كيف يتم توظيف تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي للتكيف مع التغير المناخي؟
تاريخ النشر: 4th, September 2024 GMT
أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، تحليلًا جديدًا تناول من خلاله سبل تطوير الذكاء الاصطناعي للمساعدة في مواجهة التحديات المرتبطة بالتغير المناخي والأدوات المستخدمة في ذلك، والفوائد التي يوفرها هذا الاستخدام، والتأثيرات السلبية لاستخدامه في أزمة المناخ، بالإضافة إلى أبرز المبادرات والمقترحات لتسخير الذكاء الاصطناعي لأجل مستقبل أكثر استدامة.
أشار المركز إلى أن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي (AI)، شهدت خلال السنوات القليلة الماضية العديد من الابتكارات والتطورات والتي أصبحت بمثابة قوة دافعة وراء تعزيز الكفاءة والإنتاجية في العديد من المجالات، مثل الرعاية الصحية، والصناعة، والنقل، والزراعة، والتعليم، وغيرها من المجالات، وذلك من خلال أتمتة المهام المتكررة، وتحسين الكفاءة والإنتاجية، وتعزيز عملية صنع القرار من خلال تحليل البيانات.
تطوير الذكاء الاصطناعي للمساعدة في مواجهة التحديات العالميةوفي إطار ذلك، تم العمل على تطوير الذكاء الاصطناعي للمساعدة في مواجهة التحديات العالمية، ومن بينها التحديات المرتبطة بالتغير المناخي، بما له من تأثير كارثي في الكائنات الحية، بما في ذلك البشر والنباتات والحيوانات، إضافة إلى تدمير السلسلة الغذائية والموارد الاقتصادية.
توظيف تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي للتكيف مع التغير المناخيومن هنا، ظهرت مساعي توظيف تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في المساهمة بالجهود الرامية للتكيف مع التغير المناخي والتخفيف من آثاره، وهو ما تزامن مع تحذيرات بعض العلماء من مخاطر الذكاء الاصطناعي على وتيرة أزمة المناخ، مؤكدين أنه أصبح سلاحًا ذا حدين، الأمر الذي يجعل من الأهمية محاولة الوقوف على طبيعة دور الذكاء الاصطناعي في مواجهة التغير المناخي وتبعاته، للتعرف على حدود هذا الدور، والوصول إلى كيفية التوظيف الأمثل لتلك التكنولوجيا.
وأشار التحليل إلى أن معالجة التغير المناخي تعد مجالًا مهمًّا يتمتع فيه الذكاء الاصطناعي بإمكانات وقدرات هائلة، ووفقًا للتقرير الصادر عن "المنتدى الاقتصادي العالمي" (The World Economic Forum)، في يناير 2024، حول التقنيات الناشئة، فإن تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الشبكات الذكية، والزراعة الدقيقة، والتنبؤات المناخية تشكل أهمية بالغة للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة وإدارة التأثيرات البيئية، إضافة إلى مراقبة إزالة الغابات وتتبع الحياة البرية، مما يساعد في جهود الحفاظ على البيئة. ومن ثم يمكن استثمار أدوات الذكاء الاصطناعي المختلفة في مواجهة التغير المناخي في العديد من المجالات ومنها:
-جهود الحفاظ على البيئةفالبيانات المناخية ضخمة وتستغرق وقتًا طويلًا في التحليل، لكن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يزيد من سرعة التنبؤ بالتغيرات البيئية، كما أنه قادر على سد فجوة البيانات وتشغيل بيانات الرصد واسعة النطاق، الأمر الذي يعزز جهود وخطى التخفيف الاستباقية، ومن أبرز التطبيقات على ذلك:
1- الحفاظ على التنوع البيولوجي من خلال مراقبة الحياة البرية والمساعدة في اكتشاف التغيرات في أعداد الحيوانات، وأنماط الهجرة، وتأثيرات التغير المناخي، وذلك للمساعدة في اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن تخصيص الموارد، واستراتيجيات الحماية.
2- رسم خرائط إزالة الغابات، حيث يتم استخدام الذكاء الاصطناعي وصور الأقمار الصناعية والخبرة البيئية لرسم خريطة لتأثير إزالة الغابات في أزمة المناخ، من خلال قياس معدلات إزالة الغابات وكمية الكربون المخزنة في الغابة.
3- متابعة الجبال الجليدية، حيث تم تدريب الذكاء الاصطناعي على قياس التغيرات في الجبال الجليدية بمعدل أسرع بـ 10 آلاف مرة من قدرة الإنسان، وهو ما يساعد العلماء على فهم مقدار المياه الذائبة التي تطلقها الجبال الجليدية في المحيط، وهي عملية تتسارع مع ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي بسبب التغير المناخي.
-إعادة تدوير النفاياتيساعد الذكاء الاصطناعي في معالجة التغير المناخي من خلال جعل إدارة النفايات أكثر كفاءة؛ حيث تعد النفايات منتجًا رئيسًا لغاز الميثان، وهي مسؤولة عن 16% من انبعاثات الغازات الدفيئة العالمية، وفقًا لـ "وكالة حماية البيئة الأمريكية". كما يعمل الباحثون على تطوير أنظمة ذكية لإدارة النفايات لجمع وتحديد وتوصيف المواد العضوية في النفايات غير القابلة لإعادة التدوير، لتحديد خواصها الفيزيائية والكيميائية والحرارية والبيولوجية، في إطار التمييز بشكل أكبر بين العناصر أثناء فحصها.
-تنظيف المحيطاتيساهم التلوث البلاستيكي في التغير المناخي من خلال انبعاث الغازات الدفيئة والإضرار بالطبيعة، ومن ثم فإن الذكاء الاصطناعي يساعد على إنشاء خرائط تفصيلية لنفايات المحيطات في المواقع النائية، ويمكن بعد ذلك جمع نفايات المحيط وإزالتها، وهو أمر أكثر كفاءة من طرق التنظيف السابقة باستخدام سفن الصيد والطائرات.
-إزالة الكربون من الصناعةيولد قطاع الصناعة حول العالم نحو 30% من انبعاثات الغازات الدفيئة، ويمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لمساعدة الشركات في صناعات التعدين والنفط والغاز على إزالة الكربون من عملياتها، إضافة إلى تتبع وتقليل انبعاثاتها بنسبة 20-30%.
-الزراعة الدقيقة أو الزراعة الذكيةيمكن أن يساعد الذكاء الاصطناعي في ممارسات الزراعة المستدامة من خلال تحليل بيانات التربة، والتنبؤ بإنتاجية المحاصيل، والتعرف على مدى تفشي الآفات والأمراض، وهو ما يساعد على استخدام الموارد مثل المياه والأسمدة والمبيدات الحشرية، ومن خلال تحليل البيانات المستمدة من أجهزة الاستشعار والأقمار الصناعية والطائرات بدون طيار، يمكن للمزارعين اتخاذ قرارات تعتمد على البيانات لتقليل النفايات، وزيادة الغلة.
- إدارة المياهإحدى الطرق التي يتم من خلالها استخدام الذكاء الاصطناعي في إدارة المياه هي مراقبة وتحليل بيانات دورة المياه، وذلك للتحقق من جودة المياه، وتحديد المشكلات المحتملة، إضافة للتنبؤ بالطلب على المياه وتحسين إمدادات المياه، الأمر الذي يساعد على تقليل هدر المياه وضمان تلبية الطلب على المياه بشكل فعَّال، ويمكن للذكاء الاصطناعي أيضًا تحسين كفاءة إمدادات المياه.
- النماذج المناخيةتوقعات نماذج المناخ العالمية هي عمليات محاكاة للأرض على مستوى الكوكب والتي تعد المصدر الرئيس للمعلومات حول التغير المناخي في المستقبل، وتستهدف تمثيل العمليات الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية الرئيسة لمناخ الأرض، وتتمتع تقنيات التعلم الآلي بالقدرة على جعل النماذج المناخية أفضل وأسرع، مع تقليل استهلاكها العالي للطاقة، ما يسمح لعلماء المناخ بوضع نماذج لأنماط المناخ والتنبؤ بها، مما يساعد في تطوير استراتيجيات فعالة للتخفيف والتكيف.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الأقمار الصناعية التغير المناخي التغيرات البيئية الحفاظ على البيئة الحياة البرية الرعاية الصحية الذكاء الاصطناعي تکنولوجیا الذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی فی الغازات الدفیئة التغیر المناخی إزالة الغابات للمساعدة فی العدید من فی مواجهة إضافة إلى ما یساعد من خلال
إقرأ أيضاً:
رئيس “سدايا”: مُبادرة “سماي” مكّنت حتى اليوم أكثر من 330 ألف مواطن ومواطنة من الذكاء الاصطناعي
المناطق_واس
أكد معالي رئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي الدكتور عبدالله بن شرف الغامدي أن المبادرات والشراكات التي تقوم بها “سدايا” مع عدد من الجهات الحكومية وضعت المملكة في المرتبة الأولى عالميًا في تمكين المرأة في الذكاء الاصطناعي، والثانية عالميًا في الوعي المجتمعي وفقًا لمؤشر ستانفورد، مشيدًا بالشراكة الإستراتيجية مع وزارة التعليم في بناء بيئة تعليمية مدعومة بالذكاء الاصطناعي، تُعزّز من القدرات الوطنية التنافسية في المجالات التقنية المتقدمة، مؤكدًا أهمية استباق تأثير الذكاء الاصطناعي واستثماره بما يعود بالنفع على الأدوات التعليمية.
جاء ذلك خلال مشاركة معاليه اليوم، في النسخة الثانية من ملتقى القطاع غير الربحي في التعليم والتدريب 2025 في جلسة رئيسة تحت عنوان “الفرص الواعدة واستشراف المستقبل للقطاع غير الربحي في التعليم والتدريب”، بمشاركة معالي وزير التعليم الأستاذ يوسف بن عبدالله البنيان، ومعالي نائب وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس منصور المشيطي، وحضور عدد من أصحاب المعالي الوزراء والقيادات والمسؤولين في الجهات الحكومية، والجهات المعنية في منظومة التعليم والتدريب، والقطاع غير الربحي في مجال التعليم.
أخبار قد تهمك ارتفاع أصول صندوق الاستثمارات العامة لـ4.31 تريليون ريال بنهاية 2024 30 يونيو 2025 - 4:04 مساءً “سدايا” تحتفي بطلبة أكاديمية طويق الفائزين في معرض ITEX 2025 وتقدّم لهم منحًا تدريبية خاصة 29 يونيو 2025 - 10:22 مساءًوقال معاليه: “إن الشراكات التي تقوم بها “سدايا” تأتي انطلاقًا من توجيهات سمو ولي العهد -حفظه الله- مع انطلاقة الإستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي في 2020 الرامية إلى بناء وتأسيس شراكات مع عدة جهات وفي صدارتها الشراكة مع وزارة التعليم التي أسهمت في إطلاق العديد من المبادرات الوطنية، ومنها إطلاق الأولمبياد الوطني للبرمجة والذكاء الاصطناعي “مسابقة أذكى”، الذي شارك فيه أكثر من 260 ألف طالب وطالبة من المرحلتين المتوسطة والثانوية، ووصل منهم في المرحلة النهائية 10 آلاف طالب وطالبة، ومبادرة “الطريق إلى أذكى” التي شملت تدريب أكثر من 570 ألف طالب وطالبة على مفاهيم الذكاء الاصطناعي”.
وأضاف معاليه “كذلك تم إطلاق مبادرة “مبرمجي ذكاء المستقبل” التي أسهمت في تدريب أكثر من 10,000 معلم ومعلمة، بما يضمن تهيئتهم للتفاعل مع بيئات تعلم ذكية وشخصية مصممة وفق احتياجات الطلاب، إلى جانب إطلاق مبادرة مليون سعودي للذكاء الاصطناعي “سماي” بالشراكة مع وزارة التعليم ووزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية التي مكّنت حتى اليوم 334 ألف مواطن ومواطنة من الذكاء الاصطناعي”، مبينًا أن الشراكة مع وزارة التعليم أثمرت في العديد من المنجزات، ومنها مركز التميز في التعليم الذي يستهدف مأسسة العمل واستدامة المبادرات الداعمة لقطاع التعليم وفق أحدث التقنيات، وتسخير قدرات الذكاء الاصطناعي واستثمارها في دعم وتطوير العملية التعليمية.
واستعرض معاليه خلال الجلسة أثر المنصة الوطنية للعمل الخيري “إحسان” ودورها في تمكين العمل الخيري حيث تجاوز إجمالي تبرعاتها خلال أربع سنوات نحو 12 مليار ريال، وإسهاماتها في دعم المجال التعليمي بطرق مبتكرة، مبينًا أن المنصة توفر أكثر من 2000 فرصة تعليمية، وأسهمت المنصة في تمويل مشاريع تعليمية متخصصة بالشراكة مع جمعيات متخصصة، بلغت قيمتها أكثر من 450 مليون ريال، استفاد منها أكثر من 955 ألف طالب وطالبة ضمن مراحل التعليم العام والجامعي، شملت توفير الأجهزة التعليمية والكفالات المدرسية والجامعية، وتقديم برامج تدريبية لدعم المهارات المطلوبة في سوق العمل.
وأشار معاليه إلى إطلاق منصة “إحسان” لمحفظة وقفية تعليمية ضمن صندوق إحسان الوقفي، تجاوزت تبرعاتها 370 مليون ريال، بهدف دعم المستفيدين، وتوفير منح وبعثات تعليمية، بما يعزز العدالة التعليمية، وبما يعكس الالتزام بمبادئ التكافل الاجتماعي، ويسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وأهداف رؤية المملكة 2030.
ولفت معاليه النظر إلى دور “سدايا” في بناء منظومة غير ربحية متخصصة من خلال إشرافها على تسع جمعيات غير ربحية متخصصة في مجالات البيانات والذكاء الاصطناعي تسهم في تعزيز التعليم والتدريب ورفع الوعي المجتمعي، ونشر المعرفة في المجال، بالإضافة إلى تطوير الكفاءات، بما يعزز دور القطاع غير الربحي كرافد مكمل وفاعل للمنظومة الوطنية التنموية، مبينًا أن هذه الجمعيات سجلت ما يزيد على 8,100 ساعة تطوعية، بمشاركة أكثر من 300 متطوع من أبناء الوطن، ما يعكس التزام “سدايا” بدعم بناء مجتمع معرفي تفاعلي ومسؤول، من خلال نماذج مؤسسية مستدامة، تسهم في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030.