خريجو المهن الصحية في العراق.. مطالب قانونية في مواجهة عنف أمني مفرط
تاريخ النشر: 4th, September 2024 GMT
رغم أن تظاهرات خريجي المهن الصحية والطبية تتواصل في العراق منذ أشهر للمطالبة بالتعيين المركزي في مؤسسات الدولة، وفق القانون، فإن الحكومة لم ترد بجدية على هذه الدعوات إلا بعد وقوع أحداث عنف ضد المتظاهرين الثلاثاء، تسببت في موجة من الاستياء الشعبي.
وتسلط التظاهرات التي ينظمها خريجو الكليات "المهن الصحية" الضوء على معاناة هذه الشريحة من المجتمع، وتؤكد على حقوقهم في التوظيف.
وينص القانون رقم 6 لعام 2000 على تعيين خريجي كليات المهن الطبية والتمريض والرعاية الصحية، وهو ما أقر به وزير الصحة صالح مهدي الحسناوي في مؤتمر صحفي العام الماضي.
وتقول الناشطة الباحثة في الشأن السياسي، نهاد الشمري، في حديث مع موقع "الحرة": "كان من المعروف أن خريجي كليات المهن الصحية من الطب والصيدلة والتمريض وغيرهم يعينون فور تخرجهم، لكن هذا الأمر توقف في الفترة الأخيرة بسبب عدم وجود ميزانيات تغطي المرتبات للأعداد الهائلة من الخريجين".
وقالت إن هؤلاء المتظاهرين "دخلوا هذه المعاهد والكليات الطبية على أمل أن يتعينوا في القطاع الحكومي لكن صدموا أن هذا الأمر قد توقف".
ويؤكد رئيس المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان العضو السابق في مفوضية حقوق الإنسان العراقية، فاضل غراوي، أن الدولة عليها أن تكفل حق العمل وبضمنه توفير فرص العمل للخريجين والتعيينات في المؤسسات الحكومية، خاصة أن هناك قوانين صدرت سابقا بتعيين خريجي المهن الصحية، وبالتالي هم يطالبون بتطبيق هذا القانون أسوة بأقرانهم الذين تم تعيينهم".
ويشير غرواي في حديثه مع موقع "الحرة" إلى أن "القانون لم يتغير ولكن موازنة عام 2024 لم تتضمن مخصصات مالية لتعيين حملة الشهادات العليا بعكس ميزانية العام السابق، ولذلك هم يطالبون بأن تتضمن ميزانية عام 2025 المبالغ التي تضمن تعيينهم".
عدد هائلوتلفت الناشطة السياسية نهاد الشمري إلى أن التضخم الاقتصادي والترهل الوظيفي قد أثرا سلبا على قدرة الحكومة على استيعاب جميع الخريجين.
وقالت إن الحكومة الحالية تتحدث عن تفعيل القطاع الاقتصادي الخاص والمشترك بغية إنجاز حلول لهذا الملف وتوفير فرص عمل، لكن هذا الموضوع يتطلب وقتا وخططا وهو ليس حلا آنيا ولذلك خرج الطلاب ليطالبوا بحقوقهم وإيجاد حلول سريعة للمشكلة.
وعزت الشمري سبب عدم وجود ميزانية لتعيين خريجي المهن الصحية إلى أخطاء حكومية.
وأوضحت أن "الحكومة العراقية توسعت في السنوات الأخيرة في منح رخص لجامعات أهلية بدأت تنافس الجامعات الحكومية وتخرج أعدادا هائلة من الخريجين، مما دفع الدولة إلى إيقاف التعيينات في القطاع الحكومي بسبب هذه الأخطاء".
وأشارت إلى أن التوسع في الجامعات الأهلية فاقم مشكلة التوظيف.
وقالت الشمري إن هذه السياسات الخاطئة حرمت خريجي الجامعات الحكومية ذات المعدلات العالية جدا من حقهم في التعيين لأن هناك جامعات أهلية بدأت تنافس هذه الكليات بمعدلات أقل بكثير، إذ يدفع فيها الطالب أموالا كثيرة حتى يتخرج ويساوي الطالب الحكومي، وذلك بدون وجود دراسات لقياس مدى جدوى خريجي هذه الجامعات".
وفي عام 2022، كان عدد خريجي كليات الطب 2,767، وخريجي كليات طب الأسنان 4,860. وبلغ عدد خريجي كليات الصيدلة 5,756. وفي فئة الكوادر الصحية والتمريضية، كان عدد خريجي المعاهد 14,812، وخريجي الكليات التقنية 7,648. بالإضافة إلى ذلك، بلغ عدد خريجي كليات التمريض 2,665، وخريجي معاهد التمريض 6,827، وأعداديات التمريض 91، بحسب خطاب وزير الصحة لمجلس الخدمة العامة الاتحادي لغرض المصادقة على تعيين خريجي المهن الطبية والصحية والتمريضية لسنة 2022، وفق ما نشرته وكالة الأنباء العراقية.
ويرى غراوي أنه يتوجب "على الحكومة توفير كل الإجراءات الأساسية للاستجابة لمطالبهم المشروعة من خلال تعيينهم في مؤسسات الدولة، وكذلك إمكانية إعطائهم فرصة إيجابية على اعتبار أنهم خريجون في تخصصات دقيقة مهمة للدولة العراقية".
اعتداءات أمنيةواستخدم بعض عناصر قوات الأمن العنف المفرض لفض تظاهرة خريجي المهن الصحية بما في ذلك الضرب بالهراوات واستخدام خراطيم المياه، مما أدى إلى حدوث إصابات بين المتظاهرين، بحسب غراوي.
.
يا ترى ما هي الجريمة التي ارتكبها المتظاهرون من ذوي المهن الصحية غير المطالبة بحقهم المشروع لكي يتم قمعهم بهذه الطريقة الوحشية والمشينة من قبل قوات مكافحة الشغب..
رغم كل القمع، على الحكومة ان تعي انه سيأتي اليوم الذي تبدا فيه شرارة ثورة لايمكن اخمادها.. #جبناء pic.twitter.com/MJ7QZlAHSk
وأثارت هذه الممارسات ردود فعل قوية من نشطاء المجتمع المدني، بعد انتشار مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي. ودعت منظمات حقوق الإنسان الحكومة إلى تحقيق شامل ومحاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات.
واعتبر الروائي العراقي أحمد سعداوي في تغريدة على منصة "أكس" أن السلطة في بلاده "لا تتعلم أبدا".
الصورة: من تظاهرات اليوم لخريجي المهن الصحيّة، التي واجهتها قوات مكافحة الشغب بعنف مبالغ به، وسقط على إثر ذلك العديد من الجرحى، بالاضافة الى الضرب والاهانات واستخدام الالفاظ النابية والشتائم مع النساء والفتيات.
.
السلطة في العراق لا تتعلّم أبداً.
.#أحمد_سعداوي pic.twitter.com/AG4I1GHn5U
وأدان غراوي الذي كان عضوا في المفوضية العليا لحقوق الإنسان سابقا، الاعتداءات الأمنية واعتبرها انتهاكا صارخا لحقوق المتظاهرين.
قمع وحشي لذوي المهن الصحية بعد خروجهم بتظاهرة كبيرة للمطالبة بفرصة عمل في مؤسسات الدولة،
في الإعلام تقدم نفسها الحكومة على انها اب حنون على شعبها وعلى ارض الواقع قمع وحشي وضرب غير مبرر للشباب المتظاهر.. pic.twitter.com/6ypO5AIQDz
وطالب الحكومة باتخاذ إجراءات حازمة ضد أفراد الأمن المتورطين في استخدام العنف، وضمان توفير فرص العمل للخريجين وفقاً للقوانين السابقة.
استجابةً لهذه الأحداث، وجه رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني قيادة العمليات المشتركة بالتحقيق في ملابسات الاعتداءات التي حدثت خلال التظاهرات.
وأكد على أهمية تواجد القوات الأمنية في موقع التظاهرات المستقبلية لتفادي تكرار الحوادث.
وأضاف أن هناك لجنة برئاسة وزير الصحة ستقدم تقريراً حول وضع خريجي المهن الصحية وتحديد الحلول القانونية خلال أسبوع.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: خریجی المهن الصحیة خریجی کلیات عدد خریجی
إقرأ أيضاً:
التعاون الثنائي والأزمة السورية على رأس مناقشات رئيس الحكومة العراقية ووزير الدفاع الإيطالي
أكد محمد شياع السوداني، رئيس مجلس الوزراء العراقي، اليوم السبت، بأن حكومة بلاده تعمل على تقييم الأوضاع في سوريا، من أجل اتخاذ القرارات اللازمة.
وقال المكتب الإعلامي لـ«السوداني» في بيان: إن «رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، استقبل وزير الدفاع الإيطالي جويدو كروسيتو وجرى خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية، وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، وخصوصاً في الجوانب الأمنية، وبما يحقق المنفعة المتبادلة بين البلدين الصديقين»، وفقًا لما نقلته وكالة الأنباء «واع».
وأضاف البيان: «أشاد رئيس الوزراء بالدور الإيطالي لدعم العراق من خلال التحالف الدولي وبعثة الناتو»، مشيراً إلى استعداد العراق للتعاون مع الدول الصديقة، لتثبيت الاستقرار في المنطقة، لما له من تأثير على الأمن العالمي.
وأكد البيان على ضرورة تضافر الجهود والعمل على مساعدة السوريين على إدارة شؤون بلدهم، من دون أي تدخل يتجاوز على سيادة ووحدة الأراضي السورية، لافتًا بأن الحكومة العراقية تعمل على تقييم الأوضاع في سوريا، من أجل اتخاذ القرارات اللازمة بتطوراتها.
وأوضح البيان أن وزير الدفاع الإيطالي جويدو كروسيتو نقل تحيات رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني، وتطلعها لزيارته إيطاليا، مؤكدا رغبة بلاده في توسيع علاقاتها مع العراق، انطلاقاً من الشراكة والتعاون القائم بين البلدين، واستعدادها لدعم استقرار المنطقة.
واختتم بيان المكتب الإعلامي لرئيس وزراء العراقي، بأن العراق يخطو بثبات لاستعادة دوره في المنطقة.
اقرأ أيضاًرئيس وزراء العراق: بعثتنا الدبلوماسية باشرت مهامها في دمشق.. وهدفنا وحدة وسلامة سوريا
رئيس وزراء العراق يؤكد وقوف بلاده مع وحدة الأراضي السورية
رئيس وزراء العراق: موقفنا ثابت بشأن الحفاظ على أمن سوريا وسيادة أراضيها