لبنان ٢٤:
2025-04-24@16:02:37 GMT

طريق بعبدا غير سالكة وغير آمنة

تاريخ النشر: 4th, September 2024 GMT

طريق بعبدا غير سالكة وغير آمنة

لم يكن أحد يتوقع ألا يكون سقف خطاب رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع عاليًا، وبالتالي لم يكن أحد من المتابعين ينتظر أن يلاقي كلام الرئيس نبيه بري بما فاجأ الجميع، وبالأخصّ عندما قال إن طريق بعبدا لا تمرّ لا بعين التينة ولا بحارة حريك. فهذا الكلام وما سبقه وما سيليه لن يسهّل مهمة "اللجنة الخماسية"، التي لا تزال تراهن على بعض المتغيرات، التي من شأنها أن توصل في نهاية المطاف إلى بعبدا رئيسًا لجميع اللبنانيين، وليس رئيسًا لفئة دون أخرى.

فالرئيس الفئوي، سواء أكان يمثّل توجهات هذه الفئة من اللبنانيين أو توجهات من هم في الضفة الأخرى المقابلة للفئة الأولى، لن يستطيع أن يحكم حتى ولو استطاع أن يحصل على الـ 65 صوتًا في الجلسات التي تلي الجلسة الأولى من ضمن الجلسات المفتوحة في حال تأمن افتراضيًا نصاب الثلثين زائدًا واحدًا في الجلسة الأولى، التي يُفترض ألا يُقفل محضرها، لتليها جلسة ثانية وربما ثالثة أو أكثر حتى يتمكّن أي مرشح من الحصول على أصوات نصف النواب زائدًا واحدًا ليصبح بالتالي الرئيس الرابع عشر في روزنامة نادي رؤساء الجمهوريات.
وما دام أنه قيل إن طريق بعبدا لن تمرّ لا بعين التينة ولا بحارة حريك فإن ثمة من سيقول حتمًا أن هذه الطريق لن تمر بمعراب. وهكذا ستظّل هذه الطريق مقفلة بالحواجز السياسية، وستبقى غير سالكة وغير آمنة.  وقبل أن نفتش بـ "السراج والفتيلة" عن رئيس جديد للجمهورية كان حري بجميع من توالوا على المسؤولية، أيًّا تكن درجاتها ومستوياتها، أن يبنوا للأجيال الطالعة جمهورية بدلًا من تهديم ما تبقّى منها. فلو كان عندنا جمهورية قائمة بحدّ ذاتها، وفيها مؤسسات متكاملة فيها الأدوار الإنمائية والخدماتية، لمّا كنا في حاجة إلى كل هذا الجهد لإسقاط ما يخطر على بالنا من مواصفات ومن أوصاف تتلاءم مع شخصية فلان ومزاج علتان. بل كنا ذهبنا إلى البحث عن البرامج وليس عن أشخاص، عن برامج تحاكي تطلعات الشباب، الذين أصبح أكثر من نصفهم تقريبًا خارج الوطن، يفتّشون عن فرص عمل لم يجدوها داخل الحدود، بعدما أصبح الغرباء يسابقونهم على لقمة العيش. 

فلو كان لبنان كما كانت عليه أوضاعه قبل هذه السنوات الثلاث، وإن على "زغل"، لأمكن الإتيان برئيس عادي لإدارة الأزمة، وأقّله لمنع تفجّرها من الداخل تمامًا كما حصل بين ليلة وضحاها حين انهار القطاع المصرفي من دون سابق إنذار. وقد بدأت تباشير الانفراج الجزئي بتوقيف الحاكم السابق لمصرف لبنان رياض سلامة. أمّا وقد وصلنا إلى ما وصلنا إليه من اهتراء فلم يعد بمقدورنا حتى التوافق بين "شمال" و"جنوب" (تعبير مجازي) على مواصفات رئيس المرحلة الآتية، وهي مرحلة تُقرأ من عناوينها العريضة. 
أعطونا مجلسًا نيابيًا غير منقسم على نفسه، وغير مشتّت الأهواء والانتماءات، وإن كان في التنّوع غنىً، نعطيكم رئيسًا يحترم قسمه على الدستور، ويحلف بالله العظيم أنه "يحترم دستور الامة اللبنانية وقوانينها ويحفظ استقلال الوطن اللبناني وسلامة اراضيه".
ولو كان المشرّع الذي وضع نصّ هذا الحلف لا يزال حيًّا حتى أيامنا هذه لكان أضاف عليه التالي: "أن أصون وحدة الشعب والأرض والمؤسسات، وأن أحافظ على كرامة الناس في عيشهم الكريم، وأن أعمل على أن ينأى لبنان بنفسه عن صراعات الآخرين، وألا يكون طرفًا ضد طرف آخر في المنطقة، وألا ينحاز إلا لما يعزّز النمو الاقتصادي، وأن أبذل كل جهد لترسيخ المواطنة الحقيقية في النفوس قبل النصوص".
عن أي رئيس نفتش في الوقت الذي لم يعد عندنا جمهورية؟  
فالمواقف التي صدرت بعد كلمة بري أظهرت بما لا يقبل الشك ان فرص التلاقي المباشر بين الأطراف اللبنانية غير ممكنة، ما دام كل فريق يرفض التقدم خطوة نحو الآخر ويتمسك بشروطه، وبالتالي نحن أمام خيارين: إما بقاء طريق القصر الجمهوري غير سالكة، وحتى طريق المجلس النيابي أيضا، او ان المطلوب تدخل خارجي يستطيع ان يقرب بين وجهات النظر المتباعدة والمصرة على عدم الاتفاق لأكثر من سبب، إما بداعي الاختلاف على المرشح الرئاسي أو لأن الظروف الإقليمية والدولية غير مهيأة للقيام بمبادرة كهذه تساهم في وضع قطار الحل على سكته الصحيحة. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: رئیس ا

إقرأ أيضاً:

العالم المصري الذي ساهم في جعل المدفوعات عبر الإنترنت آمنة.. من هو؟

أصبحت التجارة الإلكترونية جزءا لا يتجزأ من عالم الإنترنت اليوم مع وجود العديد من الخدمات والمنصات التي تتمحور حولها وتحاول تسهيل هذه التجربة على سواء المتسوق أو مالك المتجر، ولكن كل ما نراه اليوم من تطور في قطاع التجارة الإلكترونية لم يكن ممكنا دون مساهمة طاهر الجمل العالم المصري الذي التحق بوادي السيليكون في مطالع ثورة الإنترنت.

ساهم طاهر الجمل في تسعينيات القرن الماضي في ابتكار معايير التشفير الآمن "إس إس إل" (SSL)، وهو المعيار المعتمد في يومنا هذا لتأمين المدفوعات عبر الإنترنت بشكل عام، وبفضل هذا الابتكار، ولدت التجارة الإلكترونية وخدمات البيع عبر الإنترنت بشكل عام، فمن طاهر الجمل؟ وكيف ساهم في هذا الابتكار الحيوي في عالم الإنترنت؟

معيار التشفير يعمل على تشفير البيانات التي يتم نقلها عبر الإنترنت لحمايتها من الاختراق والسرقة (شترستوك) شغف بالتشفير منذ البداية

ولد طاهر الجمل في القاهرة عام 1955، ودرس بجامعة القاهرة حتى حصل على شهادة البكالوريوس قبل أن يتوجه إلى جامعة ستانفورد ليكمل دراسته الأكاديمية ويحصل على الماجستير والدكتوراه في الهندسة الكهربائية.

يصف المقربون من طاهر حبه الواسع للرياضيات ودراسة الأرقام بشكل عام، ومن بين هذا العلم الواسع، انجذب بشكل غير مبرر إلى علوم التشفير، وقد وصف في إحدى مقابلاته حبه لهذا العلم قائلا إن التشفير هو أجمل استخدامات الرياضيات وأرقاها.

إعلان

وفي قاعات جامعة ستانفورد، وجد طاهر من يشاركه شغفه، إذ درس علوم التشفير على يد مارتن هيلمان، وهو أحد مخترعي مفاتيح التشفير العامة التي عرفت لاحقا باسم مفاتيح تبادل ديفي-هيلمان وكونت الأساس الذي بنيت عليه تقنية التشفير ثنائية الأطراف.

ونشر طاهر الجمل بحث الدكتوراه الخاص به في عام 1985 تحت عنوان "نظام تشفير المفتاح العام ونظام التوقيع القائم على اللوغاريتمات المنفصلة"، وبفضله، ولد بروتوكول طبقة مآخذ التوصيل الآمنة الذي تطور لاحقا ليصبح مفاتيح "إس إس إل" (SSL) البارزة للتشفير، وفي عام 2019، تشارك جائزة "ماكروني" (Macroni) مع بول كوتشر لمساهمتهم في ابتكار مفاتيح التشفير الآمنة عبر الإنترنت.

مناصب قيادية عدة

قدم طاهر الجمل مساهمته العظيمة في مجال التشفير عبر الإنترنت أثناء عمله في مؤسسة "نتسكيب للاتصالات" (Netscape Communications) في الفترة بين 1995 و1998، ثم انتقل ليصبح مديرا لقسم الهندسة في شركة "آر إس إيه للأمن السيبراني" (RSA Security)، ولاحقا أسس شركة "سيكوريفاي" (Securify).

ولاحقا استحوذت مجموعة "كرول-أوغارا" (Kroll-O’Gara) الاستثمارية على شركته الناشئة "سيكوريفاي" ليصبح طاهر الجمل مديرا لقسم أمن المعلومات بالمجموعة الاستثمارية، وفي عام 2000 تم تمويل "سيكوريفاي" بشكل خاص وعاد الجمل ليصبح رئيسًا تقنيا للشركة في الفترة بين عام 2001 و2004، وفي عام 2008، التحقت "سيكوريفاي" بمجموعة "ماكافي" (McAfee) الشهيرة.

وشغل طاهر الجمل بعد ذلك مجموعة من المناصب الإدارية البارزة، وفي عام 2008، شغل منصب المدير التقني للأمن في شركة "سيلزفورس" (SalesForce) وظل في منصبه حتى عام 2023 عندما انتقل للعمل في شركة "إيفولوشن إكويتي" (Evolution Equity) وهو اليوم يشغل منصب شريك إداري في المجموعة.

ما معيار تشفير "إس إس إل"؟

تعد المساهمة في ابتكار بروتوكول "إس إس إل" إحدى أبرز النقاط المضيئة في رحلة طاهر الجمل، وهو المعيار الذي يوفر مصادقة وخصوصية لجميع أنواع الاتصالات عبر شبكة الإنترنت، وقد تطور البروتوكول مؤخرا ليصبح يعرف باسم "تي إل إس" (TLS) وهي اختصار طبقة النقل الآمنة.

إعلان

وبشكل عام، يعمل معيار التشفير على تشفير البيانات التي يتم نقلها عبر الإنترنت لحمايتها من الاختراق والسرقة، ثم يقوم بالتحقق من هوية الأجهزة التي تحاول الوصول إلى هذه البيانات، وعندما يتم هذا التحقق، يقوم المعيار بإتاحة البيانات مباشرة للجهازين.

كما أن المعيار يقوم بترميز البيانات رقميا من أجل الحفاظ على دقة البيانات والتحقق منها، وهو ما يتيح تتبع البيانات والتأكد إن كانت هذه البيانات سليمة أو تم التلاعب بها، مما يجعل دور المعيار محوريا في عملية تأمين المدفوعات والبيانات عبر الإنترنت.

وتمتاز المواقع التي تستخدم معيار "إس إس إل" أو "تي إس إل" بوجود رمز "إتش تي تي بي إس" (HTTPS) في شريط العنوان الخاص بها.

تعد المساهمة في ابتكار بروتوكول "إس إس إل" إحدى أبرز النقاط المضيئة في رحلة طاهر الجمل (شترستوك) شكل الإنترنت بدون طاهر الجمل

رغم كون الدور البارز الذي لعبه طاهر الجمل في تأمين الإنترنت بعيدا عن نظرات العامة، فإنه ساهم بشكل كبير في تشكيل الإنترنت كما نعرفه اليوم، ومحاولة تخيل الإنترنت بدون هذه المساهمة تقودنا إلى نسخة مشوهة مما نعرفه اليوم.

في البداية، لن توجد أي مواقع آمنة بشكل كامل، وهو ما يجعل التعامل مع مواقع الإنترنت أمرا صعبا، إذ تجد نفسك قلقا من مشاركة بياناتك الخاصة مع أي موقع موجود على الإنترنت، لأن هذه المواقع ستكون عرضة للهجمات السيبرانية بشكل مستمر.

وحينها، يفقد الإنترنت العديد من الخدمات المهمة والبارزة الموجودة فيه اليوم، فستختفي جميع المتاجر الإلكترونية وخدمات الدفع عبر الإنترنت، لأنه لن يكون آمنا، كما تفقد خدمات الحكومة الإلكترونية وخدمات التوقيع الرقمي أهميتها بسبب خطورة استخدام الإنترنت.

لذلك، يمكن القول إن طاهر الجمل هو أحد الأسباب الرئيسية في تطور الإنترنت كما نعرفه اليوم، وبدونه، كان الإنترنت سيشبه الشبكات المظلمة التي تعرضك للاختراق في كل ثانية.

إعلان

مقالات مشابهة

  • العالم المصري الذي ساهم في جعل المدفوعات عبر الإنترنت آمنة.. من هو؟
  • الجيش يوقف 3 أشخاص في منطقتَي برج البراجنة – بعبدا وحورتعلا – بعلبك
  • التقرير الاقتصادي الفصلي لبنك عوده: تعدّد التحدّيات الاقتصاديّة التي تواجه العهد الجديد
  • طهران تصف عقوبات أمريكا الجديدة بـالاستكبارية وغير القانونية
  • رئيس الجمهوريّة مُتفهم. ..ولا إشكاليّة بين بعبدا والحزب
  • ماريال ميشال معوض تلتقي السيدة الأولى في قصر بعبدا
  • إستهداف بيك اب على طريق بلدة الحنية
  • الدفاع المدني: شهيد في استهداف سيارة بمسيّرة على طريق بعورته
  • بالصورة.. انقلاب سيارة على طريق الشويفات
  • صدمته سيارة مسرعة على طريق جل الديب... شاهدوا الفيديو المروّع!