هل اقتربت نهاية نتانياهو ؟
تاريخ النشر: 4th, September 2024 GMT
سرايا - خرج الإسرائيليون الغاضبون إلى الشوارع، بمجرد أن شاع السبت خبر أن حماس أعدمت 6 رهائن، ونظموا أكبر تظاهرة ضد الحكومة منذ بدء الحرب في غزة.
وكتب الدبلوماسي الإسرائيلي السابق آلون بنكاس في صحيفة "غارديان" البريطانية، أن هؤلاء الرهائن كان من الممكن إنقاذهم لو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وافق على صفقة التبادل.
لكنه لم يفعل.،وفي الواقع، فإنه قوض كل فرصة منذ أشهر، عن طريق التهرب والتراجع على نحوٍ دائم.
ولفت إلى أن الـ350 ألف محتج في تل أبيب، يعادلون 2.4 مليون بريطاني أو 12 مليون أمريكي احتشدوا في مكان واحد من أجل قضية واحدة. وسرعان ما برز السؤال: هل هذه نقطة الانعطاف السياسية لنتانياهو؟.
اشمئزاز
الجواب هو ربما، لكن ذلك يعتمد على مدى ديمومة هذه التظاهرات، وهل تعكس حجماً من الاشمئزاز الذي قد يترجم إلى اضطرابات سياسية؟، هل ستؤدي إحباطات وزير الدفاع يوآف غالانت وكبار ضباط الجيش الإسرائيلي ومجتمع الاستخبارات حيال نتانياهو، إلى تأجيج المزيد من التظاهرات؟، لا يمكننا أن نعرف على وجه اليقين بعد، ولكن إذا كان الأمر كذلك، فسيواجه نتنياهو مأزقاً سياسياً كبيراً، وهو مأزق تمكن بطريقة أو بأخرى من تجنبه أشهراً عدة.
ومهما كان شعور الإسرائيليين بالغضب، فإن مقتل الرهائن كان متوقعاً بشكل مأساوي. وحذر غالانت من أن ذلك سيحدث، كما حذر رئيس الموساد ورئيس جهاز الأمن العام، الشاباك،. ومع ذلك، لم يرغب نتنياهو قط في التوصل إلى صفقة رهائن تتضمن وقف النار. فهو لا يريد أي اتفاق لا يمكنه وصفه بأنه "نصر كامل"، وهو هدف زائف وبعيد المنال، وضعه للتأكد من استمرار الحرب.
التصعيد
وعلاوة على ذلك، فإن ميله للتصعيد، إلى جانب إطالة أمد الحرب في غزة، يشكلان مؤشرين صارخين، على أن مصالحه الأوسع تمنع مثل هذه الصفقة. فهو يريد الترويج للرواية القائلة بأن هذه ليست حرباً تقتصر على غزة، بل صراعاً واسعاً مع إيران ووكلائها. وهذا يضع كارثة 7 أكتوبر في سياق أوسع، ويخفف من مسؤوليته، في رأيه.
كان الهجوم الذي نفذته حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول) أسوأ يوم في تاريخ إسرائيل، وكارثة ذات أبعاد تاريخية من كل النواحي: في السياسة والردع والأمن والاستخبارات والسمعة والفخر الوطني.
نتانياهو، الذي وصف نفسه عبثاً بأنه "سيد الأمن"، و"زعيم عالمي في مكافحة الإرهاب"، تبين أنه ليس كذلك. لقد رفض تحمل المسؤولية، وتحدى المنتقدين الذين شككوا في سياساته المتراخية والمعيبة، وتهرب من المساءلة. وبدلاً من ذلك، ألقى باللوم على الجيش وأجهزة الاستخبارات و"النخب الليبرالية"، وأي شخص آخر يمكن أن يفكر في فشله.
الانقلاب الدستوري
ونظراً إلى أنه في الأشهر التسعة التي سبقت السابع من أكتوبر، كانت إسرائيل غارقة في تظاهرات حاشدة ضد الانقلاب الدستوري المناهض للديمقراطية الذي قام به نتانياهو، وكان هناك توقع بأن الحرب وعدم كفاءة نتانياهو من شأنهما أن يعجلا باحتجاجات واسعة النطاق.
لم يحدث هذا. أولاً، لأن الدمار والمعاناة والإذلال في 7 أكتوبر، أصاب الجمهور المكتئب بالشلل. ثانياً، في العقلية الوطنية الإسرائيلية، عندما تكون البلاد في حالة حرب، فإنك لا تتظاهر. ثالثاً، برر الجمهور الإسرائيلي الحرب، راغباً بشدة في الانتقام وافترض بسذاجة أن نتانياهو سيستقيل عن طيب خاطر في مرحلة ما. رابعاً، انضم تحالف المعارضة، بقيادة بيني غانتس وغادي آيزنكوت، موقتاً إلى "حكومة حرب" لتقديم خبرتهما وتحقيق التوازن مع اليمين المتطرف.
إن استعداد غانتس للمساهمة بتجربته، أدى إلى بقائه في الحكومة بشكل مريح لمدة 8 أشهر، لم يفعل خلالها شيئاً، ولم يضف أية قيمة، ونادراً ما تحدى نتنياهو. وبدلاً من ذلك، زود نتانياهو بغطاء سياسي وافر ودائم، وتالياً أقنع الكثير من الإسرائيليين، بأنه إذا كان في الحكومة وكانت الحرب مستمرة، فلا فائدة من التظاهر.
وهذا بالضبط ما راهن عليه نتانياهو. إن العدد الكبير من إخفاقاته في السياسة الخارجية، مثل إيران وغزة والعلاقات مع الولايات المتحدة، وأوجه القصور المحلية - الانقلاب الدستوري الفاشل، وارتفاع تكاليف المعيشة، والصراع الاجتماعي - لا ينبغي أن تخفي حقيقة أنه أكثر دهاءً في السياسة من أي من منافسيه، فرادى أو مجتمعين. إن تشكيل ائتلاف متماسك بالشعبوية والغوغائية والتمكن من البقاء، هو الشيء الوحيد الذي يجيده.
ورغم ذلك، هناك دليل على أنه قد وصل إلى طريق مسدود سياسياً. وأظهر استطلاع للرأي أجري مؤخراً أن 70 في المائة من الإسرائيليين يريدون منه الاستقالة. ومن الواضح أن هذا ما تريده الإدارة الأمريكية. إن سوء إدارة نتنياهو لمصير الرهائن ربما شكلت تلاعباً ذهب به بعيداً، حتى بالنسبة له.إقرأ أيضاً : سلوفينيا: مجلس الأمن سيتخذ إجراء بحال لم يتم التوصل لاتفاق في غزةإقرأ أيضاً : الاحتلال يقرر تمديد عمليته في مخيم جنينإقرأ أيضاً : لوموند: إغلاق الباب أمام المفاوضات يعني تعريض “الرهائن” الإسرائيليين للمخاطر
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: الحكومة رئيس الوزراء الدفاع رئيس إيران الحكومة الحكومة إيران ذهب ذهب إيران مجلس الحكومة الدفاع غزة الاحتلال رئيس الوزراء
إقرأ أيضاً:
نتانياهو يحسم مصير اتفاق غزة
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إنه تم التوصل إلى اتفاق لإعادة الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، بعد أن قال مكتبه في وقت سابق إن هناك عقبات في اللحظة الأخيرة، تعرقل الموافقة الإسرائيلية على وقف إطلاق النار الذي من شأنه أن يوقف 15 شهراً من الحرب.
وقال نتانياهو إنه سيعقد اجتماعاً لمجلس الوزراء الأمني المصغر، في وقت لاحق من اليوم الجمعة، ثم مع الحكومة للمصادقة على الاتفاق الذي طال انتظاره.
وبدا أن بيان نتانياهو يمهد الطريق أمام الحكومة الإسرائيلية للموافقة على الاتفاق، الذي من شأنه أن يوقف القتال في قطاع غزة ويشهد إطلاق سراح العشرات من الرهائن المحتجزين لدى المسلحين في غزة، مقابل إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين الذين تحتجزهم إسرائيل. كما سيسمح لمئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين بالعودة إلى ما تبقى من منازلهم في غزة.
إدارة غزة بين "الطموحات المعلقة" و"حلول ترامب" - موقع 24ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أنه منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، لم تتمكن الولايات المتحدة من تحقيق طموحاتها فيما يتعلق باليوم التالي، كما ورث ترامب خريطة شرق أوسطية معقدة.وفي الوقت نفسه، أسفرت الغارات الجوية الإسرائيلية عن مقتل 72 فلسطينياً على الأقل، يوم الخميس، في القطاع الذي دمرته الحرب.
وقال نتانياهو إنه أصدر تعليمات لقوة مهام خاصة للاستعداد لاستقبال الرهائن العائدين من غزة، مشيراً إلى أن عائلاتهم قد تم إعلامها بأنه تم التوصل إلى اتفاق.
بن غفير يدعو إلى "وقف كامل" لدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة - موقع 24دعا وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتشدد إيتمار بن غفير الخميس، إلى "وقف كامل" لدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.وكانت إسرائيل قد أجلت تصويتاً على وقف إطلاق النار، أمس الخميس، وألقت باللائمة على خلافات في اللحظات الأخيرة مع حماس في تأخير الموافقة وسط تصاعد التوترات في ائتلاف نتنياهو الحكومي، مما أثار القلق بشأن تنفيذ الاتفاق بعد يوم واحد من إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن والوسيط القطري عن اكتمال الاتفاق.
واتهم مكتب نتانياهو حماس بالتراجع عن أجزاء من الاتفاق في محاولة للحصول على مزيد من التنازلات. وفي إفادة أمس الخميس، قال ديفيد منسر، المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، إن مطالب حماس الجديدة تتعلق بانتشار القوات الإسرائيلية في ممر فيلادلفيا، الشريط الضيق على الحدود مع مصر الذي سيطرت عليه القوات الإسرائيلية في مايو (أيار) الماضي.
The Hostage Families Forum called on the government to "bring everyone back with the urgency required," in response to the Knesset meeting being pushed. https://t.co/EvwBqTSa71
— The Jerusalem Post (@Jerusalem_Post) January 16, 2025ونفت حماس هذه الادعاءات، حيث قال عزت الرشق، المسؤول الكبير في حماس، إن "الحركة ملتزمة باتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلنه الوسطاء".