شنت قوات خاصة أمريكية وعراقية غارات على عدة مخابئ لتنظيم داعش الإرهابي في غرب العراق الأسبوع الماضي، في واحدة من أكبر عمليات مكافحة الإرهاب في البلاد خلال السنوات الأخيرة.

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في تقرير لها، اليوم الأربعاء، عن مسؤولين أمريكيين وعراقيين قولهم:  إن "7 جنود أمريكيين أصيبوا في عملية تألفت من أكثر من 200 جندي من البلدين، بما في ذلك قوات الدعم، لمطاردة عناصر من داعش الإرهابي على بعد أميال من التضاريس النائية.

وأضافوا أن "حجم ونطاق وهدف العملية يوضح "عودة ظهور التنظيم الإرهابي في الأشهر الأخيرة"، موضحين أن الهدف الرئيسي من العملية كان قيادياً كبيراً في داعش، يشرف على عمليات التنظيم  الإرهابي في الشرق الأوسط وأوروبا".

وقالت القيادة المركزية للجيش الأمريكي في بيان لها، الأحد الماضي: "استهدفت العملية قادة داعش بهدف تعطيل وإضعاف قدرة التنظيم الإرهابي على التخطيط وتنظيم وتنفيذ هجمات ضد المدنيين العراقيين، وكذلك الولايات المتحدة وحلفائها وشركائها في جميع أنحاء المنطقة وخارجها".

ورفض المسؤولون الأمريكيون تحديد هوية قادة داعش المستهدفين، بما في ذلك القيادي الكبير، في انتظار تحليل الحمض النووي للجثث.

U.S. and Iraqi Commandos Targeted ISIS in Sprawling Operation - The New York Times https://t.co/nnv4iGI72E

— American Jihad Watch (@Watcherone) September 4, 2024 قلق كبير من تضاعف هجمات داعش

وبحسب الصحيفة الأمريكية، جاءت العملية المشتركة في محافظة الأنبار العراقية في الوقت الذي أعلن فيه مسؤولون عراقيون إنهم قادرون على السيطرة على داعش، دون الحاجة إلى التحالف الدولي بقيادة واشنطن.

وأضافت الصحيفة، "يتفاوض العراق والولايات المتحدة على اتفاق من شأنه أن ينهي مهمة التحالف العسكري بقيادة الولايات المتحدة في العراق. وهناك حوالي 2500 جندي أمريكي في العراق و900 في سوريا المجاورة".

ومع ذلك، أعلنت القيادة المركزية في يوليو (تموز)، أن عدد الهجمات التي أعلن داعش مسؤوليته عنها في العراق وسوريا، كان في طريقه إلى التضاعف هذا العام، مقارنة بالعام السابق.

وقالت القيادة إن "داعش أعلن مسؤوليته عن 153 هجمة في البلدين خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2024". 

وقال مدير برامج سوريا ومكافحة الإرهاب في معهد الشرق الأوسط تشارلز ليستر: "نجح العراق من احتواء تحدي داعش في السنوات الأخيرة، مع انخفاض عمليات التنظيم المتطرف إلى أدنى مستوى له على الإطلاق، لكن تعافي بشكل كبير في سوريا المجاورة يثير قلقاً شديداً".

وأضاف ليستر: "لذلك، فإن هذه الملاذات الآمنة القديمة لداعش، في عمق صحراء الأنبار، تحتاج إلى اجتثاث مستمر لتجنب انتقال داعش من سوريا إلى العراق في نهاية المطاف".

ووفقاً لمسؤول عسكري أمريكي رفيع، ساعدت الولايات المتحدة وقوات متحالفة أخرى، القوات العراقية في تنفيذ أكثر من 250 عملية لمكافحة الإرهاب منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. 

داعش الإرهابي يعلن مسؤوليته عن عملية طعن في ألمانياhttps://t.co/5ItSEaqubQ

— 24.ae (@20fourMedia) August 24, 2024 غارة غير عادية

ولكن هذه الغارة كانت غير عادية في ظل الوجود الكبير للقوات الأمريكية الخاصة، وقال المسؤولون الأمريكيون إن أكثر من 100 من قوات العمليات الخاصة الأمريكية وقوات أخرى  انضموا إلى عدد أقل من الجنود العراقيين في الهجوم الأول، الذي تم بواسطة المروحيات في وقت مبكر من صباح الخميس.

وقال مسؤولون عراقيون في بيان إن العملية بدأت شرق مجرى نهر يمر عبر صحراء الأنبار، في منطقة جنوب غرب الفلوجة تعرف باسم وادي الحزيمي.

واندلعت معارك عنيفة، حيث قالت السلطات العراقية إنه قتل فيها 15 من إرهابيي داعش.

وقالت  القيادة المركزية في بيان لها الجمعة، أن مقاتلي داعش كانوا مسلحين "بعدد من الأسلحة والقنابل وأحزمة ناسفة" لافتةً إلى عدم وجود ما يشير إلى وقوع إصابات بين المدنيين.

ونقلت الصحيفة عن  ليستر ومسؤولون أمريكيون قولهم: إنه مع وجود طائرات استطلاع أمريكية تراقب المنطقة، شنت القوات العراقية المكونة من أكثر من 100 جندي غارة في اليوم التالي، حيث ألقوا القبض على اثنين آخرين من عناصر داعش الذين فروا من المكان في الليلة السابقة ومعهم وثائق وأوراق مالية تابعة للتنظيم الإرهابي.

وكان المحللون العسكريون الأمريكيون  يفحصون  الوثائق التي تم الحصول عليها، التي قال المسؤولون إنها قد توؤدي إلى غارات مستقبلية.

وقال العميد يحيى رسول المتحدث باسم الجيش العراقي، في بيان على منصة  "إكس": "نصر آخر يضاف إلى سجل انتصارات أبطال قواتنا المسلحة ضد الإرهاب."

ووفقاً لما ذكرته الصحيفة، فإنه "نادراً ما تذكر الحكومة العراقية الدور الأمريكي في العمليات التي تستهدف تنظيم داعش، وفي بيان الجيش العراقي حول هذه المهمة الأخيرة  لم يعترف بالمشاركة الأمريكية، مشيراً إلى أن العملية نُفذت بـ"التعاون الاستخباراتي والفني والتنسيق مع التحالف الدولي".

المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء #يحيى_رسول يكشف أن العملية النوعية ضد قيادات تنظيم داعش الإرهابي في صحراء #الأنبار أسفرت عن ضبط وثائق مهمة ومعدات خاصة بهم".#العربية_العراق pic.twitter.com/q5MaAOfTqp

— العربية العراق (@AlArabiya_Iraq) September 3, 2024 "مجموعات معزولة"

وخلال عطلة نهاية الأسبوع، وأثناء اجتماعه مع القائد الأمريكي الأعلى في بغداد الميجور جنرال كيفن ليهي، قال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إن "فلول تنظيم داعش لم تعد تشكل تهديداً للدولة العراقية، حيث أصبحت مجموعات معزولة، وتختبئ في مناطق نائية لتجنب القبض عليها".
وأشار السوداني إلى أن القوات المسلحة العراقية "تواصل عملياتها لتعقب أي إرهابيين متبقين ومخابئهم"، وذلك وفقاً لبيان نشره المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء.
ويواجه السوداني، الذي من المتوقع أن يسعى لولاية ثانية كرئيس للوزراء، "ضغوطاً من إيران"، التي تحد العراق، وحلفاء إيران داخل العراق لتقليص الوجود العسكري الأمريكي في البلاد بشكل كبير.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية داعش التحالف الدولي سوريا العراق داعش العراق سوريا أمريكا التحالف الدولي داعش الإرهابی الإرهابی فی فی العراق أکثر من

إقرأ أيضاً:

هل تترجم مذكرات التفاهم العراقية المصرية إلى منافع اقتصادية؟

بغداد- وقّع العراق ومصر أول أمس الخميس 12 مذكرة تفاهم، وذلك عقب انعقاد جلسة المباحثات الموسعة للجنة العليا المصرية العراقية المشتركة.

وخلال مؤتمر صحفي مع رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن التعاقدات مع الشركات المصرية وصلت إلى أكثر من 600 مليار دينار عراقي (460 مليون دولار).

وأشار مدبولي إلى أنه سبق أن تم توقيع 11 مذكرة تفاهم في يونيو/حزيران 2023، وتم تعزيزها بتوسعتها وتنويعها إلى نحو 12 مذكرة في مجالات مختلفة.

وفي ختام اجتماع اللجنة العليا العراقية المصرية بدورتها الثالثة في بغداد تم توقيع عدد من مذكرات التفاهم، والتي شملت مجالات متنوعة:

مذكرة تفاهم للنقل البري للأشخاص والبضائع بين وزارتي النقل في البلدين. مذكرة تفاهم في مجال تعزيز المنافسة ومكافحة الممارسات الاحتكارية بين مجلس شؤون المنافسة ومنع الاحتكار في العراق، وجهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية بمصر. توقيع بروتوكول تعاون في مجال التنمية المحلية بين أمانة بغداد ومحافظة القاهرة. وفي مجال الآثار والمتاحف تم توقيع مذكرة تفاهم بين الهيئة العامة للآثار والتراث بوزارة الثقافة العراقية والمجلس الأعلى للآثار المصرية.  توقيع مذكرة تفاهم في مجال التقييس والسيطرة النوعية. مذكرة تفاهم للتعاون في مجال تنظيم الرقابة والإشراف على الأسواق المالية. البرنامج التنفيذي بين وزارتي الثقافة في البلدين للأعوام من 2025-2027. إعلان

وشملت الاتفاقيات أيضا توقيع مذكرة تفاهم بين دار الكتب والوثائق العراقية ودار الكتب المصرية، وأخرى للتعاون في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ومشروع مذكرة تفاهم في مجال بناء وتشغيل وصيانة الصوامع، بالإضافة إلى مذكرة تفاهم وتعاون بين اتحادي الغرف التجارية العراقية والمصرية.

السوداني (يمين) ونظيره المصري مصطفى مدبولي في بغداد في 30 يناير/كانون الثاني 2025 (الفرنسية) من صلاحيات السلطة التنفيذية

بدوره، أكد مظهر محمد صالح مستشار رئيس مجلس الوزراء أن مذكرات التفاهم التي أبرمها العراق مع مصر لا تحتاج إلى موافقة برلمانية، كونها تدخل ضمن صلاحيات السلطة التنفيذية الحصرية.

وأشار صالح في حديث للجزيرة نت إلى أن هذه المذكرات لا تخضع لقانون الاتفاقات والمعاهدات رقم 35 لسنة 2015، والذي يستوجب تصويت مجلس النواب، بل هي مقدمة لبناء علاقات متينة بين البلدين الشقيقين اللذين يشكلان محورا أساسيا في الشرق الأوسط والعالم العربي.

وأوضح أن عددا كبيرا من مذكرات التفاهم قد وُقّعت، مما يرسي الأسس للتعاون الاقتصادي والثقافي والاجتماعي وبناء جسور من الثقة طويلة الأمد، مؤكدا أن العراق بحاجة إلى خبرة مصر واستقرارها، وأن البلدين يمثلان ركنا أساسيا في المنطقة العربية.

وشدد صالح على أهمية زيارة رئيس وزراء مصر للعراق وتوقيع مذكرات التفاهم العديدة، والتي تعد اللبنة الأولى لاتفاقات أكبر في المستقبل، وستساهم في تحقيق التنمية المستدامة بالعراق، مشددا على أن مصر ستستفيد من قدرات العراق التاريخية وموارده الاقتصادية.

وأعرب عن اعتقاده بأن هذه المذكرات تمثل نقلة نوعية مهمة في العلاقات بين البلدين، وأن مجلس النواب سيطلع على هذه المذكرات التي تدخل ضمن صلاحيات السلطة التنفيذية، مشيرا إلى أن أي تحول لهذه المذكرات إلى اتفاقات يتطلب موافقة البرلمان، لكن التطلع إلى علاقات إيجابية مع مصر يحظى بدعم جميع أعضاء مجلس النواب.

وختم صالح حديثه بالتأكيد على أهمية العلاقات العراقية المصرية، وعلى قوة واستقرار العراق ووزنه الكبير في المنطقة، مما يُنتج تلازما كبيرا بين البلدين في مختلف المجالات.

عوامل إنجاحها

من جهته، أكد الخبير الاقتصادي عامر الجواهري أن نجاح مذكرات التفاهم الموقعة بين العراق ومصر يعتمد بشكل كبير على مدى جدية الطرفين في تطبيقها ومتابعتها على أرض الواقع، مشددا على ضرورة تحويل هذه المذكرات إلى أعمال ملموسة من خلال عقد صفقات وتنفيذ مشاريع مشتركة.

إعلان

وأوضح الجواهري في حديثه للجزيرة نت أن المذكرات الموقعة تهدف بشكل عام إلى نقل الخبرات وتوقيع عقود عمل تشجع الشركات المصرية للمساهمة في المشاريع العراقية.

وأشار إلى أن نجاحها مرتبط بشكل مباشر بما يريده الجانب العراقي من هذه الاتفاقيات، خاصة فيما يتعلق بالمشاريع الخدمية والبنية التحتية التي سيتم تمويلها من قبل العراق.

ولفت الجواهري إلى أهمية متابعة تنفيذ اتفاقية التعاون بين بغداد والقاهرة، خاصة في ظل تدهور الخدمات بالعاصمة العراقية، مشيرا إلى ضرورة وجود آلية واضحة لربط الشركات العراقية بنظيراتها المصرية لتحديد الاحتياجات وتوفير الحلول المناسبة.

وشدد على أهمية جذب الاستثمارات المصرية المباشرة وغير المباشرة إلى العراق، ولكن بسقف طموحات معقول نظرا للتحديات الاقتصادية التي تواجه مصر، مشيرا إلى أن الاعتماد على التمويل العراقي للمشاريع المشتركة قد يؤدي إلى زيادة الطلب على المواد الأولية والضغط على العملة لاستيراد تلك المواد.

طابع اقتصادي

من جانبه، يرى أستاذ العلاقات الدولية سعدون الساعدي أن زيارة رئيس الوزراء المصري والوفد المرافق له إلى العراق كانت ذات طابع اقتصادي أساسي، وذلك من خلال توقيع العديد من مذكرات التفاهم والبروتوكولات التي تهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين.

ومع ذلك، لم تخلُ الزيارة من الجانب السياسي، إذ تم تناول العديد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وقال الساعدي للجزيرة نت إن الزيارة جاءت في وقت تشهد المنطقة والعالم أزمة كبيرة، وتزامنت مع تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، مما دفع الطرفين العراقي والمصري إلى مناقشة هذه القضية والاتفاق على رفض الطرح الأميركي.

كما تمت مناقشة العديد من القضايا الأخرى، بما في ذلك التحضيرات لمؤتمر قمة بغداد المقبل في يونيو/حزيران المقبل.

إعلان

مقالات مشابهة

  • قائد الاغتيالات في التنظيم..القبض على إرهابي بارز في داعش بالصومال
  • هكذا استغلّ الإرهابي “أبو مصعب عبد الودود” وزوجته فواتير الكهرباء والغاز لجمع الأموال
  • هكذا إستغلّ الإرهابي “أبو مصعب عبد الودود” وزوجته فواتير الكهرباء والغاز لجمع الأموال
  • السفير الياباني: اهتمام شركاتنا قوي في السوق العراقية
  • عملية تحطيب كبيرة .. ضبط مركبة محملة بـ10 أطنان أحطاب في عجلون
  • الصومال يكشف حصيلة قتلى داعش الإرهابي في الغارة الأمريكية
  • تفاصيل جديدة عن عملية الزركة.. مقتل 3 من كبار قادة تنظيم داعش
  • الاستخبارات الفرنسية تُحذّر من الأشكال الجديدة للتهديد الإرهابي
  • ترامب: وجّهنا ضربات جوية لقيادات داعش الإرهابي في الصومال
  • هل تترجم مذكرات التفاهم العراقية المصرية إلى منافع اقتصادية؟