الشحن المستدام.. ثمن تحول ناقلات السيارات إلى الأخضر
تاريخ النشر: 4th, September 2024 GMT
مع تزايد الضغط العالمي للحد من الانبعاثات الكربونية، تواجه شركات صناعة السيارات خيارات معقدة تتعلق بتقليل الانبعاثات في سلاسل التوريد الخاصة بها.
ورغم أن التحول إلى الطاقة النظيفة يحمل فوائد بيئية واضحة، فإنه يأتي بتكاليف إضافية تؤثر بشكل مباشر على أسعار المنتجات على ما ذكره تقرير نشرته وكالة بلومبيرغ.
ومؤخرًا، أعلنت شركة "هوغيو أوتولاينرز" النرويجية عن إطلاق سفينة نقل سيارات جديدة تُعد الأكبر والأكثر صداقة للبيئة حتى الآن.
هذه السفينة هي جزء من خطة أوسع تشمل بناء 12 سفينة جديدة بتكلفة إجمالية تبلغ 1.2 مليار دولار -وفق بلومبيرغ-، وجميعها بُنيت في الصين بالتعاون مع شركة "اندستري تشاينا مركانتس هيفي". والهدف من هذه السفن هو تقليل الانبعاثات من خلال استخدام تقنيات متقدمة تشمل الغاز الطبيعي المسال، والوقود الحيوي، والزيوت المنخفضة الكبريت.
وتخطط الشركة النرويجية لاستخدام الأمونيا كوقود في السفن المستقبلية بحلول عام 2027، لكن تكلفة هذا الوقود تظل مرتفعة وإمداداته محدودة على ما أكدته بلومبيرغ.
تأثير تكاليف الوقود البديلوتقول بلومبيرغ إن زيادة تكاليف استخدام الوقود البديل تمثل تحديًا كبيرًا، حيث يُقدّر أن تزويد السفن الجديدة بخيارات الوقود النظيف يزيد من تكلفة بناء كل سفينة بنسبة تتراوح بين 5% و10%.
وعلى الرغم من ذلك، تعتقد شركة "هوغيو" أنها تستطيع تحميل هذه التكاليف الإضافية على العملاء، حيث أشارت إلى أن التكلفة الإضافية على العملاء ستكون ضئيلة، بحيث لا تتجاوز 1% من سعر أي سيارة.
ارتفاع الطلب والتشريعات المستقبليةومع استمرار الضغط التنظيمي لتقليل الانبعاثات، تتوقع "هوغيو" زيادة في الطلب على السفن الصديقة للبيئة، حيث أكد الرئيس التنفيذي للشركة، أندرياس إنغر، أن الطلب على هذه السفن سيتزايد مع تشديد اللوائح البيئية.
من جانبها، أشارت ميرجام بيترز، رئيسة قسم استدامة العملاء في الشركة في حديث للوكالة، إلى أن زيادة الاستفسارات حول تقليل الانبعاثات في سلسلة التوريد تعكس وعيًا متزايدًا من قبل العملاء، حتى لو لم تكن الانبعاثات الناتجة عن النقل هي أكبر مصدر قلق حاليًا لصناعة السيارات.
تحديات مستقبلية للصناعةوتقدر بلومبيرغ أنه وبرغم التطورات الإيجابية، لا يزال هناك الكثير من التحديات أمام صناعة الشحن، خاصة مع التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة وأوروبا التي قد تؤثر على صادرات المعدات.
وتعتمد هذه التوترات بشكل رئيسي على المنافسة الاقتصادية والسياسية بين القوى العالمية، مما يجعل مستقبل الصناعة محاطًا بعدم اليقين.
ووفقًا لبيانات حصلت عليها الوكالة، تُعتبر صناعة الشحن مسؤولة عن 3% من الانبعاثات العالمية. ولتحقيق الأهداف الطموحة لتقليل الانبعاثات، يتعين على الشركات العاملة في هذا القطاع خفض انبعاثاتها بنسبة 20% بحلول عام 2030 و70% بحلول عام 2040، بهدف الوصول إلى صفر انبعاثات بحلول عام 2050.
أرباح رغم التحدياتوعلى الرغم من التحديات، شهدت أرباح شركات الشحن العالمية قفزة كبيرة في الربع الثاني من عام 2024، حيث تضاعفت تقريبًا لتصل إلى أكثر من 10 مليارات دولار.
هذا الارتفاع يعكس زيادة في حجم الشحن وارتفاع أسعار الشحن بعد التحويلات في البحر الأحمر. هذه البيانات تشير إلى أن صناعة الشحن، رغم التحديات البيئية والتنظيمية، تظل ركنًا أساسيًا في الاقتصاد العالمي، وأن الابتكار في هذا المجال سيظل جزءًا حيويًا من مستقبل الصناعة على ما ذكرته الوكالة.
في نهاية المطاف، تظل الحاجة إلى تحقيق التوازن بين التكلفة والابتكار والتقليل من الانبعاثات تحديًا مستمرًا أمام الشركات، وهو ما يتطلب توجيه استثمارات كبيرة نحو تقنيات الطاقة النظيفة لتحقيق الأهداف البيئية دون التأثير سلبًا على الأداء الاقتصادي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات من الانبعاثات صناعة الشحن بحلول عام
إقرأ أيضاً:
مبيعات السيارات المستوردة في كوريا الجنوبية ترتفع 13.2% خلال أكتوبر
أظهرت بيانات قطاع صناعة السيارات في كوريا الجنوبية، اليوم السبت، أن مبيعات السيارات المستوردة في كوريا الجنوبية قفزت بنسبة 13.2% مقارنة بالعام السابق، مدفوعة بالطلب القوي على موديلات تسلا وسيارات الشركات الألمانية.
وبلغ إجمالي عدد السيارات المستوردة المسجلة حديثا 24.064 ألف وحدة الشهر الماضي، ارتفاعا من 21.249 ألف وحدة في نفس الشهر من العام الماضي، وفقا للجمعية الكورية لمستوردي السيارات وموزعيها.
وكانت النماذج الثلاثة الأكثر مبيعا هي السيارة تسلا موديل واي، والسيارة بي إم دبليو 520 سيدان، والسيارة مرسديس بنز إي 200 سيدان، وفقا للبيانات.
وبشكل خاص، ارتفعت مبيعات سيارات تسلا بأكثر من ثلاثة أضعاف إلى 4350 وحدة في الشهر الماضي مقارنة بـ1,263 وحدة في العام السابق. ومن حيث نوع الوقود، بلغت مبيعات السيارات الهجينة 14.389 ألف وحدة لتشكل 59.8% من الإجمالي، تليها السيارات الكهربائية بنسبة 28.8%، وسيارات البنزين بنسبة 10.9%، وسيارات الديزل بنسبة 0.6%.
مبيعات السيارات المستوردة في الفترة من يناير إلى أكتوبر من هذا العام
وارتفعت مبيعات السيارات المستوردة في الفترة من يناير/ كانون الثاني إلى أكتوبر/ تشرين الأول من هذا العام بنسبة 15.5% إلى 249.412 ألف وحدة مقارنة بـ215.980 ألف وحدة في نفس الفترة من العام السابق، وفقا لوكالة أنباء يونهاب، بحسب الاسواق العربية.
وباعت ثلاث شركات ألمانية هي مجموعة فولكس فاغن كوريا، ومجموعة بي إم دبليو كوريا، ومرسديس بنز كوريا، مجتمعة 140.670 ألف وحدة في الأشهر العشرة الأولى من هذا العام بزيادة 3.5% من 135.933 ألف وحدة في نفس الفترة من العام السابق. وشكلت العلامات التجارية الألمانية ستا من كل عشر سيارات مستوردة تم بيعها في البلاد خلال أول عشرة أشهر من هذا العام.