أكدت النائبة ستريدا جعجع أنه "في ظل الظروف الدقيقة التي يمر بها لبنان، وفي مواجهة التحديات المتزايدة التي تسعى إلى النيل من هويتنا الوطنية واستقلالنا، كان لا بد من طرح خارطة طريق عملية للخروج مما نحن فيه، وهذا ما قام به رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في خطابه الأخير، باعتبار أن ما نواجهه اليوم ليس مجرد أزمات ظرفية، بل محاولة منهجية لإضعاف لبنان وتفريغ وجوده من مضمونه الحقيقي".



ولفتت خلال ترؤسها اجتماع الهيئة الإدارية لـ"مؤسسة جبل الأرز" في معراب، إلى ان "ما نشهده اليوم هو نتيجة تراكمات سلبية تفاقمت على مدى العقود الماضية، بفعل الهيمنة الإقليمية والتواطؤ الداخلي، والتي أوصلتنا إلى هذا الوضع الذي لا يعبر عن تاريخ لبنان الحقيقي ولا عن طموحات شعبه".

وأشارت الى "ان شهداءنا لم يضحوا بحياتهم من أجل أن نرضخ اليوم لأجندات خارجية أو لتسويات على حساب كرامة لبنان. إن دماءهم التي قدموها على مذبح حرية هذا الوطن تفرض علينا واجب الاستمرار والمضي قدما في مسيرتهم، وحمل شعلتهم وعدم التراجع أمام أي تهديد أو محاولة لطمس هويتنا الوطنية، ولهذا السبب يحمل رئيس القوات في كل سنة الشعلة لنؤكد للعالم أجمع أن قضية شهدائنا ما زالت حية فينا، وستظل هي الشعلة التي تقودنا نحو غد أفضل".

وأوضحت أن "بناء الجمهورية القوية هو الهدف الذي نسعى إليه، جمهورية تحترم الدستور والقوانين، وتضمن حقوق كل مواطنيها بعيدا من الطائفية والفساد والمحسوبيات، وقد تمكنا من بناء نموذج لها في قضاء بشري"، مشيرة إلى أن "الجمهورية القوية هي الضمانة الوحيدة لبقاء لبنان حرا، سيدا، ومستقلا، لذا ومن أجل الوصول إليها علينا الصمود في وجه كل من يسعى إلى تعطيل الدولة وتفريغها وشل مؤسساتها".

تابعت: "صحيح أن ما نعيشه اليوم هو نتيجة هيمنة محور الممانعة على القرار الوطني، إلا أننا، وبقدر ما أعطانا الناس من ثقة، تمكنا في بعض الأماكن بفعل معارضتنا، من إيقاف مفاعيل هذه الهيمنة. وانطلاقا من هنا، لم ولن نرضخ لأي ضغوط أو تهويل او تهديد، وسنستمر بالتمسك بالقوانين ورفض كل الطروحات التي تناقض أحكام الدستور".

وتطرقت  إلى "دعوة رئيس القوات جميع القوى السياسية الوطنية ،إلى حوار جاد ومسؤول في قصر بعبدا بعد اجراء انتخابات رئاسية دستورية من أجل إعادة بناء الدولة على أسس سليمة"، وقالت: "هذا هو الحوار الحقيقي الذي يجب أن يكون صريحا وواضحا، من دون مجاملات أو مواربة لان البلاد لم تعد تحتمل أنصاف الحلول ويجب أن يبنى على أسس المصالح الوطنية العليا، وليس على تسويات مؤقتة لا تلبي تطلعات الشعب اللبناني".

وشددت على ان "المستقبل الذي يسعى إليه حزب القوات هو مستقبل لجميع اللبنانيين. مستقبل مبني على الشراكة الحقيقية بين كل مكونات الوطن، بعيدا من التسلط والاستئثار بالسلطة". وقالت: "إن أبلغ ما قيل في توصيف واقعنا هو أننا أبناء الغد، لاننا فعلا نحمل رؤية للمستقبل ولدينا خارطة طريق واضحة لهذه الرؤية ، ونحن قادرون كحزب على مساحة الوطن من تنفيذها على أرض الواقع، لذلك سنظل نعمل بلا كلل من أجل تحقيق هذا المستقبل الموعود، على الرغم من أننا ندرك يقينا بأن الطريق أمامنا مليء بالتحديات، ولكن إيماننا بوطننا وإرادتنا في تحقيق الأفضل لأجيالنا المقبلة سيظل أقوى من أن تزعزه تحديات من هنا ومناكفات من هناك".

ختمت: "الغد لنا، ليس مجرد شعار نطلقه اليوم، وإنما توصيف للواقع والحقيقة التي أثبتها تاريخنا باننا مؤسسة نحو المستقبل، الغد لنا، لاننا سنستمر في النضال من أجل الوصول إلى لبنان الحر، السيد، والمستقل، وسنواجه من خلال الدولة كل من يحاول النيل من هذا الوطن، وسنبقى صامدين، مؤمنين بحقنا في الحياة الكريمة والعيش في دولة تحترم حقوقنا وتحمي مستقبلنا. الغد لنا، لاننا وضعنا نصب أعيننا لبنان الذي نحلم به، وعملنا ونعمل بكل قوتنا من دون تعب من أجل تحقيق هذا الحلم".

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: من أجل

إقرأ أيضاً:

الرياضة العراقية .. هيمنة التقوقع واشكالية الواقع !

بقلم : حسين الذكر ..

في العراق الجديد .. وفقا للمصطلح المتداول ويعني فيه فترة ما بعد نيسان 2003 ظلت الكثير من الأمور تسير على ذات المنوال الذي كانت عليه قبل ذلك التاريخ في التعاطي مع المؤسسة باعتبارها مصدر للارتزاق الشخصي المادي والمعنوي والعلاقاتي .. لم تتغير تلك النقط الا في الزي والشكل.. فالجوهر – للأسف -لم يرتق بل انحدر اكثر سيما في فهم معنى الرياضة واثرها في عالم اليوم .
ظلت الأصوات الوطنية تنادي على طول الخط بعيدا عن امراض العصور المتمثلة بالطائفية والتقوقعية وبراثن المصلحة الخاصة بشكل يسهم بأنحراف بوصلة القلم الذي يعد أداة رسالية ينبغي لها ان تتغلغل بهموم الامة وتحصر نفسها وادائها ونتاجها من خلال حاجات الامة والا تصبح مجرد آلة ارتزاقية ووسيلة عمياء طيعة بيد الاخر الجاهل المتمصلح يديرها ويركبها كما يشاء .
قطعا اتخذت عدت إجراءات حكومية لفك اسر المؤسسات الرياضية الاهلية والرسمية من هيمنة البعض الذي سخرها لنفسها او جماعته او حزبه … او أي عنوان اخر يستقوي فيه ويغطي على ذاته المريضة التي جميع مفرداتها تدور حول افراغ المؤسسة من أي عقل واعي وبعد وطني وحصرها باطار غنيمي ومكسبي ضيق .
فكلما اتخذت الجهات المعنية خطوة بالاتجاه الوطني .. تم استيعاب وتطويع القرارات وتجميدها بل افراغها من محتواها حتى ان البعض دخل للرياضة مصلحا وتحول لاحقا الى مفسد .. بعد ان تمكنوا من ربط مصالحهم وكيانهم بمصالح ذات الجهات المسيطرة .. النتيجة واحدة على طول الخط .. الا في حالات نادرة تستحق الاحترام وتبقى علامة الصح وانموذج التغير المنعقدة عليه النية في الإصلاح المؤسساتي وصناعة الفرد الرسالي .
الرياضة والشباب للأسف لم توليها الحكومات المتعاقبة الوعي والاهتمام المطلوب برغم وجود ارادة ونوايا حسنة واتخاذ قرارات تعد مصيرية .. لكنها جميعا ظلت معطلة بسبب التعاطي الجزئي الترقيعي بلا فكر استراتيجي مستند الى ادواته الصحيحة .
ذلك القصور لا اظنه يدخل اجندة التهديم الوطني التي يعمل عليها البعض لكن اختلاط الحابل بالنابل أضاع بوصلة الإصلاح الاستراتيجي .. والمقصود بالمصطلح البحث عن اليات عمل جديدة ومشاريع بديلة عما كنا نخوض فيه خلال عقدين من زمن ولى .. جميعها يجب ان تتجه للفضاء الوطني يضمن مصالح الجميع ويعيد الأمور لنصابها ويكون الرجل المناسب في المكان المناسب فعليا وليس شعاراتيا .. وهذا بحد ذاته هم رسالي ينبغي ان نتحرك فيه بهدوء وخلف أبواب مستترة للوصول الى صيغ تنفيذ ممكنة والبحث عن مخارج وحلول واقعية متمكنة .

حسين الذكر

مقالات مشابهة

  • حجازي: للوقوف مع تطلعات اللبنانيين وعدم رهن لبنان للبازارات الخارجية
  • عاجل | أبو عبيدة: نبارك العملية النوعية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية واستهدفت موقعا عسكريا قرب تل أبيب
  • أبو عبيدة .. نبارك العملية النوعية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية صباح اليوم
  • عاجل وردنا الان.. مشاهد جديدة تكشف أضرار محطة قطارات وسط تل أبيب ونوعية الصاروخ اليمني الذي استهدفها
  • الراعي: بقاء لبنان رهن بتغيير المسار الانحداري بانتخاب رئيس يعود بنا إلى جوهر الشراكة الوطنيّة
  • الرياضة العراقية .. هيمنة التقوقع واشكالية الواقع !
  • اليوم التالي لجعجع: تفاهم اميركي ـ ايراني
  • جعجع: العقبة الأكبر أمام السيادة اللبنانية اليوم هي حزب الله
  • إخماد الحريق الكبير الذي اندلع في مطمر برج حمود.. ياسين: سنقوم بفتح تحقيق
  • عدم تجاوبنا مع دعوة بري غير صحيح.. جعجع: محور الممانعة يعطل في كل مرة الانتخابات