تمكن فريق بحثي بقيادة علماء مصريين بجامعة المنصورة من تسجيل اكتشاف جديد لجنس ونوع من أسلاف الحيتان المنقرضة التي جابت المياه المصرية قبل نحو 41 مليون سنة، حيث يعد هذا الحوت الجديد أحد أصغر وأقدم أسلاف الحيتان مائية المعيشة والتي تطورت من أسلاف برمائية.

وهنأ الدكتور شريف يوسف خاطر رئيس جامعة المنصورة الفريق البحثى المشترك على الاكتشاف الحفرى الجديد والذى يعد أحد الانجازات العلمية فى مجال الحفريات تسجل بإسم مركز الحفريات الفقارية بجامعة المنصورة والذى يضم نخبة من العلماء فى مجال الحفريات بالاضافة الى مجموعة من الباحثين بمختلف الجامعات، حيث تم بالمركز انشاء مدرسة علمية وبحثية مصرية خالصة هى الأولى من نوعها فى الجامعات المصرية وعلى مستوى الشرق الأوسط.

ووثق الفريق هذا الاكتشاف في ورقة بحثية نشرت اليوم الخميس، في دورية كوميونيكيشن بيولوجي «Communications Biology»، الصادرة عن مؤسسة نيتشر «Nature» العالمية، إحدى أبرز الدوريات العلمية في العالم. 

وتمثل تلك الورقة البحثية طفرة علمية لعلماء الحفريات المصريين، إذ تُعد الدراسة الثانية من نوعها التي يقود فيها فريق مصري وصف وتسمية جنس ونوع جديد من الحيتان، بعد أن ظل هذا العلم حكرًا على علماء الدول المتقدمة لفترة طويلة من الزمن، رغم ثراء التراث الطبيعي المصري بحفريات مهمة لأسلاف الحيتان.

وصرح عالم الحفريات المصري، البروفيسور هشام سلام، قائد الفريق البحثي ومؤسس مركز جامعة المنصورة للحفريات الفقارية، وأستاذ الحفريات بجامعة المنصورة: "وجدنا أن هذا الحوت الجديد ينتمي إلى عائلة حيتان الباسيلوصوريات “Basilosauridae”، وهي مجموعة من أسلاف الحيتان المنقرضة التي تمثل أول مراحل المعيشة الكاملة للحيتان في الماء، بعد انتقال أسلافها من اليابسة الي الماء". 

وأضاف سلام: "رغم أن هذه المجموعة من أسلاف الحيتان كانت قد طورت خصائص تشبه الأسماك، مثل تحول الطرف الأمامي إلى زعانف واستطالة الفقرات ونمو زعنفة الذيل، إلا أنهم كانوا يمتلكون أطرافًا خلفية يمكن رؤيتها بما يكفي لتسميتها "أرجل"، والتي لم تكن تستخدم في المشي إطلاقًا لضآلة حجمها".

فيما صرح الدكتور محمد سامح، المؤلف الرئيسي للدراسة وعضو مجلس إدارة مركز جامعة المنصورة للحفريات الفقارية وخبير إدارة التراث الطبيعي باليونيسكو: "عثرنا على حفريات الحوت الجديد -والتي تتألف من جمجمة وفكين وأسنان والفقرة العنقية الأولي وأجزاء من العظم اللامي (العظم الواقع عند قاعدة اللسان) - في صخور عصر الإيوسين من متكون وادي الريان الجيولوجي بمنخفض الفيوم، ويقدر عمر الطبقات التي اكتشف منها هذا الحوت بنحو 41 مليون عام، مما يساعد في استكمال صورة تطور الحيتان الأولى في إفريقيا في هذا العمر". 

وأضاف سامح: " بعد دراسة أبعاد العظام المتحفرة واجراء المعادلات الحسابية لاستنتاج طول الحوت ووزنه، اتضح أن الحوت الجديد كان يبلغ طوله نحو 2.5 متر، بينما يصل وزنه إلى قرابة 187 كجم، وبذلك يعد الأصغر حجما بين كل أفراد عائلته من شتي انحاء العالم"، ويتابع سامح:" كان الحوت قادرًا على السباحة بكفاءة وربما الغوص لأعماق متفاوتة بما يشبه أحفاده من الدلافين اليوم، مما يقدم لنا فهمًا غير مسبوق لتاريخ الحياة والتطور والجغرافيا القديمة للحيتان الأولى". 

جاءت تسمية هذا الحوت الجديد بطعمٍ ملكيّ، حيث يوضح عبدالله جوهر، عضو الفريق العلمي سلام لاب بمركز جامعة المنصورة للحفريات الفقارية ومؤلف أساسي في كتابة الورقة البحثية: "لقد أطلقنا اسم "توتسيتس" على جنس الحوت الجديد على شرف الملك المصري الشهير "توت عنخ آمون"، ليس فقط لنقاط التشابه بينهما، إذ مات الحوت في عمر الصبا مثل الملك توت، وكان ملكًا للبحار القديمة في وقته، بل آثرنا أيضا إضفاء الطابع المصري القديم على هذا الاسم العلمي، إضافة إلى إحياء ذكري اكتشاف مقبرة الملك الصغير قبل قرن من الزمان، وتزامنا مع اقتراب افتتاح المتحف المصري الكبير بالجيزة".

 بينما تم تسمية النوع "رياننسيس"، علي شرف متكون وادي الريان الصخري بمنخفض الفيوم، التي اكتشفت حفرياته منها، ليكون الاسم كاملا (توتسيتس رياننسيس).“Tutcetus rayanensis" 

وأضاف  عبدالله جوهر: "عاش ذلك الحوت الملك وقتما كان قطاعٌ كبيرٌ من الأراضي المصرية مغطى ببحر شاسع يعرف بـ "بحر تيثيس"، حيث عاشت حيوانات بحرية قديمة من بينها أسلاف الحيتان التي تعيش اليوم. وتبين من الدراسة التشريحية المفصلة لحفريات توتسيتس رياننسيس أنه يختلف تمامًا عن كل أقرانه من الحيتان المعروفة من قبل اذ انه يمتلك نمطًا فريدًا من الاسنان، مكنه من اكتشاف موائل مختلفة. ومن المثير للاهتمام.

وتابع جوهر:" أنه من خلال الفحص الدقيق لأسنان الحوت الجديد بالأشعة المقطعية، قد فتحت آفاقًا جديدة وفهمًا غير مسبوق لنمط حياة توتسيتس بشكل خاص وأقرانه من أسلاف الحيتان المنقرضة بشكل عام". 

وتؤكد الدراسة أن هناك نمو سريع نسبيًا للأسنان في هذا الحوت، ومع الوضع في الاعتبار حجمه الصغير، فإن ذلك يشير إلى نمط حياة متطور وسريع نسبيًا.هذا النمط المتسارع من الحياة يدل على احتمالية إنجاب تلك الحيتان لجنين واحد سنويًا، مع القدرة على إنتاج الجنين الثاني بسرعة أكبر عند الحاجة إلى ذلك. نمط الحياة المتسارع هذا ربما كان سببًا في نجاح عائلة حيتان الباسيلوصوريات في تكيفها الكامل للمعيشة في الماء، وقدرتها على التفوق على أسلافها من الحيتان البرمائية، بل وقدرتها على التكيف بشكل استثنائي مع الموائل المائية الجديدة بعد قطع علاقاتها باليابسة ومن المحتمل أن يكون هذا الانتقال الكامل للماء قد حدث في المناطق المدارية وشبه المدارية، وتحديدًا مصر".

وقالت الدكتورة سناء السيد، عضو الفريق العلمي سلام لاب والمدرس المساعد بجامعة المنصورة والمبعوثة لجامعة متشيجان الأمريكية: "فسرنا صغر حجم هذا الحوت بأنه ربما كان مرتبطا بطريقة أو بأخرى بالاحتباس الحراري الذي شهدته الأرض في ذلك الوقت والذي يعرف بـ "الحد الحراري الأقصى لعصر اللوتيتي المتأخر"، أو أن حوت "توتسيتس" ربما توارث تلك الصفة من أسلافه القدامى والأقل تطورًا".

وتضيف السيد: "تهاجر الحيتان اليوم إلى المياه الحارة والضحلة لكي تتكاثر وتتوالد في ظروف كتلك التي عاشتها مصر قبل 41 مليون سنة، الأمر الذي يؤكد على أن منطقة الفيوم كانت أحد أهم مناطق توالد وتكاثر الحيتان القديمة- وربما هاجرت إليها الحيتان القديمة من أماكن مختلفة- الأمر الذي بدوره جذب الحيتان المفترسة والأكبر في الحجم مثل باسيلوصورس"  إجمالًا، فإن الحوت الجديد (توتسيتس رياننسيس) يساهم في إثراء المعرفة العالمية بأسلاف الحيتان القديمة وتوضيح أهمية الحفريات المصرية في فهم السجل التطوري لهذه المخلوقات الفريدة.

IMG-20230810-WA0043 IMG-20230810-WA0039 IMG-20230810-WA0041 IMG-20230810-WA0040

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الجامعات المصرية جامعة المنصورة رئيس جامعة المنصورة بجامعة المنصورة جامعة المنصورة هذا الحوت IMG 20230810

إقرأ أيضاً:

رئاسة غرب المنصورة تواصل حملاتها المكبرة لرفع التعديات على حرم الطريق

 شنت رئاسة حى غرب المنصورة برئاسة أحمد محمد عبد العظيم رئيس حى غرب المنصورة، اليوم الخميس  حملة مكبرة لإزالة التعديات والإشغالات بنطاق حى غرب المنصورة، قاد الحملة محمد مرسى مدير الأشغالات، ويسرى كسبة والأستاذ هانى بركات من أدارة البيئة، ومسئولى الأشغالات بحى غرب.

حيث تم رفع التعديات على حرم الطريق بمنطقة شارع سكة سندوب، حيث تم رفع تعديات الباعة الجائلين الذين يفترشون الأرصفة، ورفع تعديات الأكشاك والمحلات التجارية والكافيهات على حرم الطريق، ورفع الأعمدة الحديدية والسلاسل والبراميل والبردورات والحواجز الأسمنتية وإطارات الكاوتش التي يضعها المواطنون أمام المحلات التجارية.

فيما أكد رئيس حى غرب المنصورة بأن الحملات مستمرة للقضاء علي كافة اشكال التعديات والظواهر السلبية  لما تمثله من تشويه للشكل الحضارى للمحافظة.

وأشار ان الحملات على ضوء توجيهات اللواء طارق مرزوق محافظ الدقهلية، بشأن المتابعة المستمرة على مدار اليوم لأعمال النظافة وتحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين، والتصدى بكل الحزم لكافة اشكال التعديات والظواهر السلبية للحفاظ على المظهر الحضارى للمحافظة

مقالات مشابهة

  • برج الحوت.. حظك اليوم الأحد 27 أبريل 2025 : إنجاز العمل الإبداعي
  • الرئيس التنفيذي لمركز “وقاء”: الأطباء البيطريون خط الحماية الأول وركيزة أساسية لدعم التنمية مستدامة
  • تفاصيل مصرع عامل سقط من أعلي عقار بالمنصورة أثناء عمله
  • مصرع عامل إثر سقوطه من أعلى عقار بالمنصورة
  • رئاسة حى غرب المنصورة تواصل حملاتها المكبرة لرفع التعديات على حرم الطريق
  • سقط من علو.. مصرع عامل بمدينة المنصورة
  • برج الحوت حظك اليوم السبت 26 أبريل 2025.. لا تخف من الاعتراف بما تشعر
  • برج الحوت| حظك اليوم الجمعة 25 إبريل 2025.. مكاسب مالية
  • اجتماع مجمع كهنة المنصورة بحضور الأنبا أكسيوس أسقف الإيبارشية | صور
  • رئاسة غرب المنصورة تواصل حملاتها المكبرة لرفع التعديات على حرم الطريق