علماء يفترضون أن بداية الكون ليست الانفجار العظيم
تاريخ النشر: 4th, September 2024 GMT
يتفق علماء الكونيات على أن هذا الكون قد بدأ بما يُسمى "الانفجار العظيم"، الذي نشأ معه كل ما نعرفه في الكون الآن من مادة، مع الزمان والمكان نفسهما، لكن نتائج دراسة جديدة تخالف ذلك، وتشير إلى أن الكون أقدم من الإنفجار العظيم بكثير.
وفقا للفرضية التي تطرحها الدراسة، فإن الكون ينخرط في حلقة دورية طويلة الأمد تمر بين مرحلتي الانكماش والتمدد المستمرين، ويعتقد الباحثون في الورقة المنشورة بمجلة "جورنال أوف كوسمولوجي آند أستروبارتيكل فيزيكس" أن الفهم الجديد للكون قادر على تفسير مسألتي الثقوب السوداء والمادة المظلمة بشكل مختلف.
وذهبت الدراسة بهذه الفرضية إلى ما هو أبعد من ذلك، مشيرة إلى أن المادة المظلمة ربما تكونت من ثقوب سوداء بدائية تشكّلت أثناء الانتقال من آخر مرحلة انكماش للكون إلى مرحلة التوسع الحالية، التي حدثت قبل الانفجار العظيم، ويطمح الباحثون إلى العثور على أثر لهذه الثقوب السوداء التي من الممكن أنها خلفت وراءها موجات ثقالية يمكن اكتشافها.
يفترض هذا الفريق أن الكون انكمش ثم ارتد وتضخم مرة أخرى (ناسا) المادة المظلمة في الكونتمثل المادة المظلمة غالبية المادة في الكون بنسبة 80%، وتعد أحد الألغاز الفلكية التي استعصت على الفيزيائيين، نظرا لأنها لا تتفاعل مع الضوء بأي شكل من الأشكال، فلا تعكسه ولا تمتصه ولا تشّعه، على عكس المادة الاعتيادية، مما يجعلها غير مرئية بشكل تام.
ويستدل العلماء على وجود المادة المظلمة في الكون من حركة النجوم داخل المجرات ومن الخلفية الكونية الميكروبية، وهي الوهج الإشعاعي المتبقي بعد الانفجار العظيم.
وتطرح الدراسة فهما مختلفا لنشأة المادة المظلمة، مرجحة أنها تشكّلت من الثقوب السوداء البدائية بسبب حدوث تقلبات كبيرة في الكثافة خلال مرحلة الانكماش الأخير للكون، وهي المرحلة التي حدثت تماما قبل التوسع الذي أدى إلى ظهور الكون بشكله الحالي.
وبدلا من أن يكون الكون قد نشأ من نقطة تفرد تلتها فترة توسع سريعة كما هو الحال في النموذج التقليدي، تشير الدراسة الجديدة إلى عدم وجود نقطة تفرد مطلقة، بل إن هناك ما يُعرف بـ"الارتداد"، حيث إن الكون كان في مرحلة انكماش على نفسه قبل أن ينفجر لاحقا ويتوسّع.
يمكن اكتشاف وجود الثقوب السوداء البدائية عبر المراصد الأحدث والأدق التي يجري العمل عليها (ويكيبيديا) السر يكمن في الثقوب السوداء البدائيةوفي سياق الفرضية الحديثة، كان الكون قد انكمش على نفسه إلى حجم أصغر بشكل مدهش (ما يمثل علامة عشرية تليها 50 صفرا يليها 1 من حجمه الحالي)، وأدى هذا الانكماش الشديد إلى حدوث ارتداد عنيف أدى إلى ولادة الفوتونات والجسيمات المعروفة الأخرى، وخلال مرحلة الارتداد، كانت كثافة الكون عالية جدا، لدرجة أن ثقوبا سوداء صغيرة تشكلت نتيجة تقلبات كمية في كثافة المادة، ويعتقد الباحثون أن هذه الثقوب السوداء البدائية تقدم تفسيرا منطقيا لوجود المادة المظلمة في الكون.
وعلى الرغم من نظرية ستيفن هوكينغ حول تبخر الثقوب السوداء مع مرور الوقت، فإن هذه الثقوب السوداء البدائية قد تكون ما زالت موجودة، حاملة معها أسرار ما قبل الانفجار العظيم، لا سيما إذا كانت أحجامها كبيرة بما يكفي لتصمد لأكثر من 13 مليار سنة.
ولاختبار توقعاتهم بشكل أكبر، يخطط الباحثون لاستخدام مراصد الكشف عن الموجات الثقالية من الجيل الحديث "الثالث"، مثل مرصد "ليزا" (LISA) أو تلسكوب "أينشتاين" الفضائي، الذي يتميز بدرجة حساسية أعلى بعشر مرات من المراصد الحالية، ومن المتوقع أن يستغرق الأمر عقدا من الزمن قبل أن تكون هذه المراصد جاهزة للاستخدام.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الانفجار العظیم المادة المظلمة فی الکون
إقرأ أيضاً:
علماء يوضحون سبب ظهور بقع حمراء على الجسم
أفاد باحثون من الولايات المتحدة أنهم تمكنوا من اكتشاف سبب ظهور بقع حمراء على جسم الإنسان، ومثل هذا التصبغ يحدث في كثير من الأحيان عند الأشخاص، لكن لا ينبغي أن تخافوا منه، عليك أولاً الذهاب إلى الطبيب والفحص، حيث يمكن أن تظهر البقع الحمراء كتغيرات ضمن الحدود الطبيعية، أو التحدث عن تغييرات خطيرة في الجسم الذي يتطلب تدخلات جدية، وفي بعض الحالات حتى الجراحة.
بشكل عام، يلاحظ الأطباء أن أي تصبغ متزايد هو إشارة إلى أن هناك خطأ ما في الجسم وتحتاج إلى الاهتمام بصحتك، فلن يكون ذلك غير ضروري ووفقا للعلماء، البقعة الحمراء الصغيرة تسمى بشكل صحيح ورم وعائي، ويحدد العلماء سببين لظهوره التغيرات المرتبطة بالعمر واضطرابات نمط الحياة وبالتالي، في سن الشيخوخة، تكون هذه البقع طبيعية، لأنها غالبا ما تمثل ورما حميدا لا يضر بالصحة بشكل خاص ويمكن توقع ظهوره بعد سن الثلاثين.
ومع ذلك، حتى في هذه الحالة، فإن الأمر يستحق عرض الورم على الطبيب، خاصة في الحالات التي تبدأ فيها فروع الأوعية الدموية في الظهور بالقرب من الورم الوعائي، وقد يشير هذا التكوين إلى وجود مشاكل في نظام الأوعية الدموية أو تطور أمراض الكبد.
إذا ظهرت البقع في سن أصغر، فهذا سبب لدق ناقوس الخطر، وفي أغلب الأحيان يمكن أن يؤدي ذلك إلى التدخل الجراحي، لذلك من المهم بشكل خاص عدم التردد وطلب المشورة الطبية على الفور.