نظم بيت الشعر بدائرة الثقافة في الشارقة، أمسية شعرية أمس، شارك فيها الشاعرين الدكتور محمد الحوراني، ومجد إبراهيم، بحضور الشاعر محمد عبدالله البريكي، مدير بيت الشعر.

زاهر مزاويه

 

وقدم الأمسية الإعلامي زاهر مزاويه، الذي رحب بالحاضرين، قائلا: "حين تفيض بحور الشعر على القلوب، فاعلم أنك في بيت الشعر".. وقد استهل كلمته بتقديم أسمى آيات الشكر لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم إمارة الشارقة، على رعايته للأدب والثقافة.

 

وبعد الكلمة الترحيبة، اعتلى شعراء الأمسية المنبر تباعًا، لينشدوا قصائدهم على مسامع جمهور غفير، اكتظت به القاعة، إذ حضر عدد كبير من محبي الشعر والشعراء والنقاد، ممن قصدوا هذه الفعالية توقا للجمال والإبداع؛ وقد تفاعل الحاضرون مع الشعراء، ومع قصائدهم.

الشاعر د. محمد الحوراني

 

وكانت البداية مع الشاعر د. محمد الحوراني، الذي شملت قصائده مواضيع إنسانية عميقة، وذات معان موغلة في دروب الروح والحياة؛ ففي قصيدته "عتبة"، يسرد إيقاعات الذاكرة والطفولة،

 فيقول:

 

يا عتبة الباب كم غابوا وكم حضروا
وكم تجلى على ذكراهم الأمل

كانوا وكنا، وكم كانت أناملهم
تدنو، وتدنو على أعطافها القبل

كنا صغارا نحوك الشمس أشرعة
ونجتني من حقول القمح ما بذلوا

ونستمد من الأيام نكهتها
ونسترد حكاياهم وما عملوا
أما في قصيدة "ضيق"، فيرسم صورة للروح المتعبة التي تبحث عن المواساة والصبر، ويصوغ بأبياته قصتها المضمخة بالحزن، فيقول:

يا رب رفقا بهذا القلب إن ضاقا
وإن استدار لجلد الذات إشفاقا
قد راح يطوي سنين الوهم من فرح
طي السجل إذا ما رام إطباقا
وراح يبحر في الآلام مفترشا
نهرا تعمد بالأحزان دفاقا
هيأت فيه قناديلا لأشرعتي
فراح يوسعني قتلا وإغراقا

الشاعر مجد إبراهيم

 

واختتم الأمسية الشاعر مجد إبراهيم، الذي قرأ قصيدة "العقدة الشفافة" التي صورت ببراعة أحوال العشاق ومعاناتهم، مستخدما فيضا من الرؤى التي تصف عاطفة الحب وما فيها من تداعيات؛ فقال:
 

أنت الهوى لكنني مخنوق
وعلى مداك يخونني التحليق
أهواك غائبة.. وساعة نلتقي
تغفو الأعالي والقيود تفيق
بيني وبينك عقدة شفافة
قلبي بحبل بهائها مشنوق
متكاملان وحزننا متجدد
وعصابنا رغم الغرام عتيق

كما ألقى قصيدة "اليوم شعر وغدا شعر " حاك فيه نسجا محكما من الأبيات التي تروي أحوال الشعراء في تولعهم بالشعر والقصيدة وتفانيهم في إبداعهم؛ فيقال:

 

تنسمي الوحي من ماضيك وانسكبي
غيثا على الزهر لا نارا على الحطب
وبردي حرقة الفصحى على زمن
ولى وخلى شذاه العذب للحقب
حرائقي فيك أنوار وعافية
تذكي النعيم بقلب أخضر اللهب
حزني له الصخب الساجي بأوردتي
وصرخة الحزن فيها أترف الصخب

 

وفي الختام كرم الشاعر محمد عبدالله البريكي المشاركين في الأمسية.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الدكتور سلطان بن محمد القاسمي المجلس الاعلي أمسية شعرية بیت الشعر

إقرأ أيضاً:

مشروع ترميم معبد إدفو يكشف عن نقوش ملونة لأول مرة بسطح المعبد

نجحت البعثة الأثرية المشتركة بين المجلس الأعلى للآثار وجامعة ڨورتسبورج الألمانية، في الكشف الألوان الأصلية لمعبد إدفو وعدد من النقوش التي تظهر لأول مرة وذلك أثناء أعمال مشروع ترميم سطح المعبد المكرس لعبادة الإله حورس، والذي بدأ عام 2021 بتمويل من مؤسسة جيردا هينكل الألمانية.

وزير السياحة والآثار يشيد بما يبذله المرممين من جهد للحفاظ على تراث مصر الحضاري واستعادة الألوان الأصلية للمعابد

وأشاد السيد شريف فتحي وزير السياحة والآثار بالدور الذي يقوم به المرممين لا سيما المصريين في الحفاظ على تراث مصر الحضاري، وما يبذلونه من جهد رائع ومحاولتهم الدؤوبة للكشف كافة النقوش الموجودة بالمعابد المصرية واستعادة الألوان الأصلية التى كانت تزينها منذ آلاف السنين، واصفًا إياه بالجهد الرائع لإزالة الأثرية التى كانت تغطيها على امتداد سنوات طويلة، والذى يعقبه القيام بمعالجات دقيقة للغاية لإعادة هذه الألوان لما كانت عليه، موجها بضرورة الإسراع فى اتمام الأعمال استعدادًا للموسم السياحي الشتوي واستقبال الزائرين المصريين والسائحين من كافة دول العالم.

وأوضح الدكتور محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار أن مشروع ترميم المعبد يأتي في إطار استراتيجية وزارة السياحة والآثار في الحفاظ على تراث مصر الحضاري والثقافي والذي هو إرث للإنسانية جمعاء، ويهدف المشروع إلى تنظيف جدران المعبد وإعادة نشر النصوص والمناظر الخاصة بها وتوثيقها توثيقا رقميًا في إصدارات جديدة تحمل ترجمات ودراسات أكثر دقة من الإصدارات السابقة التي نشرت خلال القرن الماضي، كما يتضمن المشروع أيضا ترميم وتنظيف المقاصير والجدران الداخلية للمعبد، فضلًا عن تثبيت الألوان، وإزالة السناج، وعمل دراسات مفصلة للنصوص والمناظر  الموجودة بجدران قدس الأقداس والغرف المجاورة لها.

النقوش المكتشفة ستساهم في تشكيل رؤى جديدة حول الممارسات الدينية للكهنة خلال العصر البطلمي

وأشار الأمين العام إلى أنه خلال ترميم سقف وجدران قدس الأقداس بالمعبد تم الكشف بقايا مناظر ملونة وكتابات للكهنة مدونة بالخط الديموطيقي، بالإضافة إلى آثار ألوان ذهبية كانت تُستخدم لتذهيب النقوش البارزة من مجوهرات وشارات ملكية وكذلك أجساد الآلهة.

وأثني الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار على الجهود المبذولة في المشروع من أجل إظهار النقوش والألوان، والتي ستعمل بشكل كبير إلى عودة المعبد لما كان عليه عند بنائه، الأمر الذي من شأنه الحفاظ على المعبد ونقوشه، والمساهمة في الوقت ذاته في تحسين التجرية السياحية لزائري المعبد.

ومن جانبه قال د. أيمن عشماوي رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار، أن النصوص الموجودة بالمعبد تشير إلى أن بعض المباني به كان مغطاه بطبقات من رقائق معدنية سميكة مصنوعة من النحاس (المُذهّب) والتي لم يتبق منها إلا مجموعات من الثقوب في الجدران، الأمر الذي ادي إلى ندرة توثيقها في السجلات الأثرية، لافتا إلى أن فريق العمل المصري الألماني نجح في الكشف هذا النوع من التذهيب في أماكن عديدة في الأجزاء العلوية من جدران مقصورة القارب المقدس بالمعبد.

فيما أشار الأستاذ أحمد عبد النبي المشرف على المشروع أن فريق العمل قام بإزالة الاتساخات العالقة بالأسطح وفضلات الطيور والأتربة والسناج وكذلك تكلسات الأملاح مما أسفر عن ظهور بقايا الألوان الأصلية التي كانت تغطي النقوش البارزة بأكملها، موضحًا أنه جاري حاليا فحص وتحليل الألوان المستخدمة وترميمها، لعودة المناظر إلى صورتها الأصلية عند تشييد المعبد.

ومن جانبه قال الأستاذ الدكتور مارتن أ. شتادلر، رئيس المشروع ورئيس قسم المصريات بجامعة يوليوس ماكسميليان بڨورتسبورج، أن جودة الألوان بالمعبد تعكس مدى تقدم الفن المصري، لافتا إلى العثور على نص ديموطيقي مرسوم بالحبر كان مختفيًا تمامًا تحت العوالق يتحدث عن دخول الكهنة إلى قدس الأقداس وهو نقش فريد حيث أنه من المعروف أن الكتابات الشخصية تظهر دائمًا في المحيط الخارجي للمعبد أو على المداخل وليس في المقصورة الرئيسية أو قدس الأقداس، حيث يوجد القارب المقدس وتمثال الإله، مؤكدًا على إن هذه النصوص المُكتشفة، ستساهم في تشكيل رؤى جديدة حول الممارسات الدينية للكهنة في هذا الوقت.

ومن ناحيتها قالت ڨكتوريا ألتمان ڨيندلنج مديرة المشروع والباحثة بجامعة يوليوس ماكسميليان بڨورتسبورج، أن الكشف الألوان الأصلية للنقوش ساهمت بشكل كبير في معرفة مزيد من تفاصيل المناظر والكتابات الهيروغليفية التي لم تظهر في النقوش البارزة، بالإضافة إلى إضفاء طابع فريد على  قدس الأقداس خاصة عند دخول أشعة الشمس له.

ويعد معبد "حورس بحدتي" في  إدفو  أحد أفضل المعابد المحفوظة في مصر فهو يضم مجموعة من النقوش والرسومات التي تسجل معلومات مهمة عن اللغة المصرية القديمة والأساطير المصرية القديمة والعقائد الدينة وممارسات العبادة.

وهو ثاني أكبر معابد مصر القديمة حجمًا، وقد شُرعّ في بناء المعبد في عهد الملك بطليموس الثالث  إيرجيتيس، واكتمل في عهد الملك بطليموس الثاني عشر.

ويعد المبنى نصبًا فريدًا من نوعه للدين والعمارة القديمة، بالإضافة للألوان الزاهية البرَّاقة ذات السحر الخاص.

2cc2d4b6-293a-40f1-93f3-535f3446e31d 8fd61849-220c-446c-900e-f5e90dc5a5b6 833fef4f-9d95-4486-b1b4-1d883bd9b074 6364010c-8e9c-4ff8-917f-312883ddfee6 b9dd8d68-fa3a-4f35-bd77-f11040aaa87f d79f4888-c25b-483e-a4c2-90eab4a2b131 eac9f72b-d77a-4e0d-aa1e-cb08fdbb7da6 f68ff0a9-7eb3-460e-984b-42097a760b95

مقالات مشابهة

  • عاجل.. صدمة بشأن عدد المباريات التي سيغيبها إبراهيم دياز عن ريال مدريد
  • مشروع ترميم معبد إدفو يكشف عن نقوش ملونة لأول مرة بسطح المعبد
  • فوز محمد الشهاوي والمغربي عبد الكريم الطبال بجائزة أحمد شوقي
  • إبراهيم دياز.. الورقة الرابحة الصامتة التي تطالب بمزيد من التألق في ريال مدريد
  • إبراهيم سعيد ينتقد صفقات الأهلي الجديدة
  • جماليات الصورة وبلاغة المعجم في قصيدة “عيد المولد النبوي” للشاعر/ عبدالسلام المتميز
  • مكتبة محمد بن راشد تحتفي بإرث علي العميمي في 19 الجاري
  • مكتبة محمد بن راشد تحتفي بإرث علي العميمي الخميس
  • المديح النبوي.. أشهر القصائد التي تغنت بمدح الرسول
  • مكتبة محمد بن راشد تحتفي بإرث الشاعر علي بن بخيت العميمي 19 سبتمبر الجاري