أكد السفير حسام زكي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، أن اختلاف المصالح الوطنية للدول العربية عن المصالح الإقليمية المشتركة يحول دون توحيد جهودهم وتحقيق الأهداف العربية المنشودة، قائلا : "أن الشرق الأوسط منطقة محط أنظار ومطمع، والطرف الآخر بالفعل يخطط لإضعافنا ، لكننا نفتقر إلى التخطيط، حيث تتعامل أغلب الدول العربية بناءً على مصالحها الوطنية أكثر من المصالح الإقليمية".

جاء ذلك خلال استضافت لجنة الشؤون العربية والخارجية بنقابة الصحفيين، السفير حسام زكى في حوار مفتوح حول تداعيات الصراع الحالي بمنطقة الشرق الأوسط ودور جامعة الدول العربية، بتنظيم جمال عبد الرحيم سكرتير عام النقابة، و حسين الزناتي وكيل النقابة ورئيس اللجنة الشؤون العربية .

 

شبكة الأمان العربية

 

وأوضح "زكي" أن هناك تقصيرًا في الجهود العربية المتعلقة بشبكة الأمان العربية، مما أدى إلى إحباط لدى الفلسطينيين لعدم تحقيق الأهداف المرجوة. وتابع قائلا "ليس كل الدول مقصرة، فبعضها يساهم، ولكن لأسباب متعددة لا يتم الإعلان عن هذه المساهمات". 

وأشار إلى أن الدول العربية التي ترغب في تقديم الدعم للدول التي تواجه كوارث تسعى لتحقيق ذلك بشكل فردي، لكن الجامعة العربية تعمل على أن يكون جزء من هذا الدعم تحت مظلتها، مؤكدًا ضرورة توحيد الجهود لتحقيق الأهداف العربية المشتركة.

مصير المخططات الإسرائيلية

وفيما يتعلق بمخططات إسرائيل  لتقسيم المنطقة، قال السفير زكي: "لست مؤمنًا بحتمية تنفيذ السيناريوهات التي تُحاك ضدنا، لكنني أدرك أن الطرف الآخر يجمع القوى ويقدم أطروحات". واستشهد بما حدث في عام 2003، حيث لم تُنفذ السيناريوهات ضد العراق، بل فرض الواقع الميداني نفسه.

وقال: " إذا تمسك الطرف الفلسطيني والعربي بثوابت معينة فإن كل السيناريوهات الإسرائيلية ستذهب مع الريح، وان مصير هذه السيناريوهات التجاهل ، لان الاهداف تتحقق ميدانيا قبل ان تتحقق سياسيا"

وفيما يخص الوضع في اليمن، أكد زكي أن الجامعة العربية تدعم الشرعية وتلتزم بقراراتها ضد التمرد الحوثي. أما عن لبنان، فشدد على تعقيد الوضع هناك، مشيرًا إلى أهمية الدعم من الدول مثل مصر وقطر والسعودية للوصول إلى حلول.

كما أوضح السفير زكي أن لبنان يواجه تحديات معقدة خاصة مع وجود حزب الله الذي يخوض مواجهات مسلحة ضد إسرائيل، مما أدى إلى دمار في جنوب لبنان. وأعرب عن أمله في أن ينعم لبنان بالسلام والاستقرار.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: دور جامعة الدول العربية المصالح الإقليمية السفير حسام زكي المخططات الإسرائيلية اليمن لبنان الدول العربیة

إقرأ أيضاً:

عمار: الحديث عن المساس بالدعم نوعاً من «الغباء الاقتصادي»

قال فوزي عمار خبير اقتصادي:” لا يُنكر عاقل أن للدعم وجهاً آخر قد يتحول من أداة حماية اجتماعية إلى عبء اقتصادي إذا أُسيء تطبيقه،لكن الفرق بين “الغباء الاقتصادي” و”الحكمة الاجتماعية” يكمن في كيفية إدارة هذا الدعم”.

وأضاف عمار، عبر حسابه على “فيسبوك” :” يعتقد البعض أن الدعم على بعض السلع هو خسارة اقتصادية، متناسيا أن كبار الدول مثل بريطانيا تدعم الصحة مثلا 188.5 مليار باوند سنويا”.
ولفت إلى أن بعض الدول تخسر لشراء السلم المجتمعي، فليس كل خسارة هي خسارة بل أن الاقتصاد ليس أرقام فقط، بل أحيانا تخسر الدولة من أجل كرامة المواطن صاحب المال، فالاقتصاد الجزيء الذي يٌنبى على الربح يختلف عن الاقتصاد الكلي للدولة”.
ونوه بأن الفلسفة التي تدعوا لخلق طبقتين هما عمال ورأس مال لخلق دولة صراع ديمقراطي مازلنا بعيدين عنها”.
وأكد ان الدعم متواجد في مختلف الهويات الاقتصادية، وهذه نماذج لبعض الدول التي لديها دعم: فبريطانيا ليس وحدها من الدول الكبرى التي تلجأ للدعم بل فنلندا والسويد والنرويج تدعم التعليم والصحة فهي مجانية، وكندا تدعم التعليم العالي بمنح كبيرة، وفرنسا تدعم التأمين الصحي الإلزامي، والإمارات تدعم المشروعات الصغرى والمتوسطة والبرازيل تدعم الفقراء للارتقاء بحياة كريمة.
وأفاد بأن الجدل حول الدعم هو في الحقيقة جدل حول أولويات الحكومات ورؤيتها للمواطن، فالدولة التي ترى شعبها مجرد أرقام في جداول الميزانيات ستسارع إلى قطع الدعم باسم “الترشيد المالي”، أما الدولة التي تعتبر الإنسان ركيزة التنفس فستسعى إلى
عدم المساس بالدعم”.
وتابع عمار:” القضية ليست “دعم أم لا دعم”، بل “كيف نُحسن الدعم” لنصنع اقتصاداً يُحقق التوازن بين العقل والقلب، والأهم من ذلك، أن الدعم يجب أن يكون جسراً للإصلاح، لا بديلاً عنه، وقبل كل هذا يبقى السؤال الأهم هو كيف نوزع الثروة على الناس حتى لا يضطرون للدعم”.
وتابع:” لم يعد السؤال “هل نلغي الدعم؟”، بل “كيف نعيد اختراعه؟”، فالدعم في القرن الحادي والعشرين يجب أن يكون نظاماً ذكياً مرتبطا بالتنمية”.
واستطرد عمار قائلا:” في خضم الجدل حول الدعم الحكومي للسلع الأساسية، يغفل الكثيرون عن الحكمة العميقة الكامنة وراء هذه السياسات، فالدعم ليس مجرد إنفاق عشوائي يُثقل كاهل الموازنة العامة، بل هو استثمار حقيقي في الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي”
وقال عمار:” عندما تتدخل الدولة لضمان أسعار معقولة للخبز أو الوقود أو الكهرباء، فإنها لا تحمي فقط الفئات الهشة من الغلاء، بل تحافظ أيضًا على تماسك المجتمع وتجنبه موجات الغضب والاضطرابات التي قد تكبد الاقتصاد خسائر أكبر بكثير من تكلفة الدعم نفسه.
وأشار إلى أن الحديث عن المساس بالدعم في ظل غياب الدولة مثل ليبيا يعتبر نوعا من “الغباء الاقتصادي” أو ما يمكن أن نطلق عليه (الغباء المدعوم).
ولفت إلى أن رفع الدعم أو استبداله في هذه الظروف تبسيط يفتقر إلى الرؤية الشمولية في ظل دولة لا تملك مواصلات عامة ولا طيران اقتصادي ولا سكك حديد.
وشدد على أن أن تحويل الدعم إلى نقدا سيزيد من حجم التضخم فكل شيء مرتبط بالوقود من الخبز إلى نقل الدواء إلى تذاكر السفر، كما أن الحكومة غير قادرة على توفير المرتبات في موعدها فلا بالك باظافة الدعم النقدي.
وأضاف أن المواطن لم يعد يثق في الحكومة التي وعدته بدفع نقدا للدعم على المواد الغذائية ولم يرَ ذلك نهائيا.
وأوضح أن الحل في جودة العملية الظبطية لأن مهما رفعنا السعر سيظل يهرب الوقود، فمثلا في السودان سعر اللتر يصل إلى 6 دينانير ليبية مهما رفعت الدعم ستظل هنالك فرصة للتهريب”.
واختتم عمار قائلا:” إن الاقتصاد الناجح ليس ذلك الذي يحقق فائضاً مالياً على الورق فقط، بل الذي يضمن حياة كريمة لمواطنيه ويبني مجتمعاً متوازناً قادراً على النمو المستدام، لذلك، قبل إطلاق الأحكام، علينا أن نسأل: هل نريد اقتصاداً يخدم البشر، أم بشراً يُضحَّى بهم في سبيل اقتصاد وهمي؟”.

مقالات مشابهة

  • عمار: الحديث عن المساس بالدعم نوعاً من «الغباء الاقتصادي»
  • ما هي الشبكة الكهربائية الأوروبية المشتركة التي شهدت تعطلاً اليوم؟
  • الخارجية: الحرب التي تخوضها ميليشيا الجنجويد بالوكالة عن راعيتها الإقليمية موجهة ضد الشعب السوداني ودولته الوطنية
  • مصر تتصدر الدول العربية في إنتاج الصلب خلال مارس 2025
  • خبير سياسي: المصالح الدولية والإقليمية تتشابك في ليبيا
  • ما دلالات تأخر السفير الإيراني في تلبية استدعائه من قبل لبنان دبلوماسيًا وسياسيًا؟
  • السفير البحريني: علاقات تاريخية وراسخة مع الكويت سطّرتها المواقف والشواهد المشتركة
  • حماس: غزة دخلت مرحلة المجاعة ونناشد الدول العربية كسر الحصار
  • تعزيز التعاون الاقتصادي.. اجتماع بين حكومة الوحدة الوطنية ومكتب الممثل التجاري الأمريكي
  • خبراء مصريون يرفضون التهجير ويطالبون بتفعيل مبادرة السلام العربية