرقمية في العالم العربي.
ومن جانبها، أكدت إدارة جامعة العقبة للتكنولوجيا جاهزيتها التامة لاستضافة البرنامج، مشيرة إلى توفر كافة الإمكانات اللوجستية والتسهيلات اللازمة لضمان سير الفعاليات بشكل منظم ومثمر.
ويعتبر برنامج إعداد قادة الذكاء الاصطناعي وحرب المعلومات خطوة مهمة نحو تمكين الشباب العربي وإعدادهم لقيادة مستقبل التكنولوجيا في المنطقة، مما يعزز فرص التنمية المستدامة والتعاون الإقليمي في مجالات حيوية كالذكاء الاصطناعي وأمن المعلومات.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الذكاء الذكاء الاصطناعي حرب المعلومات العقبة الأردنية الجامعات جامعة العقبة للتکنولوجیا معهد إعداد القادة الجامعات العربیة التعلیم العالی
إقرأ أيضاً:
الخبرات النادرة والمعادلة الجديدة في الذكاء الاصطناعي
تشير الدراسات الاستشرافية إلى أهمية تبني معادلة جديدة في الموازنة بين الذكاء البشري، والذكاء الاصطناعي في عالم الأعمال، ومع التقدم العلمي، واتساع وتعقيد التحديات التي تواجه المؤسسات والاقتصاد والمجتمع، أصبح إدماج الذكاء الاصطناعي ضرورة لا بد منها، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: أين ينتهي حدود الخبرات النادرة للعقل البشري لتبدأ أدوار الذكاء الاصطناعي وفق نهج يقوده الإنسان، وتعززه التكنولوجيا؟
إذا عدنا بالذاكرة إلى بداية ظهور الجيل الأول من الذكاء الاصطناعي التوليدي، نجد أن الحوار الفكري قد تركز خلال تلك المرحلة عن تأثيرات هذه التقنيات على ملف التشغيل، وبمعنى أدق، عن إحلال الآلة في بعض الوظائف التي لا تتطلب المهارات الكاملة للعقل البشري، ولكن مجالات النقاش في الوقت الراهن قد تحولت بشكل جذري لتتمحور حول الفرص والتحديات المتمثلة في استخدام الذكاء الاصطناعي لدفع الكفاءة والإنتاجية، وما هي أنجح الطرق للجمع بين الإبداع البشري مع الفهم المناسب لحدود إمكانات التكنولوجيا، وكيفية اكتساب القيمة من توظيف التقنيات المتقدمة، والاستثمار في البيانات والمهارات، وعلى رأس هذه المحاور، يأتي الموضوع الأكثر أهمية؛ وهو المحافظة على الخبرات البشرية النادرة في وسط ضجيج الآلات الذكية.
وهذا يفرض الكثير من التساؤلات؛ فإذا كانت الملامح المثالية للمعادلة الجديدة هي قيادة الإنسان للمهام مع الاستفادة من توظيف التقنيات، فإن الحاجة ملحة لإعادة تعريف معايير ومحددات النجاح في هذا المشهد، هذا بالإضافة إلى معرفة الحدود الفاصلة بين الخبرات العملية والمهنية، والخبرات النادرة، وأين ينتهي حدود هذه الخبرات، وكيف يمكن تعريف دور الذكاء الاصطناعي في ظل وجود الخبرات المفاهيمية، وهل هي ممكنة وداعمة، أو أنها مكررة ولا تتقاطع معها بشكل تكاملي، وكذلك يظهر موضوع التدريب كأحد أهم الموضوعات المرتبطة بهذا الشأن، إذ لا بد من تعريف الموجهات التي تحدد متى تتخذ المؤسسة قرار الاستثمار في تدريب فرق العمل على مهارات وأدوات الذكاء الاصطناعي، ومتى يمكنها إحلال الوظائف والمهام وأتمتها.
ولكن الوضع الراهن في عالم المؤسسات والأعمال لا يزال في وضع المترقب، ويكاد يكون من النادر وجود التوجه الفعلي لإدماج الذكاء الاصطناعي التوليدي في المهام والتخصصات العملية المؤسسية، وذلك رغم أن نماذج اللغة والبرمجيات تتطور بشكل لا يصدق، ويمثل هذا بحد ذاته تحديًا كبيرًا، وتتعد أسباب قلة خوض تجربة إدماج الذكاء الاصطناعي في بيئات العمل، وإن كان يعود معظمها إلى الحواجز الثقافية التي تحول دون تبني هذه التقنيات، وكذلك الحاجة إلى الوصول لكميات هائلة من البيانات العامة والنوعية، والتي يمكن استخدامها لأغراض التنبؤ، وبناء النماذج، وتحديد الأنماط، وتشمل التحديات كذلك العوامل الفردية المتمثلة في وجود المخاوف من العمل مع التكنولوجيا، والتفاعل مع الآلة، والتحولات العميقة التي سوف ترافق عملية التحول هذه، والتي تتطلب كذلك الكثير من الوقت والجهد لتأصيل الواقع الجديد، وتمكين أنماط العمل الهجين، مع المحافظة على المصداقية المهنية، وخصوصا في الجوانب التي تتطلب الكثير من الموضوعية، وتستند في ذات الوقت إلى الاعتبارات الأخلاقية، مثل تقييم أداء الموظفين الذين يؤدون مهامهم في الواجهة بين الآلة، وبين أقرانهم الذين لا يتعاملون مع التقنيات.
وفي عمق كل هذه المسارات المتقاطعة، تظهر الحاجة الملحة للمحافظة على الخبرات النادرة، التي لا يوجد لها في الواقع تعريف مباشر وبسيط، ففي عالم الأعمال والمؤسسات، هناك خبرات مهنية تكتسب صفة الندرة النسبية، والتي يصعب إحلالها بأدوات وإمكانيات الذكاء الاصطناعي، ولكن المخاطر الحقيقية ليس في هدر هذه الخبرات النادرة، وإنما في صعوبة التعرف إليها، والاستفادة منها، وكذلك في بناء خبرات مناظرة لها بعد أن أصبحت الاتجاهات الرئيسية للرؤى الداعمة لإدماج الذكاء الاصطناعي في الأعمال المؤسسية تؤكد أن تبني هذه التقنيات يعزز الإنتاجية والابتكار، وكذلك يسهم في اتخاذ قرارات تعتمد على البيانات، وكذلك يقلل من التكاليف التشغيلية من خلال الأتمتة، ويسمح للموارد البشرية بالتركيز على الجوانب الإبداعية، والمهام الأكثر استراتيجية، وجميع هذه العوائد قد تؤثر على احتمالية استمرار المؤسسات في الاستثمار في بناء المهارات الفردية النادرة، وهنا تأتي المخاطر ذات المدى الطويل لإدماج تقنيات الذكاء الاصطناعي؛ مثل تعمق فجوات المعرفة والمهارات بين فرق العمل، والنزوح الوظيفي المحتمل، وغيرها من التحديات التي تتطلب وجود التقييم المسبق، وتحديد الجاهزية الشاملة لتنفيذ التحول الذي يخدم الأهداف المؤسسية بنطاقها الأوسع.
إن إمكانات الذكاء الاصطناعي في عالم المؤسسات والأعمال لا حصر لها، ولكن المعادلة الجديدة لإدماج التقنيات المتقدمة تتطلب تحقيق التوازن النوعي بين توظيف الخبرات النادرة للعقل البشري، والاستفادة القصوى من الذكاء الاصطناعي والأتمتة، مع إيلاء الأهمية لاستبقاء الكفاءات والمعارف والخبرات، وإعادة تدريبها لتزويدها بخبرة الذكاء الاصطناعي، ويجب ألا تشمل مسارات التدريب التركيز على مجموعة المهارات الفنية والتقنية فحسب، بل يجب أن تشمل أيضا التعلم المستمر لتأصيل عقلية وثقافة النمو، والتكيف مع تطور تقنية الذكاء الاصطناعي، وذلك مع تعزيز الفهم العميق لأهداف العمل في ظل التقدم التكنولوجي المتسارع، وأهمية الاستفادة من الخبرات النادرة كمورد استراتيجي للمؤسسة وللعمل، وعلى سبيل المثال، تُعد خوارزميات الذكاء الاصطناعي من أهم الأدوات التحليلية لخلق القيمة من مجموعات البيانات الكبيرة، وذلك لتحديد الأنماط والتنبؤ بالاتجاهات المستقبلية، مما يساعد في التخطيط الاستراتيجي، وتخصيص الموارد، ولكن الاستفادة الفعلية من نتائج هذا التحليل الذي يقوم به الذكاء الاصطناعي لا يكتمل سوى بوجود الخبرات المهنية الرصينة القادرة على قراءة الاتجاهات بالمقارنة مع الأداء السابق للعمل، وبالعودة إلى اعتبارات كثيرة أخرى، وبذلك تكتسب عملية اتخاذ القرار جميع الأبعاد التي من شأنها تحقيق الإنتاجية، مع مراعاة أهمية تجريب وتقييم مسارات تبني النهج المتكامل بين الخبرات النادرة والتقنيات المتقدمة وذلك قبل توسيع نطاق دمجها في العمليات المؤسسية، لضمان الانتقال السلس في سير الأعمال، مع الإدراك بأهمية وضع مسارات موازية للكشف عن الخبرات الفردية النادرة، واستبقائها وتفعيل دور المهارات الرئيسية لهذه الخبرات في عملية التحول نحو النهج المتكامل، فالإنتاجية تتطلب وجود العلاقة التكافلية بين الخبرات وإمكانات الذكاء الاصطناعي.