تقرير مجلة "إيكونوميست" عن الحرب في السودان (مرعب) بكل ما تحمله الكلمة من معنى..! وقد خصّصت المجلة العالمية الأشهر عددها الأخير عن الحرب في السودان، وجعلته الرواية الرئيسية وصورة الغلاف ومحور الاهتمام باعتبار أنها تمثّل الكارثة الأكبر والأخطر؛ سودانياً وإقليمياً وعالمياً..!
وليس دعوتنا للتركيز على هذا التقرير من باب (محبة الخواجات) ولكن لأنه يصدر من جهة إعلامية رصينة (شاء من شاء وأبى من أبى من الإضينات الجهلة).

.! فالإيكونوميست مجلة متخصّصة تمتلك فيضاً من التقارير والمعلومات القائمة على تقارير خبراء عسكريين وسياسيين واستراتيجيين، وبيانات ترتكز على رؤية شاملة تستند على معلومات من الأقمار الصناعية والقياسات الحرارية لمصادر النيران thermal images ومعلومات مدققة من منظمات دولية ومصادر بحثية..وتقارير عن النزوح واللجوء والمجاعات وتوقعاتها من وكالات أممية ومراكز خبرة وهيئات متخصّصة..!
وطبعا ستهزأ (كتائب الجهل النشط) المؤيدة للحرب بهذه التقارير التي تشير إلى خطورة استمرارها...لأن هذه الفئة الضالة غارقة في الجهل ولا تدرك (كوعها من بوعها)..فمالهم وتقارير الايكونوميست وهم ثلة من العواطلية الذين لا يعرف معظمهم الفرق بين (الايكونوميست والمنلوجست)..!
سيقولون لك "ديل خواجات طامعين ومتآمرين"..وما مصدر هذا الجهل النشط سوى نظام الإنقاذ الذي اجتهد على مدى ثلاثين عاما في تدمير التعليم و(نشر الغباء) والمكافأة عليه..! (ألا تذكروا الترقيات المتوالية لوزير الدفاع بالنظر..؟!) سنوات الانقاذ هي التي صنعت لنا هذه (العاهات المتحركة)..حتى أن جامعات (ثورتها التعليمية) وهي جامعات تشكو من (الإعاقة الذهنية)؛ أصبحت تخرّج كل عام عشرات البروفيسورات الذي أحرزوا (أجارك الله) درجات متقدمة في الجهل والزلنطحية من عينة "ود أب زهانة" (النُزهي الصايع) الذي يأكل في اللكوندة وينام في الجامع..!
ماذا قالت الايكونوميست عن الحرب في السودان..؟! نذكر هنا بعض اللمحات ورءوس المواضيع بسبب ضخمة التقرير و(تفاصيله المخيفة) و(المآلات المرعبة) التي تنتج عن استمرار الحرب..!
العناوين والنقاط الرئيسية لتقارير المجلة تقول ما يلي:
- الحرب الكارثية في السودان هي مشكلة عالمية كبرى..!
- تداعيات حرب السودان يمتد تأثريها إلى (ثلاث قارات)..!
- يتجاهل العالم حرب السودان ويهتم ب بحرب (غزة وأوكرانيا) مع إن الحرب السودانية (أكثر إهلاكاً) من غزة وأوكرانيا..!
- هذه الحرب في السودان قد يموت فيها ملايين البشر وتنتشر فيها الفوضى عبر إفريقيا والشرق الأوسط..!
- حرب السودان كارثة مستفحلة تتعاظم آثارها المدمرة بشكل مريع..!
- حرب السودان أفرخت النزوح واللجوء الأوسع والأخطر على المنطقة والعالم..!
- نذر المجاعة في السودان بسبب الحرب هي الأسوأ عالمياً منذ 40 عاماً..!
- انهيار السودان متوقع مع استمرار الحرب فيه..!
- بسبب موقع السودان الذي يتقاطع مع إفريقيا والشرق الأوسط ويجاور (7 دول هشّة) ويمتد ساحله بطول 800 كيلومتر على ساحل البحر الأحمر المضطرب..هناك إشارات (جيوبوليتكية تحذيرية قوية) تنذر بعواقب وخيمة..!
- هذه هي المرة الثالثة فقط على مدى 20عاماً التي تعلن فيها الأمم المتحدة عن مجاعة كاملة الاستفحال (full-blown famine)
- لقد تم حرق الزراعة والمحاصيل وأصبح الناس يقتاتون على الحشائش وأوراق الشجر وإذا استمر ذلك فإن من (6 إلى 10 مليون سوداني) سيموتون بسبب الجوع في عام 2027 وفقاً لمركز بحثي ألماني يتابع التصعيد في الحرب السودانية..!
- خطورة الحرب في السودان تأتي بسبب موقعه في الركن الشمالي الشرقي من إفريقيا، وباعتباره بوابة المرور للصحراء والساحل والقرن الإفريقي، وهو أيضاً يمثل جزءاً من محيط التأثير لدول الخليج، كما يقع في قطاع يمثّل النقطة الأضيق في البحر الأحمر التي تفصل الجزيرة العربية عن إفريقيا بـ 30 كيلومتر فقط..!
- بورتسودان المدينة الساحلية التي تتخذها القوات المسلحة السودانية قاعدة لها..أقرب إلى أبوظبي وطهران من أنجمينا عاصمة تشاد ومن جيران السودان في غرب إفريقيا..!
- الحرب نتج عنها تسوية الخرطوم العاصمة بالأرض وجعلت من الفاشر (جحيما أرضياً)..!
- إغفال العالم للحرب في السودان القطر الثالث الأكبر إفريقياً سيقذف به في أتون (كتلة من اللهب).!
- استمرار الحرب السودان يحمل ُنذراً بإشعال النزاعات المستقبلية في عالم اليوم الذي يتسم بالفوضى والتعددية القطبية..!
نكتفي بهذا القدر من بعض مؤشرات تقارير المجلة..!
فما هو رأي أنصار الحرب والداعين لمواصلتها (100 سنة) قادمة..؟!
وما رأي (الزفة الكضابة) من جماعة "إخفاء الجثة تحت الزهور" كما يقول المثل الانجليزي..؟!
حذّرت (3) منظمات إغاثة كبرى أمس من (أزمة جوع ذات مستويات تاريخية) يشهدها السودان..وقالت إن العديد من العائلات اضطروا لأكل أوراق الأشجار والحشرات لسد الجوع...ونددت بموقف اللامبالاة من المجتمع الدولي..والمنظمات الثلاث هي؛ المجلس النرويجي للاجئين؛ والمجلس الدنماركي للاجئين؛ ومؤسسة "ميرسي كوربس" العاملة في مجال الإغاثة بالسودان..!
ما رأي والي النيل الأبيض "عمر الخليفة عبدالله" الذي قال إن الحديث عن مجاعة في السودان "فبركة إعلامية وإشاعة القصد منها ترويع المواطنين"..!
ألا تخاف الله يا رجل..؟! هذا الرجل من أنصار "الشجاعة الكيزانية" فهو لا يخاف الله.. الله لا كسّبكم..!

مرتضى الغالي

murtadamore@yahoo.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الحرب فی السودان حرب السودان

إقرأ أيضاً:

التأكيد على استثناء الجامعات والكليات التي ليس لها إدارة ومركز لإستخراج الشهادات داخل السودان من القبول القادم

قام بروفيسور محمد حسن دهب وزير التعليم العالي والبحث العلمي يرافقه عدد من قيادات الوزارة بزيارة إلى ولايتي كسلا والقضارف للوقوف ميدانياً على وضع الجامعات في الولايتين والتأكد من استمرارية الدراسة وتنفيذ المشروعات المستقبلية.وبدأت الزيارة بولاية القضارف، حيث اجتمع الوزير بالإدارة العليا لجامعة القضارف بحضور والي الولاية الفريق ركن محمد أحمد حسن أحمد وعدد من اعضاء لجنة أمن الولاية ومدير الجامعة بروفيسور ابتسام الطيب الجاك وعدد من المسؤولين المحليين.وخلال اللقاء، اطمأن الوزير على سير الدراسة وخطط الجامعة المستقبلية، مشيداً بدور حكومة الولاية في دعم الجامعة ومساندتها لمواصلة الدراسة وتنفيذ مشروعاتها التي تهدف إلى تطوير البنية التحتية للجامعة، وأكد الوزير أن زيارته تأتي للتأكد من أن الجامعة تعمل بكفاءة عالية في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، مؤكدًا على أهمية التعاون بين الجامعة والحكومة لتحقيق الاستقرار الأكاديمي والتطوير المستمر.وأكمل الوزير زيارته إلى ولاية كسلا، حيث وصل إلى مطار كسلا برفقة عدد من مديري الإدارات العليا بالوزارة وكان في استقباله نائب والي الولاية، عمر عثمان آدم، ومدير جامعة كسلا بروفيسور أماني عبد المعروف بشير، ووزير التربية والتعليم بالولاية، ماهر الحسين، إضافة إلى عدد من أعضاء هيئة التدريس والعمداء بالجامعة.واستهل الوزير زيارته بعقد اجتماع مع لجنة عمداء الجامعة وخلال الاجتماع، تم التأكيد على استقرار الجامعة وإسهاماتها في تعزيز التعليم العالي في المنطقة، كما تم تسليط الضوء على أهمية إرسال رسائل إيجابية إلى المجتمع المحلي والدولي، تؤكد أن السودان قادر على مواصلة نشاطه الأكاديمي والبحثي رغم الحرب.هذا وتأتي هذه الزيارات في إطار الجهود المستمرة لدعم التعليم العالي والبحث العلمي والتأكيد على أن السودان لا يزال يسعى للارتقاء والتقدم رغم التحديات.وفي اجتماعه بمديري ومنسقي الجامعات والكليات الأهلية والخاصة المستضافة بجامعة كسلا، أكد بروفيسور دهب حرص وزارته على مستقبل الطلاب، في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد، وأشاد بالجهود المبذولة من قِبَلْ إدارات هذه الجامعات والكليات في تهيئة البيئة الدراسية وتحقيق الاستقرار الأكاديمي مؤكداً أن الجامعات والكليات المستضافة والتي ليس لها إدارة ومركز لاستخراج الشهادات داخل السودان لن يفتح لها باب القبول العام القادم.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • وزير الزراعة يدحض بالأرقام التقارير التي تروج للمجاعة بالسودان
  • تقرير بهآرتس: كاريزما نتنياهو مجرد نرجسية جوفاء
  • التأكيد على استثناء الجامعات والكليات التي ليس لها إدارة ومركز لإستخراج الشهادات داخل السودان من القبول القادم
  • صور تظهر ما نجم عن صاروخ الحوثي الذي استهدف إسرائيل وفشلت باعتراضه
  • اليوم نرفع راية استقلالنا (1)
  • استخدموا مواردكم لتخفيف معاناة السودان وليس تعميقها.. بلينكن يعلن هذا الإجراء الذي ستتخذه الولايات المتحدة حيال الأمر
  • هذا ما يفعله حزب الله الآن.. تقريرٌ إسرائيلي يكشف
  • تقرير يكشف شبكة تضليل مقرها تركيا و سوريا تُناصر الجيش السوداني وتهاجم قوى مدنية
  • مواقف دول الجوار من حرب السودان (1)
  • الكونغراس ينتظر تقرير من بايدن بشأن الإمارات والسودان