أثارت التصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خلال مؤتمر صحفي حول محور صلاح الدين (فيلادلفيا)، جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية الإسرائيلية. 

وقد وصف زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، المؤتمر بـ "المخزي"، واتهم نتنياهو بالفشل وعدم الواقعية. 

نستعرض تفاصيل الجدل الذي أثارته تصريحات نتنياهو والردود المختلفة التي تلقتها.

تفاصيل التصريحات المثيرة للجدل

خلال المؤتمر الصحفي، تناول نتنياهو قضية محور صلاح الدين (فيلادلفيا)، وهو محور يتواجد على الحدود بين قطاع غزة ومصر.

ادعى نتنياهو أن هذا المحور يمثل تهديدًا أمنيًا، وأنه كان جزءًا من خطط الجيش الإسرائيلي التي لم تُنفذ بالكامل. 

ومع ذلك، جاء رد زعيم المعارضة يائير لابيد قاسيًا على تصريحات نتنياهو، حيث وصفها بأنها "خدعة سياسية لا أساس لها" وأن ما قاله لا يتماشى مع الواقع.

ردود فعل المعارضة

انتقد يائير لابيد تصريحات نتنياهو بشكل حاد، قائلًا إن إسرائيل أخلت محور صلاح الدين منذ 19 عامًا، وكان نتنياهو نفسه قد وافق على هذا القرار وصوّت لصالحه في الحكومة والكنيست.

وأضاف لابيد أن نتنياهو لم يجرؤ على إعادة احتلال المحور طوال السنوات التي قضاها في السلطة، مشيرًا إلى أن تصريحات نتنياهو الحالية ما هي إلا محاولة لتبرير فشله في إدارة الأزمة.

وأشار لابيد إلى أن تصريحات نتنياهو تظهر ضعفه وفشله في التعامل مع الأزمة الحالية، واصفًا إياها بأنها محاولة لتشتيت الانتباه عن فشله في إدارة الأزمات الأمنية.

كما أشار إلى أن نتنياهو يتحدث عن محور صلاح الدين وكأن الهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر لم يحدث في عهده، مما يعكس عدم تحمله لمسؤولياته.

ردود فعل الأحزاب السياسية

من جانبه، أصدر حزب الوحدة الوطنية، الذي يقوده وزير مجلس الحرب المستقيل بيني جانتس، بيانًا يندد بتصريحات نتنياهو، قائلًا إن هذه التصريحات تتضمن أكاذيب واضحة حول أهداف الحرب. 

كما انتقد وزير الدفاع السابق، أفيجدور ليبرمان، تصريحات نتنياهو، متهمًا إياه بالمسؤولية عن "أخطر فشل أمني في تاريخ إسرائيل".

وأصدر منتدى "عائلات الرهائن" المحتجزين في قطاع غزة بيانًا يعرب عن استيائه من تصريحات نتنياهو، مشيرًا إلى أنها تكشف عدم جدية رئيس الوزراء في إعادة الرهائن. 

واعتبر المنتدى أن الخطاب الذي ألقاه نتنياهو مليء بالأكاذيب والمراوغات.

ردود فعل داعمة لنتنياهو

في المقابل، أصدرت بعض الشخصيات السياسية، مثل وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بيانات تدعم نتنياهو.

وقد هدد هؤلاء في السابق بإسقاط الائتلاف إذا وافق على أي اتفاق لإنهاء الحرب، مما يعكس انقسامات داخل الائتلاف الحاكم حول كيفية التعامل مع الأزمة.

أثر التصريحات على جهود وقف إطلاق النار

قال مصدر مطلع لشبكة "سي إن إن" الأمريكية إن تصريحات نتنياهو أعقبت الإعلان عن مقتل 6 من الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، مما أثر سلبًا على محادثات وقف إطلاق النار.

 وأكد المصدر أن المؤتمر الذي عقده نتنياهو وأفشى خلاله تصريحات حول محور صلاح الدين "نسف كل شيء"، مما يعكس التأثير السلبي لتصريحاته على جهود السلام.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: محور محور صلاح الدين محور فلاديلفيا نتنياهو تصریحات نتنیاهو محور صلاح الدین إلى أن

إقرأ أيضاً:

تماطل وتحاول فرض شروطها.. من الذي تريده إسرائيل لإدارة غزة؟

بينما تبدي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) استعدادها لإكمال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة والانخراط في المرحلة الثانية، تواصل إسرائيل مماطلتها بمحاولة فرض شروط جديدة للمرحلة الثانية من الاتفاق.

وبرأي الكاتب والمحلل السياسي، أحمد الحيلة، فإن حركة حماس تقدم ما يريده الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يطالب بالإفراج عن الأسرى دفعة واحدة.

وكان رئيس حركة حماس في قطاع غزة، خليل الحية -في كلمة له أمس الثلاثاء- قد أعلن عن عزم الحركة تسليم جثامين 4 من أسرى الاحتلال الإسرائيلي غدا الخميس و6 من الأسرى الأحياء السبت القادم، وذلك في إطار تنفيذ بنود المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.

ويرى الحيلة أن حماس قدمت خطوة "استباقية ذكية" بالتوافق مع القاهرة وحتى مع حركة التحرير الوطني (فتح)، من خلال الموافقة على الذهاب إلى لجنة تكنوقراط مستقلة تأخذ شرعيتها من التوافق الفلسطيني الداخلي، ليصبح عنوان اليوم التالي "فلسطينيا" ويلبي رغبة من يقولون إنهم لا يريدون رؤية حماس في السلطة.

وأشار الحيلة إلى أن حماس وافقت فنيا على ربط هذه اللجنة بالحكومة في رام الله، وأن تشكل بمرسوم رئاسي من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، و"بالتالي فهذه الخطوة تقدم حلا للإشكال المطروح بشأن حكم غزة".

إعلان

وبحسب الكاتب المختص في الشأن الإسرائيلي، إيهاب جبارين، فقد بعث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإشارتين مهمتين، الأولى تتعلق بما قاله وزير خارجيته جدعون ساعر في تصوره لليوم التالي من أن إسرائيل لا تريد رؤية حماس داخل غزة، والثانية في تعيين وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر لقيادة مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وهو الرجل المقرب من الأميركيين.

وقال جبارين إن ديرمر سوف يقود المفاوضات مع إدارة الرئيس ترامب بشكل مباشر، وهو ما يعكس أن هناك ضغوطا أميركية تمارس على نتنياهو.

وكان وزير الخارجية الإسرائيلي قال -في وقت سابق أمس- إن "إسرائيل ستبدأ هذا الأسبوع المفاوضات بشأن المرحلة الثانية، وإنها تطالب بإخلاء القطاع من السلاح تماما". وزعم أن حماس لديها خطة للدفع نحو تبني نموذج حزب الله في غزة، وأنها ستنقل الحكم المدني إلى السلطة الفلسطينية أو أي جماعة أخرى، لكنها ستظل القوة العسكرية المهيمنة في قطاع غزة".

وشدد الوزير الإسرائيلي على إصرار حكومة نتنياهو على نزع السلاح بشكل كامل من غزة. و"لن تقبل إسرائيل استمرار وجود حماس أو أي جماعة أخرى في غزة. ونطالب بآلية تنفيذية لضمان حدوث ذلك".

ولفت جبارين إلى أن إسرائيل لا تتحدث عن تواجدها في غزة، ولكنها تماطل وتناور بأن يأتي البديل من الولايات المتحدة الأميركية التي يرى – أي جبارين- أنها رمت بالكرة إلى دول الإقليم العربية كي تطرح البديل، مشيرا إلى أن أي بديل تطرحه الدول العربية ستقبل به إسرائيل.

وفي تصور الكاتب المختص في الشأن الإسرائيلي، فإن البديل الذي ستطرحه الدول العربية سيحظى بدعم أميركي، ولذلك لن ترفضه إسرائيل، وهو "المطب الذي وقع به نتنياهو"، مشيرا إلى أن السؤال الأهم يتعلق بما إذا كانت إسرائيل ستوقع على وقف إطلاق النار في غزة بشكل كامل خلال المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، في ظل حكومة بديلة تتولى إعادة الإعمار.

إعلان

وأشار الحيلة إلى أن أحد استحقاقات المرحلة الثانية هو الانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة ووقف إطلاق النار المستدام، في مقابل تسليم حماس لجميع الأسرى الإسرائيليين،" لكن الإشكال أن الطرف الإسرائيلي يواصل المماطلة من خلال إعادة النقاش والجدل حول قضايا أخذت جهدا من الوسطاء طوال عام كامل.

ويذكر أن خليل الحية أوضح في كلمته أن حماس جاهزة للتفاوض الفوري حول بنود المرحلة الثانية، والتي تشمل "وقفا تاما لإطلاق النار، وانسحابا كاملا للقوات الإسرائيلية من غزة، وإتمام صفقة تبادل أسرى شاملة في رزمة واحدة"، مع ضرورة تحصين ذلك بضمانات دولية ملزمة وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 2735.

مقالات مشابهة

  • صلاح الدين.. بعثة ألمانية تباشر التنقيب في موقع آشور الأثري
  • “تصريح جبان”.. لابيد ينتقد بيانا صادرا عن مكتب نتنياهو حول مفاوضات الرهائن
  • جواد ظرف: سردية "إيران الضعيفة" التي يبينها نتنياهو "خطيرة"
  • لابيد يشن هجوماً على نتنياهو: سيفشل الصفقة ويعرقلها
  • حماس ترد على تصريحات إسرائيل بشأن مستقبل المقاومة في غزة
  • تماطل وتحاول فرض شروطها.. من الذي تريده إسرائيل لإدارة غزة؟
  • إسرائيل تنسحب من قرى جنوب لبنان وتخلّف وراءها دمارًا واسعًا وخرابًا.. تقرير
  • القوات: انتهى الزمن الذي كانت إيران تعتبر فيه بيروت إحدى العواصم التي تسيطر عليها
  • الخارجية الإيرانية: تصريحات نتنياهو وتهديداته لطهران انتهاك صارخ للقانون الدولي
  • اعتقال سائقين يحملون كميات كبيرة من الحنطة غير المعفرة في صلاح الدين