4 سبتمبر، 2024

بغداد/المسلة: في العراق، يعتقد العديد من الخريجين أن الدولة ملزمة بتوظيفهم جميعاً فور تخرجهم، بناءً على التقاليد والقوانين السابقة.

وهذا الاعتقاد الشائع يشكل ضغطًا كبيرًا على الحكومة، ويعزز من التوقعات غير الواقعية في ظل الظروف الاقتصادية الحالية والتحديات التي تواجه سوق العمل.

ورغم أن التوظيف الحكومي كان يُعتبر الخيار الطبيعي لمعظم الخريجين في الماضي، إلا أن تغيرات الواقع الاقتصادي تجعل من الضروري إعادة النظر في هذه الفكرة السائدة.

وتستمر تظاهرات خريجي المهن الصحية والطبية في العراق منذ عدة أشهر، مطالبين بالتعيين المركزي في مؤسسات الدولة وفقًا للقانون.

هذه التظاهرات تسلط الضوء على معاناة شريحة مهمة من المجتمع، حيث يطالب الخريجون بحقهم في التوظيف وفقًا لقانون رقم 6 لعام 2000 الذي ينص على تعيين خريجي كليات المهن الطبية والتمريض والرعاية الصحية. ورغم هذا النص القانوني، توقفت عمليات التعيين في السنوات الأخيرة بسبب عجز الميزانية عن تغطية مرتبات العدد الكبير من الخريجين.

يشعر الخريجون بالخذلان بعد دخولهم الكليات الطبية على أمل التوظيف الحكومي، ليُفاجَؤوا بتوقف التعيينات. ويعزو المراقبون هذا الوضع إلى عدم تضمين ميزانية عام 2024 مخصصات لتعيين حملة الشهادات العليا، رغم أن ميزانية العام السابق كانت تتضمن ذلك. ومع استمرار الأزمة، تتزايد المطالبات بإدراج مخصصات مالية لتعيين الخريجين في ميزانية 2025.

و تقول حذام الجبوري، خريجة الفيزياء الطبية : “لقد دخلنا هذه الكليات على أمل أن نحصل على فرصتنا في خدمة بلدنا من خلال العمل في القطاع الحكومي، ولكننا اليوم نقف أمام مستقبل مجهول بسبب توقف التعيينات. نطالب بحقوقنا في التوظيف وفقًا للقوانين السارية، ونأمل أن تستجيب الحكومة لمطالبنا بسرعة.”

التحديات الاقتصادية والتضخم أديا إلى تقليص قدرة الحكومة على استيعاب جميع الخريجين. وبينما تروج الحكومة لتفعيل القطاع الخاص كحل بعيد المدى، يرى الخريجون أن هذا ليس حلاً فورياً ويطالبون بإجراءات عاجلة.

ويقول محللون ان تفاقم مشكلة التوظيف يعود جزئياً إلى التوسع غير المدروس في منح تراخيص لجامعات أهلية، مما أدى إلى تزايد أعداد الخريجين بشكل كبير.

وهذا التوسع أضاف ضغوطًا على سوق العمل وأدى إلى منافسة غير متكافئة بين خريجي الجامعات الحكومية والأهلية.

وفي عام 2022، بلغ عدد خريجي كليات الطب وطب الأسنان والصيدلة، بالإضافة إلى الكوادر الصحية والتمريضية، عشرات الآلاف، مما زاد من تعقيد الوضع.

ورغم العنف الذي تعرض له المتظاهرون من قبل بعض عناصر الأمن، أثارت هذه الممارسات ردود فعل غاضبة من نشطاء المجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان، التي طالبت الحكومة بتحقيق شامل ومحاسبة المسؤولين.

استجابة لهذه الأحداث، وجه رئيس الوزراء بإجراء تحقيق في ملابسات الاعتداءات وشدد على أهمية تواجد قوات الأمن في التظاهرات المستقبلية لمنع تكرار هذه الحوادث. كما أعلن عن تشكيل لجنة برئاسة وزير الصحة لتقديم حلول قانونية لوضع خريجي المهن الصحية خلال أسبوع.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

روبيو: من السابق لأوانه التفكير بإجراء محادثات رفيعة مع موسكو

أعلن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، أمس الخميس، أنّه من السابق لأوانه التفكير بإجراء محادثات رفيعة المستوى مع روسيا، في حين لا تزال بلاده تقيّم طريقة تعامل الكرملين مع جهودها لوقف الحرب في أوكرانيا.

وقال الوزير الأمريكي للصحافيين "أعتقد أنّ هناك حاجة إلى إحراز المزيد من التقدّم على المستوى الفنّي، قبل التفكير بالانتقال إلى المرحلة التالية".

Rubio: Ukraine’s problem: It’s "running out of Ukrainians." Rubio also said, "Russia will have to make concessions.” But if Ukraine is running out of Ukrainians, why would Russia make concessions? Without addressing Putin's security concerns, Russia will continue advancing. pic.twitter.com/kwxoposyjM

— Alan Watson (@DietHeartNews) March 27, 2025

وأضاف للصحافيين على متن الطائرة التي عادت به من سورينام إلى الولايات المتّحدة، في ختام جولة في منطقة البحر الكاريبي "هناك الكثير من العمل الذي يتعيّن القيام به مع الجانبين، وبخاصة مع الجانب الروسي". ورفض روبيو إعطااء أيّ جدول زمني، مؤكداً أنّ "الأمر ليس بيدنا".

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تعهّد خلال حملته الانتخابية وقف الحرب بين روسيا وأوكرانيا "في غضون 24 ساعة" من عودته إلى البيت الأبيض، لكنّ إدارته التي استأنفت الاتصالات مع موسكو، تعاني حالياً للتوصل لوقف لإطلاق النار بين الروس والأوكرانيين.

وقال ترامب مراراً إنّه مستعدّ للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وقد تحادثا سوياً عبر الهاتف.

مقالات مشابهة

  • روبيو: من السابق لأوانه التفكير بإجراء محادثات رفيعة مع موسكو
  • صندوق تنمية الموارد البشرية: نمو الإسهام في التوظيف 17%
  • منصور بن زايد يستقبل عدداً من موظفي الحكومة على مأدبة إفطار
  • العراق يواجه تحديات التوازن بين واشنطن وطهران
  • مكتب الميزانية في الكونغرس الأمريكي يحذر من إفلاس الحكومة
  • رابحي: “خريجي البطولة الجزائرية تألقو مع المنتخب الوطني ضد موزمبيق”
  • مدبولي: الحكومة طورت الشركات التابعة من خلال برنامج الطروحات وإدارة أصول الدولة
  • تفكيك شبكات متجاوزة على أراضي الدولة
  • برلماني أوروبي يتهم أردوغان بقيادة تركيا في "الاتجاه الخاطئ"
  • الحكومة تنفي القيام بأعمال تجريف وهدم وقطع أشجار نادرة بحديقة المسلة التراثية في الزمالك