رداً على استفزازات «نتنياهو».. تضامن عربي مع مصر!
تاريخ النشر: 4th, September 2024 GMT
استدعى خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تمسك فيه ببقاء قواته على “ممر فيلادلفيا” بين غزة وسيناء، رداً حاداً من مصر.
وقالت الخارجية المصرية، إن نتنياهو «حاول الزج باسم مصر لتشتيت انتباه الرأي العام الإسرائيلي، وعرقلة التوصل إلى صفقة لوقف النار وتبادل الرهائن والمحتجزين، وعرقلة جهود الوساطة».
ورفض نتنياهو في خطاب ليلة الاثنين «الانسحاب من محور فيلادلفيا» رغم أن ذلك يمثل مخالفة لاتفاق السلام بين إسرائيل ومصر عام 1979، وقال: «لقد حرصنا على ألا يدخل دبّوس إلى غزة من جانبنا لكنهم (حماس) سلّحوا أنفسهم عبر محور فيلادلفيا ومصر».
ويواجه نتنياهو احتجاجات شعبية واسعة تطالبه بقبول صفقة لإطلاق الرهائن في غزة، كما يواجه أيضاً نقداً من الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي اتهمه بأنه «لا يفعل ما يكفي» من أجل التوصّل إلى اتفاق.
كما لقيت تصريحات نتنياهو إدانة واستنكار عربي، ووقوف إلى جانب مصر في مواجهة تلك المزاعم.
كما استنكرت السعودية بشدة، الثلاثاء، التصريحات الإسرائيلية بشأن محور فيلادلفيا، والمحاولات العبثية لتبرير الانتهاكات المتواصلة للقوانين والأعراف الدولية، وحذّرت، في بيان لوزارة خارجيتها، من عواقب هذه التصريحات الاستفزازية، وما لها من تبعات في تقويض جهود الوساطة التي تقوم بها مصر وقطر وأميركا للتوصُّل إلى وقفٍ دائمٍ لإطلاق النار، وتزيد حدة التصعيد الخطير الذي تشهده المنطقة.
وأكد جاسم البديوي، أمين عام مجلس التعاون الخليجي، الثلاثاء، التضامن الكامل مع القاهرة ضد التصريحات المستفزة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي تهدف إلى تشويه صورة مصر، والإساءة لدورها الريادي بالمنطقة، وجهودها الجلية في الوساطة لحل الأزمة بقطاع غزة.
وشدّد على رفض المجلس التام لمثل هذه التصريحات غير المسؤولة، التي لا تخدم السلام بالمنطقة، بل تسهم في زيادة التوتر وتفاقم الأوضاع، مؤكداً ضرورة التزام إسرائيل بالمبادئ الدولية والاتفاقيات الموقعة، ووقف نهجها العدواني في غزة وجميع المناطق الفلسطينية.
وجدّد دعم دول المجلس الثابت لمصر في مساعيها الدؤوبة لتعزيز الأمن والاستقرار بالمنطقة، والعمل المشترك لتحقيق الأهداف السامية التي تجمع الدول العربية والإسلامية ضد التحديات المشتركة.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: اسرائيل غزة محور فلادلفيا مصر
إقرأ أيضاً:
مدرجات كرة القدم والحرب على غزة: تضامن كسر كل الحواجز
في ذروة سعي وسائل الإعلام التقليدية والحديثة للجم المحتوى الفلسطيني وتوثيق فظاعات الاحتلال في قطاع غزة الأبي؛ وجد الآلاف من الشباب المتنفس الحقيقي في ملاعب كرة القدم كي يتمكنوا من إيصال رسائلهم الصادحة بالتضامن والوقوف بجانب الفلسطينيين في الحرب الشرسة ضدهم.
الآن وبعد أن توقفت الحرب يبدو من الإنصاف سرد بعض المواقف البطولية للشباب العربي؛ أولا ممن هتفوا لفلسطين وأهلها وحولوا مدرجات الملاعب لمنبر حر يؤكد بجلاء مدى ارتباطهم الوثيق بالقضية المركزية للأمة، رغم كل محاولات التضييق وتحريف الحقائق التي باتت "موضة" دارجة وصار سوقها رائجا في زمن الخيانة والتواطؤ مع الكيان الغاصب.
لن يكون سهلا إحصاء عدد "التيفوهات" (اللوحات الفنية) المعبرة التي صاغتها عقول مبدعة خلاقة تنبض حبا وإيمانا بقضاياها المصيرية، ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر؛ اللوحة المميزة لجماهير الوداد البيضاوي المغربي التي تحمل عنوانا عريضا مفاده "المقاومون في قلب الأنفاق"، وعلى نفس المنوال سارت الجماهير الجزائرية بلوحة أخرى تقول: "صاموا قبل شهر الصوم؛ جوع وظمأ في غزة كل يوم"؛ وبأغنيتها الذائعة الصيت "رجاوي فلسطيني" تكرر جماهير الرجاء موقفها الثابت بل ورفعت صور القائد يحيى السنوار بعد استشهاده؛ وفي ديربي تونس بين النجم الساحلي والترجي الرياضي حضر تيفو عملاق برسالة واضحة المعالم "يحيى شهيدا" تنعي فيه رحيل "أبو إبراهيم".
لم يقتصر التضامن في الملاعب على الشباب العربي؛ بل امتد ليشمل أحرار العالم ممن تصدوا لازدواجية المعايير الغربية لا سيما بعد تفشي موجة "البكائيات" المستمرة على أوكرانيا، وبالتالي الضرب بعرض الحائط كل الشعارات السابقة للهيئات المختصة بالرياضة بضرورة إبعاد السياسة عن الرياضة
النماذج متعددة ومن مختلف الملاعب التي توحدت منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر لرفع صوتها واعلان موقفها الرافض للظلم وعربدة الاحتلال؛ ورغم التضييق والمطاردات نجحت روابط المشجعين العرب أو ما يعرف بـ"الألتراس" في مهمتها بنجاح منقطع النظير، واكتسحت مقاطع الفيديو الخاصة بها مواقع التواصل الاجتماعي وشكلت نقطة ضوء مهمة وسط مستنقع الصمت الرسمي العربي المخجل.
ولم يقتصر التضامن في الملاعب على الشباب العربي؛ بل امتد ليشمل أحرار العالم ممن تصدوا لازدواجية المعايير الغربية لا سيما بعد تفشي موجة "البكائيات" المستمرة على أوكرانيا، وبالتالي الضرب بعرض الحائط كل الشعارات السابقة للهيئات المختصة بالرياضة بضرورة إبعاد السياسة عن الرياضة. ومن هذا المنطلق لا بد من الإشادة بالموقف الصارخ لجماهير نادي سيلتيك الأسكتلندي التي تحدت بشجاعة إدارة فريقها بعد أن تبرأت الأخيرة من دعم الفريق للقضية الفلسطينية؛ حين رفعت مجموعات المشجعين "ألتراس" و"غرين بريغاد" الخاصة بسلتيك لافتتين في مباراتهم مع فريق كليمانروك في الدوري المحلي كتب عليها "الحرية لفلسطين" و"النصر للمقاومة".
جماهير النادي وصفت إدارته بـ"النفاق" لمساندتها أوكرانيا وتجاهل فلسطين مؤكدين "ستظل جماهير سيلتيك ثابتة في دعمها للشعب الفلسطيني فبعد بيان مجلس إدارة النادي الأخير، نود أن نكرر إيماننا الراسخ بأن لدينا الحق في التعبير عن وجهات نظرنا السياسية وأننا دائما نقف الى جانب المظلومين"؛ قبل أن يضيفوا في البيان الناري: "ما يقوم به مجلس الإدارة هو نفاق، حيث يتضامن مع أوكرانيا بشكل كبير ولا يبدي ردود فعل حول ما يحدث في فلسطين.. منذ أكثر من عقد من الزمن ونحن على علاقة وطيدة بمخيمات اللاجئين وقمنا بإنشاء أكاديمية لكرة القدم في مدينة بيت لحم في فلسطين".
وذكّر البيان بمواقف سابقة تعرض لها المشجعون بسبب تضامنهم مع فلسطين، وذلك بالقول: "عام 2016 تحدينا الجميع ورفعنا العلم الفلسطيني وتم فرض غرامة علينا، والآن أكثر من أي وقت مضى، يحتاج الشعب الفلسطيني إلى تضامننا.. في 25 تشرين الأول/ أكتوبر، ضد أتلتيكو مدريد، نطلب من جميع مشجعي سلتيك رفع علم فلسطين في دوري أبطال أوروبا وأن يظهروا للعالم أن نادي سلتيك يقف مع المظلوم، وليس الظالم".
مدرجات الملاعب العربية وحتى العالمية ظلت تغلي منذ بداية "طوفان الأقصى" ورسمت ملامح لن تُنسى وأسقطت كذبة خلط السياسة بالرياضة، وأكدت أن فلسطين قضية كل حر شريف في أي بقعة من العالم؛ وستظل تمثل انعكاسا للواقع الأصلي
وختم البيان: "وُلد سيلتيك من رحم المجاعة والقمع، نتيجة الحكم الاستعماري والموت والتهجير الجماعي للناس. وبسبب هذا التاريخ، اشتهر مشجعو سيلتيك بتعاطفهم وتضامنهم. يقف دائما سيلتيك إلى جانب المظلومين والمحرومين. إن مجلس الإدارة الحالي يقوم بالإدانة بسرعة عندما تتحدى وجهات النظر المعبر عنها وجهة النظر العالمية المخادعة".
وسبق للجماهير ذاتها جمع أكثر من 34 ألف جنيه إسترليني (نحو 45 ألف دولارا) لصالح جمعيتين خيرتين فلسطينيتين، وظل العلم الفلسطيني حاضرا في ملاعب أوروبية عديدة سواء في الدوري الإسباني والإنجليزي والفرنسي. ولعل من أشهر العبارات التي لا تنسى ما كتبته جماهير غلطة سراي التركي حيث رفعت لافتة تقول: "لو لم تتحرر القدس، فالعالم كله أسير".
وأيضا ظلت الملاعب الأيرلندية تشهد موجة تضامن لا ينتهي أسوة بموقف البلاد المشرف كلها من القضية؛ وأعلن نادي بوهيميان الأيرلندي عبر حسابه على منصة إكس (تويتر سابقا) التبرع بمبلغ 5 آلاف يورو لصالح أهالي غزة في ذروة الحرب الطاحنة؛ كما لا يمكن التغافل عن "تيفو" جماهير باريس سان جيرمان الفرنسي في مباراتهم ضد أتلتيكو مدريد في دوري أبطال أوروبا بعبارة "فلسطين حرة"، وضمت اللافتة رسما للمسجد الاقصى وصورة لأحد المقاومين مع خارطة فلسطين وعلم لبنان؛ وما أعقبها من ردود فعل عنيفة ضدهم لا سيما من وزير الداخلية "برونو ريتايو" الذي لم يتوان في إشهار سيف العقوبات ضدهم.
الخلاصة أن مدرجات الملاعب العربية وحتى العالمية ظلت تغلي منذ بداية "طوفان الأقصى" ورسمت ملامح لن تُنسى وأسقطت كذبة خلط السياسة بالرياضة، وأكدت أن فلسطين قضية كل حر شريف في أي بقعة من العالم؛ وستظل تمثل انعكاسا للواقع الأصلي حتى تنعتق من براثن الاحتلال وتعانق الحرية من النهر إلى البحر.