يشهد سعر الدولار في مصر استقرارا منذ مدة مقابل الجنيه المصري، فيما تزايدت التكهنات حول زيادة سعره خاصة بعد قرار البنك المركزي المصري الأسبوع الماضي برفع سعر الفائدة 1% .

رفع سعر الفائدةالدولار يميل ناحية التراجع

وأكد محللون ماليون أن رفع الفائدة بمثابة خطوة ضمن مجموعة من الخطوات لإتمام المراجعة الأولي مع صندوق النقد الدولي، فيما توقع رئيس استراتيجيات تداول العملات في "بنك أوف أميركا، ميريل لينش"، أثاناسيوس فامفاكيديس، أن يسلك الدولار مسار الصعود مع بقاء أسعار الفائدة عند مستويات مرتفعة.

وقال فامفاكيديس في مقابلة تليفزيونية، إن فرص الاستثمار في الفرنك السويسري والكرونة النرويجية أفضل من بقية العملات، مضيفاً أنه "على المدى القصير، ما زلنا نعتقد أن هناك المزيد من الاتجاه الصعودي للدولار. لقد رأينا تقلبات حادة في الدولار خلال الأسابيع الأخيرة لكن هذا الحدث تكرر هذا العام عدة مرات من دون أن يكون له تبعات".

وأشار إلى أن الدولار يميل نحو الضعف لأنه لا يزال عند أعلى مستوياته التاريخية، مضيفا أن السوق تعتقد أن الدولار سوف يتراجع على المدى المتوسط، وبعد ذلك قد تظهر بعض البيانات القوية التي تدعم الدولار، وهذا بالضبط ما حدث في الأسابيع الأخيرة.

وقال: "سبب اعتقادنا بأننا قد نشهد المزيد من القوة للدولار هو أن الاقتصاد الأميركي لا يزال قويا.. ونعتقد أننا بحاجة إلى نوع من التباطؤ الاقتصادي بهدف خفض التضخم وهذا قد يكون له أثر سلبي على المخاطرة".

التخلي عن الدولار.. بوتين يوقع مرسوما بتسوية الصادرات الزراعية الروسية بـ الروبل رسميا.. سعر الدولار الآن في مصر مقابل الجنيه المصري

وذكر أن أسعار الفائدة المرتفعة ستبقى لفترة أطول ويمكن أن ترتفع ما تسعره الأسواق حالياً، متوقعا بدء الاحتياطي الفيدرالي بخفض كبير للفائدة بعد 6 أشهر من الآن.

وقال: "إذا اعتبرنا أننا لم نصل بعد إلى هذه المرحلة فإن خفض التضخم سوف يستغرق وقتاً أطول وستظل أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول وسنرى المزيد من الضغط على الدولار.. على سبيل المثال، توقعاتنا لسعر صرف اليورو مقابل الدولار عند 1.05 وهو أقل من المستويات الحالية وأقل من التوقعات".

وتوقع أن الدولار سيكون أقوى بنهاية العام، وسيكون سعر صرف اليورو مقابل الإسترليني عند نفس المستوى الحالي تقريباً، مضيفا :"الافتراض الأساسي هنا هو أننا بحاجة إلى نوع من التباطؤ بالنمو لخفض معدل التضخم في العام المقبل وهذا التباطؤ سيدعم الدولار على المدى القصير إلا أنه هناك حالة من عدم اليقين تتعلق بالتوقيت".

وأفاد بأنه في بداية العام كانت التوقعات تشير إلى أنه سيحدث تباطؤ في النمو منتصف هذا العام، ولكنه ولم يحدث ذلك، الآن أين يرى البعض أن التباطؤ سيكون بنهاية هذا العام، "دعونا نرى ما إذا كان سيحدث.. متانة الاقتصاد الأميركي وقوة سوق العمل في كل مكان ليس فقط بالولايات المتحدة قد فاجأتنا حقاً".

وأوضح أن العام الحالي كان صعباً للغاية بالنسبة للمستثمرين في أسواق العملات، ومن المرجح أن يستمر على هذا النحو لذلك التوقعات تشير إلى أن التضخم سيكون ثابتاً، وستواجه البنوك المركزية تحدياً لعودة إلى التضخم المستهدف عند 2% والذي لن يكون سهلاً.

وتابع: "سيتفاعل العديد من البنوك المركزية مع ذلك بطريقة مختلفة الآن، علاوة على ذلك إذا حاولنا النظر إلى أثر ذلك على العملات فهناك فرص أفضل من اليورو والدولار".

رفع سعر الفائدةرفع سعر الفائدة

ينصح رئيس إستراتيجيات تداول العملات في "بنك أوف أميركا بإجراء عمليات بيع للفرنك السويسري على المكشوف، لأنه قوي للغاية، لكن سويسرا هي الاقتصاد الوحيد في الدول الصناعية العشرة الذي تقل فيه معدلات التضخم الرئيسية والأساسية عن 2%، مضيفا أن البنك المركزي السويسري كان متشدداً للغاية.

وقال "في سويسرا هم يقلصون ميزانيتهم العمومية لكننا نعتقد أن هذا ليس مستداماً، قد يواجهون بالضبط المشكلة المعاكسة للاقتصادات الأخرى لأنهم قد يواجهون انكماشاً في الأسعار بدلاً من التضخم".

ولفت إلى أن الكرونة النرويجية هي عملة أخرى مثيرة للاهتمام فقد بدأ أداؤها بالتحسن بشكل أفضل مؤخراً لكنها لا تزال أقل من قيمتها الحقيقية والتضخم مرتفع، والبنك المركزي النرويجي متشدد، وأسعار النفط بدأت في الارتفاع مرة أخرى لذلك هي عملة مرغوبة لدينا".

وأفاد: "هناك نقطة واحدة للحديث عنها وهي أنه من المؤكد أن الاقتصاد العالمي خاصة الاقتصاد الأميركي حقق أداءً أفضل بكثير مما توقعناه كما توافقت التوقعات بهذا الشأن، وهناك مخاطرة بأن يبقى الوضع على حاله رغم تشديد السياسة النقدية".

وكشف أن السياسة المالية التوسعية، لا سيما في الولايات المتحدة كذلك أيضاً في بقية العالم قد يؤدي إلى بقاء التضخم في مكانه، مما قد يشكل مزيداً من الضغط على البنوك المركزية للإبقاء على أسعار الفائدة مرتفعة أو حتى أعلى لفترة أطول لأن السياسة المالية قد تعوض السياسة النقدية.

ومن جانبه قال الدكتور رشاد عبده، رئيس المنتدى المصري للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، إن قرار رفع سعر الفائدة من جانب لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي المصري خلال اجتماعه الأخير كان قرارا اضطراريا، ويرجع ذلك إلى العديد من العوامل التي دفعت المركزي لهذا القرار.

وأضاف عبده في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن هذا القرار جاء نتيجة لرفع الفيدرالي الأمريكي سعر الفائدة على الدولار، وزيادة التخوفات من توجه الناس إلى عملية "دولرة" لمدخراتها بمعنى تحويلها إلى دولار وذلك لارتفاع سعر فائدة الدولار الأمريكي بالمقارنة مع الجنيه المصري.

ولفت إلى أن هناك ميزة من رفع سعر الفائدة، فعندما ترتفع الفائدة يتوجه الناس إلى إيداع مدخراتها بالبنوك، وبالتالي تقل السيولة المتاحة مما يؤدي إلى قلة الطلب على المنتجات، وبذلك من الممكن انخفاض معدلات التضخم من الناحية النظرية.

تجدر الإشارة إلى أن لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي المصري قد أكدت أن مسار أسعار العائد الأساسية يعتمد على معدلات التضخم المتوقعة وليس معدلات التضخم السائدة.

 وستستمر اللجنة في متابعة التطورات والتوقعات الاقتصادية خلال المرحلة القادمة، ولن تتردد في استخدام جميع أدوات السياسة النقدية المتاحة، بهدف الحفاظ على الأوضاع النقدية التقييدية لتحقيق معدلات التضخم المستهدفة والبالغة 7% (± 2 نقطة مئوية) في المتوسط خلال الربع الرابع من عام 2024 و5% (± 2 نقطة مئوية) في المتوسط خلال الربع الرابع من عام 2026.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الدولار سعر الدولار سعر الفائدة رفع سعر الفائدة الفائدة السیاسة النقدیة رفع سعر الفائدة أسعار الفائدة معدلات التضخم إلى أن

إقرأ أيضاً:

توقعات بخفض سعر الفائدة باجتماع البنك المركزي المقبل

يعقد البنك المركزي المصري اجتماعه المقبل في 17 أبريل، لتحديد سعر الفائدة على الجنيه المتداول بالقطاع المصرفي المصري.

يأتي الاجتماع المرتقب للبنك المركزي المصري وسط جو مشحون بحالة عدم اليقين الاقتصادي ولدتها الحرب التجارية الدائرة بين أكبر اقتصادات العالم، والتي يتوق محللون أن تزيد الوضع سوءاً بالنسبة للتضخم الحالي.

وفي الصدد مررت الصين اليوم الاربعاء زيادة لرسومها الجمركية التي فرضت على سلع الولايات المتحدة الأمريكية لتصل إلى 84%، كما أضافت شركات إلى قائمة الدول المحظورة على التصدير، ذلك بعد أن زادت الولايات المتحدة من الرسوم الجمركية على السلع الصينية إلى نسبة 104%، فيما أكد الاتحاد الأوروبي فرضه رسوم جمركية على سلع بقيمة 22 مليار دولار.

ومن المقرر أن يصدر الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء قراءة التضخم الخاصة بشهر مارس الماضي، والتي يتوقع أن تعكس انخفاض جديد في التضخم حتى 12.6% من 12.8% في فبراير 2025 و24% في يناير الماضي.

أبقي البنك المركزي المصري على أسعار الفائدة في وقت سابق من شهر فبراير 2025 دون تغيير عند مستويات 27.25% للإيداع و28.25% للإقراض، بعد زيادة 19% على مدار عامين ماضيين حتى مارس 2024.

توقعات خفض الفائدة في البنك المركزي المصري

ويتوقع محللو بنك الكويت الوطني خفضاً لسعر الفائدة في مصر بنسبة 2% إلى 3% في النصف الجاري، قبل خفضها بنسبة 5% خلال النصف الثاني بعام 2025.

ويرجح محللو مؤسسة «كابيتال إيكونوميكس» أن تنخفض الفائدة في البنك المركزي المصري بنسبة 16% خلال 2025، فيما يري جولدمان ساكس خفضاً للفائدة في مصر بنسبة 11%، بينما جي بي مورجان يتوقع خفض الفائدة بنسبة 4% في اجتماع الخميس 17 أبريل.

البنوك تخفض الفائدة

تجدر الإشارة إلى أن البنوك في مصر بدأت خطواتها الاستباقية نحو تخفيض الفائدة على شهادات الادخار وحسابات التوفير والجاري بعائد، ومنها:

- بنك QNB مصر: خفض بنك قطر الوطني مصر الفائدة على شهادات الادخار الثلاثية منذ مطلع العام الجاري بنسبة بين 1 و2.50%.

- البنك التجاري الدولي: اتجه البنك في فبراير الماضي نحو خفض الفائدة على شهادات الادخار بأجل 3 سنوات وبعائد ثابت هي «برايم وبرميم وشهادات ادخار بلس»، بنسبة تقليل 3%.

- البنك المصري الخليجي - EGBANK: خفض البنك عوائد شهادات الادخار لديه خلال شهر فبراير الماضي بنسبة بين 1.5% و2%.

-بنك مصر: خفض بنك مصر سعر الفائدة على ودائع فليكس أجل 6 و9 أشهر بأكثر من 6%، كما قلل البنك عائد حساب التوفير ذو العائد الشهري بنسبة 0.5% إلى 22.5%، وخفض بنك مصر فائدة حساب سوبر كاش الجاري اليومي بأكثر من 1.5%.

- البنك العربي الإفريقي الدولي: خفض البنك الفائدة في مارس الماضي على حساب توفير جولدن بلس بنسبة 1.75%، فيما خفض العربي الإفريقي الدولي الفائدة على حساب « E-Golden Saving» بنسبة 2% إلى 24% بدلاً من 26%.

- بنك HSBC: خفض البنك البريطاني الفائدة على شهادات الادخار الثلاثية بنسبة 2.5% ليصل عائد الشهادات الشهري إلى 18% بدلاً من 20.50%.

- البنك الأهلي المصري: لا يزال البنك الأهلي المصري يدرس تعديل أسعار الفائدة على شهادات الادخار بعائد 27% وبعوائد متناقصة «30% و25% و20%»، حسبما صرح في وقت سابق الرئيس التنفيذي للبنك، محمد الأتربي.

- بنك القاهرة: حيث قرر البنك تخفيض الفائدة على حساب ميجا توفير بنسبة 2% إلى 25% بدلاً من سعر عائد يبلغ 27% في السابق، كذلك خفض بنك القاهرة سعر الفائدة على الحساب الجاري بعائد يومي بمقدار 50 نقطة إلى 20.5%.

اقرأ أيضاً«انتيسا سان باولو» تتوقع نمو الاقتصاد المصري 4.2% وتخفيض الفائدة في المركزي

بنك HSBC يخفض الفائدة على شهادات الادخار بنسبة 2.5%

«انتيسا سان باولو» تتوقع نمو الاقتصاد المصري 4.2% وتخفيض الفائدة في المركزي

مقالات مشابهة

  • مع تضخم بنسبة 13.6%.. هل يخفض البنك المركزي المصري الفائدة الخميس المقبل؟
  • متوسط أسعار العملات الأجنبية أمام الجنيه اليوم الخميس 10-4-2025 في البنك المركزي المصري
  • الدولار يتراجع مقابل اليورو بسبب الرسوم الجمركية الأمريكية
  • الصين.. التضخم يتراجع للشهر الثاني على التوالي
  • توقعات بخفض سعر الفائدة باجتماع البنك المركزي المقبل
  • الريال اليمني يحقق تحسنا جديدا أمام العملات الأجنبية اليوم.. تغير مفاجئ
  • قبل اجتماع الفائدة.. البنك المركزي يسحب فائض سيولة بقيمة 787.7 مليار جنيه
  • المركزي الروسي: السياسة النقدية الصارمة كبحت جماح التضخم
  • سعر الدولار والعملات الأجنبية أمام الجنيه اليوم الثلاثاء 8 أبريل 2025
  • المركزي الروسي يخفض أسعار الروبل أمام العملات الرئيسة