شبكة انباء العراق:
2025-04-07@08:01:32 GMT

القضاء اول قلاع الدولة وآخرها

تاريخ النشر: 4th, September 2024 GMT

القضاء اول قلاع الدولة وآخرها

بقلم : سعد الأوسي ..

في سنوات اغترابي السبع العجاف، حين اضطررت الى الرحيل بعيدا وفارقت الوطن والقلب والاهل والذكريات.
يومها كانت الدماء فوضى والسياسة عهراً والبرلمان اكذوبةً وعجزاً والقضاء حائرا بين ضميره المهني وسيف الشبهات المصلت على رأسه و قلّة حيلته وهوانه على اصحاب السطوة والقوة الملطخة ايديهم بكل اوساخ الارض وحقارتها، كان فساد الحكومات هويةً وعقيدة راسخة في صميم كينونتها، من اصغر ساع او فراش في اقصى دائرة مدنية و صولاً الى اكبر المعالي والسيادات والدول، كلٌّ حسب حجمه و قدرته وجشعه على النهب والرشوة والعمولات الشيطانية.


وكنت ومثلي عشرات الاصوات الحرة من اهل القلم والفكر نصرخ ونستصرخ ونكتب ونهمس في اذن القضاء العراقي وقتها كي ينهض من سباته وينفض عنه قيود السياسة العفنة وعثرات ادارته وارتباكه الحائر بين الواجب والواقع المثقل بالرعب والموت المجاني، الذي طال العديد من رجال القضاء الاطهار لانهم رفضوا ان يكونوا حلقة في سلسلة الدم و البطش والظلام، بينما انصاع آخرون مقهورين مرغمين على تقيّة قول نعم نجاةً بالنفس والاهل من التهلكة.
ودون سواي من اهل القلم والفكر والاعلام كنت احظى بحصة عشرة اسود من القضايا الباطلة وتهم الكيد والزور و بهتان المخبر السري الذي طارت بسبب قذارته رؤوس بريئة كثيرة لاريب ان لها وقفةً عظيمةً امام الله طلباً لحقها في القصاص من الظالمين السفلة اولئك.
و قد بلغت الاحكام الغيابية ضدي بسبب ذلك اطناناً من السنوات والعقوبات والغرامات .
ورغم همّ الغربة الذي كنت فيه لم اعبأ ولم احمل همّاً او خوفا من الاخبار التي كانت تصلني تباعا عن حكم تلو حكم وقضية اثر قضية، لانني كنت موقنا اشد اليقين ان الله هو الحق و مع الحق وناصر الحق وسيحق الحق ولو بعد حين.
في عام 2017 ، حيث كنت ما ازال في العاصمة التركية انقرة اتصل بي احد الاصدقاء من كبار اهل السياسة والمسؤولية -استدرك- من شرفاء اهل السياسة والمسؤولية وهم نزر قليلون كما تعلمون، و كان من ذوي الود الصادق والمحبة والاخاء بحق،
قال لي في معرض احاديثنا المتشعبة:
-اعتقد انك ستعود للوطن عن قريب، اكيد ملّيت من الغربة ؟
بين الضحكة والدهشة والفرحة اليائسة سألته:
-و قضايا زهير الغرباوي(1) الملعون واشباهه، اين سأذهب بها ؟؟؟؟
قال: صدر اليوم الامر بتعيين القاضي فائق زيدان رئيساً لمجلس القضاء الاعلى، وهو رجل حازم محترم رصين وقاض عادل، نعتقد انه سيصلح شؤون القضاء في البلد ويحميه من الضغوط والتأثيرات وسطوات مراكز القوى، ويعيد له استقلالبته وهيبته.
قلت: تلك مهمة مستحيلة او شبه مستحيلة في ظل هذه الفوضى السياسية والانفلات الامني و سلطة السلاح الحاكمة بامرها.
قال: لن اطيل عليك، انتظر و راقب وسترى، وفي اثناء ذلك ابدأ بتصفية امورك وشدّ رحالك عائدا للوطن الذي تحبه ويحبك.
كانت تلك المكالمة السحرية بريق ضوء دافق اعاد لي شباب الروح التي شابت من شدة الحنين الى العراق.
قررت بعدها ان ابدأ بالبحث والاستقصاء عن القاضي فائق زيدان من محبيه ومبغضيه رغم ايماني بحصافة نظرة صديقي السياسي ودقّتها، ولكن ليطمئن قلبي.
كانت سيرة هذا الرجل ناصعة بشهادة كلّ ما قرأت وعرفت وسمعت عنه، قال لي احد زملائه الذي رافقه منذ كان طالبا في كلية الحقوق حتى تخرجهما من المعهد القضائي وتعيينهما كقضاة تحقيق : كان الاستاذ فائق متفوقا علينا جميعا في كلية القانون، وكنا نحرص ان ندرس معه اوقات الامتحانات كي نضمن النجاح لانه الاكثر ذكاءً ونباهةً ومتابعةً وكان اساتذتنا جميعا يقدرونه لتفوقه و يحبونه لدماثة اخلاقه.
احسست بمدى صدق هذه الشهادة بحق الرجل كونها صادرة من قاض محترم زامله فترة الدراسة و العمل سنوات عديدة.
وهي شهادة بعيدة عن الشبهات ودليلها ان هذا الزميل استقال من القضاء منذ اكثر من 15 سنة وعمل في المحاماة كونه ينتسب الى عائلة احد المسؤولين في النظام السابق.
وعلى مدى سبع سنوات تابعت عن كثب خطوات القاضي العادل الاستاذ فائق زيدان في ادارة دفة المجلس الاعلى للقضاء بعد ان كنت ومعي ملايين العراقيين شبه يائسين من امل او ضوء في ظلام الفوضى والفساد الذي غلّ يد القانون و اوهن قدرته الى حد كبير لسنوات طويلة.
كنا نعتقد بيقين ان الفساد الحكومي والبرلماني السائد وقتها لن يصلحه الا صلاح قضائي قانوني كفيل بإعادة البلد الى رشده والحياة الى نصابها، ولكن المهمة بالغة الصعوبة والطريق شائك جدا، وما عسى ان يفعله عزم رجل واحد فحسب في هذا الركام الكثير !!!؟؟؟.
لكن الايام والشهور والسنوات من العمل الشاق الصبور الهادئ كان لها قول آخر، حيث عاد القضاء ليفرض سلطة القانون و يحمي الامن و ينظم الحياة على وفق ميزان شديد الدقة والعدالة و بادارة حازمة صارمة استطاعت ان تنأى بهذه السلطة (المقدّسة) عن الفساد و سطوة اهل القوة والسلطة، وبدون املاءات داخلية او خارجية، و ذلك اقصى ما يُرجى و يُتمنى لسيادة القانون في كل بقاع الدنيا.
عندما قررت العودة الى الوطن، الحبيب الذي فارقته مكرها غير آمن، ملاحقاً اترقّب كيد الكائدين ومكر الفاسدين.
كان لابد ان اقف اول شئٍ امام المحاكم التي اصدرت احكامها الغيابية ضدي لاعادتها كما ينص على ذلك القانون.
وقد كلفت حينها احد الاصدقاء المشتركين بايصال رسالة صغيرة الى السيد رئيس مجلس القضاء الاعلى فحواها انني لا اطمع الا بالحق والعدل وعدم تدخل وسطوة الايدي المتجبرة في القضايا المرفوعة ضدي، وانا على يقين ان القضاء سينصفني بعدله وحياديته و مهنيته.
و سرعان ما جاءني جوابه : اطمئن فالقضاء عادل معك ومع غيرك من العراقيين، وقد ولّى زمن الكيد والتجبر والتأثير والسطوة الجائرة، و ان ترى خير من ان تسمع.
عندما وقفت امام قاضي الجنايات في اول اعادة محاكمة، نظر لي من وراء زجاجة نظارته مليّاً، ثم سألني : من يقف وراءك ؟
توريةً عن (من يقف الى جانبك ويمنحك هذه الشجاعة كي تعود من الخارج لتواجه كل هذه التهم)؟؟
قلت له: الله الواحد الاحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد
قال: و نعمَ بالله، كلنا متكلون على عدله ورحمته، ولكني اعني من هو واسطتك ؟
قلت له: سأقول لجنابك ولكن شرط ان تغلق الباب حفاظاً على السرية.
ابتسم وقال: اغلقوا له الباب
قلت هامساً : ورائي وامامي ومن فوقي ومن تحتي رحمة الله ووعده الحق بنصرة المظلوم على الظالم وثقتي بنزاهة القضاء العراقي بعد ان عاد الى قوته واستقلاله وهيبة حضوره.
قال: عمي انتو من يگدرلكم اهل الصحافة والاعلام !!؟؟؟
تساقطت الأحكام الغيابية الجائرة والتهم الكيدية الكاذبة وافتراءات المخبر السري اللعين عني واحدة بعد الاخرى ومحاكمة بعد محاكمة وخرجت منها اكثر اصرارا وقوة على قول كلمة الحق، وفضح الفساد والمفسدين والدفاع عن حق المظلومين متكئاً على الامن والامان الذي كفله لنا الدستور والقانون في ظل قضاء عراقي عادل نزيه بقيادة الرجل الحق العادل النزيه فائق زيدان الذي صرت احرص ما اكون على صداقته والقرب منه.
ثم تعددت اللقاءات الدورية بيني وبينه، مسلّما وزائراً مرةً، ومستفسراً متسائلاً مرة اخرى، ومستنجداً مستعيناً على فك كربة مظلوم وانصاف مغبون مرات عديدة، والرجل في كل ذلك بكامل تواضعه و طيبته ورفعة اخلاقه وحصافة نظرته وعدالة احكامه والتزامه بالقانون.
وفي آخر زيارة له بمكتبه قبل ايام، قلت له ممازحاً: يبدو ان القضاء العراقي صاحب شارة ويعوّر كل من يفتري عليه او يضاده، والشواهد على ذلك كثيرة.
ابتسم بهدوئه المعهود وقال: مهنتنا هي احقاق الحق و دحض الباطل، افلا ينصرنا الله على القوم الظالمين ؟؟؟
قلت : كل الذين حاولوا الإساءة للقضاء او تشويه وفبركة الاخبار ضدكم كانت نهايتهم وفضيحتهم مأساوية
قال: بسم الله الرحمن الرحيم، بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فاذا هو زاهق.
قلت: ربما هذه هي المرة الاولى منذ عقدين من الزمان يصبح فيها القضاء ملاذا آمناً للاقلام والاصوات الحرة في الاعلام وهو مايفسر التقارب الواضح بين اغلب اهل القلم والفكر والاعلام والثقافة مع مجلسكم الموقر.
قال: من واجب القضاء ان يكون حاميا للدستور والقانون، وكلاهما يكفلان حرية الرأي و الاعلام. هذا غير مسؤوليتنا الاهم في حفظ التوازنات وتوفير صمام امان للحراك السياسي الغارق في صراعاته مع الاسف .
قلت: لن اجاملك ولكن لابد من الاعتراف ان الامن والامان والاستقرار الذي يعيشه العراقيون اليوم هو بعض نتاج عودة السلطة القضائية الى سيادتها وقوتها وتنظيمها، وان العملية السياسية على كثرة تناقضاتها وصراعاتها مدينة للقضاء بانه كفل امانها وحمى توازناتها و كان الحكم الفصل في صراعاتها وتبايناتها.
وان الاعلام العراقي كذلك يعيش عصره الذهبي في ظل حمايتكم لحريته وفتح اوسع المديات امامه ليقول ويعارض وينتقد ويكشف ويفضح مواطن الفساد، آمناً مطمئناً غير خائف من زوار الفجر او معتقلات الظلام. اعتقد اننا ذاهبون نحو تقاليد مجتمع مدني حقيقي لا سلطة فيه الا للقانون و الحق، مع وجوب الاعتراف ان للقاضي العادل فائق زيدان الفضل الاكبر فيما نحن فيه وفيما سنكون عليه باذن الله.

*الحاق / وانا اكتب مقالي هذا شاهدت في مقاطع فيديو عديدة الاخبار المؤلمة لاحداث اليوم وكيف تصدت قوات مكافحة الشغب بعدوانية و تجبر واعتداء اثيم على ابنائنا وبناتنا من خريجي المجموعة الطبية (اطباء وصيادلة واطباء اسنان) بسبب تظاهرهم مطالبين بحقهم في العمل والتعيين، ثم الاعتقالات الجائرة التي تمت بحقهم، ثم التصدي الشجاع العادل للسيد رئيس مجلس القضاء الاعلى وامره بالافراج الفوري عنهم، كأعظم اشارة لجميع السلطات ان السيادة للقانون والدستور وان القضاء لن يسمح بعودة اي شكل من اشكال الدكتاتورية والقمع ومصادرة الرأي الاخر والاعتداء على حقوق المواطنين، وانه ليس من سلطة مطلقة منفلتة تحكم بامرها ومشيئتها فحسب بعد الان.
الا يستحق هذا الرجل العادل ان نقول له : سلمت يداك وطال عمرك وتبارك حضورك لانك حفظت اول قلاع الدولة وآخرها من ان تستباح وتسقط !!؟؟؟

(1) زهير الغرباوي كائن طحلبي منقرض وصل في فوضى الحكم التي عمت البلد بعد الاحتلال الى منصب رئيس جهاز المخابرات، وهو مطيرچي مشهور، وصل به الامر الى عمل برج طيور داخل جهاز المخابرات وتخصيص ضابط برتبة رائد لمتابعة الطيور وشراء الدخن ومزاوجتهن والهتاف لهن بكش عاع عند الطيران
لا حول ولا قوة الا بالله

سعد الاوسي

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات فائق زیدان

إقرأ أيضاً:

عيد محور المقاومة الذي لا يشبه الأعياد

 

أكثر من خمسين ألف شهيد كتبت أسماؤهم ودونت في رضوان الله ومستقر رحمته؛ نساء وأطفال وشيوخ، وأكثر من مائة وخمسين ألف جريح؛ وما يزيد على مليوني ألف إنسان تخلت عنهم الإنسانية الزائفة وسلمتهم للإجرام فطردهم إلى العراء بعد ان دمر منازلهم وتركهم؛ ومازال يلاحقهم ليقضي عليهم ويبيدهم في الخيام التي نُصبت لإيوائهم ؛يكابدون الحصار القاتل والقتل والإبادة ويعايشون مرارة الخذلان وتكالب الإجرام لأن إمبراطورية الإجرام أرادت القضاء عليهم لانهم يؤمنون بالله الواحد القهار ولا يؤمنون بالنصرانية أو اليهودية، فصهاينة العرب والغرب يرون التخلص منهم ديناً وعقيدة .

أرسلوا الدعم والتأييد (ملوك وزعماء وأمراء العالمين العربي والإسلامي)للمجرمين واستعانوا بهم على استكمال جرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية ونسقوا جهودهم وتخلوا عن جهادهم سراً وعلانية؛ واحتفلوا بالعيد بعد أن قتلوا وسجنوا كل من يقول كلمة الحق؛ وكل مناصرٍ ومؤيدٍ لمظلومية غزة وفلسطين ؛وصهاينة الغرب قدموا كل أشكال الدعم من الأسلحة الحديثة والمتطورة والمواقف السياسية والاقتصادية، يريدون القضاء على غزة وتدميرها وتهجير أهلها وسكانها لأن تعاليم التوراة المحرفة ميزت بين المدن القريبة –لا يستبق منها أحدا- أما المدن البعيدة فيتم استعبادها وتسخيرها، وخير مثال على ذلك خدمة وتسخير أنظمة الدول العربية والإسلامية لخدمة المشروع الصهيوني الصليبي.

‌محور المقاومة يشكلون الاستثناء، غزة بمقاومتها وصمودها واليمن بدعمه وإسناده وعدم قدرتهم على تطويعه وجعله حديقة خلفية للأنظمة المستعبدة والمسخّرة لليهود، وإيران بعدم قدرتهم على الإحاطة ببرامجها النووية والاستراتيجية ودعمها للمقاومة، أما سوريا فقد زال الخطر وأمن جانبها بعد إسقاط النظام السابق.

محور الإجرام الذي يصفه -نتن ياهو- بمحور الخير يطمح إلى إبادة محور المقاومة يحارب اليمن ويقتل في لبنان وسوريا ويضرب ويهدد إيران ويتوعد بالجحيم، وصدق الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم أن الأعور الدجال يخوّف الناس بالجحيم والحقيقة عكس ذلك فناره نعيم؛ وهو يوهم نفسه بقدرته على تحقيق انتصار بوحشيته وإجرامه وفساده وطغيانه.

تعقد ناشطة يهودية مقارنة بين حال الحلف الإجرامي قبل وبعد الطوفان (كنا نعتقد اننا دولة لا تهزم قوية ومدعومة من أقوى دول العالم وأن المستقبل أمام الفلسطينيين معدوم سيستسلمون ويرضخون للأمر الواقع ؛الطوفان قلب الأمر رأسا على عقب واتضح أننا الطرف الذي سينهار أولاً ؛الفلسطينيون لن يتراجعوا ؛يقاتلون مقتنعين إن الله معهم وإنها معركتهم المصيرية وسيقاتلون حتى النهاية ؛يخرجون من تحت الإنقاض والركام ليقاتلوا بلا ماء ولا طعام؛ يدفنون أطفالهم ونساءهم ثم يعودون للقتال ؛اما نحن نقاتل لأننا مجبرون اذا رفضنا سنُعامل كخونة ولا خيار آخر إما ان نطرد أو نسجن وكل شيء ينهار).

صهاينة العرب والغرب يريدون أن يمنعوا الانهيار فيدعمون الإجرام والمجرمين في معركة لها جانب واتجاه واحد للحقيقة: نصرة المستضعفين والمظلومين وتحقيق رضوان الله التزاما بأوامره ومواجهة الإجرام والظلم والطغيان بصورته وهيئته غير الإنسانية وغير الأخلاقية ، ولذلك اختلف مع رأي البرفسور طارق السويدان رعاه الله أن غالبية أهل السنة خذلوا المقاومة ونصرها الشيعة فلا سنة ولا شيعة في الخيانة والخذلان بل الجميع يد واحدة في نصرة المظلوم ومواجهة الإجرام والطغيان والاستكبار العالمي الصهيوني والصليبي؛ وإن كان الوصف يصدق على الأنظمة الحاكمة التي تتحكم في القرار السياسي للدول الإسلامية وتصنف الناس على أسس مذهبية وطائفية ؛لكن كيف يستقيم الأمر لمن يدعم ويناصر اليهود والنصارى وينشر الرذيلة ويحارب الإسلام والمسلمين إن قال إنه سنّي ؛معنى ذلك ان عبد الله بن أبي كان سنيا لأنه حالف اليهود ودعمهم وهذا غير صحيح فالخيانة والخذلان بينها الله في كتابه الكريم بقوله تعالى ((ومن يتولهم منكم فانه منهم)) وهنا أتفق مع رأي د. عبد الله النفيسي – لا تصدقوا أن للملوك والرؤساء والزعماء العرب علاقة بالإسلام حتى وان تعلقوا باستار الكعبة.

عيد غزة استثناء من كل الأعياد عيد تحقيق آيات القرآن وأثبات الإيمان الوثيق بوعود الله ، دماؤهم الزكية أكدت للعالم أن شعب فلسطين شعب الجبارين الذي لا يستسلم للهزيمة؛ أنهت أسطورة الدعاية الصهيونية والإجرام وقدم القضية الفلسطينية بأنصع صورها واكرمها وأفضلها وأنهت كل مشاريع اغتصاب الحقوق الإنسانية لفلسطين (صفقه القرن؛ وارض الميعاد؛ وخطط التهجير؛ وأرض بلا شعب لشعب بلا ارض) وكما قال الشهيد القائد حسين بن بدر الدين (لا فرج بدون موقف وبدون تضحيات ).

فبينما يعتمد المشروع الإجرامي الصهيوني الصليبي على صهاينة العرب والغرب لكن في المحصلة النهائية حتى الإجرام لا يمكنه الاستثمار في المشاريع الفاشلة والتي قد تنهار في أية لحظة وصدق الله العظيم ((إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس)) وقال تعالى ((إن تكونوا تألمون فانهم يألمون كما تألمون وترجون من الله مالا يرجون))النساء104.

وهنا اقتطف من تقرير اليهودية(الجميع يشعر بالقلق ماذا لو انسحبت أمريكا ودول الغرب ولم يأت الدعم لا تستطيع إسرائيل الاستمرار) وهو ما صرح به ترامب أن دول الخليج لا تستطيع الصمود لمدة أسبوع اذا سحبت أمريكا دعمها ولا يختلف الحال عن كيان الاحتلال لأنها حكومات إنشاها الاستعمار لخدمة مصالحه لكن جوهر الاختلاف عنها من حيث اللغة التي يتحدثون بها فإسرائيل عبرية وتلكم عربية والجامع بينهم واحد(كل شيء ينهار الجنود يفقدون رغبتهم في القتال والشباب يهربون من الخدمة ومعظم العائلات تفكر في الهجرة والثقة منعدمة في الحكومة ؛دولة تظهر قوتها للآخرين وهي تنهار من الداخل).

لم يقصر صهاينة العرب ولا الغرب في دعم كيان الاحتلال فها هي الإمارات قدمت تريليون وأربعمائة مليون دولار متقدمة على البقرة الحلوب وهناك دعم المعتمد القائم على الضفة الغربية الذي يتنفس بالرئة اليهودية وتتحكم إسرائيل بكيانه من خلال السيطرة علي مخصصات السلطة ولذلك فهو يرى (التنسيق الأمني مع الإجرام الصهيوني شيء مقدس) واجب عليه كالصلاة والزكاة والصيام وغير ذلك من أركان الإسلام وتكفل لإسرائيل بالأمن الكامل (لإسرائيل الحق بالحصول على الأمن الكامل ؛طالما انا موجود هنا في هذا المكتب لن تكون هناك انتفاضة ثالثة ابدأ)الانتفاضتان الأولى والثانية كانت تستخدم المقلاع والحجارة ، وتعهده بالقضاء على انتفاضة الحجارة وهي وسائل بدائية ؛ما بالك اذا تم استخدام الأسلحة فهنا سيكون العبء عليه كبيرا .

ولا يقل رأيه الديني باعتباره علامة السُلطة ومفتي الديار عن رأيه السياسي فقد اصدر فتوى بتكفير المسلمين لصالح اليهود (المسلم الذي يقول انني ضد اليهود فقد كفر) حيث خلط بين السياسة والدين بينما الأمر واضح ولا يحتاج إلى التلبس لكن على ما يبدو تأثر بمعظم المرجعيات التي نصّبتهم الأنظمة العربية المتصهينة لتكفير المقاومة ودعم وتأييد إجرام الحلف الصهيوني الصليبي لكنه لما لم يجد من يعينه للقيام بهذه المهمة قام بها بنفسه إرضاء لليهود والنصارى .

عيد محور المقاومة بالتصدي للإجرام وكسر طغيانه واستكباره وإظهار وجهه الإجرامي لأبشع استعمار في العصر الحديث أراد أن يرسخ بنيانه على الأرض المقدسة بعد ان غرسها في عقول وقلوب المتآمرين من صهاينة العرب والغرب باستخدام كل الوسائل والأساليب الإجرامية والحروب الناعمة وغيرها، ومع ذلك فان المصير الحتمي يؤكد انه لن يستمر إلى مالا نهاية .

الإيمان يصنع المعجزات والاعتماد على الله أساس لأنه قادر على كل شيء واذا قال لشيء كن فسيكون اما الإجرام فمهما امتلك من قوة ومهما ارتكب من الإجرام فلا يعدو ان يكون نمراً من ورق يسقط عند أول مواجهة ومقاومة ((والله غالب على أمره ولكن اكثر الناس لا يعلمون)) .

 

 

مقالات مشابهة

  • رئيس الدولة: الإمارات ماضية في تعزيز نهجها الذي يضع الصحة في قمة الأولويات التنموية
  • مجلس الدولة يشارك في المؤتمر الخامس عشر للرابطة الدولية للسلطات الإدارية في سانتياغو
  • معنى قيام الليل الوارد في أول سورة المزمل وآخرها.. الإفتاء توضح
  • برلماني: القضاء على العشوائيات كلف الدولة 40 مليار جنيه وأعاد المظهر الحضاري
  • مجلس الدولة يشارك في مؤتمر الرابطة الدولية للسلطات الإدارية العليا (IASAJ)
  • تقرير إسرائيلي: تهجير الفلسطينيين من الضفة جريمة حرب ترعاها الدولة
  • عوامل النصر.. وصناعة الفتن.
  • درع اليمن.. وسيف فلسطين.. وأمل الأمة.. وصوت الإنسانية
  • عيد محور المقاومة الذي لا يشبه الأعياد
  • بن صالح: الغرياني صوت الحق الوحيد الذي ما زال مرتفعاً مجلجلاً